أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات على أشخاص وشركات في كولومبيا ولبنان، تتهمهم بتمويل حزب الله خصوصا عبر شركة متخصصة في تجارة الفحم.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن أحد أبرز المشمولين بالعقوبات، وهو، عامر محمد عقيل رضا (مواليد 1960 في لبنان ويحمل الجنسية الكولومبية)، كان ضالعا في الهجوم الذي استهدف مركزا للجالية اليهودية في الأرجنتين عام 1994 أدى الى سقوط 85 قتيلا.

وأدرجت الوزارة سبعة أشخاص وشركات ضمن قائمة العقوبات التي تهدف إلى الحد من أنشطتهم التجارية وقطعهم عن شبكات التمويل، وتتيح مصادرة ممتلكاتهم بموجب القوانين الأميركية.

وأشارت الخزانة إلى أن، عامر محمد عقيل رضا، عاد إلى الإقامة في لبنان، لكنه كان ضمن مفاتيح نشاط حزب الله في أميركا الجنوبية لأكثر من عقد من الزمن، وقام خلال تلك الفترة بتنسيق نشاطات تجارية مختلفة لصالح الحزب بما فيها صادرات للفحم من كولومبيا إلى لبنان.

وقالت الوزارة إنه "كمتعاون مع الحزب وقيادي، يستخدم عامر ما يصل الى 80 في المئة من إيرادات مؤسسته التجارية لصالح حزب الله".

وشملت لائحة العقوبات، سامر عقيل رضا، شقيق عامر، والذي اتهمته الخزانة الأميركية بالضلوع في عمليات تهريب مخدرات وتبييض أموال في عدد من دول أميركا اللاتينية منها فنزويلا وبيليز، ومهدي عقيل حلباوي، الذي يتولى إدارة شركة Zanga SAS لتجارة الفحم.

وكان تقرير لمعهد "أتلانتيك كاونسل" الأميركي في عام 2020 عن شبكات في أميركا الجنوبية يشتبه بارتباطها بالحزب اللبناني، أشار إلى أن عائلة رضا المقيمة في كولومبيا، ترتبط بمسؤول فاعل في الحزب هو، سلمان رؤوف سلمان، صنفته الولايات المتحدة "إرهابيا" لاتهامه بالإشراف على هجوم 1994 في بوينوس أيريس.

وأشارت الخزانة الأميركية إلى أن عائلة رضا استخدمت تجارة الفحم غطاء لنشاطات مرتبطة بتجارة الكوكايين.

كما شملت قائمة العقوبات، علي إسماعيل عجروش، وهو لبناني مولود في قضاء جزين بجنوب البلاد، وشركتي "بي سي آي تكنولوجيز" في كولومبيا المرتبطة بسامر عقيل رضا، وشركة "بلاك دايموند" ومقرها في قضاء بعبدا شرق بيروت.

وقال نائب وزير الخزانة، براين نيلسون، إن "خطوة اليوم تؤكد التزام الحكومة الأميركية ملاحقة عناصر حزب الله ومموليه أينما كانوا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی کولومبیا حزب الله

إقرأ أيضاً:

قصة قصيرة.. عامر السعودي (1_2)

حسين ضيف الله مريع

عامر مراهق في الخامسة عشرة من عمره، من أسرة كريمة محافظة ومتشددة!

بعد حصوله على شهادة الكفاءة بتفوق في نهاية السبعينات الهجرية أستأذن والده للذهاب مع زملائه في رحلة برية لأحد الأودية الجميلة ذات المناظر الخلابة فأذن له.

ذهب عامر مع زملائه وحطوا رحالهم في الوادي ، وبعد تناول طعام الإفطار وشرب الشاي غرر به اثنان من زملائه ليشاركهم التدخين في مكان بعيد عن الأنظار! لكنهم انكشفوا فقد رآهم أحد الزملاء وبعد عودتهم أخبر أخا عامر الأكبر بما حصل من أخيه من تدخين السجاير فأخبر والده بما حصل من عامر!

ثارت ثائرة الأب وهدد وحلف بضرب عامر ضربا يقربه من الموت؛ فالتدخين في تلك الحقبة من الزمن كبيرة من الكبائر في عرف القبيلة وجريمة كبيرة لا تغتفر!!!

همست أم عامر في إذنه قبل وصول والده للبيت بالذهاب إلى بيت أخواله حتى تنطفئ شدة غضبه. بعد علم أخواله بما حصل منه تنمروا عليه، ونبذوه ؛ لكن جدته الحنونة قالت لعامر:

لا عليك، سأشفع لك عند أبيك؛ وكانت قد لامته على فعله. غادرت الجدة الحنونة متوجهة إلى بيت والد عامر للشفاعة، لكن والده كان متصلباً ومتشدداً وأصرَّ على حضور عامر؛ لإيقاع أشد العقوبة عليه وقد هدد بسجنه!

عادت الجدة إلى بيتها، وأخبرت عامر بموقف والده، وطلبت منه أن يتوجه إلى قرية صلهبة ؛ حيث تسكن خالته على ألا يخبرهم بما حصل منه، وبأنه يريد أن يقضي عندهم بضعة أيام من الإجازة لعل وعسى أن تحل المشكلة.

في هذه الفترة خرج عامر قبل أذان المغرب هائما على وجهه، متخفيا في ظروف نفسية صعبة!!!

مشى حتى شعر بالتعب!

لقي دكة في طرف المدينة… جلس عليها وهو يفكر في مخرج من هذه الورطة التي لقي نفسه فيها!!!

فجأة! ظهر محمد جنادي وهو أحد أبناء الحي كان قد اختفى من فترة طويلة، رحب به وسأله عن سر اختفائه فأجابه بأنه هاجر إلى الكويت من أجل لقمة العيش وهناك حط رحاله وحصل على الجنسية وأنَّ اسمه حاليا (محمد العجمي) وقد حصل على عمل في إحدى الشركات وتدرج فيها حتى وصل إلى درجة كبيرة وعين في وظيفة مرموقة وقد تزوج وبنى بيتا وهو في غاية السعادة، ثم التفت إلى عامر وسأله:

مالي أراك واجما شاحب الوجه شارد الذهن؟!

فما كان من عامر إلا أن أخبره بكامل علومه.

عرض (العجمي) على عامر الهجرة معه وأنه مستعد لدفع كافة مصاريف سفره حتى دخول الكويت… فقط عليه أن يحضر معه الهوية ( حفيظة النفوس ) !

وافق عامر على الفور وقال له: اتفقنا…

عندها أخبره العجمي أنَّ موعد السفر غداً بعد صلاة العصر…

عاد عامر إلى بيت جدته، وأخبرها أنه سينام الليلة عندها وغدا سيتوجه إلى بيت خالته؛ لأنه لا يستطيع الآن ولاسيما أن الشمس قد بدأت تميل إلى الغروب…

خرج عامر متسللاً قبل صلاة الفجر، وجلس على الطريق التي يسلكها والده إلى المسجد متخفيا! وبعد أن تأكد من دخوله للمسجد ذهب للبيت وطرق الباب بهدوء…

خرجت أمه تسأل من بالباب؟! فأخبرها بصوت خفيض إنه عامر! فتحت الباب، وطلب مساعدتها في إعطائه بعض الثياب؛ لأنه سيتوجه غداً إلى خالته في القرية بناء على توجيه من جدته؛ ليقضي عندها بضعة أيام لعل المشكلة تحل في هذه الفترة انشغلت الأم بإحضار بعض الملابس، أما عامر فقد توجه لسرير والده، وأخذ الكمر (الحزام) من تحت الفراش، وأخذ ما فيه من نقود، ووضعها في جيبه! بعدها ذهب لأمه في الداخل، وأخذ الملابس، وودعها بحرارة، و وضع رأسه على صدرها، وأجهش بالبكاء حتى أبكاها وقالت له: ستفرج يا عامر بإذن الله، لكنها لم تعلم أنه الوداع الأخير!!!

توجه عامر إلى المسجد؛ لأداء صلاة الفجر، ثم عاد لبيت جدته، ونام، وحين حان وقت صلاة الظهر ذهب لأداء الصلاة ، ومن هناك توجه إلى بيت صديقه العجمي، وبعد العصر توجها إلى محطة نقل الركاب، ومن هناك استقلا سيارة شحن مرسيدس إلى الرياض…

كانت رحلة مليئة بالصعاب والمخاطر؛ حيث أصابه الكثير من التعب والنصب ووعثاء السفر ولم يصل إلى الرياض إلا بعد ثلاثة أيام بعد رحلة شاقة ومضنية….

ومن هناك ركبا في سيارة تعتبر مريحة إلى الكويت وقد نام عامر نومة هنية في السيارة وهو في طريقه إلى الكويت وصل عامر ودخل الكويت بطريقة غير رسمية، وقد وصل عامر ومضيفه إلى البيت مع أذان المغرب، وكانت المفاجأة الصادمة حينما دخلا إلى البيت إذ لا وجود لعائلة كما قيل له! وحين فتح الثلاجة لقي قوارير ملونة مملوء بشراب لم يعهده من قبل، ولم يسبق له أن رآه!!! فاستفسر من مضيفه فقال له على الفور: هذا ويسكي (ي-يا عامر) وسيأتي بعد صلاة العشاء الشباب وسنقضي ليلة صاخبة وسهرة ماتعه!!!
التزم عامر برباطة جأشه، بحكمة -وهوالذكي بطبعه- فقال لصديقه العجمي:

-كما تعلم أنا محافظ على صلاتي وقد أذن للمغرب ولا بأس أن أذهب للمسجد وأصلي ثم أعود لنقضي ليلة صاخبة وماتعة كما تريد.. طار العجمي فرحا بهذا الرأي واحتضن عامر وقال له:

– أيوه كذا “ي عامر” و “بلا شي عقد” ….

خرج عامر للصلاة ولكنه ترك المسجد القريب من البيت وهو يمشي بخطى سريعة وليس على لسانه سوى لاحول ولا قوة إلا بالله حتى صار بعيدا عن البيت ودخل في حي آخر ثم وجد مسجداً كبيراً حوله دكاكين كثيرة ما يشير إلى أنه سوق…..

دخل عامر المسجد وقد انتهت صلاة المغرب ولم يبق في المسجد أحد من المصلين إلا المؤذن يهم بإغلاق المسجد… استأذنه عامر ليصلي فأذن له، صلى عامر وتوجه للمؤذن الجالس في انتظاره، اقترب منه وسلم على رأسه وجثى على ركبتيه وشرح له قصته من بدايتها إلى نهايتها، وسأله فيما إذا كانت هناك غرفة في المسجد يمكن أن يسكن فيها حتى يجد عملا… تعاطف معه المؤذن ورحب به وسهل وقال له: نعم توجد غرفة صغيرة ربما تناسبك فيها بعض الأجهزة والأثاث، يمكن أن تضعها في ركن من أركان الغرفة…

أعجب عامر بالغرفة وشكر المؤذن وقال له: جزاك الله خيراً… بعدها أعطاه المؤذن مفتاح الغرفة التي يطل أحد أبوابها على الشارع، وشعر بالاطمئنان وتنفس الصعداء وعرض عليه المؤذن خدماته حين يحتاج مساعدة، فقال له عامر: إن لدي مبلغا من المال أخذته من والدي دون علمه تحسبا لموقف كهذا، ثم شكره… خرج عامر وتناول طعام العشاء في أحد المطاعم وابتاع من السوق ما يحتاجه للسكن من لوازم النوم والشرب، ثم عاد إلى الغرفة ونام بعد تعب، وصحا على أذان الفجر وقام وصلى جماعة، وبعد الصلاة شكر مضيفه المؤذن على ما قدمه له ليلة البارحة وطمأنه على وضعه، ثم انصرف إلى غرفته، وبعد أن استراح قليلا…

قرأ جزء من القرآن وبعض الأذكار، أصبح هذا ورده اليومي ثم نام وخرج مع تباشير الصباح وذهب إلى أحد المطاعم القريبة وتناول وجبة الإفطار ثم دخل السوق يبحثه ويستقصي علمه فوجد شباباً من جنسيات مختلفة يبسطون بضاعتهم على عربيات عبارة عن _إكسسورات خاصة بالرجال والنساء… استحسن عامر فكرة البيع على العربية، ولكن لأنه من أسرة تبيع الملابس والقماش فقد أمضى يوماً كاملاً في السوق صباحاً ومساءً يتعرف على ما يبتاعه النساء من هذا السوق بعدها سأل أحد الباعة الباسطين:

أين تباع هذه العربيات؟ وقد دله على مكانها وطلب من صاحب المنجرة أن يزيد في مساحتها قليلا ويضع لها دولابا في الأسفل؛ فلديه مبلغ من المال لا بأس به، وبه بدأ، حيث (أشترى-اشترى) بضاعة خاصة بالنساء من النقاب والمقالم والعباءات والأرواب وأدوات الزينة ووضع بسطته أمام أحد المتاجر بعد أن استأذن من صاحبه فأذن له وقال له: رزقي ورزقك على الله “ي وليدي”؛ مما شجعه وأكسبه الطمأنينة.

بدأ عامر في ممارسة البيع بعد أربعة أيام من سكنه ، كان عامر حريصا على الصلاة فكان يذهب للمسجد قبل الأذان للصلوات بوقت كافٍ حيث يغطي بسطته ويتوجه للمسجد مما أكسبه احترام أهل السوق! لقد أقنع عامر نفسه إن الله عز وجل قد كتب له رزقا في هذا البلد، وسخر له (العجمي) لينقله من بلده إلى حيث رزقه ثم يفترقا بعد وصولهما !!! كان عامر يقضي جزءا من ليله في الصلاة وقراءة القرآن وحفظ بعضا منه، أما النهار والمساء فيقضيهما في البيع والشراء، وقد بارك الله لعامر في بسطته، وكسب محبة الناس بأخلاقه وحسن تعامله معهم!

مقالات مشابهة

  • الدولار يصعد مدعوماً بعوائد السندات الأميركية
  • واشنطن تفرض عقوبات على منظمات غسيل أموال في المكسيك والصين
  • وول ستريت جورنال: هكذا أصبحت إيران قوة دولية رغم أنف أميركا
  • قصة قصيرة.. عامر السعودي (1_2)
  • ضربات أميركية في البحر الأحمر تنهي تفاخر الحوثي بزوارقه المسيرة
  • رفع مستوى التأهب في قواعد أميركية عدة في أوروبا
  • تصل للإعدام.. عقوبات صارمة لجريمة خطف الأطفال وتعريض حياتهم للخطر بقانون العقوبات
  • إعلام: رفع مستوى التأهب في قواعد أميركية عدة في أوروبا
  • الأعلى منذ 10 سنوات.. تأهب بقواعد عسكرية أميركية وسط تهديد محتمل
  • الجامعة العربية: لم نعد نسمي حزب الله "منظمة إرهابية"