الحكومة الأميركية تتهم «غوغل» بدفع المليارات سنويا للحفاظ على هيمنتها
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
اتّهمت الحكومة الأميركية مجموعة التكنولوجيا العملاقة «غوغل» أمس الثلاثاء بدفع 10 مليارات دولار سنوياً الى «آبل» وشركات أخرى للحفاظ على هيمنتها في مجال البحث على الإنترنت.
وأتى هذا الاتهام مع بدء الجلسات القضائية الماراتونية بين الولايات المتحدة و«غوغل» لتحديد ما إذا كانت الشركة أساءت استخدام موقعها المهيمن بسبب إجراءات احتكارية في خدمات البحث العامة التي توفرها عبر الإنترنت، في أكبر محاكمة من هذا النوع تشهدها البلاد منذ أكثر من عقدين.
وقال ممثل المدّعي العام كينيث دينتزر «تتعلق هذه القضية بمستقبل الإنترنت، وبما إذا كانت غوغل ستواجه منافسة في مجال البحث».
وفي قلب هذه الدعوى التاريخية، وبعد مرور عشرين عاماً على رفع دعاوى قضائية مماثلة ضدّ شركة مايكروسوفت، يكمن السؤال التالي: هل تدين «غوغل» بنجاح محرّك بحثها لأدائها أم لممارساتها المانعة للمنافسة؟
ووفقاً للحكومة الأميركية، فقد بنت «غوغل» إمبراطوريتها من خلال عقود غير قانونية أبرمتها مع شركات مثل «سامسونغ» و«آبل» و«فايرفوكس» لتثبيت برمجياتها على هواتفهم الذكية وخدماتهم.
وهذه الهيمنة على شبكة الإنترنت، وبالتالي على الإعلانات الرقمية، سمحت لـ«ألفابيت»، الشركة الأم لـ«غوغل» بأن تصبح واحدة من أغنى الشركات في العالم.
وخلال عشرة أسابيع من جلسات الاستماع لنحو مئة شاهد في محكمة بواشنطن، ستحاول الشركة الواقع مقرّها في كاليفورنيا إقناع القاضي الفدرالي أميت ميهتا بأنّ اتهامات وزارة العدل لا أساس لها.
وأبلغ دينتزر القاضي أنّ «غوغل» تدفع سنوياً عشرة مليارات دولار لشركات مثل «آبل» لضمان أن يكون محركها للبحث هو الأساسي على الهواتف النقالة وبرامج تصفح الإنترنت، ما يقضي بالتالي على أيّ منافس قبل أن ينال فرصة النمو.
وأشار إلى أنّ هيمنة «غوغل» تنامت على مدى العقد الماضي جراء نفاذها الاحتكاري الى بيانات المستخدمين، وهو ما لا يقدر منافسوها على مجاراتها فيه.
من جهته، ردّ محامي «غوغل» جون شميدلتين أمام المحكمة أمس الثلاثاء بأنّ الشركة قامت على مدى عقود بالابتكار وتحسين محرّكها للبحث، معتبراً أنّ محامي الادّعاء «يتجنّبون حقيقة لا مفرّ منها».
وكان كينيث ووكر المستشار العام لشركة «ألفابيت» أكّد في بيان أنّ «نجاحنا مستحقّ»، مضيفاً «الناس لا يستخدمون غوغل لأنه ليس لديهم خيار آخر بل لأنّهم يريدون ذلك. من السهل تغيير محرك البحث الافتراضي الخاص بك، فنحن لم نعد في عصر أجهزة المودم والأقراص المدمجة».
«أيقونة سيليكون فاليه»
وهذه أهمّ دعوى منافسة مرفوعة ضد إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى منذ هاجمت الحكومة الأميركية شركة مايكروسوفت بسبب هيمنة نظام التشغيل ويندوز.
وبدأت الدعوى القضائية التي أقامتها واشنطن على مايكروسوفت عام 1998، وانتهت بتسوية عام 2001، بعدما ألغت محكمة الاستئناف قرارًا يقضي بتقسيم الشركة.
وقالت الوزارة في شكواها إنّ «غوغل» كانت في ذلك الوقت «أيقونة سيليكون فاليه باعتبارها شركة ناشئة مشاكسة تقدم طريقة مبتكرة للبحث في شبكة الإنترنت الناشئة. لقد انتهت غوغل هذه منذ فترة طويلة».
كما انضمت عشرات الولايات الأميركية، وعلى رأسها كولورادو، إلى المعركة. ورغم أنّ القاضي رفض بعض حججهم قبل المحاكمة، بما في ذلك اتهام «غوغل» بإلغاء تصنيف المواقع بشكل غير قانوني مثل «يلب» و«إكسبيديا».
ويمثّل محرّك البحث 90 في المئة من هذه السوق في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم، خصوصاً بفضل عمليات البحث على الهواتف الذكية، ولا سيّما أجهزة «آيفون» من شركة «أبل» والهواتف التي تعمل بنظام «أندرويد» من شركة غوغل.
وتمثّل الإيرادات من الإعلانات المستندة إلى نتائج البحث حوالى 60 في المئة من إيرادات المجموعة، متفوقة بفارق كبير عن فروعها الأخرى، من «يوتيوب» إلى «أندرويد».
ولم يتمكّن منافسوها، مثل «بينغ» من شركة مايكروسوفت و«داك داك غو»، من اكتساب مثل هذا المقدار الكبير من الاهتمام.
آبل
وتواجه «غوغل» خطراً كبيراً إذا حكم القاضي الفدرالي في غضون أشهر لصالح حكومة الولايات المتحدة، إذ إنّ الشركة العملاقة في مجال محركات البحث ستكون مضطرة للانفصال عن نشاطات معيّنة لإجبارها على تغيير أساليبها.
وفي أوروبا، غرّمت «غوغل» بأكثر من 8.2 مليارات يورو بسبب انتهاكات مختلفة لقانون المنافسة، رغم أنّ بعض هذه القرارات لا تزال قيد الاستئناف.
والأخطار كبيرة أيضا بالنسبة إلى حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وعلى الرغم من أنّ الدعاوى القضائية أطلقت عام 2020 إدارة الرئيس دونالد ترامب، فإنّ الرئيس الديموقراطي حرص على تحدي عمالقة التكنولوجيا، بدون تأثير كبير حتى الآن.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
برلمانية: إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات أحد إنجازات الحكومة الحالية واستجابة لتوجيهات الرئيس
قالت النائبة ايفلين متى ، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب أن إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات بعد توقف لمدة ١٥ عاما أحد إنجازات الحكومة الحالية، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على تأسيس شركة مساهمة مصرية بالتعاون مع شركة ترون تكنولوجي التايوانية وشركة يو ترانزيت الإماراتية برأسمال ١٠ ملايين دولار تشارك فيها شركة النصر للسيارات بنسبة ٢٤ % بغرض توطين صناعة بطاريات الأتوبيسات الكهربائية ، ليتم بذلك تصنيعها لأول مرة مصر ، بالإضافة إلى التعاون فى تصنيع الميني باص الكهربائي.
وأكدت متى في بيان صحفي لها أن إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات يعتبر بمثابة إنجاز كبير في قطاع الصناعة المصرية والتي جاءت بمثابة استجابة لتوجيهات الرئيس السيسي لإعادة تشغيل المصانع المتوقفة عن العمل مرة آخرى ، كما أنه سيساهم في تشغيل عدد كبير من العمالة المصرية ، هذا بالإضافة إلى تجديد أسطول النقل العام في مصر.
وأوضحت عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب أن شركة النصر للسيارات كانت إحدي الشركات الأوائل في مصر لتصنيع السيارات سابقا ، مشيرة إلى أنه يوجد الكثير من السيارات من إنتاج شركة النصر للسيارات متواجدة بكثير من شركات قطاع الإعمال حتى الآن.
واختتمت بيانها قائلة : "تحية وتقدير لكل من يقيم أو يعيد إقامة مصنع متوقف" ، مشيرة إلى أن إعادة تشغيل شركة النصر للسيارت سيجلب لنا دخل قومي ، ويعمل به عمال مصر ، كما أنه سيجعلنا نستغني تدريجيا عن الاستيراد من الخارج وتوفير عملة صعبة والتصدير لدول الجوار.