حذّر خبراء وباحثون من ظاهرة الاحتباس الحراري التي قد تضطر منطقة حوض البحر المتوسط إلى الاستعداد مستقبلًا لعواصف متزايدة القوة من هذا النوع، الذي يوازي ما يُعرف بإعصار البحر المتوسط «ميديكين».

وذكر الدكتور ريتشارد سيجر، الباحث في مرصد لامونت دورتي الأرضي في جامعة كولومبيا، أنّ أعاصير ميديكين تشبه إلى حد كبير الأعاصير الاستوائية.

واوضح في تصريح لشبكة «سي إن إن»، أنّها محصورة جغرافيا فوق البحر الأبيض المتوسط ومحاطة باليابسة، مؤكدًا أنّها عادة ما تكون أصغر من الإعصار وغالبا ما تتبدد بشكل أسرع.

وأكدت سوزان غراي، من قسم الأرصاد الجوية في جامعة ريدينغ البريطانية، أنّ هناك أدلة ثابتة على أنّ ميديكين يتناقص في ظل الاحتباس الحراري، لكن يزداد قوة، مشيرة في تصريحات لموقع «سبيس»، إلى أنّ تغير المناخ يزيد شدة عواصف البحر الأبيض المتوسط، ويتسبب في زيادة هطول الأمطار المرتبطة بمثل هذه العواصف.

وتتطلب الأعاصير درجات حرارة مياه سطح البحر بـ26 درجة مئوية لتكوينها وتقويتها، بينما تشكل أعاصير البحر المتوسط في درجات حرارة مياه تبلغ 15 درجة مئوية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغير المناخي الإعصار البحر المتوسط حوض البحر المتوسط البحر المتوسط

إقرأ أيضاً:

في أفق مواطنة هادئة

يمكن الإقرار بأن دور المحاضن التربوية في الحد من ظاهرة الانفلات القيمي بين الشباب ترتبط ارتباطا وثيقا بالرؤية المستقبلية والمشروع المجتمعي. لهذا، فالتشخيص أصبح ضروريا لفهم موقع هذه المحاضن من الظاهرة لتجاوز مسبباتها. هل هذه المحاضن (ليس في معظمها بل في بعضها) أصبحت مواقع للتيه القيمي والأعطاب السلوكية من قبيل الإدمان على المخدرات والسلوكات الشاذة والعنف والتطرف وثقافة الكراهية، … ؟
يبدو أن هذا التيه القيمي أنتج قسوة عاطفية والتي تشكل متغيرا قارا في ظاهرة الاحتباس القيمي؛ وذلك لأن متغيرات من قبيل الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو الارتباك الهوياتي تبقى متغيرات غير قارة لأنه لا يمكن الجزم بأن شباب الطبقات الفقيرة هم المعنيون فقط بالاحتباس؛ فالانفلات يميز جميع الشباب على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية.
ولكي تتصدى محاضن التنشئة (الأسرة والمدرسة ودور الشباب والجامعة والحزب والجمعية و النادي …) لظاهرة الانفلات القيمي لدى الشباب يتوخى إعادة توجيه السياسات العمومية في أفق الاستجابة للقيم المادية من قبيل التشغيل والصحة والتعليم والرياضة… من أجل بناء مواطنة هادئة وغير متشنجة لتجاوز مختلف أشكال الإحباط المجتمعي ولتتمكن المحاضن التربوية بالاضطلاع بدورها في التنشئة القيمية المستدامة.
فمنطق تصحيح الأفكار المسبقة تتبعه آليات التأطير القيمي فإذا كان هناك « سلوك صديق للبيئة » فمع تناسل الوقائع التي تنم عن عدوانية سلوكية أصبح من المفروض الحديث عن « سلوك صديق للإنسان » لتجاوز وضعية الاحتباس القيمي؛ فالتعايش والعيش المشترك مهددان كما هي البيئة.
من المستحب إذن التفكير في ميثاق وطني لضبط الاحتباس القيمي والحيلولة دون انتشار وتغول أسباب العزوف عن القيم في المجتمع المغربي لأن التمرد على القيم هو تشجيع وقبول للتنميط السلوكي الذي ترعاه محاضن التربية من خلال إهمال غير المتفوقين وغير المندمجين أو طردهم أو عدم توجيههم إلى مدارات تأطيرية أخرى: مهنية أو رياضية أو فنية … لا سيما مع استحضار نظرية المهارات المتعددة.
إن المقاربة المتوخاة هي مقاربة مجتمعية ثقافية تداولية تفضي إلى تحديد عناصر التنشئة الأساسية المحكومة بالتأطير والتعلم والممارسة و »التجارب الاجتماعية »؛ فالتداول لا يقتضي فقط استراتيجيات وآليات وأدوات الإشراك والتتبع بل يحتم توظيف القدرة على الاستماع للشباب ومعايشتهم والاحتكاك بعوالمهم الواقعية والافتراضية لأنهم هم الشهود المباشرون على الاحتباس القيمي واستثمار آلية الإنصات إليهم ومواكبة تجاربهم لأنهم حاملون لتجربة تردي منظومة القيم ومنظومة التربية.
ليتم في الأخير فتح المجال للاقتراحات والتدابير وبناء إبداع وتصور مشترك ومتفاوض عليه لمضامين مرجعية وخلفية ثقافية متوافق عليها لتصويب الانفلات القيمي. يمكن أن تقوم هذه المقاربة على مقولات مثل تَمَغْرِبِيتْ والمواطنة والاعتراف بالاختلاف والتنوع واحترام الأخلاق العامة وثقافة السلم والتسامح …. التي يتم احتضانها من داخل منظومة التربية والتعليم.
كل هذه المضامين المرجعية لا يمكن استتبابها إلا من خلال تدعيمها بمقاربة وقائية لردع المخالفين في احترام تام للقانون والحريات. لهذا فالمقاربة الناجعة لا تعدو أن تكون اندماجية، تستمد قوتها وأسسها من المشترك الثقافي والتربية على التعايش وعناصر العيش المشترك والرابط الاجتماعي لكي يتمكن الشباب واليافعون والأطفال من التعايش مع محددات وشروط التعدد والتنوع في أفق إنضاج المشروع المجتمعي وانخراطهم فيه.

مقالات مشابهة

  • «الأرصاد» تحذر سكان السواحل من طقس اليوم وغدا.. الأمواج تصل إلى 4 أمتار
  • حالة الطقس اليوم الاثنين 30 سبتمبر 2024: ارتفاع في درجات الحرارة وتحذيرات من اضطراب الملاحة البحرية
  • «التنمية المستدامة» بمطروح يتابع خطة تنفيذ مشروع إدارة المياه بـ«المتوسط»
  • "بحوث الصحراء" يتابع مشروع إدارة المياه والتربة للأراضي الجافة
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان
  • الأرصاد تحذر من اضطراب الملاحة البحرية على البحر المتوسط وسرعة الرياح
  • بسبب أحداث لبنان وغزة.. أيمن زيدان يعتذر عن تكريمه بـ «الإسكندرية السينمائي»
  • أيمن زيدان يعتذر عن تكريم الإسكندرية السينمائي.. بسبب الحرب
  • في أفق مواطنة هادئة
  • "على الهامش" يمثل المغرب في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية