بعد 8 انقلابات.. الزعماء الأفارقة يخشون الجنرالات
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
لطالما كان تأمين جنرالات موثوقين مدربين في الغرب وضباط آخرين متمرسين، بمثابة رمز للمكانة بالنسبة لمجموعة من الزعماء الأفارقة في السنوات الأخيرة.
النخب في كثير من البلدان المدعومة من الغرب باتت أكثر ثراء
فقد ساعد هؤلاء على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا. ولطالما شكلوا دفاعات ضد المتطرفين، الذين حققوا مكاسب ميدانية في أراضي منطقة الساحل القاحلة.
الآن، وبعد 8 انقلابات في ثلاثة أعوام، وآخرها في الغابون الغني بالنفط الشهر الماضي، تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن القلق يساور محموعة من الحكام مما إذا كانت هذه الاضطرابات صارت تهديداً، في الوقت الذي ينتشر فيه نقص الغذاء والفوضى.
ويقول مسؤولون أمنيون وديبلوماسيون إن العديد من القادة الأفارقة، الذين أمضوا وقتاً طويلاً في السلطة يحاولون تجديد هياكل قياداتهم العسكرية لمنع الاضطرابات من الانتشار. وبعد ساعات من إطاحة الحرس الجمهوري الرئيس الغابوني علي بونغو، عيّن الرئيس الكاميروني بول بيا، البالغ من العمر 90 عاماً، عدداً من المستشارين العسكريين في وزارة الدفاع. وأحال الرئيس الرواندي بول كاغامي عشرات الجنرالات على التقاعد، فضلاً عن 600 من الضباط الكبار الآخرين.
Political activists who have suffered years of repression expect the wave of coups in Africa to continue https://t.co/e20XM2vxlU
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 12, 2023
وفي غينيا-بيساو، عيّن الرئيس أومارو سيسكو إمبالو قائدين أمنيين جديدين، بينما أحال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قائد الشرطة الجنرال كالي كايهورا، الذي يعتبر الأقدم في هذا المنصب إلى التقاعد، مع 11 جنرالاً آخرين.
استمرار موجة الانقلابات
قد لا يكون ذلك كافياً. إن الناشطين السياسيين الذين عانوا سنوات من القمع يتوقعون استمرار موجة الانقلابات.
ويقول الزعيم الرواندي المعارض فيكتوري إينغابري الذي أمضى 6 سنوات في السجن بتهمة إثارة التمرد في وجه نظام كاغامي، إن "بعض القادة الأفارقة نسوا أن الفقر وعدم المساواة اللذين ينتشران بوضوح في العديد من البلدان، يؤثران أيضاً على عائلات الضباط ذوي الرتب العالية.. أعتقد أن هذه الموجة من الانقلابات ستنتشر، وتطيح المزيد من الأنظمة".
الضغوط الاقتصادية
تتزايد الضغوط الاقتصادية باضطراد، وتتغذى في جزء منها بسبب تعطل إمدادات العالم من الحبوب عقب الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي الوقت الذي تتباطأ إمدادات العالم من الغذاء أو ترتفع الأسعار، فإن شريحة من الدول باتت أكثر عرضة لمحاولات الانقلاب. وأطاح الضباط العسكريون بأنظمة في غينيا وبوركينا فاسو ومالي والسودان والنيجر والغابون. وتم إحباط محاولات انقلابية في غامبيا وغينيا- بيساو وسيراليون وساو تومي وبرينسبل.
Security officials and diplomats say many of Africa’s longtime leaders are revamping their military command structures to prevent the upheavals from spreading https://t.co/5CTlwJmsQD
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 12, 2023
وبعد كل انقلاب، كان الناشطون يلجأون إلى وسائل التواصل الإجتماعي، لدعوة الناس للنزول إلى الشوارع دعماً للانقلاب.
دور روسيا
وفي الوقت نفسه، يعني تزايد دور روسيا في توفير الأمن مضافاً إليه النفوذ الاقتصادي الصيني المتصاعد، أن القادة العسكريين هم أقل اهتماماً بإنزعاج القوى الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا. وفي الواقع، شوهد الكثيرون من مؤيدي الانقلابات وهم يلوحون بالأعلام الروسية في الشوارع، بينما فرنسا التي كانت ذات يوم القوة الإستعمارية في العديد من الدول التي حصلت فيها الانقلابات، تلتزم الصمت أو تخطط في بعض الأماكن لسحب مستشاريها العسكريين وقوات أخرى.
وأعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون عن خيبة أملهم لرؤية جنود تدربوا في الولايات المتحدة، وهم منخرطون في عدد من الانتفاضات. لكن الآن ثمة خطر على قادة في بلدان بينها غينيا الإستوائية وموريتانيا وسيراليون وغامبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفق برنامج المخاطر السياسية والاقتصادية التابع لجامعة أوكسفورد.
"Some 440 million people in sub-Saharan Africa live in poverty, an increase of 30 million people since 2015, according to charity group Compassion International."
https://t.co/BQ4IPQHD5h.
وبعد سنوات من الحكم السيئ والانتخابات المثيرة للمشاكل واستشراء الفساد، فإن النخب في كثير من البلدان المدعومة من الغرب باتت أكثر ثراء بينما تخلف وراءها مزيداً من الفقراء، مما يعمق من حدة الاستياء. واستناداً إلى مجموعة "كومباشن إنترناشيونال" الخيرية، فإن 440 مليون نسمة في إفريقيا جنوب الصحراء يعيشون في الفقر، بزيادة 30 مليون نسمة منذ عام 2015.
ويقول محللون إن تدني معدلات ممن يعرفون القراءة والكتابة يزيد من تباطؤ النمو فضلاً عن عدم الاستقرار، وأكثر من نصف السكان البالغين في نحو 12 بلداً إفريقياً غير قادرين على القراءة أو الكتابة.
تفادي الاضطرابات
ويرجح أن تستمر عمليات التطهير والتغييرات في الهياكل العسكرية. ويشير المحللون إلى التغيير الذي حدث على صعيد ممارسة السلطة، مع تزايد اهتمام الحكام بالحفاظ على مناصبهم وإبقاء الناخبين والعسكريين سعداء-، وليس التقيد بمهلٍ محددة وانتخابات يشوبها التزوير غالباً.
ولا يعني هذا أن المخططين للانقلابات هم بالضرورة أفضل، أو شيء مختلف عن القادة الذين يهدفون إلى إطاحتهم.
ويقول بيتر سكريبانتي، المتخصص في المنطقة ويتابع المخاطر الاقتصادية في جامعة أوكسفورد، إن الكثير من الانقلابات الأخيرة كانت مصممة لتفادي أي إضطرابات واسعة النطاق من الممكن أن تشكل خطراً على الإمتيازات التي تتمتع بها القوات المسلحة، في الوقت الذي كان تتصاعد فيه الضغوط الاقتصادية والاستياء العام. ووصف الانقلابات بأنها "تحركات للحفاظ على الذات وعلى النظام بمجمله"، وتوقع ألا يكون الانقلاب في الغابون الأخير من نوعه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر فی الوقت
إقرأ أيضاً:
بعد جالانت.. هؤلاء هم المسؤولون الإسرائيليون القادمون الذين يعتزم نتنياهو إقالتهم
قالت القناة ال12 العبرية، في تقرير لها مساء اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعتزم الاستمرار في إقالة رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وذلك بعد إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت.
وبحسب التقرير، ينوي نتنياهو مع وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورؤساء الفروع الأمنية، بما في ذلك الموساد والشاباك.
وقام نتنياهو بإقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء اليوم. وتأتي الإقالة بعد أكثر من عام بقليل من إقالة جالانت الأخيرة، والتي اضطر نتنياهو إلى التراجع عنها.
وبدلا من جالانت، سيتم تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيرا للدفاع، وسيتم تعيين عضو الكنيست جدعون ساعر وزيرا للخارجية وسيكون عضوا بارزا في الحكومة السياسية والأمنية.
عمل جنونيقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن قرار إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في خضم الحرب هو عمل جنوني.
وأضاف: إن نتنياهو يبيع أمن إسرائيل ومقاتلي الجيش الإسرائيلي من أجل البقاء السياسي المخزي. إن حكومة اليمين المتطرف تفضل المراوغين. وأنا أدعو جميع الإسرائيليين إلى النزول إلى الشوارع الليلة للاحتجاج".
وأبلغ نتنياهو وزير دفاعه يوآف جالانت مساء اليوم الثلاثاء بإنهاء منصبه بسبب "أزمة الثقة التي بدأت تتكشف". وقرر نتنياهو أن يتولى يسرائيل كاتس منصب وزير الدفاع مكان جالانت، بينما يتولى جدعون ساعر منصب وزير الخارجية.
سبب إقالة يوآف جالانتوكشف نتنياهو أسباب إقالة جالانت وقال إن أزمة ثقة وخلافات كبيرة بين الاثنين في إدارة الحرب. وقال نتنياهو في بيان بعد إعلان الإقالة: "إن التزامي الأسمى كرئيس لوزراء إسرائيل هو الحفاظ على أمن إسرائيل والوصول بنا إلى النصر الكامل".
وأضاف: "في خضم الحرب، أكثر من أي وقت مضى، مطلوب الثقة الكاملة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع. لسوء الحظ، على الرغم من أنه في الأشهر الأولى من الحملة كانت هناك مثل هذه الثقة وكان هناك عمل مثمر للغاية، خلال الأشهر الأخيرة تصدعت هذه الثقة بيني وبين وزير الدفاع".
وأضاف: "تم اكتشاف فجوات كبيرة بيني وبين جالانت في إدارة الحملة، وكانت هذه الفجوات مصحوبة بتصريحات وتصرفات تتناقض مع قرارات الحكومة ومجلس الوزراء. لقد قمت بمحاولات عديدة لسد هذه الفجوات، لكنهم لقد لفتت انتباه الجمهور أيضًا بطريقة غير مقبولة، والأسوأ من ذلك، أنها وصلت إلى معرفة العدو - وقد استمتع أعداؤنا بذلك واستفادوا منه كثيرًا.
وتابع "اختلاف الآراء في المناقشات المفتوحة، الجميع يعرف، أولئك الذين يعرفونني - هذه هي طريقتي في إدارة المناقشات والتقييمات والقرارات. الجميع يعرف ذلك. لكن أزمة الثقة التي انفتحت تدريجياً بيني وبين وزير الدفاع إلى أن تفاقمت".
واستطرد نتنياهو: "لست الوحيد الذي يقول هذا، معظم أعضاء الحكومة ومعظم أعضاء في مجلس الوزراء، جميعهم تقريبًا يشتركون في الشعور بأن هذا لا يمكن أن يستمر".
وقال: "على ضوء ذلك، قررت اليوم إنهاء فترة ولاية وزير الدفاع. وقررت بدلاً منه تعيين الوزير يسرائيل كاتس. لقد أثبت يسرائيل كاتس بالفعل قدراته ومساهمته في العمل الوطني. أمنياً كوزير للخارجية، ووزيراً للمالية، ووزيراً للمخابرات لمدة خمس سنوات، ولا يقل أهمية عن ذلك كعضو في الحكومة السياسية والأمنية لسنوات عديدة".