المغرب ترفض المساعدات الجزائرية
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية في بلاغ نشرته أمس الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 على صفحتها بفيسبوك أنّ الجزائر تلقت رداً رسمياً من المملكة المغربية أعربت فيه عن عدم حاجتها للمساعدات الإنسانية المقترحة إثر الزلزال الذي ضرب عدّة مناطق من البلاد قبل أيام.
وأكّدت أن وزير العدل بالمملكة المغربية أعلن في تصريح إعلاميّ قبول المساعدات الإنسانية المُقترحة من قبل الجزائر، على أن يتم إيصالها بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية المغربية.
وعلى هذا الأساس أبلغت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية نظيرتها المغربية، عن طريق القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء والقنصلية العامة للمغرب بالجزائر، بالتدابير التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لتعبئة ثلاث طائرات ذات سعة كبيرة بُغية نقل مساعدات إنسانية إلى المغرب تتماشى مع الاحتياجات الضرورية في حالات الكوارث الطبيعية. كما تَواصَل القنصل العام للجزائر بالدار البيضاء مع خلية الأزمة المُنشَئة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية المغربية بُغية ترسيم عرض الجزائر تقديم مساعدات إنسانية.
وتابعت وزارة الخارجية الجزائرية في بلاغها "في الوقت الذي استُكملت فيه العملية وبعد إلحاح من السلطات الجزائرية المُختصة طيلة ظهيرة وأمسية البارحة، تواصلت وزارة الشؤون الخارجية المغربية مع القنصل العام للجزائر بالدار البيضاء قبيل مُنتصف ليلة أمس، حيث أبلغ المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية المغربية القنصل الجزائري بأنه وبعد التقييم، فإنّ المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المُقترحة من قبل الجزائر".
وختم البلاغ بأن الحكومة الجزائرية تأخذ علماً بالرد المغربي الرسمي الذي تستخلص منه العواقب البديهية.
ويُذكر أن المغرب كان قد وافق يوم الأحد 10 سبتمبر على عروض مساعدة أربع دول لدعم جهود الإنقاذ، وهي إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات، على خلفية الزلزال الذي ضرب عدّة مناطق مساء الجمعة وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريشتر.
وحسب آخر الإحصائيات فقد أودى الزلزال بحياة 2901 شخص وإصابة 5530 آخرين.
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
تبون ومتلازمة الهوس بالمغرب…حوار لوبينيون يكشف عزلة الجزائر وزيف دعم فلسطين
زنقة 20. الرباط
في مقابلته الأخيرة مع صحيفة L’Opinion الفرنسية، حاول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مرة أخرى، تسويق صورة الجزائر كدولة قوية ذات نفوذ إقليمي. لكن خلف كلماته، برزت حقيقة عزلة بلاده وافتقارها إلى استراتيجية واضحة. تناول مواضيع متعددة، من العلاقات مع الصين والولايات المتحدة، إلى أزمة الساحل، والأوضاع في مالي وتونس، مرورًا بالصراع في غزة، لكن هوسه المعتاد بالمغرب والصحراء المغربية كان حاضراً كالعادة. ومع ذلك، كان تصريحه بشأن إسرائيل هو الأكثر إثارة للجدل.
صرّح تبون بأن الجزائر ستكون مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اليوم الذي يتم فيه إنشاء دولة فلسطينية. أراد من خلال هذا التصريح تأكيد التزام بلاده بالقضية الفلسطينية، لكنه كشف في الواقع عن التناقضات في موقفه. فعلى مدى سنوات، استخدمت الجزائر القضية الفلسطينية كورقة سياسية دون تقديم أي دعم عملي حقيقي. بينما لعب المغرب دورًا نشطًا في الوساطة وإرسال المساعدات الإنسانية، اكتفى النظام الجزائري بالخطب الرنانة التي لم يكن لها أي تأثير ملموس.
المفارقة الكبرى أن تبون، من خلال هذا التصريح، ترك الباب مفتوحًا أمام احتمال التطبيع مع إسرائيل، وهو ما سبق لنظامه أن استخدمه للهجوم على المغرب. فعندما استأنف المغرب علاقاته مع تل أبيب عام 2020، وصف الخطاب الرسمي الجزائري ذلك بـ “الخيانة”. أما الآن، فإن تبون نفسه يلمّح إلى إمكانية اتخاذ خطوة مشابهة في المستقبل، ما يكشف عن ازدواجية واضحة في مواقفه.
وفي محاولة أخرى لإظهار القيادة، تحدث تبون عن الوضع في منطقة الساحل ومكافحة الإرهاب، لكن خطابه لم يتجاوز الشعارات المعتادة. فشل النظام الجزائري في الحد من توسع الجماعات الإرهابية، سواء داخل أراضيه أو على حدوده. في مالي، تزداد الأوضاع الأمنية سوءًا، وتأثير الجزائر يتراجع بشكل ملحوظ. أما في تونس، فإن دعمها لقايس سعيد لم يجلب الاستقرار، بل ساهم في عزلة البلاد أكثر. يحاول تبون تقديم الجزائر كقوة إقليمية، لكن الواقع يشير إلى أن وزنها الدبلوماسي يكاد يكون معدوماً.
وكما كان متوقعًا، لم تخلُ المقابلة من هجومه المعتاد على المغرب. أعاد تبون تكرار خطاب دعمه لجبهة البوليساريو، متجاهلاً التحولات الكبرى التي يشهدها الملف دولياً. لم يذكر الدعم الأمريكي والإسباني والفرنسي لمقترح الحكم الذاتي المغربي، كما تجاهل فتح عشرات الدول لقنصلياتها في العيون والداخلة، وهو اعتراف فعلي بسيادة المغرب على الصحراء.
في النهاية، لم تأتِ مقابلة تبون بأي جديد. محاولته تقديم نفسه كزعيم قوي لم تسفر إلا عن تعزيز صورة نظام مرتبك غارق في تناقضاته. ستستمر الجزائر في فقدان نفوذها الدولي طالما بقيت رهينة سياسة المواجهة العقيمة، مستغلة المغرب كذريعة لتغطية إخفاقاتها الداخلية، ومعتقدة أن الدبلوماسية تُبنى على الشعارات الفارغة. وبينما يظل تبون متمسكًا بخطاب متجاوز، يواصل العالم المضي قدمًا بدونه.
في الآونة الأخيرة، يبدو أن هواية تبون المفضلة هي إجراء المقابلات الصحفية مع أي جهة تطلبها. استعراض إعلامي، خطابات جوفاء، وهوس مرضي بالظهور في الصورة. وكما يقول المثل: “قل لي بماذا تفتخر، أقل لك مما تعاني”.
الجزائر والمغربتبونشنقريحة