الفرق بين الصبر والتسليم والرضا وأيهما الأعلى منزلة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصبر على أربعة أوجه: صبر على البلاء، وهو منع النفس عن السخط والهلع والجزع، وصبر على النعم، وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها.
الفرق بين الصبر والتسليم والرضا وأيهما الأعلى منزلةوأضافت الإفتاء عبر صفحتها على «فيسبوك»،: «وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها، وصبر على المعاصي بكف النفس عنها»، مشيرة إلى أن فوق الصبر؛ التسليم، وهو ترك الاعتراض والتسخط ظاهرًا، وترك الكراهية باطنًا، وفوق التسليم؛ الرضا بالقضاء، وهو سرور النفس بفعل الله، وهو صادر عن المحبة.
هل زلزال المغرب واعصار دانيال من علامات الساعة ؟.. داعية: إنذار من الله دعاء يحفظ من الحوادث والمصائب المفاجئة .. كلمات رددها النبي معنى الرضا والفرق بينه وبين الصبر
أوضح الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومستشار فضيلة المفتي، أن الرضا هو المصطلح الذي يساوي السعادة، "فإذا اختبرتني بأمر فيه شدة ورضيت، كما تختبرني بأمر فيه عطاء وأرضى"، مضيفا: لذا قال الله- سبحانه وتعالى- عن الصحابة “رضي الله عنهم ورضوا عنه”، ومعنى الرضا عن الله؛ هو الرضا عن أفعال الله فيه، أي، عن قضائه وقدره.
وعلق على العبارة التي تقول "اعبد الله بالرضا، فإن لم تستطع؛ فالصبر على ما تكره خير كثير"، ليقول إن القاعدة المقصودة في ذلك، هو أنك إن لم تجد ما تريد؛ فكن مريدا لما يكون، فإن أردت شيئًا ولم يحدث؛ فارض بما يحدث في الواقع.
وأشار إلى أن الإنسان قد يبتلى بمرض أو بضيق ذات اليد، فيرضى بقضاء الله، فالرضا من أعلى المقامات.
وقال إن الرضا، هو سكون القلب في الأمر القبيح والأمر المليح، أما إن كنت لا تستطيع أن تتحمل الابتلاء؛ فعليك بالصبر، "فإن لم ترضَ؛ فعلى الأقل تصبر صبرًا جميلًا"، فكلاهما خير، وإن كان الرضا أعلاهما، والصبر الجميل هو الصبر بلا شكوى.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
حكم الستر على العصاة.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، جاء مضمونه كالتالي: ما حكم الستر على العصاة؟ حيث رأيت أحد الناس يرتكب معصيةً؛ فماذا أفعل؟ هل أخبر الناس بهذا الفعل وأقوم بنشره في وسائل التواصل الاجتماعي أو أن الستر عليه أولى؟.
وحَثَّ الشرعُ الشريف على الستر؛ لأنَّ أمور العباد الخاصّة بهم مبنيةٌ على الستر؛ فلا يصحّ من أحد أن يكشف ستر الله على غيره حتى ولو كان ذلك معصيةً؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» رواه مسلم.
وفي رواية لابن ماجه: «منْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ». قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 337، ط. مؤسسة قرطبة): [وفيه أيضًا ما يدلّ على أنَّ الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة، وواجب ذلك عليه أيضًا في غيره] اهـ.
ويقول الشيخ عليش المالكي في "منح الجليل" (3/ 408، ط. دار الفكر): [يجب ستر الفواحش على نفسه وعلى غيره لخبر: «مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ»] اهـ.
إضافة لذلك فإنَّ نشر خصوصيات الناس فيه اعتداءٌ صريحٌ على حقوق الناس الأسرية والمجتمعية الخاصة والعامة؛ وهذا مذمومٌ شرعًا، وهو أيضًا جريمة قانونية يُعاقَب عليها وفق القانون رقم (175) لسنة 2018م، والخاص بـ"مكافحة جرائم تقنية المعلومات"؛ فقد جَرَّم المُشَرِّع المصري في هذا القانون نشر المعلومات المُضَلِّلة والمُنَحرفة، وأَوْدَع فيه مواد تتعلق بالشق الجنائي للمحتوى المعلوماتي غير المشروع؛ ففي المادة (25) من القانون المشار إليه نَصَّ على: [يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين: كل مَن اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة..] اهـ.