تقرير بريطاني: 4 أزمات اقتصادية تهدد استقرار حكومة العراق
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-بغداد
حذر المركز العالمي للدراسات التنموية من تسبب 4 أزمات اقتصادية في العراق في انهيار حكومة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قريباً.
وذكر تقرير أصدره المركز، بإشراف مدير البحوث الاقتصادية، صادق الركابي، وتلقت "العربي الجديد" نسخة منه، أن قدرة السوداني على تنفيذ برنامجه الحكومي محدودة في ضوء أزمة قطع رواتب موظفي إقليم كردستان الشمالي.
ونوه تقرير المركز إلى أن تلك الأزمة تعود إلى إقرار مجلس الوزراء العراقي، في سبتمبر/أيلول الجاري، تقديم قرض للإقليم بقيمة 500 مليار دينار (380 مليون دولار) عن الفترة من أيلول/سبتمبر إلى نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تطالب إدارة الإقليم بأن يضاف لتلك الفترة رواتب كل من شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب أيضاً، معتبرة أن ما تقوم به بغداد هو "سياسة تجويع تمارس بحق شعب كردستان".
أما بغداد فقد أعلنت أن الأموال التي في ذمة الإقليم تمثل 3 أضعاف حصته، حسب الإنفاق الفعلي للدولة، وأن كردستان لم تسلم إيراداتها النفطية وغير النفطية إلى الحكومة الاتحادية بموجب قانون الموازنة.
النفط والغاز
ويشير الركابي، في هذا الصدد، إلى أن توقيت القرارات الصادرة من بغداد يثير الكثير من علامات الاستفهام، إذ لا تمثل القرارات منهاج حكومة السوداني سابقاً في تجنب أية إجراءات تصعيدية مع إقليم كردستان والتريث بخصوص الشركات النفطية العاملة فيه لتجنب الإضرار بالاقتصاد الوطني.
لكن التغير المفاجئ في سياسة الحكومة العراقية "قد يزيد من التأثير السلبي على صناعة النفط في الإقليم"، بحسب التقرير، الذي أشار إلى توقف معظم شركات النفط الأجنبية هناك عن العمل، ما أدى لتراجع إيرادات الإقليم المالية.
يأتي ذلك في وقت تتمسك فيه أنقرة بموقفها الخاص بضرورة إصلاح أنبوب النفط العراقي التركي قبل السماح بتصدير نفط كردستان.
وفي سياق متصل، يشير التقرير إلى أزمة أخرى تتمثل في الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها حقول الغاز في كل من أربيل والسليمانية، والتي تكررت خلال العام الماضي، واستمرت حتى شهر أغسطس/آب من العام الجاري، بالإضافة لاستهداف حقول النفط في البصرة في العام 2020، ما أوقف الشركات العاملة عن ممارسة أنشطتها، وعرقل الخطط الرامية لتحويل العراق الى دولة مصدرة للغاز، أو حتى تحقيقها الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.
وبينما يخطط العراق لمضاعفة إنتاج أحد أكبر حقول الغاز في إقليم كردستان، وهو حقل خورمور، من 450 مليون قدم مكعب يومياً إلى مليار قدم مكعب في السنوات القادمة، عرقل القصف الصاروخي، في نهاية الشهر الماضي، تلك الخطط، بحسب التقرير.
ويبين الركابي أن ذلك حد من قدرات العراق على استخدام كميات الغاز في توليد الكهرباء وبالتالي حد من قدرته على تقليل فاتورة استيراد الغاز من إيران.
وحال توفر الاستثمارات الكافية، فإن احتياطيات حقل خورمور، البالغة 16 تريليون قدم مكعب، ستمكن إقليم كردستان من تصدير أكثر من 500 مليون قدم مكعب يومياً، يرجح أن تكون دول الاتحاد الأوروبي السوق المناسب لاستيرادها.
خور عبد الله
وبرزت أزمة "خور عبد الله" مع الكويت لتزيد من الضغط على حكومة السوداني، فبعد أن صوت البرلمان العراقي على اتفاقية تصديق الملاحة البحرية بين العراق والكويت في العام 2013، قضت المحكمة الاتحادية العليا في خطوة فجائية بعدم دستورية هذا القانون.
واستدعى ذلك توجيه مجلس التعاون الخليجي الدعوة إلى العراق لاحترام سيادة الكويت وعدم انتهاك القرارات الدولية ولاسيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 833 لعام 1993، حول ترسيم الحدود بين البلدين واتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله والمودعة لدى الأمم المتحدة.
وأحرج ذلك حكومة السوداني التي تسعى لاستقطاب الاستثمارات الخليجية، خاصة في مجال الطاقة، من خلال الربط الكهربائي والاستثمار في الغاز والطاقة النظيفة، ولذا يشير تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية إلى أن الوضع الجاري يشكل عاملاً مقلقاً لاستقرار العراق ونهاية لشهر "العسل" الذي عاشته حكومة السوداني منذ أشهر.
ويقدر تقرير المركز أن تتابع هذه الأزمات المفاجئة واحتمال ترابطها له تأثير سلبي على مستقبل قطاع الطاقة في العراق، خاصة في ضوء تحديد بغداد هدفاً للاكتفاء من استيراد الغاز من إيران بحدود 3 سنوات.
ومن شأن تحقيق هذا الهدف أن يكون العراق قادراً على توفير مبالغ كبيرة كانت تنفق على استيراد الغاز لصالح الاقتصاد والتنمية، بما يدعم مركزه في خارطة العلاقات الاقتصادية والسياسية الدولية، لكن تتابع الأزمات المؤثرة على قطاع الطاقة بات يمثل تهديداً حقيقياً لاستقرار حكومة السوداني.
المصدر/ العربي الجديد
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار حکومة السودانی إقلیم کردستان قدم مکعب
إقرأ أيضاً:
استقرار أسعار الذهب بعد موجة ارتفاع عالمي مدفوعة بتطورات اقتصادية دولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت أسعار الذهب في مصر، اليوم الاثنين، استقرار ملحوظ بعد سلسلة ارتفاعات متتالية على خلفية تطورات اقتصادية عالمية، من بينها خفض الفائدة الأمريكية، والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة من جهة والصين وكندا من جهة أخرى، بالإضافة إلى تراجع الدولار. هذه العوامل عززت من صعود المعدن النفيس في الأسواق العالمية، وفقًا لقوائم أسعار الذهب الصادرة عن اتحاد الغرف التجارية.
أسعار الذهب في مصر اليومسجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 4903 جنيهات، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولا في السوق المصري، نحو 4290 جنيها.
أما جرام الذهب عيار 18، فقد سجل 3677 جنيها، في حين بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 34320 جنيها
على المستوى العالمي، ارتفع سعر أوقية الذهب ليسجل 3023 دولارا، متأثر بالضغوط الاقتصادية والسياسية العالمية التي تدفع المستثمرين نحو الملاذ الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
سجلت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاع بنحو 70 جنيها خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداولات عند 4210 جنيهات، ثم تراجع خلال التعاملات إلى 3010 جنيهات، قبل أن يعود للارتفاع مجدد ويختتم الأسبوع عند 4280 جنيها.
وعلى الصعيد العالمي، شهدت الأوقية في بورصة الذهب ارتفاع ملحوظ بقيمة 39 دولار، حيث بدأت التعاملات عند مستوى 2985 دولار، ووصلت إلى 3058 دولار يوم الخميس 20 مارس، وهو أعلى مستوى تاريخي لها، قبل أن تستقر في نهاية التداولات عند 3024 دولار.
علق خبير الذهب سعيد إمبابي على هذه الارتفاعات، موضحا أن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل 4891 جنيها، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 3669 جنيها. وسجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2854 جنيها، فيما استقر الجنيه الذهب عند 34240 جنيها.
ويرى الخبراء أن السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بالتغيرات العالمية في أسعار الذهب، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المضطربة عالميا، ما يجعل الذهب خيار جذاب للمستثمرين الباحثين عن أصول آمنة في ظل تذبذب العملات والأسواق المالية.