نجوم الرياضة يتضامنون مع ضحايا زلزال المغرب
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
توالت رسائل التعزية والتضامن مع المغرب عقب الزلزال العنيف الذي وقع ليل الجمعة السبت، وخلّف في آخر حصيلة الثلاثاء مقتل قرابة 2900 شخص، لتشمل العالم الرياضي. فمن الجزائر إلى فرنسا والريال وميسي، عبّرت عدة أندية كروية ولاعبون من رياضات مختلفة كالروغبي، الدراجات الهوائية، الجودو، وحتى الكيك بوكسينغ، عن مساندتهم للمملكة في مواجهة المأساة التي ألمّت بها.
ومنذ الساعات الأولى التي أعقبت الكارثة، أعلنت الجامعة المغربية لكرة القدم عن تأجيل مباراة المغرب وليبيريا “برسم الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أفريقيا للأمم – ساحل العاج 2024″، والتي كانت مقررة مساء السبت في أكادير.
وبادر أسود الأطلس للتنقل إلى أحد مستشفيات المدينة والمشاركة في حملة التبرع بالدم لمساعدة ضحايا الزلزال. لعل أبرزهم أشرف حكيمي لاعب باريس سان جرمان الذي قال على حسابه في منصة إكس: “الأولوية في هذا الوقت هي توفير الدم لأولئك الذين يجدون أنفسهم في وضع حرج”. بدوره، قال الناخب المغربي وليد الركراكي إن كان يجب “إعطاء دمنا. هذا أقل ما يمكننا فعله. كما أن هناك أعمال أخرى” يمكن القيام بها لدعم المنكوبين.
لكن هذا الدعم والتضامن مع ضحايا الزلزال تخطى حدود المملكة مع الرسائل الكثيرة المتوالية من العالم الرياضي. في هذا الإطار، أرسل هيرفي رينارد الناخب السابق لمنتخب المغرب (2016-2019) والمدرب الحالي لمنتخب فرنسا لكرة القدم سيدات، رسالة قوية عبر قناة “كانال بلاس فوت” قال فيها: “تعاطفنا الكبير وتعازينا لعائلات الضحايا (…) أتمنى أن يقوم كامل المجتمع الدولي، وعالم المستديرة أيضا، إن كان كرة القدم الفرنسية وكذا اللاعبين الناشئين في فرنسا، بحشد الدعم للمغرب لأن هذه الكارثة آلمت بالجميع”.
تكريم الضحايا من الريال وباريس سان جرمان وميسي…
في خضم هذا التضامن والدعم من عالم الرياضة، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عبر منصة إكس، عن دقيقة صمت خلال “كافة مباريات المنتخبات الوطنية ومسابقات الأندية من 10 وحتى 21 سبتمبر/أيلول، تخليدا لذكرى ضحايا مأساة الهزة الأرضية في المغرب.” وأضاف الاتحاد: “عالم كرة القدم الأوروبية يتعاطف مع الشعب المغربي في هذه الأوقات الصعبة”.
كما توالت رسائل التعزية الصادرة عن الأندية الأوروبية خلال نهاية الأسبوع. حيث أصدر ريال مدريد بيانا عبّر فيه عن “تعازيه وتعاطفه مع عائلات الضحايا وكافة الشعب المغربي”. من جانبه، قال النادي الكاتالوني في تغريدة على حسابه في منصة إكس: “من نادي برشلونة، نعبّر عن تضامننا ودعمنا لضحايا الهزة الأرضية التي ضربت المغرب”.
بدورها، أرسلت عدة أندية فرنسية رسائل داعمة للمغرب. حيث قال باريس سان جرمان في بيان إنه يقف “إلى جانب الشعب المغربي”. بدوره، قال نادي أولمبيك مرسيليا إنه “يقدم كل الدعم (للمغرب) في هذه الفترة الرهيبة”. وعبّر نادي سان إتيان من جانبه عن “تعاطفه الكبير مع العديد من العائلات المفجوعة”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
بشرى كركوبي.. الضابطة المغربية التي تقود نهضة التحكيم الإفريقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعتبر المرأة المغربية نموذجاً للعطاء والتميز، استطاعت عبر العصور أن تواجه كل التحديات، تمتلك قدرات استثنائية تمكنها من التفوق في العديد من المجالات وتجعلها مصدر إلهام عربي وعالمي.
بشرى كركوبي، الحكم الدولي في كرة القدم، واحدة من ألمع النماذج المغربية، جمعت بين التميز المهني والتميز الرياضي، استطاعت أن تحقق إنجازات رائدة محلياً وقارياً ودولياً، إيمانها بأحلامها وقدراتها كان حافزاً قوياً لتحدي الصعوبات والقيود الاجتماعية بغرض الوصول إلى القمة، تزاوج بين مهامها المهنية في الشرطة برتبة "مفتش شرطة ممتاز"، حيث تعمل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس المغربية، وبين حملها للشارة الاحترافية كحكم دولي.
ولدت بشرى عام 1987، بمدينة تازة المغربية الواقعة بين جبال الأطلس المتوسط وجبال الريف، أحبت كرة القدم منذ صغرها لكن عائلتها المحافظة وقفت ضد رغبتها، مما جعلها تتمرد على الصورة النمطية للمرأة وتقرر مزاحمة الرجال في مجالات كانت حكراً عليهم خلال سنوات عديدة، ليلمع اسمها كأول امرأة أفريقية تتأهل كحكم الفيديو المساعد الفار(VAR)، هذه التقنية الذي تفرد بها المغرب أفريقياً في السنوات الماضية.
انضمت بشرى إلى المؤسسة الأمنية كضابطة شرطة، هذا الجهاز القوي الذي يرأسه السيد عبداللطيف الحموشي والذي يعد أبرز الشخصيات المغربية لتمتعه بشعبية كبيرة لدى المغاربة، حيث يتبنى رؤية حديثة انعكست على مسيرة بشرى كركوبي، إذ لا تقتصر مهامه على حفظ الأمن بل الإسهام في دعم وبناء قدرات المنتسبين لهذه المؤسسة الأمنية ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم من خلال توفير بيئة محفزة، الأمر الذي دفع بهذه الضابطة إلى التشبث بطموحها الرياضي وتحقيق التميز في مجال تحكيم كرة القدم، وبشخصيتها القوية وإدارتها الجيدة في الملعب كحكم، استطاعت لفت انتباه عشاق المستطيل الأخضر ودخول التاريخ بتتويجات مهمة.
انطلقت بشرى في مجال التحكيم عام 2001 من خلال مباريات محلية، وانضمت بعد ذلك إلى قائمة الحكام الدوليين المعتمدين لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، لتكون أول خطوة نحو مشاركات عالمية وقارية مهمة، وبفضل كفاءتها العالية، أصبحت بشرى كركوبي أول امرأة في تاريخ المغرب تدير نهائي كأس العرش سنة 2022، أما الحدث الأكبر عندما وقع عليها الاختيار وأصبحت أول امرأة تدير بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال في 2024، كما أنها اختتمت نفس السنة بتتويجها بجائزة أفضل حكم في أفريقيا خلال حفل الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي أقيم مؤخرا في مدينة مراكش.
لبنة أخرى في مسار التفوق المغربي في المجال الرياضي يتجسد في شخص بشرى كركوبي التي أكدت أن المرأة المغربية تستطيع أن تثبت حضورها في مواقع القرار سواء داخل جهاز الشرطة أو على المستطيل الأخضر، نجاحها لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة كفاح ومثابرة لسنوات طويلة، هي اليوم نموذج ملهم ليس فقط في المغرب، بل على مستوى القارة الأفريقية والعالم.
*كاتبة وإعلامية مغربية