ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عن حكم النقوط في الأفراح، ويقول (ما حكم الشرع فيما يعرف بين الناس بـ"النقوط" الذي يُقدَّم عند حدوث مناسبة عند إنسان آخر، هل هو دَيْنٌ واجب الرد أو هديةٌ لا يجب رَدُّها؟

حكم عمل وليمة الأفراح واقتصارها على الأغنياء فقط .. تحذير خطير بعض الناس تعمل وليمة الفرح بصورة فيها مبالغة .

.ما حكم ذلك شرعًا حكم النقوط في الأفراح

وقالت دار الإفتاء، إن الأصل في النقوط أنه عادةٌ مستحبةٌ، مبناها على تحقيق مبدأ التكافل بين الناس عند نزول المُلِمَّاتِ أو حدوث المَسَرَّات، بأن يبذل إنسانٌ لآخَر مالًا -نقدًا أو عَيْنًا- عند الزواج أو الولادة أو غيرهما مِن المناسبات، وذلك على سبيل المسانَدَة وتخفيف العبء أو المجامَلة، ويُرجَع عند النزاع بين أطرافه في كونه دَيْنًا واجب الأداء مَتَى طُولِب به، أو هبةَ ثوابٍ يُرَدُّ مِثلُها في مناسبةٍ نحوِها للواهب، أو هبةً محضةً يُستحب مقابلتُها بمِثلها أو أحْسَنَ منها مِن غير وجوب ولا إلزام، يُرجَع في ذلك كلِّه إلى أعراف الناس وعاداتهم التي تختلف باختلاف الزمان والمكان، ويَحكُمُ بها أهلُ الخبرة فيهِم.

وذكرت دار الإفتاء، أن مِن جملة التكافل والتعاون بين الناس: ما يُقدِّمه بعض الناس لغيرهم من المال في المناسبات بصفة عامة، كالزواج والولادة ونحوهما، ويُعرَف هذا الفعل بين الناس بـ"النقوط".

حكم تنقيط الفلوس

وبينت دار الإفتاء المصرية، آراء الفقهاء في حكم تنقيط الفلوس والنقوط في الأفراح، وأوضحت، أنه قد اختلف الفقهاء فيه على أقوال:

القول الأول: أن النقوط يعطى بقصد الثواب، والمقصود بـ"الثواب": أن يُعطي بقصد العِوض بالمثل أو الزيادة عليه، وذلك عند حصول نظير المناسبة التي أهْدَىَ فيها أو مثلها، فهو كهبة الثواب.

القول الثاني: أن النقوط هبةٌ محضةٌ أو هديةٌ، لا يَلزم الآخِذَ ردُّها، إلا إذا بَيَّنَ المعطي أنَّ عطاءه على سبيل القرض، ونَوَى ذلك، وصُدِّق على قوله.

القول الثالث: أن النقوطَ قرضٌ يجب سدادُهُ مستقبلًا، أي: أنه يصير دَيْنًا في ذمة الآخِذ، ويجب عليه أن يَرُدَّ مثله أو قيمته إلى المعطي، فَمَتَى طالَبَ المعطي به وَجَبَ رَدُّهُ إليه، ومقتضاه: أنه مِن جُملة الدُّيون المتعلقة بالتركة عند حصول الوفاة.

وأشار إلى أن أنَّ الخلاف بين الفقهاء في التكييف الفقهي للنقوط، هل هو هبة ثواب، أو قرض، أو هدية محضة؟ مبنيٌّ على اختلاف العرف والعادة كما هو واضح مِن سياق النصوص، ومِن المعلوم أن الأعراف والعادات تتغير بتغيُّر الأماكن والبلدان والأشخاص والأزمان، ومِن ثَمَّ فقد قرَّر الحُكْمَ كلُّ فقيهٍ بما استقرَّ عليه العُرف في زمانه ومكانه، ووفقًا لِمَا اعتاده الناسُ في هذا الشأن وتَلَقَّوْهُ بالقبول، وكان سببًا لدوام هذه السُّنَّة الحَسَنَة فيما بينهم مِن غير نزاعٍ، ولا تبادُل لَوْمٍ ولا عِتَاب؛ فإن "العَادَةَ مُحَكَّمَةٌ، أَيْ: مَعْمُولٌ بِهَا شَرْعًا"؛ كما قال العلامة علاء الدين المَرْدَاوِي في "التحبير شرح التحرير" (8/ 3851، ط. مكتبة الرشد)، فإذا اضطرب العرفُ أفتى بما يقطع النزاع بِنَاءً على كثرة ما يُعرَض عليه منه وتَتَبُّعِهِ لأسبابه وأحوال الناس فيه، وهو ما قرَّره جماعةٌ مِن محققي المذاهب الفقهية المَتبوعة.

ونصحت دار الإفتاء، الناسَ أن يتكاتفوا ويتعاونوا في المَسَرَّات وعند نزول المُلِمَّاتِ ولو بالكلمة الطيبة، كما يستحب أن يكون العطاء بِسَخَاءِ نَفْس، فيقصد عند العطاء عمل الخير والمعروف ومساعدة الناس وإعانتهم في السراء والضراء ابتغاء مرضات الله، فتعمُّ المحبة بذلك وتدوم الألفة؛ تصديقًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» أخرجه الأئمة: البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو يعلى في "المسند"، والبيهقي في "السنن".

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفقهاء العطاء دار الإفتاء بین الناس

إقرأ أيضاً:

مسن يقتل شاب تنمر عليه بدار السلام

قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، بمعاقبة مسن بالسجن المشدد 10 سنوات لاتهامه بقتل شاب تنمر عليه في منطقة دار السلام.

مسن يقتل شاب تنمر عليه بدار السلام

صدر القرار برئاسة المستشار جمال عبدالعال السمري، وعضوية المستشارين محمد سامح عبدالخالق وعادل إبراهيم الفويط ومحمود عبدالمنعم القرموطي.

وكشف أمر الإحالة أن المتهم  سيد.ع قام بقتل الشاب محمود عندما أفترض بأن المجني عليه ورفاقه يتغامزون عليه، ويضحكون منه، فتدخل المتهم بعد ظنه بأن المجني عليه يتنمر عليه بسبب وصلة الضحك.

وأوضح أمر الإحالة أن المتهم لم يهدئ وأخرج سلاح أبيض "سكين" وسدد طعنة نافذة في قلب الشاب على إثرها سقط جثة هامدة وخرجت روحه إلى بارئها معلنة لحظات الغدر الذي تعرض لها.

وأشار أمر الإحالة، أن المتهم عامل محارة، وتبين أنه منذ انفصاله عن زوجته، ومصاب بمرض الشك، وكانت تلقت أجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، إخطارًا من قسم شرطة دار السلام، بحضور مسن إلى ديوان القسم، وبحوزته سكين، عقب ارتكابه جريمة قتل بدائرة القسم.

 

 

مقالات مشابهة

  • الداخلية الألمانية: منفد عملية الدهس معادٍ للإسلام.. السعودية: طلبنا تسليمه
  • الداخلية الألمانية: منفد عملية الدهس بالمعاد للإسلام.. والسعودية: طالبنا تسليمه
  • مسن يقتل شاب تنمر عليه بدار السلام
  • العراق يجري أعمال تنقيب في تل أثري تجاوز عليه الجيش الأمريكي (صور)
  • هل تجب على اليمين الغموس كفارة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • كتاب “تشريح إعلامي”.. آراء عن صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام
  • "سي إن إن": السعودية حذرت ألمانيا من المشتبه به في هجوم ماجديبورج
  • CNN: السعودية حذرت ألمانيا 3 مرات من خطر المشتبه به في تنفيذ حادث ماغديبورغ
  • مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم الدهس وبرلين رفضت طلبا لتسليمه
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة