صحيفة البلاد:
2024-09-19@23:15:23 GMT

لاقيني ولا تغديني

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

لاقيني ولا تغديني

هي نفسها:(وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق) إنما من وجهة نظر البسطاء والحياة بسيطة لا تحتمل التعقيد، قاعدة مهمة جداً أن تقبل على من أمامك وأنت هاش باش تدخل الفرح والسرور والطمأنينة على من تلقاه، حتى لو كان اللقاء يحمل بعض النقائض عن مضمون الفرح، إلا أن البدايات مهمة ولعلها تخفّف من وطأة الأمور الشاقة على من حولنا.

على هامش الذاكرة ، أذكر أنني في يوم من الأيام نظرت في وجه صديقتي العبوسة بنسبة تسعة وتسعون بالمئة من مجمل ساعات الدوام، وأرسلت إليها ابتسامة رجاء وأنا أسألها: ( لماذا أنتِ نكِدة؟)، فتعجبت من سؤالي وكأنني أذكر لها أمراً لم يحدث منها ، بل أقطبت جبينها في تعجب وهي تردّد خلفي: (نكِدة! نكِدة!)

نعم نكِدة، وتؤثّرين علينا بذلك النكد فنصاب جميعناً بحالة من الإحباط تسود المكان الذي نجهل مصدره سوى منك..
قد يعتقد البعض أنني أقسو عليها بحديثي هذا إلا أن القارئ العزيز لا يعلم كم من وقت أهدر من قبلي وقبل من معي من الزميلات في محاولة يائسة لرفع معنويات تلك الزميلة وغرس الأمل في نفسها ووضع أمام أعينها الكثير من المحفِّزات أهمها أبواب الجنة التي تشرع للصابرين ولم ننج من تلك المحاولات إلا بمشاركتها أدمع الحزن وتجرع اليأس الذي ملأ حياتها.
ما هو ذنبي وما الذي ارتكبته لأرافق مثل تلك النماذج التي تجعل من الحياة أمراً صعباً، فلكل واحد منَا قدرته على التحمُّل، ولكل واحد منّا همومه.

“لاقيني ولا تغديني” لكل من يشعر أن من حقه أن يكون عبوساً في وجهي بسبب ظروفه وأن واجبي أن أقدّر وأتقبّل ذلك العبوس، لكل موظف لم يتعلم كيف يتعامل مع زميله بذوق وأدب، لكل مربٍ وضع مشاكله نصب عينيه وتعامل من خلالها فنفر من حوله الجميع، لكل صاحب مركز قيادي لم يتعامل بأخلاقيات المهنة مع مرؤوسيه، لكل موظف خدمة عملاء لم يستوعب مفاتيح مهمته، لكل طبيب لم يدرك أن المريض يكفيه مرضه وأن ابتسامته في وجهه تخفّف عنه وطأة المرض.

لعل الأخيرة صادفتني بنموذجين لطبيبين في نفس التخصص أحدهما أثقل على كاهلي بمصابي وأشعرني بدنو أجلي، وأنه لا أمامي سوى باب الدعاء باللطف من الله (ونعم بالله) وقد كست ملامحه اللا ملامح، فأخذت أبحث في وجهه عن انحناءات للشفاه علّها ترقّق من الهلع الذي انتابني، والآخر بسّط لي الواقع وكأنه ” شكة دبوس” وأن الأمر تحت السيطرة وهو منشرح الأسارير، كأنه يستقبل طفلاً خائفاً تركته أمه عند باب الحضانة فعلم بخوفه وتأكد أن مهمته طمأنت ذلك الطفل.
التعب الذي يلقاه الطبيب في عمله ليس مبرراً ولا الضغط الذي يعيشه المعلم مبرر، في النهاية من وضعه الله بين يديك هو صاحب حاجة ، فلا تثقل عليه وأنت تلبي حاجته ولاقه بوجه طلق.

@eman_bajunaid

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«أرعبت ابنتها للتربح ماليا».. حقيقة فيديو انتحار سيدة على «التيك توك»

نجحت الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات تداول مقطع فيديو عبر تطبيق «تيك توك» تظهر خلاله سيدة تقوم بمحاولة الانتحار وإحداث إصابة نفسها برقبتها باستخدام «كتر» في أسيوط.

وبالفحص وإجراء التحريات تبين أن الظاهرة بمقطع الفيديو، هي ربة منزل، مقيمة بدائرة قسم شرطة أول أسيوط، وباستدعائها وبمناظرتها تبين عدم وجود ثمة إصابات ظاهرية بها.

وبمواجهتها بالفيديو المشار إليه، قررت بافتعالها محاولة الانتحار وإصابة نفسها بـ «كتر» ووضع كمية من صبغة حمراء على رقبتها والادعاء بإيهامها كريمتها أنها قد تتخلص من حياتها إذا حاولت الخروج من المنزل، وذلك في إطار زيادة نسبة المشاهدات على ذات التطبيق للتربح ماليا.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

اقرأ أيضاًحريق هائل يلتهم مصنعا للمواد الغذائية في أكتوبر

المشدد 12 سنة لـ « كهربائي وفلاح» لاتهامهما بترويج المخدرات وحيازة أسلحة نارية بالقليوبية

مقالات مشابهة

  • "جريمة الاحتلال تكشف عن وجهه الحقيقي".. الجهاد الإسلامي تزف شهداء قباطية
  • الحزن يعم مواقع التواصل بسبب وفاة الطبيب حسن نجم.. «الابتسامة لم تفارق وجهه»
  • بائع الورد الحافي .. قصة قصيرة
  • انفجارات البيجر.. اليابان تحقق وتايوان تنفي علمها وهنغاريا تبرئ نفسها
  • بعد طلاقها من نفسها .. عروض الزواج تنهال على سويلين كاري البرازيلية
  • الكشف عن حجم إصابة السفير الإيراني في لبنان عقب انفجار أجهز ‘‘بيجر’’ في وجهه
  • «أرعبت ابنتها للتربح ماليا».. حقيقة فيديو انتحار سيدة على «التيك توك»
  • ضبط سيدة بثت مشهدا تمثيليا لانتحارها لزيادة نسب المشاهدات على التيك توك
  • ضبط سيدة بثت مشهدا تمثيليا لانتحارها بالتيك توك لزيادة نسب المشاهدات
  • إصابة 21 شخصا في حادث انقلاب سيارة نصف نقل