موقع 24:
2024-07-06@17:09:51 GMT

درنة الجميلة أخذها البحر

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

درنة الجميلة أخذها البحر

سجلُ الأحزان الليبية قديمٌ، وكبيرُ الحجم، وثقيلُ الوزن، وازداد حجماً وثقلاً خلال نصف القرن الأخير، خصوصاً في السنوات التي أعقبت سقوط النظام العسكري.

وحالياً أضيفت إليه صفحات أخرى، سُجلت تحت اسم كارثة الإعصار «دانيال». إعصار باسم نبيّ وفعلِ شيطان. الكثير من المدن الليبية في الشرق، تعرضت فعلياً للغرق، بفعل السيول المتدفقة من مياه الأمطار.

ومواقع التواصل الاجتماعي الليبية تحولت إلى سرادق عزاء كبير، يجعل المرء لا يصدق حجم الكارثة التي حاقت بمدن وبلدات وقرى الشرق الليبي. أسماء الوفيات والمفقودين بدأت في الظهور في قوائم بالعشرات، ثم سريعاً بالمئات. في بلدة اسمها مرتوبة، دفن الأهالي 300 ضحية في مقبرة جماعية في وقت واحد.
السيولُ جرفت الطرق والمنازل والمزارع والبشر والحيوان والجسور والسدود وأعمدة الكهرباء، وقطعت وسائل الاتصالات. في مدينة درنة الجميلة حاضرة البحر اختفت أحياء كاملة وجرفت أهلها في البحر. دمار غير مسبوق، وكارثة أخرى حاقت بشعب يعيش في بلد مقسوم سياسياً، ومنهوب من كل الجهات، ومتجاهَل. وزاد الأمر سوءاً أن الليبيين لا عهد ولا معرفة ولا خبرة لهم بالأعاصير وأفعالها وكيفية الاستعداد لها. وأذكر أن أسوأ ما حاق بليبيا سابقاً من كوارث الطبيعة، كان هزة أرضية حدثت في مدينة المرج، في أوائل الستينات من القرن الماضي. وما أحدثته من خسائر في الأرواح والممتلكات، لا وجه للمقارنة له بما أحدثه الإعصار. ومع ذلك ما زال كبار السن يتذكرونها ويترحمون على ضحاياها. الأمر الآخر هو أن البنية التحتية لمدن الشرق الليبي خصوصاً، والمدن الليبية عموماً، هشَّة ومتداعية، نتيجة الإهمال منذ عشرات السنين. وزاد الطين بلّة أن الدول المتورطة في الأزمة الليبية منذ فبراير (شباط) 2011 ظلت طوال السنين الماضية، تزوِّد حلفاءها المحليين من الجماعات المسلحة في كلِّ ليبيا بالدعم المالي والعسكري والسياسي، في سبيل الحفاظ على نفوذها ومصالحها، وحين هبَّ الإعصار دانيال أدارت له ظهرها، واكتفت بالصمت، كأن الأمر لا يعنيها، وهو فعلياً لا يعنيها، لأن الضحايا ليسوا مواطنيها ولا تربطها بهم صلة. لذلك، لم تُبدِ اهتماماً بالكارثة، وتركت أمرها لليبيين!
وبالفعل، وجد الليبيون في كل مناطق البلاد أنفسهم وجهاً لوجه مع الكارثة. وأدركوا أنْ ليس لهم إلا أنفسهم. وتبيَّن جلياً حقيقة أن «ما يحس النار إلا اللي عافس فيها». وأنه ليس أمامهم سوى تناسي أحقادهم وخصوماتهم، والمسارعة بتقديم الدعم والعون والإغاثة. الإعصار «دانيال»، رغماً عن كل شيء، كان نداءَ إيقاظ وتنبيه، والنائبة التي عرف فيها الليبيون عدوَّهم من صديقهم.
فداحة الأضرار المادية والعمرانية وفي البنى التحتية التي أحدثها الإعصار «دانيال» لم يتم حصرها بعد رسمياً. لكنّ الإحصاءات الأولية المبدئية تؤكد أن الخسائر في الأرواح والممتلكات غير مسبوقة. وهي أيضاً لن تكون مفاجأة لأحد، لأن البلدات والمدن والمناطق التي وقعت ضحيةً لها عانت بنيتُها التحتية عقوداً طويلة من الإهمال والتجاهل، وبخاصة في فترة الحكم العسكري. وكان ذلك الإهمال متعمَّداً بقصد إنزال عقوبة بها، بسبب تحولها إلى مدن ومناطق معارضة، وبيئات اجتماعية وفَّرت ملجأ آمناً للمتطرفين الإسلامويين.
من ناحية أخرى، وكما يقول المثل: «رب ضارة نافعة»، تمكَّن الإعصار «دانيال» من إحياء مشاعر الأخوة والتضامن بين الليبيين، في مختلف المدن والمناطق، وبشكل ملحوظ. وتطوع المئات من الشباب من مختلف مدن ومناطق ليبيا لنجدة إخوانهم في الشرق على وجه السرعة وبوسائلهم الخاصة، وقاموا بتسيير قوافل الإغاثةوفتحوا بيوتهم وقلوبهم أمام إخوانهم معلنين استعدادهم لاستقبال الأسر المتضررة، وتقديم الدعم والمساعدة. وبدأ الليبيون في المهاجر في تجميع التبرعات بهدف مساعدة المتضررين. تلك المشاعر الأخوية الإنسانية التضامنية تكاد تكون تلاشت خلال السنوات الماضية.
ومن دون شك، ومن سابق تجربة وخبرة، فإن الكثيرين من الليبيين سيبدأون في توثيق أحداثهم الحياتية بقدوم الإعصار دانيال، كما فعل أجدادهم من قبل، حين لجأوا إلى ما مر بهم من كوارث في التوثيق لميلاد أبنائهم، أو زواجهم... إلخ من الأحداث. أسماء كثيرة تَرد في البال كنا نسمع بها صغاراً ولم نعشها، وعرفناها فيما بعد: عام الطليان، عام الوادي، عام الإنجليز، عام الشر، عام الزلزل، عام الزينقو، عام الثلج. من الآن وصاعداً سيدخل الإعصار «دانيال» الذاكرة الجمعية الليبية، وسيسمى عام 2023 «عام الإعصار دانيال».

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني درنة

إقرأ أيضاً:

مشاهد مروعة من إعصار بيريل المدمر في الكاريبي (فيديو)

تسبب إعصار بيريل وهو من الفئة الرابعة في كارثة إنسانية في جزر الكاريبي اليوم الأربعاء، بعدما وصل إلى أصغر الجزر في شرق البحر الكايبي وهي «يونيون» وتسبب في انقطاع كهرباء وتدمير المنازل والفيضانات، ووفاة 3 أشخاص على الأقل.

إعصار بيريل دمر 90% من مباني جزيرة يونيون

وتحدث أهالي جزيرة يونيون عن تجربتهم المؤلمة مع الإعصار، فبعدما عادت كاترينا كوي إلى منزلها بعد مروره من الجزيرة لتجد أن منزلها المثالي في جزيرة يونيون مدمر بالكامل بسبب الكارثة الطبيعية، وفق تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية.

ضرب إعصار بيريل جزر غرينادا كارياكو وبيتيت مارتينيك.
دمرت معظم المنازل وأسقطت الأشجار
وقالت السلطات المحلية إن عدة أشخاص لقوا حتفهم pic.twitter.com/js0dmu5W6I

— الأحداث العالمية (@NEWSdotX) July 2, 2024

قالت «كاترينا» لشبكة «بي بي سي البريطانية» إن كل مبنى في الجزيرة، تعرض للتدمير بالكامل وأصبحت بأكملها تقريبًا بلا مأوى.

وأضافت: «لم يعد هناك أي مباني قائمة، لقد سويت المنازل بالأرض، والطرق مغلقة، وسقطت أعمدة الكهرباء في الشوارع.

واتفق معها أحد سكان الجزيرة ويدعي سيباستيان سايلي: «لقد ضاع كل شيء.. ليس لدي مكان لأعيش فيه الآن، كنت أمتلك مزرعة لتربية النحل، وأخرى عضوية، وبسبب الإعصار دمرتا بالكامل».

وأوضح أنه يقيم في يونيون منذ عام 1985، وتعرض لعدة أعاصير سابقة، منها إعصار إيفان في عام 2004 لكن إعصار بيريل لم يشهده من قبل، «لقد تم محو 90% من الجزيرة خلال ساعات فقط».

ووصفت ابنة عمه، أليزي، التي  تعمل في فندقًا مع عائلتها، تجربتها المروعة عندما مر بيريل فوق مدينتهم ، وقالت إنهم اضطروا إلى دفع الأثاث نحو الأبواب والنوافذ لمنع الرياح المستمرة والعواصف من فتحها.

تابعت: «كان الضغط شديداً لدرجة أننا شعرنا به في أذنينا، كنا نسمع السقف يتفكك ويصطدم بمبنى آخر، النوافذ تتكسر والفيضانات تجتاح المنازل».

مشاهد مذهلة من الأقمار الصناعية لعين #إعصار_بيريل الذي وصل للدرجة الخامسة ويضرب عدة جزر في المحيط الأطلسي. pic.twitter.com/lgwEh0bDBc

— ناسا بالعربية (@Arabic_Nasa) July 2, 2024

وأوضحت أن الأولوية الآن للسكان هي المأوى حيث يحاولون جمع الأخشاب والبلاستيك لتوفير نوع من السكن المؤقت لعائلاتهم، مضيفه أنه من الواضح أن العثور على الماء والغذاء سيكون أمرًا صعبًا

وقالت أليزي سايلي إن هناك حاجة ماسة إلى العديد من السلع في جزيرة يونيون التي تقع في المحيط الهندي في شرقي إفريقيا، من الأطعمة المعلبة والحليب المجفف إلى المنتجات الصحية ومستلزمات الإسعافات الأولية والخيام بالإضافة إلى المولدات الكهربائية.

تعامل الحكومة مع آثار الإعصار

وقال رئيس وزراء سانت فنسنت وجزر جرينادين، رالف جونسالفيس، ترك إعصار بيريل دمارًا هائلًا، وألم ومعاناة في جميع أنحاء المناطق التي أصابها.

ووعد بالتحرك لمعالجة المشكلات التي تسبب فيها الإعصار، وأصبحت تحديات تواجه إدارته، ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الشكوك في جزيرة يونيون في أن الحكومة لديها الأموال والموارد والقوى العاملة اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة.

ارتفاع ملفت للأمواج على سواحل الدومينيكان نتيجة تأثيرات إعصار بيريل#HurricaneBerylpic.twitter.com/eMChl3NglJ

— خالد الجهوري⁦ Khalid Aljahwari (@k_k_Aljahwari) July 3, 2024

وضرب بيريل الجزيرة يوم الاثنين كإعصار من الفئة الرابعة، وصلت سرعة رياحه 150 ميلا في الساعة (240 كم / ساعة).

مقالات مشابهة

  • احتفالات السنة الهجرية 1446 في ليبيا
  • استمرار العمل في مشروع كوبري وادي الناقة 2 لتحسين البنية التحتية في درنة
  • عقيل: لا يجري الحديث عن الانتخابات إلا لإشغال الليبيين عن الانتباه لما يخطط لبلادهم من سوء
  • مدينة الجمالية بالدقهلية تشكو الإهمال
  • انتهاء موسم الحج بعد عودة آخر فوج من الحجاج الليبيين
  • عاجل_ الفنون الجميلة.. كليات تطلب وجود اختبارات القدرات
  • مصرع امرأة وفقدان شاب.. أحدث تطورات الإعصار "بيريل" في جامايكا
  • ما عقوبة الإهمال في رعاية شخص مُسن وترتب على ذلك إيذاءه؟.. القانون يوضح
  • مشاهد مروعة من إعصار بيريل المدمر في الكاريبي (فيديو)
  • مصلحة المطارات تورد مولدات كهربائية لمطاري أوباري وغات