أكدت دولة قطر أن مسؤولية احترام الحق في التعليم وحمايته وتفعيله تحتم وضع التعليم في مقدمة الأولويات في زمن الحرب والسلم على السواء، مع وجوب حماية المدارس والجامعات وجميع المرافق التعليمية من الهجمات، والاعتراف دائما بطبيعتها المدنية حتى تظل ملاذات آمنة لتعزيز السلام والتنمية والاستقرار.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي قدمتها سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، أمس عبر تقنية الاتصال المرئي، في حدث جانبي في جنيف بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي الرابع لحماية التعليم من الهجمات.


نظمت الحدث البعثة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في جنيف، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، والتحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات، تحت رعاية البعثات الدائمة للأرجنتين ونيجيريا والنرويج وإسبانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، والمجموعة الأساسية المعنية بإعلان المدارس الآمنة، ومركز جنيف العالمي للتعليم في حالات الطوارئ، ومنظمة أنقذوا الأطفال.
وأعربت وزير الدولة للتعاون الدولي، عن تقدير دولة قطر لجميع الذين عملوا بشجاعة ودون كلل لضمان فرص التعليم لجميع الأطفال، وخاصة الذين يعيشون في حالات طوارئ بسبب الصراعات أو الأزمات.. لافتة إلى أنه «بالرغم من هذه الجهود المخلصة، إلا أن الهجمات على التعليم والاستخدام العسكري للمدارس ظلا مستمرين دون هوادة على مدى السنوات الماضية، من قبل جميع الأطراف المتحاربة في أنحاء مختلفة من العالم، مما جعل من المستحيل على ملايين الأطفال متابعة دراستهم وتعليمهم». وذكرت أن التقديرات تشير إلى أن نصف الأطفال غير الملتحقين بالمدارس يعيشون في البلدان المتأثرة بالصراعات.
وشددت وزير الدولة للتعاون الدولي، على أن الصراع لا يمكن أن يكون ذريعة لحرمان أي شخص من حقه في التعليم، وقالت إن تعطيل التعليم لن يقود الأطفال للمخاطرة بحياتهم الحالية فحسب، بل سيؤثر أيضا على مستقبلهم بالكامل ومستقبل مجتمعاتهم.
وأكدت أن التعليم حق أساسي وجوهري من حقوق الإنسان يمكن الناس من تنمية جميع المهارات اللازمة، كما أنه يمثل الأداة التي تطلق الصوت الذي يمكن من خلاله المطالبة بحقوق أخرى والتمتع بها وحمايتها. وأوضحت أن التزام دولة قطر بدعم التعليم ظل ثابتا لا يتزعزع على الدوام، حيث أن توفير التعليم الجيد على المستويين الوطني والدولي يمثل أولوية قصوى في رؤيتها الاستراتيجية.
ونوهت سعادتها بالدعم الذي لا يقدر بثمن المقدم من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، المناصرة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ورئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في توجيه الجهود نحو حماية التعليم، وتوفير التعليم الجيد للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، من خلال مبادرة صاحبة السمو «التعليم فوق الجميع»، ومبادرة إعلان هذا اليوم الدولي من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن دولة قطر اعتمدت التعليم كإحدى الأدوات الاستراتيجية للتعاون الإقليمي والدولي، وأن مؤسسة التعليم فوق الجميع نفذت من خلال برنامج «علم طفلا»، مشاريع مع 82 شريكا عالميا في 50 دولة، وحققت هدفها المتمثل في مساعدة أكثر من 10 ملايين من الأطفال الأكثر تهميشا وغير الملتحقين بالمدارس والحصول على تعليم ابتدائي جيد.
ولفتت إلى مؤسسة التعليم فوق الجميع، وغيرها من المنظمات التنموية والخيرية القطرية مثل صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، قامت ببناء وتجديد المدارس في فلسطين ودعم الطلاب الفلسطينيين اللاجئين، من أجل إكمال تعليمهم الجامعي. كما أدى الدعم الذي تقدمه قطر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إلى تسريع برامجها الرامية إلى توفير فرص التعليم للاجئين الفلسطينيين».
وأضافت «كما أتاحت مؤسسة التعليم فوق الجميع برنامج التعليم في حالات الطوارئ باللغتين الأوكرانية والروسية، انطلاقا من التزاماتها بدعم أكثر من 1.5 مليون لاجئ أوكراني وتمكينهم من الحصول على التعليم المتواصل والشامل. وتدمج مواد هذا البرنامج التعليم النفسي والاجتماعي مع المهارات العملية والمواد التقليدية من أجل دعم الطلاب الذين يعانون من صدمة الصراع والنزوح.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن مؤسسة التعليم فوق الجميع نجحت في الشهر الماضي، في استكمال برنامجها «التعليم في حالات الطوارئ في أوكرانيا» - وهو مشروع مصمم لدمج أكثر من 6000 طفل أوكراني لاجئ في الأنظمة التعليمية والاجتماعية البولندية. وأوضحت أن الهدف من البرنامج، الذي بدأ في عام 2022، وشمل خمسة مراكز للتكيف في وارسو و100 مدرسة في جميع أنحاء بولندا، هو تعزيز الرفاهية والمشاركة المثمرة للاجئين الأوكرانيين الشباب من سن 8 إلى 16 عاما.
وبينت سعادتها أنه خلال سنوات العمل الطويلة في أفغانستان، حرصت دولة قطر دائما على الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالحقوق الأساسية للمرأة، ولاسيما حقها في التعليم.
وأوضحت أن دولة قطر ستستضيف بالشراكة مع إندونيسيا «المؤتمر الدولي الثاني لتعليم المرأة الأفغانية» في 28 و29 نوفمبر القادم، بغرض حشد الدعم الدولي للتعليم في أفغانستان.. مشيرة إلى توقيع صندوق قطر للتنمية بالتعاون مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، العام الماضي على هامش منتدى الدوحة، على سبع اتفاقيات لدعم قطاع التعليم في عدد من أقل البلدان نموا في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، موضحة أن هذه الاتفاقيات تركز على فرص توفير تعليم جيد للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، من خلال برنامج مؤسسة التعليم فوق الجميع «علم طفلا».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزارة الخارجية الحق في التعليم حماية التعليم التعلیم فی دولة قطر فی حالات من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يشارك في الاحتفال بـ«اليوم الدولي للتضامن الإنساني» بجامعة القاهرة

شارك  وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري أمس، في «اليوم الدولي للتضامن الإنساني.. احتفالية الشباب»،  ورحب الوزير بالحضور، وبجميع متطوعي «حياة كريمة»، واصفًا إياهم بـ «جنود الخير ورعاة الحياة»، ومعبرًا عن تشرفه بعضوية مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، مشيرًا إلى أنها مؤسسة معبرة عن جوهر الإنسان المصري وحقيقته.

وأضاف إن مبادرة حياة كريمة انطلقت عام ٢٠١٩، وأنها نجحت في تحقيق تمويل يوم الانطلاق يصل إلى ٧٠٠ مليار جنيه، وأنها تمكنت من الوصول إلى ٣٥ مليون مصري، في جميع قرى ونجوع مصر؛ مشيرًا إلى أن اليوم الدولي للتضامن الإنساني مناسبة دولية، أتاحت لنا أن نفتخر أمام العالم بمبادرة حياة كريمة.

وأكد وزير الأوقاف إن جهود المؤسسة تدفقت بالخير والعطاء، فشيدت المستشفيات، والمدارس، ومهدت الطرق، وبطنت الترع، وأقامت عشرات المبادرات الطبية والاجتماعية والاقتصادية. كما أكد أن المؤسسة حفزت الهمم، وأذكت الأمل، وبذلت الخير والعطاء والنماء.

وأضاف  الأزهري إن المبادرة لم يقتصر دورها على تقدير المصريين وإكرامهم وخدمتهم، بل تعدى خيرها إلى دور إقليمي شديد الأهمية والتميز تجاه القضية الفلسطينية، إذ امتدت يد الخير والعطاء من مؤسسة حياة كريمة لإغاثة الأشقاء في فلسطين - وأكد الوزير أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بإعلان قيام الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.


وفي ختام كلمته جدد الوزير الشكر إلى كل متطوع في مبادرة "حياة كريمة"، البالغ عددهم قرابة خمسين ألف شابة وشاب مصري؛ لتفانيهم وبذلهم الوقت والجهد. كما خص الوزير بالشكر فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على التفاني في تشغيل كل طاقات هذا البلد لتمتد من جميع أبنائها يد الخير والعطاء والحياة والنماء إلى كل إنسان على أرض مصر.

جدير بالذكر أن الاحتفال سنوي، ويقام تحت إشراف مؤسسة حياة كريمة المشرفة على أحد أكبر وأهم المشروعات التنموية في العالم. ويعد الاحتفال دعوة صريحة للتذكير بالمسئولية الاجتماعية، وتوحيد الجهود، والتكاتف بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمواجهة التحديات الكبيرة التي تحتاج إلى رؤية مشتركة، وإرادة جماعية للعمل من أجل الإنسانية، ونفوس معطاءة، وتجرّد محمود ممتزج بجهود الشباب المتطوع للعمل الخيري.

جاء ذلك بحضور عدد من الوزاراء ووممثلي الوزارات والهيئات، وقادة المجتمع المدني.

مقالات مشابهة

  • رئيس دولة الإمارات يمنح وزيرة البيئة وسام زايد الثانى من " الطبقة الأولى"
  • أكاديمية الشرطة تستضيف دورة عن آليات تطبيق القانون الدولي الإنساني وطنيًا ودوليًا
  • نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تشارك في الاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني
  • الدوحة تستضيف السوبر الفرنسي بين سان جيرمان وموناكو
  • مدير تعليم الفيوم: تجهيز مقر لاستقبال طلبات أسر المتسربين من التعليم بإدارة أبشواي
  • تعليم عالي: إيداع أكثر من 1300 طلب براءة اختراع واستحداث 33 مؤسسة ناشئة
  • «أدب الطفل في الإمارات».. كتاب جديد
  • المرأة الإماراتية تعزز حضورها بإنجازات فارقة خلال 2024
  • حصاد 2024.. المرأة الإماراتية تعزز حضورها بإنجازات فارقة
  • وزير الأوقاف يشارك في الاحتفال بـ«اليوم الدولي للتضامن الإنساني» بجامعة القاهرة