المركزي غير مطمئنّ: المرحلة خطيرة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": عكس المركزي سياسته. وبدلاً من أن يتدخل بائعاً الدولارات من أموال المودعين، كما كان يحصل في العقود الأخيرة خلال مرحلة تثبيت سعر الصرف، قرر تجفيف السوق من الليرة، خافضاً بذلك حجم الكتلة النقدية التي تراجعت الى ما بين ٥٩ و٦٠ ألف مليار ليرة. وهي حتماً غير كافية لتغطية جزء يسير من حاجات الاستيراد المستمرة في الارتفاع.
علامَ يعوّل المركزي في هذه السياسة، حيث أوقف تدخله في السوق من دون أن يؤدي ذلك الى تفلت الدولار، بل استمر الاستقرار النقدي على سعر قريب من آخر سعر لمنصة صيرفة، وهل يمكنه الاستمرار فيها وقد أكسبته بعض الوقت منذ تسلم منصوري الحاكمية، أم أن الوقت لم يعد يلعب لمصلحة القيادة الجديدة للمركزي؟
في الأيام القليلة الماضية، لوحظ أن حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري التقى عدداً من المسؤولين الى جانب اللقاءات الدورية مع رئيس الحكومة. سجل لقاء مع قائد الجيش ومع وزير الصحة، ومشاورات دائمة مع قادة الأجهزة الأمنية، كما سيشارك في اجتماع برئاسة ميقاتي وحضور وزير التربية. كل هذه الاجتماعات والمشاورات تصب في خانة واحدة، وهي الطلب الى منصوري تأمين الدولارات لدفع الرواتب واستيراد الأدوية وتأمين الوقود ومستلزمات المؤسسات الأمنية والعسكرية، إضافة الى المشكلة المستعصية المستجدة: القطاع التربوي، حيث خطر تطيير الموسم الدراسي بات واقعاً!
يقترح منصوري على الدولة أن تفعل ما تفرض على المودعين فعله! أي شراء دولاراتها على سعر السوق لا على السعر الرسمي، وأن تجبي على هذا الأساس! علماً بأن المركزي عاجز عن تلبية تلك الاحتياجات بأكثر من ٥٠ في المئة منها. وهذا يعني عملياً أن على الإدارات أن تخفض نفقاتها وترفع إيراداتها. أما المركزي فاستعاد دوره كمصرف الدولة، بحيث يشتري لها الدولارات من السوق وفق السعر المعروض. هذا الواقع سيتعزز أكثر عند صدور موازنة ٢٠٢٣ وسقوط السعر الرسمي المحدد بـ١٥ ألف ليرة. عندها لن تعود هناك حاجة أو مبرر لتعميم المركزي رقم ١٥١ الذي سيلغيه فور نشر القانون في الجريدة الرسمية.
خطوات كثيرة يلجأ الى اتخاذها المركزي وترمي الى إعادة التوازن الى السوق. هي لن تكون كافية إن لم تقترن بإقرار التشريعات المطلوبة ولا سيما ثلاثة منها، الكابيتال كونترول الذي يعيد تنظيم حركة السحوبات والتحويلات، معالجة الخسائر المالية، وهذا يتطلب جرأة وليس وقتاً، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي لمعرفة ما هي المصارف المؤهلة للاستمرار وتلك التي يفترض تصفيتها تمهيداً لاستعادة العمل المصرفي دورته الطبيعية ودوره في تمويل الاقتصاد. أما التعاميم ولا سيما التعميمان ١٥١و١٥٨ فمصيرهما رهن هذه القوانين، لأن صدور الكابيتال كونترول سيتيح رفع سقف السحوبات الى ألف دولار بدلاً من ٤٠٠ وهذا ما أبلغه منصوري لجمعية المودعين، من دون أي وعود، والـ١٥١ تنتفي مهمته عند صدور الموازنة!
قبل تحقيق ذلك، تمر الأيام محفوفة بالمخاطر، وأولها استحقاق تمويل الرواتب والأدوية والمدارس والقوى العسكرية والأمنية في نهاية أيلول، وبعده في نهاية تشرين، علماً بأن المتوافر من الدولارات حتى الآن لن يكفي لأكثر من نهاية أيلول!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بسبب الغش .. غرامة بملايين الدولارات على شركة ستيلانتيس
توصلت شركة فيات كرايسلر للسيارات (FCA) ومجلس موارد الهواء في كاليفورنيا (CARB) إلى تسوية جديدة بخصوص انتهاكات لقواعد الانبعاثات التي شملت بعض شاحنات رام بروماستر المزودة بمحركات ديزل.
وأعلنت FCA موافقتها على دفع غرامة قدرها 4.2 مليون دولار لتسوية القضية التي تعود إلى خروقات مزعومة لقواعد جودة الهواء.
تفاصيل الانتهاكاتتتعلق الانتهاكات بشاحنات ProMaster المزودة بمحركات ديزل رباعية الأسطوانات سعة 3.0 لتر، والتي تم إنتاجها بين عامي 2014 و2016. تشمل الطرازات المتأثرة شاحنات من السلاسل 1500، 2500، و3500.
وقد تم تجهيز هذه المركبات بمحرك ينتج 174 حصانًا و295 رطل-قدم من عزم الدوران.
خلال اختبارات مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا، تم اكتشاف جهاز "غير معتمد" يعمل على تغيير مستويات الانبعاثات أثناء الاختبار.
إلا أن الأداء الفعلي للمركبات في ظروف التشغيل اليومية كشف عن مستويات انبعاثات أكسيد النيتروجين تزيد بحوالي 55 طنًا عن الحدود المسموح بها.
تقسيم الغرامة وإجراءات الإصلاحستُستخدم الغرامة البالغة 4.2 مليون دولار في تمويل:
1. صندوق مكافحة تلوث الهواء التابع لمجلس موارد الهواء في كاليفورنيا.
2. مشروع البيئة التكميلي - وهو برنامج يهدف إلى تقليل انبعاثات السفن البحرية عن طريق حوافز خفض السرعة.
بالإضافة إلى الغرامة، ستقوم شركة FCA باستدعاء الشاحنات المتأثرة وإجراء تعديلات على أنظمة التحكم في الانبعاثات لضمان توافقها مع القوانين البيئية.
تصريحات CARBأكد الدكتور ستيفن كليف، المدير التنفيذي لـ CARB، أن هذه القضية تؤكد أهمية الامتثال الصارم للوائح الانبعاثات لضمان بيع المركبات المطابقة لشروط الولاية. وأضاف: "اختبارات الامتثال القوية هي وسيلتنا لضمان حماية جودة الهواء وصحة العامة".
سجل FCA في قضايا الانبعاثاتلم تكن هذه هي المرة الأولى التي تخالف فيها شركة FCA قوانين الانبعاثات. ففي عام 2022، توصلت الشركة إلى تسوية مع مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا بشأن انتهاكات مشابهة تتعلق بمحركات الغاز.
كما أقرت الشركة في العام نفسه بالذنب في قضايا فيدرالية تتعلق بالتلاعب في انبعاثات محركات الديزل، ودفعت غرامات وعقوبات بلغت 300 مليون دولار.
تأتي هذه التسوية كجزء من جهود مستمرة لضمان امتثال شركات السيارات للوائح البيئية الصارمة. ومع تصاعد القلق بشأن تأثيرات التلوث على الصحة العامة، يُتوقع أن تواجه الشركات المزيد من التدقيق والاختبارات المستقلة لضمان توافق مركباتها مع المعايير البيئية.
يبقى السؤال الآن: هل ستتمكن الشركات الكبرى مثل FCA من تحقيق تحول حقيقي نحو التزام كامل بالقوانين البيئية أم ستظل قضايا الانبعاثات حاضرة في صناعة السيارات؟