الخليج الجديد:
2025-04-22@13:01:18 GMT

«بريكس» تتكرس خياراً لـ«التوازن» الدولي

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

«بريكس» تتكرس خياراً لـ«التوازن» الدولي

«بريكس» تتكرس خياراً لـ«التوازن» الدولي

رغم أن روسيا تعتبر وجود السعودية والإمارات في المجموعة «يعطي زخماً لمسألة الطاقة»، فإنهما لا تُخضعان إنتاجَهما النفطي لأي صراعات دولية.

إبراز «التخلص من الدولار الأميركي» كهدف وشيك لـ«بريكس» يبدو متسرّعاً، إذ يجب أن يسبقه نجاح التعامل بالعملات الوطنية، وهو ما لا يزال محدوداً.

المهم ألا تتعجّل «بريكس» في تقديم أجندة مناهضة ومتحدّية للغرب، وتحديداً للولايات المتحدة، فالكثير من «أصدقاء بريكس» هم من «أصدقاء الغرب»

وضع دولي مضطرب سلّط الأضواء على بريكس في خضم أزمات اقتصادية وغذائية وطاقوية فرضتها حرب أوكرانيا وأنها كان يمكن (بل كان ينبغي) تجنّبها، لا تركها تشتعل لأي سبب.

مارست الصين دبلوماسية هادئة أعطت وزناً لخيار «بريكس» ويمكن بلورة قيادة عقلانية، مع الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، لأي تغيير متوقع بالنظام الدولي بمعزل عن مخرجات حرب أوكرانيا.

* * *

سيتوقف نجاح مجموعة «بريكس» على تحقيق أهدافها في ما يتعلّق بالاقتصاد العالمي، وفي رعايتها للدول النامية، فهذا ما سيصنع الفارق مع الغرب. أما النفوذ والتأثير السياسيان فسيأتيان تباعاً وليس تلقائياً، لأن المسيرة طويلة.

والأكيد أن لدى «بريكس» قدرات تمكّنها من إحداث تغيير مهم على المستوى العالمي، إذا حافظ عملها على وتيرة طبيعية ومعايير موضوعية، فانضمام بعض الدول إليها مؤخراً عكس حاجةً دولية أكبر إلى أن تُحترم القيمُ الإنسانية الأساسية وتُطبّق على أرض الواقع.

ويُفترض أن تبرهن «بريكس» أنه يمكن أن يُعوَّل عليها في هذا الشأن، طالما أن أقطابها يعلنون التزامهم القانونَ الدولي وينتقدون الانحراف في تطبيقه.

العنصر الآخر للنجاح أن تعمل بهدوء وتأنٍ على «تأسيس نظام اقتصادي عالمي متعدّد الأقطاب»، ومتى ما وُجد وأصبح واقعاً سيكون منافساً نزيهاً يقيم «التوازن» المنشود مع منظومة الغرب، ويبدّد كل هيمنة اقتصادية مالية كانت ولا تزال مقلقة لغالبية بلدان العالم وشعوبها.

لكن المهم ألا تتعجّل «بريكس» في تقديم أجندة مناهضة ومتحدّية للغرب، وتحديداً للولايات المتحدة، فالكثير من «أصدقاء بريكس» هم من «أصدقاء الغرب»، ورغم مآخذهم الكثيرة عليه، فهم غير مندفعين أو مُقبلين على الاختصام معه، سواء لأن بينهم وبينه تاريخاً طويلاً ومصالح باقية ومستمرّة، ما لم تتوفّر بدائل أفضل لتأمينها، أو لأن «الاقتصادات الناشئة» تركّز على نموّها الداخلي وتبحث خصوصاً عمّا يدعّم الاستقرار، وبالتالي فهي معنية بالانفتاح على العالم ولا يعنيها أن تنحاز إلى أي صراعات أو تصطفّ في استقطابات قائمة أو لاحقة.

كانت دول «بريكس» خمساً وستصبح بعد قمة جوهانسبرغ إحدى عشرة، وقد تزيد في قمة موسكو السنة المقبلة إلى عشرين، فضلاً عن أن عشرات أخرى مرشحة للانضمام.

وهنا تجدر الإشارة إلى اعتبارين: أولاً، أن الوضع الدولي المضطرب سلّط الأضواء على هذه المجموعة في خضم أزمات اقتصادية وغذائية وطاقوية فرضتها الحرب في أوكرانيا، ونتج عن ذلك تقويم متنامٍ مفاده أن تلك حرب كان يمكن (بل كان ينبغي) تجنّبها، لا تركها تشتعل لأي سبب. ومع أن معظم الدول رفضها مفضّلاً الحياد بين طرفيها، إلا أنه يتعامل مضطراً مع تداعياتها بأي وسيلة.

وثانياً، أن الصين التي حافظت على دبلوماسية هادئة هي التي أعطت وزناً للخيار الذي تمثّله «بريكس»، ويمكن أن تبلور قيادة عقلانية - بوجود الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا - لأي تغيير متوقع في النظام الدولي، بمعزل عن مخرجات الحرب في أوكرانيا.

لا بدّ أن انضمام السعودية والإمارات ومصر، استناداً إلى ما لديها من «نفوذ إقليمي وعالمي»، يضيف إلى «بريكس» بعداً جيواقتصادياً وآخر جيوسياسياً يحققان توازناً مهماً داخل المجموعة نفسها، ويؤكّدان حرصها على مسار موضوعي مستقبلي. فهذه الدول العربية تتناغم مع بكين في قولها إن «بريكس لا تعادي الغرب ولا تشارك في مواجهة مع أي معسكرات»، وإن توسيع عضوية المجموعة يهدف إلى تعزيز «التضامن والتعاون مع الدول النامية» و«قوة السلام والتنمية في العالم».

ورغم أن روسيا تعتبر وجود السعودية والإمارات في المجموعة «يعطي زخماً لمسألة الطاقة»، فإنهما لا تُخضعان إنتاجَهما النفطي لأي صراعات دولية. أما إبراز «التخلص من الدولار الأميركي» كهدف وشيك لـ«بريكس» فيبدو متسرّعاً، إذ يجب أن يسبقه نجاح التعامل بالعملات الوطنية، وهو ما لا يزال محدوداً.

*عبدالوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | الاتحاد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب بريكس الصين الإمارات السعودية روسيا الدولار الأميركي العملات الوطنية التوازن الدولي

إقرأ أيضاً:

مقررة أُممية تنتقد عنصرية الغرب تجاه فلسطين

الثورة نت/..

انتقدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي بشدة مواقف بعض الدول الغربية تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، قائلة “ما زلنا عنصريين نتمسك بالمعايير المزدوجة القديمة، ولا نشعر بأي تعاطف تجاه الفلسطينيين”.

وقالت ألبانيزي في تصريح لإذاعة “آر إن إي” الرسمية الإسبانية اليوم السبت إن القانون الدولي يحظر ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، مضيفة “هذه ليست حربا، بل هجوم إبادة جماعية”.

ووصفت الوضع الحالي في غزة بـ”المدمر”، مشيرة إلى أن 90% من الفلسطينيين بالقطاع يعانون من انعدام الأمن المائي، ولا تتوفر لهم إمكانية الوصول إلى الغذاء أو الدواء، إلى جانب القصف الإسرائيلي المستمر وتعرض المدنيين “لانتهاكات جسدية ونفسية وجنسية”.

وأشارت ألبانيزي إلى عدم اكتفاء إسرائيل بتعريض الوصول إلى المساعدات الإنسانية للخطر، بل ترفض دخولها إلى القطاع علنا.

وفيما يخص موضوع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، قالت ألبانيزي إن الحكومة الإسرائيلية “لا تملك تصورا واضحا” للتعامل بهذا الخصوص.

وحذرت من أن إسرائيل تسعى لإخلاء الأراضي الفلسطينية من الفلسطينيين، مضيفة “هذا تطهير عرقي”، ومضت قائلة “إسرائيل بصفتها دولة فصل عنصري لا يمكن اعتبارها دولة طبيعية”.

وفي سياق متصل، انتقدت المقررة الأممية الدول الغربية التي لا ترفع صوتها في وجه إسرائيل، وأضافت “ما زلنا عنصريين نتمسك بالمعايير المزدوجة القديمة، هذه هي الحقيقة، نحن لا نشعر بأي تعاطف تجاه الفلسطينيين”.

وشددت على أن تنفيذ حل الدولتين الذي يطرحه المجتمع الدولي حلا وحيدا لا يمكن أن يتحقق دون وجود الفلسطينيين على أرضهم، وحذرت من أنه “إن لم يكن الفلسطينيون موجودين على تلك الأرض فلن تكون هناك دولتان”.

وقالت ألبانيزي إنه كان حريا بالدول الغربية قطع علاقاتها مع إسرائيل، مضيفة “نعم للحوار، لكن لا توجد ضرورة لإقامة علاقات تجارية أو عسكرية أو إستراتيجية، وباعتباري مواطنة أوروبية وإيطالية أرى أن ما يحدث هو مأساة”.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • المشاط تعقد اجتماعات مكثفة مع الإدارة العليا لمجموعة البنك الدولي بواشنطن
  • ظاهرة الكرم المصور
  • وسط أجواء مشحونة تجاريًا.. واشنطن تستقبل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي
  • منخفض صحراوي غدا في الغرب يتجه بعد غد إلى الشرق
  • دول “بريكس” تدعم مبادرة روسيا لإنشاء بورصة للحبوب
  • “مؤشر الملكية الفكرية الدولي 2025”: المملكة من أعلى الدول بين 55 اقتصادًا عالميًا
  • بوتين: روسيا ترحب بمساعي ترامب وشي ودول “بريكس” لتسوية الأزمة الأوكرانية سلميا
  • بوتين: روسيا ترحب بمساعي ترامب ودول "بريكس" لتسوية الأزمة الأوكرانية سلميا
  • فن التوازن
  • مقررة أُممية تنتقد عنصرية الغرب تجاه فلسطين