تحليل: هل هناك لقاء ما قد يجمع "بن سلمان "مع وفد جماعة الحوثي بمسقط؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
طائرة ولي العهد السعودي "بن سلمان" تحط في مطار مسقط.. وعجلاتها تثير غبارا في اليمن..
هل يتمخض عن هذه الزيارة "أمر ما".. أم مجرد هواجس يثيرها المناوئون للحوثيين؟
إلى ماذا ترمي هذه الزيارة التي وصفت في الإعلام السعودي بـ "الزيارة الخاصة"؟
كيف نقرأ الزيارة يمنيًا.. عمانيًا.. سعوديًا؟
(عدن الغد) القسم السياسي:
ما إن حطت طائرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مطار مسقط في وقت متأخر من مساء أول أمس الإثنين إلا وكان صدى هذه الزيارة يثير غبارا في اليمن.
وتشهد هذه الزيارة التي وصفها الإعلام السعودي بـ "الخاصة " حالة ترقب في الشارع اليمني بانتظار عما ستسفر عنه زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لسلطنة عمان هذه المرة.
فالكل يترقب في ظل شكوك وتكهنات أن يلتقي "بن سلمان" بوفد حوثي في مسقط في إطار المشاورات الثنائية بين الرياض وصنعاء، لحلحلة الأزمة اليمنية التي يقودها الوسيط العماني في إطار جهود دولية تبذل في هذا الشأن.
تزامنت هذه الزيارة لولي العهد السعودي لمسقط مع جلسة مغلقة لمجلس الأمن بشأن اليمن، أكد المجلس خلالها ضرورة إحراز تقدم ملموس في المفاوضات الجارية المستمرة منذ أكثر من عام بشأن إرساء عملية سلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفيما رحب أعضاء مجلس الأمن بدعم السعودية وسلطنة عُمان المتواصلة لجهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن، جددوا تأكيدهم على الحاجة الملحة لإجراء حوار يمني- يمني ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني.
ومؤخرا باتت مسقط وجهة للمجتمع الدولي، عطفا لما تقوم به الدبلوماسية العمانية من لعب دور الوسيط في الملف اليمني، بعد تزايد الضغوط والمساعي الدولية نحو إنهاء الحرب في اليمن المشتعلة منذ تسع سنوات.
لكن هذه الزيارة الأخيرة التي اتخذت طابعا خاصا لولي العهد ورئيس الوزراء السعودي قد أثارت العديد من التساؤلات وتعددت حولها القراءات يمنيا وعمانيا وسعوديا.
> كيف تقرأ الزيارة يمنيا؟
تشهد مسقط حراكا دوليا دؤوبا خلال الآونة الأخيرة من أجل وضع حل للأزمة اليمنية واستقبلت مسقط اجتماعات عدة ضمت مسؤولين أميركيين وسعوديين وأمميين وأوروبيين ويمنيين، وهو ما جعل المراقبين والمحللين يتوقعون أن هذه الزيارة لولي العهد السعودي تندرج في إطار الملف اليمني وجهود المملكة في إنهاء الحرب.
ومن هنا ثارت العديد من التساؤلات لدى قطاع واسع من اليمنيين ولاسيما السياسيين والإعلاميين وتعددت القراءات حول هذه الزيارة لولي العهد السعودي.
فمن جهة كانت بعض التساؤلات أقرب إلى المخاوف والهواجس وهو ما عبر عنها صراحة رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم والمقرب من الجنرال علي محسن الأحمر سيف الحاضري.
يقول "الحاضري" في منصة "إكس": ثمًة شيء يطبخ تحت الطاولة في مفاوضات "عُمان" وعلى وشك الإعلان عنه، مستدلا على قوله هذا باتصال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان للرئيس رشاد العليمي الذي كان قد فرغ لتوه من اجتماع مع اللجنة العسكرية العليا وبعده بساعات يتم الإعلان عن وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "عُمان" في زيارة مفاجئة لمسقط.
وعبر "الحاضري" عن مخاوفه بقوله: اعتدنا منذ ثماني سنوات أن تحركات مثل هذه في الملف اليمني نتائجها كارثية علينا في ظل الحديث يجري عن مصادر دبلوماسية تتوقع لقاء يجمع بين ولي العهد السعودي "بن سلمان" ووفد ميليشيا الحوثي المقيم في مسقط.
يرى "الحاضري" أن التسارع في الأحداث السياسية بهذه الطريقة غير سوي في الوقت الذي يقابله جمود وحالة تبلد لقيادات الشرعية وأحزابها، حد وصفه.
من جهة أخرى هناك من قرأ الزيارة بالنظر إلى أنها "خاصة" باحتمال إقناع الوسيط العماني بنقل المفاوضات الثنائية بين الرياض وصنعاء إلى السعودية وقد يكون هناك اتفاق سعودي وحوثي مسبق في هذا الشأن على نقل ملف المفاوضات إلى الرياض..
ويربط أصحاب هذا الرأي بزيارة بن سلمان ولقدوم الوفد الحوثي إلى الرياض بدعوة رسمية أن هناك تسوية سياسية ما في الطريق قد شارفت على نهايتها لكن دون وصولها للرأي العام اليمني.
ويزعم ناشطين موالين لمليشيا الحوثي أن هذه الزيارة تأتي عقب تهديد أطلقه مهدي المشاط رئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي الأعلى" الأحد الماضي في كلمة له قال فيها إن جماعته بات لديها من القوة الصاروخية قادرة على ضرب أي هدف في أي مدينة في دول التحالف العربي، حد زعمه.
في وقت سابق من هذا الأسبوع أفاد التلفزيون السعودي أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أعلن السبت الماضي توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء "ممر اقتصادي" يشمل الهند وأوروبا والشرق الأوسط.
ونقلت قناة الإخبارية السعودية عن ولي العهد قوله في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت السبت الماضي في الهند إن المشروع الجديد سيشمل خطوط أنابيب للكهرباء والهيدروجين وتطوير سكك حديدية وسيساهم في أمن الطاقة الدولي.
وعلى ضوء ذلك يرى مراقبون أن هذه الزيارة تأتي في إطار مبادرة "الممر الاقتصادي " الذي تم الاتفاق عليه في نيودلهي ويربط بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا فلربما ذهب "بن سلمان" إلى مسقط بخصوص هذا المشروع الجديد، باعتبار سلطنة عمان هي من نقاط الانطلاق لهذه الممر الاقتصادي الذي ينافس المشروع الصيني "طريق الحرير".
بينما يرى آخرون أن الزيارة تهدف للتوقيع على اتفاق لمد أنبوب لتصدير النفط السعودي من الأراضي السعودية إلى صلالة، كبديل عن خط الأنبوب الذي كان المقرر له المرور عبر محافظة المهرة ومن المتوقع أن يدر هذا "الأنبوب" على سلطنة عمان مليارات الدولارات سنويا.
> كيف تقرأ الزيارة عمانيا؟
نقلت "الشرق الأوسط " عن بدر البوسعيدي وزير الخارجية العماني تأكيداته على أن العلاقات العمانية السعودية أصبحت علاقات جوار أخوية ونموذجية، مشيرًا إلى نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين بزيادة قدرها 123 في المائة، ليصل إلى نحو 7 مليارات دولار في العام 2022.
وبحسب الصحيفة، أشار "البوسعيدي" إلى أن المملكة كانت الوجهة الأولى لأول زيارة رسمية خارجية لجلالة السلطان في عام 2021، تم التوقيع على مذكرة تأسيس وقيام مجلس التنسيق العماني السعودي.
وقال الوزير العماني إن السلطنة والمملكة قطعتا شوطا كبيرا، منذ التوقيع على مذكرة تأسيس وقيام مجلس التنسيق العماني السعودي، وتعمق التعاون بين البلدين الشقيقين في العديد من مجالات الشراكة والتكامل وبمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها.
وعن مسار التعاون المشترك بين البلدين، قال وزير الخارجية العُماني إنه ومن ذلك الوقت وقع البلدان على جملة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون والبرامج التنفيذية الرامية إلى تحقيق المزيد من المنافع المتبادلة وتوسيع رقعة المصالح المشتركة وتنويعها، عبر مجلس التنسيق واللجان المنبثقة عنه، بالإضافة إلى مجلس الأعمال العُماني السعودي الذي يسعى إلى رفع مستوى التبادل التجاري وتحفيز الشراكة على صعيد شركات القطاع الخاص توطيدا للأرضية الاقتصادية المشتركة والمناخ الجاذب للتجارة والاستثمار والسياحة.
وأشار البوسعيدي "للشرق الأوسط " إلى أن كلا من السلطنة والمملكة تتلاقيان في رؤيتين مستقبليتين طموحتين، فلدينا رؤية عُمان 2040، وتقابلها في المملكة رؤية 2030، ونعمل على دعمهما عبر استكشاف وبلورة فرص ومشاريع التكامل بينهما خاصة في قطاعات حيوية مثل القطاع اللوجيستي ومجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والمائي.
وقال إن التبادل التجاري عبر منفذ الربع الخالي بلغ 323.8 مليون ريال عُماني لعام 2022 (843 مليون دولار)، مع الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري الإجمالي وصل إلى نحو 2.7 مليار ريال عُماني في العام 2022 (7 مليارات دولار) وبزيادة قدرها 123 في المائة عن العام 2021، ومثّلت الصادرات العُمانية للمملكة نحو 922 مليون ريال عُماني (2.4 مليار دولار)، فيما بلغت الصادرات السعودية غير النفطية إلى عمان نحو 1.779.4 مليار ريال عُماني (4.8 مليار دولار).
وذكرت الصحيفة أن النقل البحري نال أكبر نسبة من وسائل النقل اللوجستي بين البلدين الشقيقين؛ حيث وصلت نسبة إجمالي البضائع المنقولة بحرًا من الصادرات العُمانية إلى السوق السعودية نحو 72 في المائة، فيما بلغت 27.6 في المائة برًا و0.4 جوّا، وفي المقابل فإن الواردات السعودية المنقولة بحرًا إلى الموانئ العُمانية بلغت 77 في المائة، و22.5 في المائة برّا و0.5 في المائة جوًّا.
> كيف تقرأ الزيارة سعوديا؟
وفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء أمس الأول الإثنين لسلطنة عمان تندرج ضمن " الزيارة الخاصة"، التي سيجري خلالها ولي العهد السعودي بسلطان عمان محادثات ثنائية تشمل التطورات الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية وبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، دون أن تذكر الصحيفة تفاصيل أخرى.
ومن الواضح مؤخرا أن العلاقات بين الرياض ومسقط تشهد تطورا لافتا على مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية خاصة بعد الإعلان عن تأسيس مجلس تنسيق سعودي- عماني في عام 2021، خلال زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق السعودية ولقائه الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة "نيوم" شمال غربي البلاد، وكان آخر ما أعلن عنه في فبراير من العام الجاري توقيع (13) مذكرة تفاهم جديدة بين الدولتين في المجالات الاستثمارية على هامش المنتدى السعودي– العماني.
وطبقا للوكالة السعودية (واس) فإن هذه المذكرات، تضمنت مجالات متعددة من بينها تخزين النفط والبتروكيماويات والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والاستثمار التعديني واللوجيستيات والنقل وريادة الأعمال وأتمتة الأبحاث والتطوير والابتكار والثروة السمكية ودعم الصناعات البحرية والسياحة والسفر ومشاريع الطاقة الشمسية.
وعلى الرغم أن الإعلام السعودي لم يذكر تفاصيل أكثر عن الزيارة غير وصفها بـ "الخاصة" فإن مراقبين يرون أن الملف اليمني سيكون بالتأكيد حاضرا بين أجندة "بن سلمان " و "بن طارق" في ظل الجهود التي تبذل على طريق وقف الحرب والدخول في مشاورات سياسية تفضي إلى حل سياسي شامل في اليمن. خلاصة القول: أيا تكن نتائج الزيارة فلا يخفى على أحد أن حضور الملف اليمني ظل لافتاً في أي محادثات قمة بين البلدين وإن هناك مساعي عمانية تبذل من أجل التوفيق بين الأطراف اليمنية وداعمة لجهود المبعوثين الأممي والأميركي.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الأمیر محمد بن سلمان ولی العهد السعودی التبادل التجاری السعودی الأمیر الملف الیمنی بین البلدین هذه الزیارة ریال ع مانی لولی العهد فی المائة الع مانی فی الیمن فی إطار إلى أن
إقرأ أيضاً:
البرهان يلتقي نائب وزير الخارجية السعودي
التقى الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، اليوم نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخرجي، بحضور وزير الخارجية السفير علي يوسف.
ونقل الخرجي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان للسيد رئيس المجلس السيادي.
التعاون المشترك بين السودان والمملكة العربية السعودية
وتطرق اللقاء لمسيرة العلاقات السودانية السعودية وسبل تعزيزها وترقيتها، بجانب مجالات التعاون المشترك بين السودان والمملكة العربية السعودية، خاصة أن البلدين تربطهما علاقات تعاون وثيقة في مختلف المجالات.
وأكد نائب وزير الخارجية السعودي حرص المملكة على إستتباب الأمن والإستقرار في السودان.