تقرير: قمة العشرين تكشف مغامرات الهند "المحفوفة بالمخاطر"
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
شكلت قمة مجموعة العشرين اختباراً لنفوذ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بصفته رئيساً للقمة وزعيماً لأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، والتي تشهد آفاقَ نمو مُحيرة.
الغرب والهند حريضان على مزيدٍ من التعاون
ويقول الكاتب جيمس ديفيد سبلمان في مقال بمجلة "ذا هيل" إن الغرب يعتبر الهند دولة ذات أهمية جيوسياسية عظيمة في سياق احتواء الصين.
وأشار الكاتب إلى أن أهمية الهند لدى الصين وأوروبا والولايات المتحدة قد زادت منذ بدء حكم مودي عام 2014. وتفوق خامس أكبر اقتصاد في العالم على اقتصادات جميع بلدان الأسواق المتقدمة والناشئة، وذلك من حيث النمو هذا العام.
G-20 spotlights India’s tangle of relations with the US, China and Europehttps://t.co/CLuuSHkEJk#USA #India
— America FirstorLast (@ANationAtRisk) September 12, 2023
والهند سادس أهم سوق تصدير للصين، لكنها تمثل ربع كمية الواردات التي تستوردها الولايات المتحدة من العملاق الأصفر. وكانت واردات الهند من الصين من الإلكترونيات هي القطاع الأسرع نمواً هذا العام، مما دفع نيودلهي إلى حظرها، كي تتمكن من رعاية المصنعيين المحليين. والصين بالنسبة للهند رابع أهم سوق تصدير.
ولفت الكاتب إلى تودد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين للهند، إذ يحرص كل طرف على تعميق العلاقات مع الجنوب العالمي لمُعادَلَة طموحات المنافسين. ووقَّعَت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقاً مع الهند ودول الشرق الأوسط لبناء شبكة سكك حديد وطرق بحرية يمكن أن تزيد سرعة التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة 40%.
وفي اجتماع خاص، أكَّدَ مودي والرئيس الأمريكي جو بايدن على علاقات أعمق في إطار التعاون الدفاعي. وتعمقت صداقة الاثنين بعد تغيُّب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة مجموعة العشرين. وتودد رئيس الوزراء البريطاني أيضاً ريشي سوناك إلى مودي طمعاً في إبرام اتفاق للتجارة الحرة، يبدو على الأرجح أن يتم بحلول نهاية العام.
واستغلت الصين خطتها العالمية لإقامة البنية التحتية لمبادرة الحزام والطريق بغية تعزيز نفوذها على رقعة شاسعة من الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وصولاً إلى إفريقيا وعبر أوروبا الوسطى والشرقية. لكنّ الهند رفضت المشاركة لأن الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني يقطع الأراضي الهندية في "جيلجيت بالتستان"، التي تحتلها باكستان.
وقال الكاتب إن المناوشات بين الهند والصين عديدة. فالقوات الصينية والهندية تشتبك على طول حدود الهيمالايا البالغة 2100 ميل. ولذلك يقيم البلدان بنية تحتية بسرعة في المنطقة. وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية قرى جديدة ومنشآت عسكرية منتشرة في الصين على طول الحدود. وتُشيد الهند طرقاً سريعة لنقل القوات والمعدات إلى المناطق المتنازع عليها.
وتصرُّ الصين على أن التقارب بين البلدين يستحيل أن يستمر حتى يُسوَّى النزاع الحدودي. وأكَّد غياب شي عن قمة مجموعة العشرين أن العلاقات مُعلَّقة في الوقت الراهن. غير أن الصين تدرك أن الهند لن تدير لها ظهرها بالكامل. فصناعة الأدوية الهندية مثلاً بحاجة إلى الصين لتأمين 70% من المكونات الضرورية.
وتواصل الهند أيضاً علاقاتها ببوتين للحد من تحالفه مع الصين وباكستان، وهي نقطة شائكة أخرى للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويصرُّ مودي على الحياد ويقاوم التحالفات الرسمية، ويرفض إدانة الهجمات الروسية. خلاف الهند وأوروبا وأثبتت قمة العشرين التزام مودي بالمضي قدماً في التعاون مع الغرب، إذ يبدو أنَّ القواسم المشتركة بينهما هي الأرجح، ولا سيما في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والتخفيف من حدة الفقر في الجنوب العالمي.
ومضى الكاتب يقول: "أمست المخاوف من تراجع الديموقراطية في الهند هامشية. والواقع أن الغرب والهند حريضان على مزيدٍ من التعاون. والصين أيضاً حريصة على تعميق علاقاتها بالهند، ولكن بطريقتها الخاصة التي تتماشى مع وجهات نظرها للنظام العالمي، من خلال الأطر العالمية التي تُقيمها بمنأى عن التحيزات الغربية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قمة العشرين ناريندرا مودي والاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وسط تنديد وانتقادات دولية.. تايلاند ترحّل 40 شخصاً على الأقل من الإيغور إلى الصين
انتقدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب جهات دولية أخرى، قرار تايلاند ترحيل ما لا يقل عن 40 من الإيغور إلى الصين هذا الأسبوع.
وأقدمت السلطات التايلاندية على ترحيل الرجال الذين احتجزوا لديها لأكثر من عقد، حيث جرى نقلهم على متن طائرة فجر الخميس. جاء ذلك بعد شهر من مناشدة المجموعة العلنية لوقف ترحيلهم المزمع. وقد أثار هذا التحرك مخاوف متزايدة بشأن مصيرهم في الصين، حيث تعرض الإيغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في شمال غرب البلاد لحملة قمع واسعة خلال السنوات الأخيرة.
وفي أول رد فعل دولي، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الترحيل بأنه "انتهاك واضح للقوانين والمعايير الدولية لحقوق الإنسان". وأعرب عن أسفه العميق قائلاً: "من المؤسف للغاية أنهم أُعيدوا قسرًا، ومن الضروري الآن أن تكشف السلطات الصينية عن مكانهم وتضمن معاملتهم وفقًا للمعايير الدولية".
من جانبه، أدان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، القرار "بأشد العبارات"، مشيرًا إلى أن الإيغور في الصين "واجهوا الاضطهاد والعمل القسري والتعذيب". وكان روبيو قد حث تايلاند في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الشهر الماضي على عدم المضي في الترحيل، لكنه أعرب عن خيبة أمله يوم الخميس قائلاً إن هذه الخطوة "تتعارض مع تقاليد الشعب التايلاندي العريقة في حماية الفئات الأكثر ضعفًا، كما أنها تتناقض مع التزامات تايلاند بحماية حقوق الإنسان".
في المقابل، دافعت السلطات التايلاندية عن قرارها، مؤكدة أن الصين تعهدت بعدم إيذاء المرحّلين. كما زعمت أن الإيغور عادوا "طواعية"، بعد أن عُرضت عليهم وثيقة باللغة الصينية تؤكد أنهم سيتمكنون من العيش بشكل طبيعي عند عودتهم.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تواجه فيها تايلاند انتقادات دولية بسبب ترحيل الإيغور. ففي عام 2015، تعرضت لإدانة واسعة بعد تسليمها 109 من الإيغور إلى الصين رغم رفضهم ذلك.
Relatedمنطقةٌ يقطن فيها مسلمو الإيغور بالصين تحتّلُ أعلى معدّل اعتقال في أوساط السكان بالعالممفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تتعرض "لضغوط هائلة" حول تقرير معاملة الصين لمسلمي الإيغوروثائق مسرّبة منسوبة للشرطة الصينية تسلط الضوء على اعتقالات مسلمي الإيغور في شينجيانغوتواجه بكين اتهامات من بعض الحكومات الغربية بارتكاب إبادة جماعية بحق الإيغور، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو مليون شخص منهم أُرسلوا إلى معسكرات اعتقال وسجون.
ويروي ناجون من هذه المعسكرات شهادات عن تفشي سوء المعاملة والأمراض، إلى جانب حالات وفاة متكررة. كما دمرت السلطات الصينية جزءًا كبيرًا من التراث الثقافي في إقليم شينجيانغ، بما في ذلك مئات المساجد، وفقًا للخبراء.
في المقابل، ترفض الصين هذه الاتهامات بشدة، مؤكدة أن سياساتها في المنطقة تهدف إلى مكافحة الإرهاب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ضمن عملية إجلاء كبرى.. الصين ترحل رعاياها المحررين من مراكز الاحتيال في ميانمار من هم الإيغور ولماذا تقمعهم الصين؟ الصين تنتقد تقرير الأمم المتحدة حول انتهاك حقوق مسلمي الإيغور تايلاندالصينأويغور