بعربة يجرها حصان.. عملاق الأدب السوداني يغادر منزله المحاصر
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تناقل ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا مؤثرة لإجلاء عملاق الأدب السوداني هاشم صديق على ظهر عربة يجرها حصان، من منزله في حي بانت بمدينة أم درمان، الثلاثاء.
ومر صديق بأوقات صعبة، بعد أن حاصره رصاص الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر، ومنعه من تلقي العلاج لعدة أسابيع.
وجاء خروج صديق من منزله بعد معاناة تقاسمها مع المئات من سكان منطقته، التي ظلت تحت حصار كامل لأكثر من 4 أسابيع بسبب الاشتباكات الدامية المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من مناطق مدن العاصمة.
ويعاني صديق مشكلات صحية عدة، ولم يتمكن طوال الأسابيع الماضية من الوصول إلى المستشفيات بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة في أم درمان.
وفي تسجيل صوتي مؤثر، قال صديق إن خروجه من منطقته المحاصرة "ليس خوفا من الموت بل للبحث عن أمل في الحياة، من أجل مواصلة أعماله الإبداعية"، التي ظلت تشكل الوجدان السوداني لنحو 5 عقود.
وأضاف أنه "رغم الوهن الجسدي والنفسي، فإنه يسعى لإيجاد مكان آمن يلقى فيه الرعاية الطبية، ويواصل إنتاج الشعر والكتابة".
من هو هاشم صديق؟
يعتبر واحدا من أبرز أدباء السودان. يتميز بتعدد مواهبه، فهو أيضا مؤلف مسرحي وكاتب درامي تلفزيوني وإذاعي وناقد وأكاديمي وصحفي. اشتهر بتأليفه أوبريت ملحمة "قصة ثورة"، أول وأكبر عمل غنائي استعراضي في السودان كتب بمناسبة ثورة أكتوبر 1964. صدرت له 12 مجموعة شعرية، ولديه أكثر من 15 مجموعة أخرى لم تنشر.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات قوات الدعم السريع أم درمان السودان السودان هاشم صديق أم درمان قوات الدعم السريع أم درمان السودان أخبار السودان
إقرأ أيضاً:
مخاوف من انهيار جديد للجنيه السوداني أمام الدولار
وسط مخاوف من استمرار ارتفاع سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية شرع بنك السودان المركزي، مؤخراً، بتغذية البنوك في الولايات الآمنة بالعملة الجديدة فئة 1000 جنيه على أن يتم سحب الفئة القديمة تدريجياً، توقع اقتصاديون انخفاض قيمة العملة السودانية مجدداً لتصل إلى ثلاثة آلاف جنيه في السوق السوداء مقابل الدولار، بعد أن استقرت قيمتها في حدود 2500 جنيه، ما يؤثر سلباً في القدرة الشرائية للمواطنين.
عدم استقرار العملات أدى إلى تفاوت أسعار المنتجات في ولايات السودان، حيث أدت تقلبات الجنيه إلى صعوبة في تحديد أسعار ثابتة للسلع، الأمر الذي تسبّب بفوضى في الأسواق عبر تغيير الأسعار يومياً.
في هذا السياق، قال المواطن عيسى الزين بابكر لـ"العربي الجديد" إن الأوضاع تسير من سيئ لأسوأ حتى في الولايات التي يسيطر عليها الجيش، مرجعاً ذلك إلى انعدام الأعمال لكثير من المواطنين، إذ إن كثيراً من العمال والموظفين أصبحوا عاطلين عن العمل، ويبحثون عن الإغاثات. وأضاف: استغل كثيرون الحرب وأصبحوا يتاجرون في المساعدات الإغاثية، كما ظهرت أرقام فلكية لإيجارات المنازل والمحلات.
أما الموظف أبوبكر السيد فيقول لـ"العربي الجديد" إن رواتب العاملين في الدولة ظلت كما هي رغم استمرار ارتفاع الأسعار وقلة الإنتاج المحلي وفشل الموسم الزراعي وانعدام السيولة فى كثير من المناطق، مشيراً إلى أن رواتب الموظفين في دواوين الحكومة تأتي متأخرة رغم قلتها ولا توجد أي آمال بزيادتها.
وتعيش الأسواق السودانية حالة ركود واسعة بسبب ارتفاع أسعار السلع تماشياً مع انخفاض الجنيه مقابل العملات الأجنبية، واشتكى كثير من تجار الجملة والتجزئة من عدم قدرتهم على مجاراة الأسعار التي لا تستقر على حال، مما اضطر عدداً منهم إلى التوقف عن عمليات البيع وإغلاق محلاتهم.
وأظهرت بيانات رسمية أن التضخم السنوي في السودان ظل فوق المئتين بالمئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ بلغ 211.48%.
ارتفاع التضخم في السودان
وقال الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي في بيان إن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لشهر أكتوبر سجل ارتفاعاً بواقع 4.5% عن سبتمبر/أيلول الماضي، كما أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المناطق الحضرية بلغ 175.17% فيما بلغ 236.49% في المناطق الريفية.
التنافس الذي يشهده السوقان الموازي والرسمي على شراء النقد الأجنبي انعكس بصورة مباشرة على الأسواق في ظل الفروق بسعر الصرف، إذ لم يتجاوز سعر الدولار في البنوك 2000 جنيه، بينما وصل في الموازي إلى 2450 جنيهاً، الأمر الذي زاد من الضغوط الاقتصادية على المستهلكين.
ويؤكد الاقتصادي السوداني سليم إسماعيل لـ"العربي الجديد" أن نقص التحويلات الخارجية وتراجع الصادرات ساهم في تعقيد أوضاع البنوك، ما زاد الإقبال على شراء العملات من السوق الموازية، إضافة إلى أن طباعة العملة المحلية دون تغطية من النقد الأجنبي تفتح الباب أمام ازدياد الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي.
وتوقع الاقتصادي السوداني بابكر محمد إسحق خلال حديثه لـ"العربي الجديد" ارتفاعات جديدة للعملات الأجنبية إلا أنه قال: "سيكون مرحلاً ربما لشهور قادمة بعد اكتمال تغيير العملة في البنوك المحلية، ومتزامناً مع انخفاض إيرادات النقد الأجنبي".
وأضاف: "كل من يقوم باستبدال العملة يسأله البنك عن مصدر أمواله، وإن لم يتمكن من إثبات مصدرها الشرعي، سيكون مصيرها المصادرة". وقال إن الأموال خارج النظام المصرفي تتسبب في ارتفاع أسعار الذهب والدولار على نحو جنوني.
الخبير الاقتصادي كمال كرار، قال إن واقع الحرب يؤدي إلى تدهور سعر العملة المحلية، فقد كان اقتصاد السودان قبل الحرب على وشك الانهيار، وبعد الحرب وصل إلى الانهيار التام، مضيفاً: من الطبيعي أن يتهاوى الجنيه أمام العملات الأجنبية نتيجة للدمار الكبير الذي طاول مختلف قطاعات الاقتصاد.
العربي الجديد