عربي21:
2024-07-09@18:42:38 GMT

مشروع الممر الدولي الجديد: مصر هي الخاسرة الكبرى

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

لقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر الاتفاق الأولي الذي جرى الإعلان عنه في نيودلهي يوم السبت الماضي بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين، وهو اتفاق على إنشاء ممر نقل بحري/ بري من الهند إلى أوروبا.



يبدأ الممر المزمع إنشاؤه بخط بحري بين ميناء موندرا في الهند، وهو أكبر الموانئ الهندية شمالا على بحر العرب (يقع في ولاية كجرات التي ينتمي إليها مودي، وقد شغل منصب رئيس وزرائها عدة سنوات قبل توليه حكم البلاد بأسرها بدءا من عام 2014) وميناء الفجيرة في الإمارات، بما يتفادى المرور بمضيق هرمز الذي تستطيع إيران إغلاقه. ثم يجري النقل بالسكك الحديدية عبر الإمارات والمملكة السعودية والأردن وصولا إلى ميناء حيفا، إذ جرى إشراك دولة إسرائيل في المشروع. ومن حيفا، يتواصل النقل عبر البحر الأبيض المتوسط إلى شتى الموانئ الأوروبية المطلة على المتوسط، لاسيما موانئ اليونان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا.

وقد أشارت معظم وسائل الإعلام إلى أن مصلحة أمريكا في مشروع الممر، بالرغم من أن لا علاقة لها به من حيث الجغرافيا، إنما تقوم على منافسته للمبادرة الصينية الكبرى المعروفة باسم «الحزام والطريق» والتي تشمل مشاريع متعلقة بالبنية التحتية في كافة القارات.

إلا أن ذلك إغفال للمشروع الحقيقي الذي يتوخى المشروع الجديد منافسته، ألا وهو «معبر النقل الدولي بين الشمال والجنوب» الذي شرعت الهند في تجهيزه منذ عدة سنين مع كل من إيران وروسيا. فإن «الممر» الجديد المزمع إنشاؤه لا ينافس حقا «مبادرة الحزام والطريق» إذ هو من طبيعة مختلفة ونطاقه أضيق بكثير، بينما ينافس تماما مشروع «المعبر» (التسمية الإنكليزية واحدة «corridor» للمشروعين، لكن التمييز بين التسميتين بالعربية يسهّل الحديث) الذي يقوم على وصل ميناء مومباي الهندي بميناء بندر عباس الإيراني، ومن ثم العبور برا من هذا الميناء الأخير عبر إيران وأذربيجان وروسيا حتى وسط القارة الأوروبية (وصفنا هذا المشروع على هذه الصفحات قبل أكثر من عام: «روسيا وإيران تسرّعان مشروعهما المنافس لقناة السويس» 21/6/2022).

يشكل «الممر» المزمع إنشاؤه إخفاقا فادحا لعبد الفتاح السيسي، الذي كان في نيودلهي وقد مرت العملية من تحت أنفه على ما يبدو، بدل أن يبذل مساعي حثيثة من أجل إقناع الإمارات والسعودية باشتراط إشراك مصر في المشروع

وكانت روسيا قد بدأت تخطط لمشروع «المعبر» مع الهند وإيران منذ بداية القرن الحالي، أي قبل ما يقارب ربع قرن، وقبل أن تنحط علاقاتها بمعظم الدول الأوروبية بنتيجة غزوها الأول لأوكرانيا في عام 2014 ومن ثم غزوها الثاني والأخطر في عام 2022. ومن الواضح أن فكرة روسيا بإنشاء «سويس جديدة» (كما أسماها المعلقون الروس) لتكون معبرا من آسيا إلى أوروبا الغربية عبر أراضيها قد انتهت بما لا رجعة عنه. هذا ويبقى مشروع «المعبر» صالحا لوصل جنوبي شرق آسيا وشبه القارة الهندية بآسيا الوسطى والقوقاز وروسيا، لكن الطموح السابق بأن تستخدمه سائر الدول الأوروبية بات مستحيلا. وهنا يأتي دور «الممر» كبديل عن «المعبر» بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي.

إن المشروع الجديد بديل عن المشروع السابق على حساب إيران وروسيا ولصالح الإمارات والمملكة السعودية. لكن خطورته كامنة في أن إدارة بايدن سهرت على ضم دولة إسرائيل إليه، بما يدعم المساعي المكثفة التي تبذلها منذ أشهر من أجل استكمال ما أشرفت عليه إدارة دونالد ترامب من «تطبيع» بين الإمارات وإسرائيل، وذلك بترتيب اتفاقية «تطبيع» مماثلة بين المملكة والدولة الصهيونية.

أما الخاسرة الكبرى إزاء كافة هذه المناورات، فهي مصر. ذلك أن المشروعين، «المعبر» و«الممر» يلتقيان في أنهما يرميان على حد سواء إلى التعويض عن قناة السويس. وهذا ينذر بالطبع بانخفاض العائدات التي تجنيها مصر من عبور القناة، بما من شأنه تأكيد صحة الانتقادات التي تم توجيهها لمشروع شق «قناة السويس الجديدة» أول مشاريع عبد الفتاح السيسي «الفرعونية» الذي شرع فيه على الرغم من الدعوات إلى التريث نظرا للشكوك في شأن تزايد الملاحة عبر القناة في المدى المتوسط والبعيد.

علاوة على ذلك، وبنتيجة الضغط الأمريكي من أجل المضي قدما في التطبيع مع الدولة الصهيونية، جرى تفضيل المرور من المملكة السعودية عبر الأردن إلى ميناء حيفا على المرور عبر المملكة وسيناء إلى أحد المينائين المصريين في العريش وبور سعيد. وهذا ممكن بفضل مشروع «الجسر البري بين مصر والسعودية» القائم بين البلدين منذ عام 2016 والذي يرمي إلى ربط منطقة تبوك، التي يحرص محمد بن سلمان على تنميتها (مشروع مدينة نيوم العملاق) بشرم الشيخ، مرورا بجزيرة تيران التي تخلى السيسي عن السيادة المصرية عليها (هي وجزيرة صنافير) في عام 2016 ذاته بغية تسهيل المشروع.

هكذا يشكل «الممر» المزمع إنشاؤه إخفاقا فادحا لعبد الفتاح السيسي، الذي كان في نيو دلهي وقد مرت العملية من تحت أنفه على ما يبدو، بدل أن يبذل مساعي حثيثة من أجل إقناع الإمارات والمملكة باشتراط إشراك مصر في المشروع. والحال أن الطريق المصرية أضمن بكثير من طريق تمر عبر دولة بات يحكمها رجال متطرفون في عدائهم العنصري للعرب، وهي تعيش حالة اضطراب قصوى ليس ما يشير إلى إمكانية تخطيها في المستقبل المنظور، ناهيكم بالطبع من خطورة «التطبيع».

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهندي مصر مصر الهند خسارة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل

إقرأ أيضاً:

محافظ الفيوم يتابع إجراءات تنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تابع الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، إجراءات تنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، للوقوف على آخر التطورات بهدف وضع كل الرؤى محل الدراسة، واستعراض كافة تفاصيل الخطوات المستقبلية.

 

ويساهم ذلك في تنفيذ الأعمال على الوجه الأمثل، وفقًا لآخر تحديث للتصميمات الإنشائية الهندسية للمشروع، وطبقًا للمحددات البيئية، وتفعيلًا لبروتوكول التعاون الرباعى المبرم بين وزارة البيئة، ومحافظة الفيوم، ومؤسسة الأميرة عالية بنت الملك الحسين، ومؤسسة (Four paws)، وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لتشجيع الاستثمار.

جاء ذلك بحضور، الدكتور محمد التوني، نائب محافظ الفيوم، وأحمد شاكر، السكرتير العام المساعد للمحافظة، والدكتور أمير خليل، مدير إدارتي المشروعات الدولية والإنقاذ بمؤسسة "four paws international"، والدكتورة مروة أحمد محمد، رئيس وحدة متابعة تنفيذ المشروعات بديوان عام محافظة الفيوم، المنسق الفنى لمشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان.

وأكد محافظ الفيوم، خلال اللقاء على وضع كافة الرؤى والمقترحات، الخاصة بتنفيذ مشروع " ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، بمركز يوسف الصديق، حيز الدراسة والاهتمام، مع سرعة إعداد الدراسة الاقتصادية للمشروع، بهدف سرعة الانتقال بتلك الأفكار وهذه الرؤى حيز التنفيذ، مشيرًا إلى أهمية التنسيق الدائم والمستمر بين مختلف الأجهزة التنفيذية المعنية بالمحافظة، ووزارة البيئة، وممثلي مؤسسة "four paws international"، للتوافق على كافة الأمور قبل الشروع في تنفيذ المشروع، حتى لا تتعارض أي أعمال أو رؤى مع الشروط البيئية ومتطلبات المحميات الطبيعية، مؤكدًا على مراعاة تنفيذ المشروع وفقًا لما يخدم كافة الجوانب والفئات المستهدفة به.

ووجه المحافظ، رئيس وحدة متابعة تنفيذ المشروعات بالمحافظة، المنسق الفنى لمشروع "ملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان، بسرعة التنسيق مع مختلف الجهات ذات الصلة، مع إفادة رئيس جهاز تنفيذ مشروعات الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم، بخريطة إحداثيات موقع المشروع لتحديد أقرب محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي للمشروع، للاستفادة من المياه المعالجة في زراعة الأشجار والنباتات غير المثمرة، فضلًا عن التشبيك مع مسؤولي مديرية الموارد المائية والري بالمحافظة، بهدف التنسيق لوضع آليات الاستفادة من المياه المعالجة.

 

وأشار إلى أهمية عقد اجتماع مع وزيرة البيئة في أقرب وقت، لعرض آخر الإجراءات والتصاميم الخاصة بمشروع "ملاذ آمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان، ومناقشتها بمشاركة الجهات ذات الصلة، تمهيداً للعرض على رئيس مجلس الوزراء، للشروع في وضع حجر أساس المشروع، للبدء الفعلى في التنفيذ خلال الأشهر القليلة القادمة.

وأوضح محافظ الفيوم، أن مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" من المشروعات الخضراء التى تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجى ودعم الصمود والتكيف مع التغيرات المناخية، من خلال إعادة توطين الحيوانات البرية التى أصبحت مهددة بالإنقراض، وذلك بغرض حمايتها وعمل نظام بيئى يمكنها من التعايش بطريقة آمنة ومحمية، لافتًا إلى أن المشروع يلقى متابعة دائمة ورعاية من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وكذا الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، موضحًا أنه تم عقد جلسة تشاورية ـ موسعة ـ خلال شهر يناير الماضي لدراسة الأثر البيئي للمشروع، بهدف البدء في المشروع وفق خطوات محسوبة لاستغلال كافة عناصر الجذب فى المنطقة، وتنفيذ رؤية الدولة لتحقيق أبعاد التنمية المستدامة، مما يتطلب بذل المزيد من الجهد فى التخطيط بين كافة الجهات المعنية.

ولفت محافظ الفيوم، إلى أن مشروع " ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، سيتم تنفيذه على مساحة 2000 فدان، ويعد من أهم المشروعات الاستثمارية المتكاملة طويلة المدى، ويتميز بموقعه الفريد وقربه من العاصمة، كما أنه يحتوى على آثار لكائنات تعود إلى مايقرب من 40 مليون سنة، مما يتطلب الدقة والاهتمام فى التنفيذ ووضع آليات على أسس علمية للترويج له، مع العمل على زيادة السعة الفندقية للمشروع " فندق بيئي، وأماكن كامبات، ومناطق للتخييم والسفاري" مما يخلق نوعًا جديدًا من السياحة البيئية، مشيرًا إلى أن المشروع يعمل على إضافة نقطة جذب سياحية، ويعكس هوية المكان ويعمل على تثقيف المجتمع المحلى بالحفاظ على الثروة البيئية، ويرسخ الدمج بين عراقة التاريخ والتطور العلمى، كما يوفر العديد من فرص العمل.

ومن جانبه، استعرض مدير إدارتي المشروعات الدولية والإنقاذ بمؤسسة "four paws international"، آخر الإجراءات والتصاميم لتنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، موضحًا أنه تم الانتهاء من دراسة الأثر البيئي له، ودراسة الاتزان المائي لبحيرة قارون، لافتًا إلى أن المشروع يتضمن: أماكن إنتظار، وأسيجة، وغابات يتخللها مسارات محددة للمشى، وركوب الدراجات الهوائية، وجولات السفارى وجسور القنوات المائية المبطنة، ومراكز إكثار للحيوانات المهددة بالانقراض، وآخر لتدريب الأطباء البيطريين، ومحطة لتدوير المياه، وأخرى للمخلفات، لافتاً إلى أهمية توفير فيديو من خلال التصوير العلوى لموقع المشروع لتحديد أبعاده، بهدف تحديد الرؤية المستقبلية حال التوسع فيه.

وأضاف، أن مشروع " ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان، يشمل أيضًا مراكز للأبحاث العلمية والعناية البيطرية، وأماكن مخصصة للطيور المهاجرة، بالإضافة إلى تنفيذ منطاد طائر يسمح للزوار برؤية المشروع كاملًا من أعلى، وكذا وادى الريان وبحيرة قارون، وتصميم نزل فندقية بيئية تتناسب مع متطلبات الزوار وتعكس تجربة العيش فى الصحراء، ومساحات خضراء لتنزه الزوار.

 

وأوضح أن المشروع سيعمل بالطاقة الشمسية، وسوف تزرع بالمشروع أصناف الأشجار والنباتات التى تحتاج لقليل من ماء الري، لافتاً إلى أن المشروع فرصة حقيقية لدعم السياحية البيئية بالفيوم، من خلال الشراكات الجادة مع القطاع الخاص، لتعزيز مصادر الدخل للمجتمعات المحلية وتنميتها اجتماعيًا واقتصاديًا، فضلًا عن توطين الصناعات الحرفية والتراثية التي تشتهر بها المحافظة.

مقالات مشابهة

  • الوكيل مفتاح يكرم الخرجين من مشروع بناء الشبابي بمأرب
  • صحية مسقط تطلق برنامج بصيرة للابتكار
  • مركز الشرطة الذكي في دبي يحصل على علامة الجاهزية للمستقبل
  • رئيس هيئة الرقابة يتابع مشروع الطريق الدائري الثالث بطرابلس
  • محافظ الفيوم يتابع إجراءات تنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان
  • تنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان بالفيوم
  • «جودو الإمارات» يبدأ «المرحلة الثانية» من «الإعداد البدني»
  • التجارة التونسية تبحث مع وفد أممي مستجدات مشروع «الممر التجاري القاري مع ليبيا»
  • شباب تعز: الجمهورية عنوان المشروع الوطني الذي يجب استعادة مضامينه لمواجهة انبعاث الإمامة
  • بغداد تعلن المباشرة بتنفيذ مشروع مجاري ناحية سبع البور