الخليج الجديد:
2025-01-24@00:47:53 GMT

قمّة العشرين وما بعد قناة السويس

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

قمّة العشرين وما بعد قناة السويس

قمّة العشرين وما بعد قناة السويس

شهدت خريطة العالم عدّة مشروعات للربط بين الشرق والغرب، تمثل بدائل لقناة السويس.

يتألف المشروع الجديد من ممرّين منفصلين: شرقي يربط الهند والخليج العربي، وشمالي يربط الخليج وأوروبا.

يحقّق المشروع توازنًا لا غنى عنه للمصالح الغربية بين علاقات دول الخليج المتنامية مع الصين، وعلاقتها التاريخية مع الغرب.

أطلقت قمّة العشرين طلقة أولى في مواجهة عالمية تتجاوز الاقتصاد لما هو أبعد: مشروع يحوِّل السعودية إلى جسرٍ بين آسيا وأوروبا.

تنفيذ الممرّ الجديد، وما سبقه من مشروعات، يهدّد دور القناة التاريخي، لكنها جميعًا لا تعني طيّ صفحة من تاريخ العالم الحديث اسمها "قناة السويس".

لغة إطلاق المشروع تعكس طموحًا كبيرًا، فهو "ممرٌّ" اقتصادي يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، ووصفه الرئيس الأميركي باتفاق "تاريخي" و"سيغيّر قواعد اللعبة"!

يولد المشروع في سياق صراعٍ دوليٍّ ضارٍ بين الغرب والصين، ويمثّل مشروع "الحزام والطريق" الصيني أهم أدواته والآن يدخل الغرب بمواجهة مباشرة بمشروع من النوع نفسه "يغيّر قواعد اللعبة".

من باب الاقتصاد وإعادة هيكلة حركة السلع التقليدية والرقمية، يعيد الغرب تحديد "الأوزان النسبية" لدول المنطقة، بعد سنوات سيولةٍ سياسيةٍ شهدت مخاطر حقيقية أبرزها حصار قطر.

* * *

في غياب الرئيسين الروسي والصيني، أطلقت قمّة العشرين طلقة أولى في مواجهة عالمية تتجاوز الاقتصاد إلى ما هو أبعد: مشروع يحوِّل السعودية إلى جسرٍ بين آسيا وأوروبا، ويأتي الإعلان المفاجئ بعد أيام من توقيع اتفاق ثلاثي (إسرائيل، قبرص، اليونان) يستبعد مصر من ترتيبات مهمّة لنقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا.

وأهم ما في مشروع القمّة أنه ينضم إلى قائمة مشروعاتٍ ستشكل خصمًا من رصيد قناة السويس ودور مصر التاريخي في الأجل المنظور. والمتاح عن المشروع من معلوماتٍ لا يتجاوز ما أُعلن في بيان تدشينه، لكن لغة إطلاق المشروع تعكس طموحًا كبيرًا، فهو "ممرٌّ" اقتصادي يربط الهند وأوروبا والشرق الأوسط، ووصفه الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأنه اتفاق "تاريخي" و"سيغيّر قواعد اللعبة"!

وعلى المستوى الجيوستراتيجي، قال الرئيس الأميركي إنه يؤدّي إلى "شرق أوسطٍ أكثر استقرارًا وازدهارًا وتكاملًا"، ويضم المخطّط دولا عدة، ويشمل مشروعات سكك حديدية وربط موانئ بحرية وخطوطًا لنقل الكهرباء والهيدروجين، وكابلات لنقل البيانات.

والأطراف الموقّعة (أميركا، السعودية، الإمارات، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا) لا تشمل مصر، ويرتفع سقف طموح المخطط ليشمل سككا حديدية جديدة من أنغولا إلى زامبيا والمحيط الهندي. ويتألف المشروع الجديد من ممرّين منفصلين: شرقي يربط الهند والخليج العربي، وشمالي يربط الخليج وأوروبا.

وقبل هذا المشروع، الذي كُشِف عنه فجأة، وخلال سنوات قليلة، شهدت خريطة العالم عدّة مشروعات للربط بين الشرق والغرب، تمثل بدائل لقناة السويس. روسيا تتحرّك في اتجاهين: ممر شمالي قطبي يعمل حاليًا عدة أشهر، وخلال أعوام قليلة سيكون ممرًا بين أقصى شرق آسيا وغرب أوروبا بكلفة أقلّ وخلال زمن أقصر، وفي اتجاه الجنوب تخطّط روسيا لربط الهند وإيران بممر "شمال – جنوب" الذي ينقل البضائع بين عدة دول، أهمها الهند، من دون المرور في قناة السويس.

وأبرمت الإمارات اتفاقًا للنقل مع إيران وتركيا (ممرّ الشارقة – مرسين) لنقل البضائع إلى أوروبا من دون المرور بالقناة. أما العراق فجمع عدة دول في مشروع مشترك للنقل الدولي يسمّى "طريق التنمية" يبدأ من ميناء "الفاو الكبير" عبر خط سكك حديد فائق السرعة لنقل ملايين الحاويات بين شمال الخليج العربي والموانئ التركية.

وإذا تحقّق ما تتحدّث عنه إسرائيل من وجود مخطّط لربط إسرائيل بالسعودية عبر شبكة سكك حديد وخطوط أنابيب، فإن طريق التواصل التاريخي بين الشرق والغرب، الذي كان أحد أهم العوامل المؤثرة في تاريخ مصر الوسيط والحديث، بل كان دور الجسر التاريخي باب عواصف سياسية وعسكرية ليس آخرها حرب السويس (1956). والإعلان المفاجئ عن تدشين المشروع الجديد في "قمّة العشرين" يحمل دلالات كثيرة مهمة جدا.

يولد المشروع تحت سقف صراعٍ دوليٍّ ضارٍ بين الغرب والصين، ويمثّل مشروع "الحزام والطريق" الصيني أحد أهم أدواته على الإطلاق، وبعد تردّد غربي يدخل الحلفاء الغربيون في مواجهة مباشرة بمشروع من النوع نفسه، يمكن، كما عبّر الرئيس الأميركي، أن "يغيّر قواعد اللعبة".

وبتوقيع الاتفاق تكون "عصا البلياردو الغربية" قد ضربت عدّة كرات، أولها تقديم حافز كافٍ للهند لتحسم "تأرجحها" بين الغرب وروسيا، وهي في أشدّ الحاجة إلى ما يدعمها في تنافسها مع الصين.

في الوقت نفسه، يحقّق المشروع توازنًا لا غنى عنه للمصالح الغربية بين علاقات دول الخليج المتنامية مع الصين، وعلاقتها التاريخية مع الغرب، ومن باب الاقتصاد وإعادة هيكلة حركة السلع التقليدية والرقمية، يعيد الغرب تحديد "الأوزان النسبية" لبعض دول المنطقة، بعد سنوات سيولةٍ سياسيةٍ شهدت مخاطر حقيقية (لعل أكثرها وضوحًا سنوات حصار قطر).

وخليجيًا، يحرّر الممر الجديد دول شبه الجزيرة من قيود جغرافية كبلتها لعقود طويلة، وهو سيحولها من "مُهدَّدة" بوضع جغرافي محفوف بالمخاطر، إلى مرتكز لأحد أهم ممرات التجارة في العالم.

وتنفيذ الممرّ الجديد، وما سبقه من مشروعات، يهدّد الدور التاريخي للقناة، لكنها جميعًا لا تعني طيّ صفحة من تاريخ العالم الحديث اسمها "قناة السويس"!

والأرجح أن هذه المشروعات ستكتب نهاية الهالة الأسطورية التي أحاطت بالقناة منذ حفرها، وستغيّر "الوزن النسبي لمصر" إقليميًا ودوليًا.. وستبقى القناة، وإلى أجل لا يعلمه إلا الله، أحد أهم الممرّات البحرية العسكرية في العالم.

*ممدوح الشيخ كاتب وباحث مصري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أميركا بايدن الهند الصين الحزام والطريق قناة السويس الممرات البحرية قمة العشرين الرئیس الأمیرکی ر قواعد اللعبة قناة السویس یربط الهند

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تعلن حصاد 2024 لمركز إعداد القادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت جامعة قناة السويس، برئاسة الأستاذ الدكتور ناصر مندور،  الحصاد المتميز لمركز إعداد القادة لعام 2024، والذي شهد مشاركة 1841 طالباً في مختلف الأنشطة والبرامج التدريبية التي نظمها المركز.

تأتي أنشطة مركز إعداد القادة بالجامعة تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس.

وبإشراف عام الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وبإشراف تنفيذي الدكتور محمد غنيم مدير مركز إعداد القادة بالجامعة، وبإشراف تنفيذي الدكتورة مناي شاهين وكيل المركز لشئون الأنشطة ، والدكتور باسم المغربي وكيل المعهد لشئون المقر، وبتنظيم مصطفى أبو سريع المدير التنفيذي للمركز.

وبشأن المعسكرات، شارك 323 طالباً في ثلاث معسكرات، شملت الفوج 30 والفوج 31 والفوج 32، حيث ركزت هذه البرامج على تطوير مهارات القيادة والتواصل.

وفيما يخص الدورات وورش العمل، تضمنت 8 برامج شارك بها 720 طالباً، من أبرزها دورة إعداد القادة 14، وورشة الألعاب التحفيزية والتربوية، والدورة التدريبية الأساسية الأولى، ودورة إعداد القادة 15.

دورات التحول الرقمي

 استفاد منها 80 طالباً عبر دورتين تدريبيتين بعنوان دورة التحول الرقمي لطلاب الجامعة رقم 1 ورقم 2، في إطار دعم استراتيجية التحول الرقمي.

دورات الأكاديمية العسكرية

 شارك فيها 247 متدرباً عبر 6 دورات، أبرزها دورة الاستراتيجية والأمن القومي 5 و6 و7، ودورة أساليب الوقاية من الحروب الحديثة غير التقليدية، ودورة إدارة الأزمات 2، ودورة صناع القرار 2.

المنح

 شملت 8 منح متميزة بمشاركة 1325 طالباً، أبرزها منحة صناعة الكاريزما، ومنح المهارات الأساسية للقيادات الشبابية 3 و4 و5 (باللغة الألمانية)، ومنحة أدوات النجاح (Success Tools)، بالإضافة إلى منحة إعداد المتحدث المحترف 3.

الملتقيات والمبادرات

 شارك فيها 1656 طالباً من خلال فعاليتين رئيسيتين هما ملتقى "أهلني" ومبادرة "الدين وعلوم الحياة"، اللتين ركزتا على تعزيز القيم الإنسانية والإعداد الشخصي.

يُبرز هذا الحصاد الجهود الكبيرة التي بذلها مركز إعداد القادة بجامعة قناة السويس في عام 2024، لتعزيز مهارات الطلاب وتأهيلهم لمواجهة تحديات المستقبل، بما يرسخ دور الجامعة كمؤسسة تعليمية رائدة تساهم بفاعلية في بناء جيل قادر على قيادة التنمية المستدامة

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: أتمنى من الحوثيين أن يتوقفوا عن تهديد قناة السويس مهما كان المبررات
  • رئيس جامعة قناة السويس يهنئ الرئيس السيسي بعيد الشرطة
  • وزير قطاع الأعمال: مشروع المجمع الجديد يعيد إحياء صناعة الغزل والنسيج
  • برلماني: وقف إطلاق النار في غزة ينشط الحركة الملاحية فى قناة السويس
  • في بنك قناة السويس بـ 50.38 جنيه.. سعر الدولار بـ منتصف تعاملات اليوم الخميس 23 يناير 2025
  • جامعة قناة السويس تعلن حصاد 2024 لمركز إعداد القادة
  • جامعة قناة السويس تعزز التعاون الأكاديمي مع نظيرتها الصينية لانزو
  • مصر تستعد لإصدار "خرائط ملاحية جديدة" لقناة السويس
  • هل ينعش وقف إطلاق النار في غزة اقتصاد مصر وقناة السويس؟
  • "هيئة قناة السويس" تكشف موعد بدء تشغيل مشروع ازدواج القناة