روى الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، قصة مؤثرة تعلمنا حب الآخرين وفقا للسنة النبوية الطاهرة، خاصةً ونحن على مشارف المولد النبوي، مؤكداً أن رسول الله علم المجتمع كله معنى حب الآخرين.

تقسيم الفيء بين المهاجرين

وأضاف «عبد الدايم» خلال حواره مع الإعلامي شريف فؤاد، ببرنامج «مع الناس» والمُذاع على شاشة «قناة الناس»، أنَّ النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بلغه أنَّ بعض الأنصار يعتبون على رسول الله تقسيمه «الفيء» بإعطائه لبعض المهاجرين وترك هذا الحي من الأنصار، متسائلين: «لماذا تركنا؟».

حب الخير للآخرين

وتابع وكيل الدعوة الإسلامية بالأزهر، أنَّ رسول الله استدعى سيدنا سعد بن عباده وسأله «يا سعد.. ما قولة قيلت»، أي قوله مشهورة بين الناس وذائعة «قولة كذا وكذا» ليرد سعد: «يا رسول الله، إنما أنا امرؤ من الأنصار»، ليأمره الرسول محمد: «اجمعهم يا ابن عباده في حظيرة وقل لهم رسول الله يدعوكم إليه»، وجاء الناس فخرج عليهم سيدنا محمد ليعلمهم حب الناس ولماذا ميز هؤلاء ولم يعط الأنصار.

هذا رسول الله

واستطرد «عبد الدايم»، قال الرسول الكريم، «يا معشر الأنصار ما قاله قلتموها بسبب لعاعة، أي شيء بسيط من أمور الدنيا، يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله بي، ألم آتكم أعداءاً فألف الله بين قلوبكم بي، قالوا يا رسول الله بلى ولله الفضل ولرسوله المن، فقال: أوَجَدتُم في نُفوسِكُم يا مَعشرَ الأنصارِ في لُعاعَةٍ مِن الدُّنيا تألَّفتُ بِها قلوب بعض الناس من المؤلفة قلوبهم، ووَكَلتُكُم إلى ما قسمَ اللهُ لكُم مِن الإسلامِ، أفَلا تَرضَونَ يا مَعشرَ الأنصارِ أن يذهبَ النَّاسُ إلى رِحالِهِم بالشَّاءِ والبَعيرِ وتذهَبونَ برسولِ اللهِ إلى رِحالِكُم، فبكى الأنصار حتى اخضلت لحاهم».

وأوضح أنَّ النبي محمد – صلوات الله وسلامه عليه، علمهم أن النظر إلى الأنا والنفس بدون مبررات وبدون معرفة الأسباب التي دعت إلى هذه القسمه منه، مذموم وربا فيهم حب الآخرين ومعرفة الأسباب وعدم التمييز، وهذا هو رسول الله.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإيثار الأنانية حب الخير المولد النبوي الأنصار رسول الله

إقرأ أيضاً:

فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها .. تعرف عليه

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (نرجو منكم بيان فضل المحافظة على أداء السنن الرواتب والحث على أدائها والترغيب فيها. وهل الإكثار منها سبب لمحبة الله عز وجل؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه قد أخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله تعالى؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ قَالَ:.. وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».

كما رغَّب سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحافظة على اثنتي عشرة ركعة التي هي السنن الراتبة التابعة للصلوات المفروضة، وهي: أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، وبيَّن أن في المحافظة عليها أجرًا عظيمًا؛ فقد روى الإمام الترمذي في "سننه" عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء، وَرَكْعَتَيْنِ قبل صَلَاة الْفَجْرِ»، وفي رواية الإمام مسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ -أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ-».

وقد خصَّ سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بعضَ هذه الرواتب بالتأكيد والترغيب، كنافلة الفجر؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وفي شرحه لهذا الحديث قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" (2/ 388، ط. دار الكتب العلمية): [قَوْلُهُ «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أَيْ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا، قَالَهُ النَّوَوِيُّ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: إِنْ حَمَلَ الدُّنْيَا عَلَى أَعْرَاضِهَا وَزَهْرَتِهَا فَالْخَيْرُ إِمَّا مُجْرًى عَلَى زَعْمِ مَنْ يَرَى فِيهَا خَيْرًا أَوْ يَكُونُ مِنْ باب: ﴿أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا﴾ [مريم: 73]، وَإِنْ حُمِلَ عَلَى الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَكُونُ هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ أَكْثَرَ ثَوَابًا مِنْهَا، وَقَالَ الشاه ولي الله الدهلوي في حجة الله الْبَالِغَةِ: إِنَّمَا كَانَتَا خَيْرًا مِنْهَا؛ لِأَنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ وَنَعِيمُهَا لَا يَخْلُو عَنْ كَدَرِ النَّصَبِ وَالتَّعَبِ، وَثَوَابُهُمَا بَاقٍ غَيْرُ كَدِرٍ] اهـ.

وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحرص على أن يصلي أربعًا قبل الظهر، فإذا لم يصليهنّ قبل الظهر صلاهن بعدها؛ روى الإمام الترمذي في "سننه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ صَلاَّهُنَّ بَعْدَهُ"، وفي رواية ابن ماجه أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا فَاتَتْهُ الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ صَلَّاهَا بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ"؛ قال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (3/ 32، ط. دار الحديث): [الحديثان يدلّان على مشروعية المحافظة على السنن التي قبل الفرائض، وعلى امتداد وقتها إلى آخر وقت الفريضة؛ وذلك لأنها لو كانت أوقاتها تخرج بفعل الفرائض لكان فعلها بعدها قضاء وكانت مُقدَّمةً على فِعل سنة الظهر] اهـ.

كما أن محافظة المسلم على الرواتب القبلية للصلاة يوقظ قلبه ويهيئه للخشوع في الفريضة، ومحافظته على الرواتب البعدية للصلاة يَجْبُر ما وقع فيها من النقص والخلل.
 

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • أدعية جميلة عن اقتراب رمضان 2025
  • د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!
  • كلمات عن اقتراب رمضان 2025
  • صلاة الشروق كم ركعة وماذا يقرأ فيها؟.. انتبه لـ7 حقائق
  • رمضان عبد المعز: كلام سيدنا النبى بيطمنا ويعلمنا منخافش من بكرة
  • سر خطير سيجعلك تداوم على قراءة سورة الواقعة.. تعرف عليه
  • ماذا كان يقول رسول الله في الصباح؟.. 11 كلمة ترضيك يوم القيامة
  • فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها .. تعرف عليه
  • كل ما تريد معرفته عن عمرة المولد النبوي الشريف 2025 الشروط والأسعار