الخليج الجديد:
2025-03-17@11:06:35 GMT

هل يتعظ الجوعى؟

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

هل يتعظ الجوعى؟

هل يتعظ الجوعى؟

انسحبت روسيا من اتفاقية الحبوب يوم 18 يوليو/تموز بحجة أن قمح أوكرانيا الذي يجري تصديره يذهب لأثرياء أوروبا وليس لفقراء أفريقيا.

وضع أردوغان كل ثقله لإقناع روسيا بتجديد اتفاقية الحبوب والسماح بتدفق قمح أوكرانيا للأسواق، أو البحث عن صيغة جديدة، وإلا تعرض العالم للجوع.

الجميع يتحرك لتفادي أزمة غذاء جديدة إلا حكومات الدول الأكثر استيرادا للقمح! إذ تتجاهل ملف الأمن الغذائي وقطاع الزراعة الحيوي والاكتفاء من السلع الرئيسية.

آلية اتفاقية الحبوب ضمنت تدفق قمح أوكرانيا للأسواق رغم الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا وتلغيمها، كما وفرت ممرات آمنة لتصدير الحبوب للدول الفقيرة والمستوردة للغذاء.

* * *

أمس كان يوما مهمّا لدول العالم إذ كانت أسواق الحبوب وحكومات الدول المستوردة للغذاء تترقب نتائج محادثات يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

اللقاء كان مخصصا لبحث ملف رئيسي هو محاولة إعادة إحياء اتفاقية الحبوب التي انسحبت منها موسكو يوم 18 يوليو/تموز بحجة أن القمح الأوكراني الذي يجري تصديره يذهب للدول الثرية في أوروبا وليس لفقراء أفريقيا، ومحاولة بث النشاط في الآلية التي ضمنت تدفق القمح الأوكراني للأسواق رغم محاصرة الجيش الروسي لموانئ أوكرانيا وتلغيمها، كما وفرت ممرات آمنة لتصدير الحبوب إلى الدول الفقيرة والمستوردة للغذاء.

تركيا ورئيسها المقرب من بوتين وضعا كل ثقلهما لإقناع الجانب الروسي بضرورة تجديد اتفاقية الحبوب والسماح بتدفق القمح الأوكراني للأسواق، أو البحث عن صيغة جديدة، وإلا تعرض العالم للجوع.

كما سعت أنقرة لتفادي وقوع أزمة غذاء عالمية في حال إصرار موسكو على موقفها من الانسحاب من اتفاقية الحبوب ومواصلة محاصرة الموانئ، وضرب البنية التحتية للتصدير من صوامع ومخازن وسفن ومرافئ، خاصة أن الدول المنتجة للقمح وغيره من الحبوب تعاني حاليا من ظروف مناخية صعبة، سواء كان جفافا شديدا أو فيضانات غزيرة، أو تشهد أسواقها زيادة في الأسعار دفعتها لوضع قيود على التصدير.

قطر أيضا دخلت على خط الأزمة حينما قدمت مبادرة لتخفيف أزمة الغذاء في العالم، وأبلغت الأطراف المعنية ومنها روسيا وتركيا والأمم المتحدة بإمكانية أن تلعب دوراً في تمويل صفقة الحبوب وتوفير القمح للدول الفقيرة، وعرضت الدوحة سداد ثمن كميات تصل إلى مليون طن من القمح، يجري توزيعها على البلدان الأكثر حاجة عبر تركيا.

كل دول العالم تتحرك لحلحلة هذا الملف الشائك، وإعادة تدفق القمح الأوكراني للأسواق حتى لا تندلع أزمة غذاء وتحدث قفزات في أسعار القمح والذرة والأرز والشعير يدفع ثمنها ملايين الفقراء.

اللافت في الأمر أن الجميع يتحرك لتفادي أزمة غذاء جديدة، ما عدا حكومات الدول الأكثر استيرادا للقمح، فهي تتجاهل كالعادة ملف الأمن الغذائي بالغ الأهمية، وتتجاهل كذلك قطاع الزراعة الحيوي والاكتفاء من السلع الرئيسية.

كل ما تفعله هو الخروج علينا من وقت لآخر معلنة عن وجود خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، أو اللهاث وراء دول الفوائض المالية والمؤسسات المالية والداعمين للحصول منها على قمح مجاني أو قروض توجه لشراء الحبوب من الخارج، بغض النظر عن السعر والتكلفة على المواطن والخزانة العامة.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
 

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قمح الغذاء روسيا أوكرانيا بوتين أردوغان تركيا قطر الفقراء قمح أوكرانيا اتفاقية الحبوب الأمن الغذائي الاكتفاء الذاتي أزمة الغذاء في العالم الدول المستوردة القمح الأوکرانی اتفاقیة الحبوب أزمة غذاء

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الدول المعنية في أوروبا بشأن أوكرانيا

صرح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بأن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع عدد من الدول الأوروبية المعنية بشأن التسوية في أوكرانيا، تشمل بريطانيا، والنرويج، وفرنسا، وفنلندا، بالإضافة إلى دول أخرى.

وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن"، أوضح ويتكوف أن هذه المشاورات تأتي في إطار البحث عن حل دبلوماسي للنزاع الأوكراني، مشددًا على أن جميع الأطراف ترى ضرورة مناقشة هذه المسألة رغم تعقيداتها.

إشارات إضافية

وكان ويتكوف قد التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو مساء الخميس الماضي، عقب محادثات واشنطن وكييف في جدة، والتي وافقت أوكرانيا خلالها على اقتراح أمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا مع إمكانية تمديده بموافقة الطرفين.

وأكد ويتكوف أن الاجتماع مع بوتين كان إيجابيًا، معربًا عن توقعه توقيع اتفاق بين روسيا وأوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة. ومن جانبه، وافق الرئيس الروسي على الاقتراح الأمريكي، لكنه شدد على ضرورة أن يؤدي إلى سلام مستدام، وليس مجرد هدنة مؤقتة.

روسيا تكشف عن شروطها للسلام وتحذر من تدخل الناتوروسيا تعلن اعتراض وتدمير 29 طائرة مسيرة أوكرانية في أقل من ساعةالولايات المتحدة: الخلافات بين روسيا وأوكرانيا بشأن إنهاء الحرب تضاءلتزيلينسكى يُطالب بمزيد من العقوبات ضد روسياماكرون: ليس من حق روسيا اتخاذ قرار بشأن قوات حفظ سلام بأوكرانياروسيا تدخل على خط الأزمة| أمريكا تتوعد والحوثيون يتحدّون.. تصعيد عسكري في البحر الأحمر

وأشار الكرملين إلى أن بوتين حمّل المبعوث الأمريكي رسائل وإشارات إضافية إلى الرئيس دونالد ترامب، ما يعكس استمرار التواصل بين موسكو وواشنطن حول الملف الأوكراني.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن إدارة ترامب تشعر بـتفاؤل حذر بشأن التعاون مع روسيا لحل النزاع الأوكراني. وأوضح أن موظفي الإدارة الأمريكية في واشنطن سيقيّمون الموقف الروسي بشكل دقيق بعد عودة ويتكوف من موسكو، تمهيدًا لاجتماع سيحدد الخطوات الأمريكية القادمة.

وأكد روبيو أن الرئيس الأمريكي سيقرر لاحقًا المسار الذي ستتبعه واشنطن في التسوية، بناءً على تحليل نتائج المحادثات الأخيرة مع موسكو، مما يعكس رغبة أمريكية في اختبار جدية روسيا قبل المضي قدمًا في أي اتفاق نهائي.

مقالات مشابهة

  • ماكرون: لا نخطط لنشر "حشود" من الجنود في أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الدول المعنية في أوروبا بشأن أوكرانيا
  • مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
  • أردوغان يعلن موقفه من جهود ترامب لإنهاء أزمة أوكرانيا
  • صادرات القمح الروسي إلى المغرب تحقق ارتفاعا قياسيا
  • ماكرون: قد نرسل قوات إلى أوكرانيا دون موافقة روسيا
  • صوان: ليبيا لا يجب أن تتحمل أزمة الهجرة وحدها وعلى الدول المعنية تحمل مسؤولياتها
  • من هو الجدير بالمنصب؟!
  • من يتجرأ يتقدم!
  • ترامب: أزمة أوكرانيا كانت تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة