دُرة المتوسط.. والعالم عَلمين
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
لا يختلف اثنان على أن مهرجان «العَالَم عَلمين» حقَّق الكثير من المكاسب، واستعاد لمصر الريادة الفنية.
خلال الحرب العالميَّة الثانية عام ١٩٤٢، كانت أرض العَلمين مسرحاً لأشهر المعارك بين دول الحلفاء، بقيادة المارشال البريطانى مونتجمرى، ودول المحور، بقيادة المارشال الألمانى روميل، مُنِيَت فيها دول المحور بالهزيمة التى كسرت ظهر هتلر.. هذه الحرب خلَّفت تركةً ثقيلةً من الألغام بلغت ٢٢ مليون لغمٍ، حوَّلت ربع مساحة مصر إلى ما تمَّ تسميته بحدائق الشيطان وقبور التنمية.
بعد انتهاء الحرب، لم تقف مصر مكتوفة الأيدى، وطالبت مراراً وتكراراً، بأن تتحمَّل الدول التى زَرعت الألغام مسئولية إزالتها، خاصةً أن الأمم المتحدة أكَّدت أن الألغام قَتلت أكثر من ٨ آلاف مصرى، وأنه لم يزل هناك ٣٦٤٦ كيلومتراً مربعاً لم يتم تطهيرها من الألغام، ستظل بسببها المنطقة فى خطر.
وقد ظلَّت العَلمين ٧٥ عاماً صحراءً جرداء لا حياة فيها ولا ماء، باستثناء لوحات إرشاديَّة مكتوب عليها «خطر الموت.. منطقة ألغام.. ممنوع الاقتراب»، الأمر الذى شكَّل خطراً على السكان من ناحية، وتوقُّف عجلة التنمية بهذه المنطقة من ناحية أخرى، واكتفت الحكومات السابقة بمُناشدة هذه الدول تطهير العَلمين من الألغام، وإصلاح ما أفسدته دون جدوى.
عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حُكم البلاد، اقتحم -كعادته- الصعب، وقام بتطهير الجزء الساحلى من الألغام؛ لإنشاء مدينة عالمية على أرض مصرية، أرادها وِجهة لا مثيل لها للسياحة والتنمية المُستدامة، ولم تمضِ سوى ٥ سنوات حتى حلَّقت مدينة العَلمين الجديدة فى عنان السماء، وأصبحت دُرة تاج مدن البحر المتوسط.. مدينة مليونية ساحرة أُقيمت على مساحة ٤٨ ألف فدان، يتوسطها ١٥ برجاً بارتفاعات تصل إلى ٥٠ طابقاً، وممشى سياحى بطول ١٤ كيلومتراً.
خلال الأسابيع الماضية، كانت العَلمين قِبلةً لرؤساء الدول والحكومات، الذين استقبلهم الرئيس فى قصر الرئاسة بها؛ وكأنه يبعث برسالة للعَالَم بأن «علمين الألغام» تحوَّلت إلى مدينة الأحلام.
وكنت قد قضيت ثلاثة أيام بمدينة العَلمين الجديدة، شهدت خلالها فعاليات «مهرجان العَالَم عَلمين»، الذى جعل تلك المدينة الساحرة قِبلة السُّياح من كل دول العَالَم، حيث توافد عليها أكثر من مليون سائحٍ، خلال الشهرين الماضيين، استمتعوا بفعاليات المهرجان الذى نظَّمته بنجاحٍ منقطع النظير الشركة المتحدة للخدمات الإعلاميَّة، وأعادت من خلاله الريادة الفنيَّة لمصر بحفلاتٍ رائعة، أحياها كبار نجوم الطرب والغناء من المصريين والعرب.
المهرجان زاد المدينة بهجةً على بهجة، ولَفتَ أنظار العَالَم إلى المدينة الجديدة، باعتبارها وِجهة سياحيَّة عالميَّة، وروَّج للفرص الاستثماريَّة المتنوعة، وعزَّز النشاطات الثقافيَّة والترفيهيَّة للزُّوار.
حملة الترويج الكبيرة التى قادها المهرجان، أسهمت فى جذب فرص استثماريَّة فى مجالى العقار والسياحة تصل إلى ١٧ مليار دولار من قِبل المستثمرين العرب والأجانب.
خلال جولتى بالعَلمين، قفزت إلى ذاكرتى أغنية الشاعر الغنائى الكبير عمرو مصطفى، التى تقول كلماتها:
بصوا شوفوا مصر عَاملة ايه...
دَه اللى شايفه خَيَال جَنَّة وَلَا ع الْبَال...
بصوا شوفوا مِصْر عَامله إيه
أقولها بكل صِدقٍ، إن مدينة العَلمين الجديدة خيرُ شاهد على الطفرة التنمويَّة التى حدثت فى شتَّى ربوع مصر، حيث تحوَّلت من مدينة تُعانى ألغام الحرب العالمية الثانية إلى أيقونة الساحل الشمالى.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني من الألغام الع ال م ع لمین
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: ضرب المشروع النووي الإيراني يؤثر سلبا على الإقليم والعالم
قال الإعلامي أحمد موسى، إيران على عتبة إنتاج سلاح نووي مما يؤثر على الإقليم والعالم.
أحمد موسى: الرئيس السيسي أكد على عظمة وقوة تحمل الشعب المصريأحمد موسى: مصر الدولة الوحيدة الناجية من خراب 2011 |فيديوأضاف الإعلامي أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي"، المُذاع عبر فضائية " صدى البلد"،: "سيكون هناك تأثير على الإقليم والعالم في حالة ضرب المشروع النووي الإيراني".
وتساءل الإعلامي أحمد موسى، قائلا: "ماذا لو قررت إسرائيل وأمريكا ضرب البرنامج النووي الإيراني؟"، متابعا: "الرئيس السيسي شدد على ضرورة عدم التصعيد بين إيران وإسرائيل لتجنب التداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية الإقليمية والدولية".