البلاد – جدة

قال الرئيس التنفيذي لـ “تداول السعودية”، محمد الرميح، إن قيمة الاستثمارات الأجنبية في السوق السعودي تتجاوز 370 مليار ريال، بنمو بأكثر من 8 % عن العام الماضي، وبالمقارنة مع استثمارات أجنبية بلغت 7 مليارات ريال فقط خلال العام 2017م.

وأكد على هامش مؤتمر “إي اف چي هيرميس” في لندن، أن تلك الاستثمارات تعكس مستوى عاليا من النمو نتيجة العديد من الإصلاحات والتحسينات على مستوى التشريعات بقيادة هيئة السوق المالية وعلى مستوى التقنيات بقيادة السوق المالية السعودية تداول، ونتيجة مناخ اقتصادي مشجع ، مبينا انه يتم العمل حاليا في لندن التي تعد من مراكز المال العالمية لاستقطاب المزيد من الاستثمارات وهو ما يدل على اهتمام المستثمرين ومديري الأصول بالسوق السعودية.


وذكر الرئيس التنفيذي لـ “تداول السعودية” أن هناك نحو 12 موافقة من هيئة السوق المالية لشركات ستدرج خلال الفترة المقبلة، ويجري حالياً دراسة 50 طلبا جديدا لشركات ترغب بالإدراج – بحسب تصريح للعربية. ، مشيرا إلى التنوع الكبير في القطاعات مثل القطاع العقاري، وتقنية المعلومات، والمالية، والتجزئة وإدراج قطاعات لأول مرة في السوق، وحتى في القطاع الواحد نجد شركات في مختلف المراحل من مرحلة النضوج إلى مرحلة البداية، وهو ما تبحث عنه السوق ويفضله المستثمرون نظرا لتنوع الفرص والخيارات.

وقال إن السوق تشهد أنواعاً جديدة من الطروحات لا سيما زخم صناديق المؤشرات المتداولة، وطروحات الدين التي شهدت زخماً نهاية العام الماضي وهو ما يشجع باقي الشركات، ويتوقع زيادة زخم سوق الدين ليصبح مشابها لما يحدث في سوق الأسهم على المدى المتوسط.

من جهة ثانية ، أظهرت البيانات الصادرة عن هيئة السوق المالية أن عدد العاملين لدى مؤسسات السوق المالية، بلغ 5524 موظفا بنهاية الربع الثاني 2023م، بارتفاع 103 موظفين عن الربع الثاني من نفس العام.
وتوزع عدد الموظفين لدى مؤسسات السوق على 4400 من الذكور يمثلون 80 % من الإجمالي، بالإضافة إلى 1124 من الإناث.
ووفقا لتقرير أعمال مؤسسات السوق المالية الصادر مؤخرا، بلغت نسبة السعودة في هذه المؤسسات بنهاية الربع الثاني من العام الجاري 75 %.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: السوق المالیة

إقرأ أيضاً:

تصريحات وزير المالية في الميزان الاقتصادي

في اجتماع وقع مؤخرا قال الدكتور خالد المبروك عبد الله وزير المالية بحكومة الوحدة الوطنية إن المرتبات السنوية قد تصل إلى 100 مليار دينار ليبي (ما يزيد عن 20 مليار دولار) مع نهاية العام 2025م، في تصريح أثار جدلا كبيرا، ذلك أن المرتبات وفق تقديرات الوزير سترتفع بنسبة 33% خلال العام المذكور، ومعلوم أن إجمالي باب المرتبات مع نهاية العام 2024م بلغ نحو 67 مليار دينار.

لم يعلل الوزير دوافع تصريحه ولم يفصح عن أسباب الزيادة الكبيرة جدا في المرتبات حسب تقديره، فقط ألقى بالرقم في الاجتماع الرسمي وأمام كميرات التلفزيون ليصبح حديثه محط الانظار والتقييم، وبالطبع التعجب والاستنكار، ذلك أنه وبكل المقاييس ومع الأخذ بجميع المعطيات الراهنة والفرضيات المحتملة فإن بلوغ 100 مليار دينار لبند المرتبات خلال عام واحد أمر غير ممكن.

وبحسبة بسيطة، ومع الأخذ بمتوسط مرتبات العاملين في الجهاز الحكومي والبالغ عددهم نحو 2.3 مليون، وهو رقم كبير جدا ولا يعبر عن الاحتياج الحقيقي للاقتصاد الليبي، وإنما هو نتيجة لتوجهات وسياسة خاطئة ومتعمدة تعود إلى مطلع الثمانينيات من القرن، ومتوسط المرتبات هو نحو 1900 دينار ليبي، فإن الزيادة في المرتبات تعني في احد الاحتمالات توظيف أكثر من 1.7 مليون موظف وعامل خلال العام 2025م، وهذا لا يمكن تحققه حتى لو أرادات الحكومة ذلك.

إن تبني سياسة تقشفية ثم التحول إلى استراتيجية وطنية لتنشيط الاقتصاد تغير هيكله المعتمد على قطاع واحد هو النفط لا يمكن أن تجد طريقها إلى النجاح ما لم تخرج البلاد من نفق الاستقطاب والنزاع وتشهد استقرارا سياسيا وأساسا سليما للإنطلاق بعيدا عن بؤرة التأزيم الراهنة، وسيظل البعد الإيجابي لجهود ومساعي معالجة الاختناقات الاقتصادية والمالية محدود الأثر وقصير الأجل ما لم يقع تغيير حقيقي في الواقع السياسي والأمني الحالي.الاحتمال الآخر هو أن تتحقق القفزة في قيمة المرتبات التي ذكرها الوزير من خلال الزيادة في مرتبات العاملين في القطاع العام بنسبة 33%، وهذا أيضا غير ممكن ولا مبرر، فتصريحات وزير المالية جاءت في سياق التحذير والتعبير عن القلق الشديد من الارتفاع المطرد في المرتبات، وبالتالي لن تكون سياسة الزيادة في المرتبات خيارا للحكومة.

الأهم من ذلك هو أن بند المرتبات الذي يشكل أكثر من 55% من الإنفاق العام لا يعكس الواقع، بل إن الرقم الحالي مبالغ فيه، وأن الزيادة تعود في جزء منها إلى الهدايا والمزايا التي يتمتع بها شريحة واسعة من موظفي الدولة، وقدر بعض المختصين بأن القيمة الحقيقة للباب الأول من الميزانية (المرتبات وما في حكمها) لا تتعدى 55 مليار دينار، وبالتالي فإن القول بأن المرتبات ستصل إلى 100 مليار أمر مستحيل.

والسؤال هو: لماذا أقدم وزير المالية على هذا التصريح الذي لا مسوغ علمي ولا منطقي له، مع التنبيه إلى تداعيات هكذا تصريح في هذا التوقيت وفي ظل الظروف التي يواجهها الاقتصاد الليبي والمالية العامة الليبية؟!

ذهب عديد المختصين إلى أن التصريح مجرد ردة فعل عفوية، غير مدروسة ولا منضبطة، على ارتفاع بند المرتبات في الميزانية العامة وما يشكله هذا البند من عبئ كبير على الحكومة، وبالتحديد وزارة المالية. بمعنى أن التصريح هو من باب التهويل والتخوف من عواقب استمرار الاعتماد على الخزانة العامة كمصدر رئيسي وربما وحيد لمعظم القادرين على العامل في البلاد، وهذا تفسير راجح وتدعمه شواهد عديدة سبق الإشارة إلى بعضها.

الاحتمال الآخر هو اتجاه الحكومة لتبني سياسات تقشفية عامة من بينها إيقاف التوظيف في مؤسسات الدولة، والتصريح هو بمثابة تهئية الرأي العامة لهذه السياسة، وننوه إلى أن جهاز الرقابة الإدارية أصدر قرارا يطالب المؤسسات التنفيذية بوقف التعيين، وسيكون هذا مفهوما ومقبولا إذا رافقه إجراءات صارمة حيال "ما في حكم" المرتبات من مكافأت ومزايا كثيرة تشكل رقما مهما في هذا البند، والتوسع أكثر في تبني إجراءات تحد من الهدر والفساد الذي يشكل تحديا كبيرا للاقتصاد وبابا واسعا لضياع ثروة الليبيين.

حزمة السياسات التقشفية قد تكون ملحة، إلا أن أثرها سيكون عكسيا إذا طال أمدها ولم تنته إلى خطة أو استراتيجية تعالج الاختلالات والتشوهات في بنية الاقتصاد الوطني وتركيبته، وتعيد إليه التوازن المفقود والفاعلية الغائبة، وهذا يستدعي اتجاها إلى مراكمة رأس المال واستثماره في تطوير وتحسين البنية التحتية بمفهوما الواسع والتي تمثل الأساس لتحريك عجلة الاقتصاد وتحقيق معدلات أكبر في النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعظيم دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي، واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية التي تتناغم ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية.

إن تبني سياسة تقشفية ثم التحول إلى استراتيجية وطنية لتنشيط الاقتصاد تغير هيكله المعتمد على قطاع واحد هو النفط لا يمكن أن تجد طريقها إلى النجاح ما لم تخرج البلاد من نفق الاستقطاب والنزاع وتشهد استقرارا سياسيا وأساسا سليما للإنطلاق بعيدا عن بؤرة التأزيم الراهنة، وسيظل البعد الإيجابي لجهود ومساعي معالجة الاختناقات الاقتصادية والمالية محدود الأثر وقصير الأجل ما لم يقع تغيير حقيقي في الواقع السياسي والأمني الحالي.

مقالات مشابهة

  • تصريحات وزير المالية في الميزان الاقتصادي
  • ضبط عملات أجنبية فى السوق السوداء بقيمة 7 ملايين جنيه
  • "هيئة العُلا" توقع شراكات تراثية وثقافية مع مؤسسات إيطالية
  • هيئة الأفلام السعودية تُنظِّم ورشة عمل حول الإنتاج السينمائي
  • بحضور النائب العام المصري.. مركز «البحوث الجنائية» يواصل تعاونه مع مؤسسات دولية
  • نوكيا تعود إلى الربحية خلال الربع الأخير
  • ضبط قضايا إتجار بعملات أجنبية بقيمة 7 ملايين جنيه فى السوق السوداء
  • نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمعدل 4.4%
  • “هيئة الإحصاء”: الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ينمو بمعدل 4.4% خلال الربع الرابع من عام 2024
  • الاقتصاد السعودي ينمو بـ 4.4% في الربع الأخير من 2024