موقع 24:
2025-02-23@14:55:00 GMT

هل تُعوّض أوروبا تخلي ترامب عن أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

هل تُعوّض أوروبا تخلي ترامب عن أوكرانيا؟

دعا عضو هيئة التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" لي هوكستايدر إلى عدم الاعتماد على أوروبا لسد الفجوة التي سيخلفها توقف أمريكا عن دعم أوكرانيا، في حال وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً.

المساعدات الأوروبية لأوكرانيا تتضمن معدات سوفياتية كثيرة عمرها عقود


وكتب هوكستايدر أن إدارة بايدن التزمت بتقديم مقدار هائل من المساعدات لأوكرانيا، والتي بلغت تقريباً 75 مليار دولار، خلال الأشهر الثمانية عشر التي تلت الغزو الروسي الواسع النطاق.

وهذا من دون احتساب طلب الإدارة الأخير مبلغاً إضافياً بقيمة 21 مليار دولار. يقترب هذا المبلغ سريعاً من أكثر من نصف إجمالي المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ تأسيسها سنة 1948.   مدهش.. إلى حد ما من المثير للدهشة أن أوروبا التزمت بشكل جماعي بمبلغ أكبر لمساعدة الأوكرانيين على البقاء، والكفاح وتفادي الانهيار المالي. سيكون هذا منطقياً بالنسبة إلى العديد من الأمريكيين. لقد أشعل الغزو غير الشرعي الذي قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرارة ما يُعَد في نهاية المطاف حرباً أوروبية. ويدرك الكثير من الأوروبيين أن كييف، حتى في الوقت الذي تناضل من أجل وجودها، تصد أيضاً معتدياً يشكل تهديداً خارج حدود أوكرانيا. لكن الجهود المكثفة التي تبذلها القارة ينبغي ألا تحجب واقع أن احتمالات نجاة أوكرانيا سوف تتراجع بدون استمرار القيادة السياسية للولايات المتحدة، وإمداداتها من الأسلحة والدعم المالي.
  خيال

في المستقبل المنظور، من الخيالي تصور أن تكون أوروبا قادرة على سد الفجوة إذا خفضت واشنطن دعمها. إن واقع إجراء محادثة عن "سد الفجوة" ينبع بشكل أساسي من الإدراك الواضح لدى حلفاء الولايات المتحدة بأن ترامب يمكن أن يستعيد البيت الأبيض. عندما يقول ترامب إنه سينهي الحرب في غضون "24 ساعة" إذا أعيد انتخابه، فالتهديد الضمني باستخدام حق النقض ضد تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، وهو موقف تدعمه بالفعل أغلبية من الجمهوريين، وهو أمر لا يغيب عن ذهن أحد في أوروبا.
 

If Trump abandons Ukraine, don’t count on Europe plugging the gap, Lee Hockstader writes. https://t.co/ScV2Nrdd3z

— Washington Post Opinions (@PostOpinions) September 12, 2023

 

أجراس الإنذار إن خفضاً جذرياً في دعم واشنطن لأوكرانيا سيكون دفعة كبيرة لآمال بوتين في النهضة الإمبراطورية، وإشارة إلى أن الولايات المتحدة تدير ظهرها لأوروبا بعد أكثر من 75 عاماً من القيادة الأمريكية. وسيعرض للخطر استمرارية منظمة حلف شمال الأطلسي، وكذلك الدفاع عن دول خط المواجهة الأطلسية مع طموحات موسكو الانتقامية. وقد يؤدي أيضاً إلى حمام دم في أوكرانيا من خلال إضعاف دفاعات البلاد.
أجراس الإنذار تدق في جميع أنحاء أوروبا. لكنها حتى الآن لا تؤدي إلى بديل للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا. بالرغم من كل الجهود التي تبذلها لمساعدة كييف، لا ترقى مساهمات أوروبا النوعية إلى مستوى مساهمات الولايات المتحدة، بصرف النظر عن الأرقام الرئيسية. وليس من الواقعي على الإطلاق أن يتمكن الأوروبيون من مضاعفة مساهمتهم تقريباً للتعويض عن توقف التمويل الأمريكي في سيناريو عودة ترامب.
  الفرق بين الدعمين.. ومشاكل بنيوية أخرى

أضاف الكاتب أن المساعدات الأوروبية لأوكرانيا تتضمن معدات سوفيتية كثيرة عمرها عقود من الزمن، ومسحوبة من ترسانات أوروبا الشرقية. إنها أسلحة مفيدة ولكنها ليست بديلاً للأسلحة والذخائر الأمريكية الحديثة. والتعهدات الأوروبية بالدعم المالي لكييف، بما فيها تعهد بمبلغ 55 مليار دولار على مدى 4 أعوام، تكون في كثير من الأحيان عبارة عن قروض، بعكس الدعم الأمريكي الذي يتمثل بشكل أساسي في منح مالية.

 

If Trump abandons Ukraine if re-elected, don’t count on Europe plugging the gap https://t.co/gi1InaHDrG

— Fernando Oliver, Esq. (@Fernand46357857) September 12, 2023


وترجع جذور المشكلة الأطول أمداً في تعزيز المساعدات الأوروبية إلى المشاكل الاقتصادية والصناعية واللوجستية، التي تعاني منها القارة. وتشمل العوامل المقيّدة النمو المتعثر في أكبر اقتصادين أوروبيين، ألمانيا وبريطانيا، ومخزونات الأسلحة الهزيلة التي استنزفتها الحرب أكثر، والمصانع وخطوط الإنتاج المغلقة، التي بدأت الآن فقط تستعد لتصنيع الأسلحة، وسوف تحتاج إليها أوكرانيا لحرب من المرجح أن تستمر طويلاً.
 

ضياع وتردد إن أعمق عائق أمام القيادة الأمنية الأوروبية هو الإرادة السياسية، أو بالأحرى الافتقار إليها، وهو عجز ظهر بشكل صارخ الشتاء الماضي عندما تباطأ المستشار الألماني أولاف شولتس لأسابيع في إعطاء الضوء الأخضر لنقل دبابات ألمانية من طراز ليوبارد-2 إلى أوكرانيا. فقط عندما تحرك بايدن أولاً، من خلال وعده بإرسال دبابات أبرامز الأمريكية، وافق شولتس.
كما أن الحرب لم تمحُ خطوط الصدع الأمنية في أوروبا، حتى ولو كانت بعض التغييرات ــ مثل دعم فرنسا الأخير لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي ــ تنطوي على تحولات ملحوظة. ولا تزال هناك هوة عميقة بين قسم كبير من أوروبا الغربية يطمع بالتقارب في نهاية المطاف مع روسيا، والعديد من دول أوروبا الشرقية، التي تملك وجهة نظر مناهضة بشدة لروسيا، بسبب خضوعها للاتحاد السوفيتي.
  عن الجهود المتسارعة بالرغم من الجهود الأخيرة لتحفيز القوة العسكرية الأوروبية، يحقق فقط 10 من أعضاء الناتو الأوروبيين التسعة والعشرين هدف الحلف المتمثل بإنفاق 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي على الدفاع. ومن بين هذه الدول، هناك 3 دول فقط من أوروبا الغربية: بريطانيا واليونان وفنلندا. وحتى الدول الكبيرة مثل إيطاليا وإسبانيا لم تقترب بعد من تحقيق هدف الناتو. على النقيض من ذلك، تنفق الولايات المتحدة ما يقرب من 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. ويتخطى عدد القوات الأمريكية المنتشرة في أوروبا عدد أفراد الخدمة الفعلية في الجيش البريطاني بأكمله.
بعد عقود من الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية، يدرك العديد من صناع السياسات الأوروبيين أن الاستثمار في أمن أوكرانيا هو بمثابة دفعة أولى للاستثمار في أمنهم. إن جهودهم تتسارع حسب الكاتب، ولكن ليس بالسرعة الكافية لإلغاء التداعيات الكارثية المحتملة للانسحاب الأمريكي.
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية

قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن، إن قرار تعليق المساعدات الأميركية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف أحدَ أفقر البلدان العربية.

 

ونقلت رويترز عن مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة رويترز، بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعاً، إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.

 

 وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.

 

وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلاً.

 

ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.

 

وقال سامي (32 عاماً) ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.

 

وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة بـ 14% قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45%والفقر إلى نحو 78%.

 

وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب، لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.

 

ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.

 

وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.

 

لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".

 

وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، لرويترز إن "حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدماً على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".

 

ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء ويقول "القرار الأميركي الجديد لم يعنِنا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأميركية أو أي منظمات إغاثية أخرى".

 

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.

 

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.

 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير/ شباط 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليارات دولار. لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.

 

وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يوماً لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.

 

ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني بالفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرباً أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.

 

 


مقالات مشابهة

  • شهر على الولاية الثانية.. كيف يعيد ترامب تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية؟
  • هل يبارك ترامب خطة الدعم الأوروبية لأوكرانيا؟
  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • فرسان ترامب.. مقاربة جديدة للعلاقات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا
  • تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
  • تداعيات واسعة لقرار تعليق المساعدات الأمريكية على اليمن.. هذه ملامحها
  • لم يشر إلى انسحاب روسيا..روبيو يطالب الأمم المتحدة بدعم اقتراح أمريكي للسلام في أوكرانيا
  • وقف المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • مع تخلي ترامب.. أوروبا تحتاج لـ"300 ألف جندي" لمواجهة روسيا
  • شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي