موقع 24:
2025-01-18@04:53:05 GMT

دُرة المتوسط.. والعالم عَلمين

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

دُرة المتوسط.. والعالم عَلمين

لا يختلف اثنان على أن مهرجان «العَالَم عَلمين» حقَّق الكثير من المكاسب، واستعاد لمصر الريادة الفنية.

خلال الحرب العالميَّة الثانية عام ١٩٤٢، كانت أرض العَلمين مسرحاً لأشهر المعارك بين دول الحلفاء، بقيادة المارشال البريطانى مونتجمرى، ودول المحور، بقيادة المارشال الألمانى روميل، مُنِيَت فيها دول المحور بالهزيمة التى كسرت ظهر هتلر.

. هذه الحرب خلَّفت تركةً ثقيلةً من الألغام بلغت ٢٢ مليون لغمٍ، حوَّلت ربع مساحة مصر إلى ما تمَّ تسميته بحدائق الشيطان وقبور التنمية.
بعد انتهاء الحرب، لم تقف مصر مكتوفة الأيدى، وطالبت مراراً وتكراراً، بأن تتحمَّل الدول التى زَرعت الألغام مسئولية إزالتها، خاصةً أن الأمم المتحدة أكَّدت أن الألغام قَتلت أكثر من ٨ آلاف مصرى، وأنه لم يزل هناك ٣٦٤٦ كيلومتراً مربعاً لم يتم تطهيرها من الألغام، ستظل بسببها المنطقة فى خطر.
وقد ظلَّت العَلمين ٧٥ عاماً صحراءً جرداء لا حياة فيها ولا ماء، باستثناء لوحات إرشاديَّة مكتوب عليها «خطر الموت.. منطقة ألغام.. ممنوع الاقتراب»، الأمر الذى شكَّل خطراً على السكان من ناحية، وتوقُّف عجلة التنمية بهذه المنطقة من ناحية أخرى، واكتفت الحكومات السابقة بمُناشدة هذه الدول تطهير العَلمين من الألغام، وإصلاح ما أفسدته دون جدوى.
عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حُكم البلاد، اقتحم -كعادته- الصعب، وقام بتطهير الجزء الساحلى من الألغام؛ لإنشاء مدينة عالمية على أرض مصرية، أرادها وِجهة لا مثيل لها للسياحة والتنمية المُستدامة، ولم تمضِ سوى ٥ سنوات حتى حلَّقت مدينة العَلمين الجديدة فى عنان السماء، وأصبحت دُرة تاج مدن البحر المتوسط.. مدينة مليونية ساحرة أُقيمت على مساحة ٤٨ ألف فدان، يتوسطها ١٥ برجاً بارتفاعات تصل إلى ٥٠ طابقاً، وممشى سياحى بطول ١٤ كيلومتراً.
خلال الأسابيع الماضية، كانت العَلمين قِبلةً لرؤساء الدول والحكومات، الذين استقبلهم الرئيس فى قصر الرئاسة بها؛ وكأنه يبعث برسالة للعَالَم بأن «علمين الألغام» تحوَّلت إلى مدينة الأحلام.
وكنت قد قضيت ثلاثة أيام بمدينة العَلمين الجديدة، شهدت خلالها فعاليات «مهرجان العَالَم عَلمين»، الذى جعل تلك المدينة الساحرة قِبلة السُّياح من كل دول العَالَم، حيث توافد عليها أكثر من مليون سائحٍ، خلال الشهرين الماضيين، استمتعوا بفعاليات المهرجان الذى نظَّمته بنجاحٍ منقطع النظير الشركة المتحدة للخدمات الإعلاميَّة، وأعادت من خلاله الريادة الفنيَّة لمصر بحفلاتٍ رائعة، أحياها كبار نجوم الطرب والغناء من المصريين والعرب.
المهرجان زاد المدينة بهجةً على بهجة، ولَفتَ أنظار العَالَم إلى المدينة الجديدة، باعتبارها وِجهة سياحيَّة عالميَّة، وروَّج للفرص الاستثماريَّة المتنوعة، وعزَّز النشاطات الثقافيَّة والترفيهيَّة للزُّوار.
حملة الترويج الكبيرة التى قادها المهرجان، أسهمت فى جذب فرص استثماريَّة فى مجالى العقار والسياحة تصل إلى ١٧ مليار دولار من قِبل المستثمرين العرب والأجانب.
خلال جولتى بالعَلمين، قفزت إلى ذاكرتى أغنية الشاعر الغنائى الكبير عمرو مصطفى، التى تقول كلماتها:
بصوا شوفوا مصر عَاملة ايه...
دَه اللى شايفه خَيَال جَنَّة وَلَا ع الْبَال...
بصوا شوفوا مِصْر عَامله إيه
أقولها بكل صِدقٍ، إن مدينة العَلمين الجديدة خيرُ شاهد على الطفرة التنمويَّة التى حدثت فى شتَّى ربوع مصر، حيث تحوَّلت من مدينة تُعانى ألغام الحرب العالمية الثانية إلى أيقونة الساحل الشمالى.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني من الألغام الع ال م ع لمین

إقرأ أيضاً:

هكذا تبدو مدينة ود مدني بعد استعادتها من قوات الدعم السريع

ود مدني- تبدو مدينة ود مدني الواقعة وسط السودان مدينة شاحبة الوجه بعد أن شردت الحرب أهلها وأحالتها لمدينة أشباح، فلا يوجد بها سوى القليل من الناس الذين أجبرتهم الظروف على البقاء تحت وطاءة الحرب.

وتحولت ود مدني، التي استطاعت قوات الجيش السوداني استعادتها من سيطرة قوات الدعم السريع، من عنوان للجمال والثقافة إلى مدينة مهجورة ينتشر فيها الدواب والكلاب والجوارح التي تتغذى على جثث قتلى الحرب في شوارع المدينة.

مركبتان تابعتان للدعم السريع تم تدميرهما خلال استعادة المدينة (الجزيرة) مدينة الدم والرصاص

ما يبدو لافتا بمجرد الدخول إلى مدينة ود مدني هو تردد أصوات الرصاص في كل أرجاء المدينة، فثمة احتفالات من جنود القوات المسلحة السودانية بالمدينة، إذ لا توجد وسيلة يعبرون بها عن فرحتهم باستعادة المدينة إلا إطلاق زخات من الرصاص في الهواء الطلق، وبينما يبدو صوت الرصاص مرعبا للقادمين إليها، يتعايش القاطنون بالمدينة معه كونها عانت ويلات الحرب طوال عام ونصف العام.

الرصاص ليس وحده هو العنوان الأبرز في المدينة، فرائحة الدم المنبعثة من الجثث تستقبلك بمجرد الدخول إلى ود مدني، كما أن ثمة جثثا ملقاة على الأرض صارت وجبة للكلاب الضالة التي أصابتها التخمة وهي تعتاش على لحوم البشر الذين سقطوا جراء المواجهات بين الجيش والدعم السريع.

إعلان

وقد تزاحمت على الجثث أيضا الجوارح (الصقور) لا سيما بالقرب من كوبري البوليس غرب مدني، حيث توجد أكثر من 30 جثة ملقاة على الأرض لعناصر سقطوا خلال مواجهات استعادة المدينة.

المشهد ذاته يتكرر بالقرب من مدخل حي عووضة حيث لاحظ مراسل الجزيرة نت قيام جنود من الجيش بحفر قبر جماعي لأكثر من 6 جثث لعناصر الدعم السريع، أما في مدخل جسر حنتوب من الناحية الغربية فتوجد أكثر من 3 جثث محترقة تماما لعناصر الدعم السريع، وبالقرب منهم سيارات مدمرة ودبابة معطلة.

مركبة محترقة بعد استهدافها من قوات الجيش (الجزيرة) أحياء مهجورة

وخلال جولة في أحياء المدينة التي كانت تعج بالجمال والنشاط السكاني ومزدحمة مروريا، تحولت هذه الأحياء إلى أماكن مهجورة وتغيرت ملامحها بحيث يصعب على العائدين إليها التعرف عليها، فحي الزمالك -أعرق أحياء ود مدني- يبدو كأنه خال من السكان، التجوال في الحي يجعلك تلاحظ سكونه، حيث لا يوجد غير أصوات الطيور وبعض الباحثين عما ينهبونه.

ثمة العديد من الأحياء التي تغيرت معالمها بالكامل، في حين تبدو الأحياء المطلة على النيل أكثر حيوية مثل حي القسم الأول والدباغة والقبة، كما أن المحلات التجارية منهارة في جميع أحياء ود مدني، فلا مخابز تعمل ولا متاجر ولا أسواق صغيرة، جميعها تحولت لأطلال بفعل الحرب.

ملامح الحرب والدمار تعمّ شوارع ود مدني (الجزيرة) أسواق مدمرة

ود مدني كانت أحد مراكز التجارة المهمة لمعظم مدن الإقليم الأوسط في السودان، وزادت الحركة التجارية في أسواقها بعد اشتعال المعارك في الخرطوم، إذ نقل الكثير من التجار تجارتهم صوب ود مدني التي تعد الأقرب للخرطوم، غير أن جميع محلاتها توقفت بمجرد دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة.

وعند مدخل ود مدني هتفت سيدة بشكل هستيري قائلة للجزيرة نت "تعبنا لكن صمدنا"، مشيرة إلى أنها عانت من انتهاكات الدعم السريع لكنها لم تغادر منزلها لظروف أجبرتها على البقاء. الوضع لا يختلف كثيرا عن أخريات تحدثن للجزيرة نت، تقول إحداهن إنها تعرضت للضرب من قوات الدعم السريع لمجرد أنها كانت تعمل في وقت سابق طباخة لدى الجيش.

إعلان

وحول كيفية الحياة في ظل انعدام المخابز والكهرباء والماء والمحلات التجارية، يقول مواطن للجزيرة نت فضل حجب اسمه، إن المواطنين كان يشترون احتياجاتهم من أسواق تمبول شرق مدني، وذلك قبل مغادرة قائد قوات درع السودان أبوعاقلة كيكل صفوف الدعم السريع للتحالف مع الجيش.

ويشير المواطن السوداني إلى أن سوق تمبول كان مستمرا في العمل ويوفر الاحتياجات الأساسية من الدقيق والسكر والزيوت، إلا أن شراء هذه المواد الغذائية لا يتم إلا بتصديق من استخبارات الدعم السريع، ودفع ضريبة مالية محددة.

ولفت إلى تعقد الأوضاع الاقتصادية بود مدني بعد انتقال أبوعاقلة كيكل للقتال إلى جوار الجيش، حيث ضيق الدعم السريع على المواطنين وقيد حركتهم، في وقت توقفت فيه الكهرباء والماء والاتصالات عن المدينة منذ اليوم الأول لدخول قوات الدعم السريع في يناير/كانون الثاني 2024.

أحد مظاهر الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة منذ سيطرة الدعم السريع عليها (الجزيرة) خدمات نادرة

وخلال فترة سيطرة عناصر الدعم السريع على المدينة، كان المواطنون يتعاملون بالطاقة الشمسية الممملوكة لتلك العناصر لشحن الهواتف المحمولة مقابل مبلغ مالي، ويستخدمون إنترنت الأقمار الاصطناعية "ستار لينك" المملوكة لقوات الدعم السريع للتواصل مع الأهل واستقبال التحويلات البنكية، ويتم إحضار الماء بوسائل نقل تقليدية من النيل عبر العربات التي تجرها الحمير والبغال.

في اليوم الثاني لدخول الجيش السوداني إلى المدينة، حضر الفريق شمس الدين كباشي مساعد قائد الجيش السوداني إلى المدينة، ووجه السلطات بضرورة الإسراع في إعادة الخدمات، كما وجه بتنظيف المدينة وتطهيرها.

وأكد قائد العمليات العسكرية بمدينة ود مدني العقيد أركان حرب عبادي الطاهر للجزيرة نت أنهم يعملون بالتنسيق مع حكومة ولاية الجزيرة لإعادة الماء والكهرباء وإزالة الألغام تمهيدا لعودة السكان إليها، كما تفقد عدد من المهندسين محطة مياه المدينة استعدادا لصيانتها وإعادتها للخدمة، كما تسعى شركات الاتصالات لإعادة خدماتها في المدينة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تحية للدبلوماسية المصرية
  • الدور على السودان وليبيا واليمن
  • حماس لم تستسلم والعالم لن ينسى مذبحة غزة.. رؤية غربية
  • دائرة شؤون الألغام تكشف عن إحصائياتها في دهوك خلال 2024 (صور)
  • أوبك. .ارتفاع طفيف في أسعار نفط البصرة المتوسط خلال شهر
  • وقف النار المرتقب!
  • «حماس» و«حزب الله» نقطة ضعف فى الموقف العربى
  • أونمها: 41 قتيلاً مدنياً بالألغام الأرضية في الحديدة خلال 2024
  • وفاة 3 مهاجرين في المتوسط وإعادة 493 آخرين خلال أسبوع
  • هكذا تبدو مدينة ود مدني بعد استعادتها من قوات الدعم السريع