الفكر هو حق من حقوق الفرد فمن حق كل إنسان التعبير عن رأيه وطرح أفكاره وإيصالها بشكل مقبول، فلا ينبغي لأي إنسان أن يفكر وهو يخشى التوبيخ أو العقاب أو حتي الطرد من الوظيفة
في كثير من الأحيان خاصة في المجتمعات الشرقية، يجد الناس صعوبة في طرح أفكارهم بل ويبذلون جهودًا كبيرة ليتقبلها الآخرون لأنه في أغلب الأوقات يصل الأمر إلي حظرها لمجرد اختلاف الآراء.
لقد كان الحدّ من حرية الفكر والتعبير جدلاً مستمرًا عبر التاريخ فكل مسؤول علي سبيل المثال لا الحصر أو حتي مدير أو معلم ، يرى أنه يجب حظر أو فرض رقابة على شخص ما يقع تحت سلطته لمجرد أنه يفكر والسبب في ذلك لأنه ينظر إلي تلك الأفكار على أنها غير مناسبة أو قد تكون مثيرة للجدل أو تحتوي على لغة لم تعد مقبولة ، وهو منظور فردي يحكمه الشعور بالسيطرة ما يخلق حالة صدام حيث اعتقاد الجانب الآخر وبقوة أن أفكاره يجب التمسُّك بها بغض النظر عن محتواها أو كيفية تقديمها، لكن بالنهاية يبقي الصوت لصاحب السلطة الأعلى والأكثر تأثيراً وتحكماً لينتهي المطاف بأفكار ملقاة داخل أحد الأرفف مغطاة بالأتربة.
في عصر الإنترنت، أصبحت الأفكار متاحة بسهولة طرحها لأي شخص في أي وقت وهو جانب إيجابي، إلا أن هناك أيضًا جانبًا مظلماً ، فمع عصر الإنترنت، ظهرت مواقع تبدو في ظاهرها غير ضارة لكنها بالحقيقة عبارة عن مزارع بيانات تتيح إنتهاك الفكر وتحديد الأخلاقيات بين الناس خاصة الموظ.فهي تركّز على الفعل بدلاً من تحليل النتيجة المطلوب من صاحب الفكرة إيصالها، علي سبيل المثال نجد طرد موظف من وظيفته فقط لأنه قام بكتابة إحدى العبارات أو طرح فكرة علي حسابه الشخصي دون أن يمس وظيفته أو يتطرق للمؤسسة التي يتبعها بأي شكل، ولكن يتم الحكم عليه بناء علي منظور فردي من المسؤول الذي يرى بأنه يجب تأديبه أو طرد هذا الموظف حتي ولو كان بشكل تعسفي.
حرية الفكر هي أن يكون الفرد حراً في فكره ورأيه وما يريد أن يفعله دون قيود أو خوف خاصة وأننا في المجتمعات العربية لا يوجد لدينا ثقافة الإختلاف، لذلك يجب أن نعيد النظر في تداول الأفكار وأن يتم ضمان الحق لكل إنسان يفكر دون قيود فهناك قيود على حرية التعبير والفكر في المدارس والجامعات وأماكن العمل حتي المنزل بين الأزواج، لذلك يجب أن يتجاوز الناس خاصة أصحاب العمل تقّييد خطاب موظفيهم تجاه بعضهم بعضاً فالمدير يراها جريمة لا تغتفر حينما يدخل عليه موظف بأفكار جديدة ،وهو أمر ليس من حق أي أحد أن يتدخل به أو يخبر الآخرون بما هو مسموح وما هو غير مسموح في الفكر.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مفاجأة تفتح الباب أمام ضلوع الاستخبارات الأمريكية في اغتيال كينيدي
لا تزال المفاجآت تتوالى، بعد كشف السرية عن الوثائق المتعلقة بالتحقيقات في حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، حيث ظهرت معلومات خطيرة تتعلق بعميل الاستخبارات المركزية الأمريكية غاري أندر هيل.
وتشير الوثائق، التي كشف عنها غطاء السرية، كل ما تردد عام 1963 أن عملية اغتيال جون كينيدي لم يقم بها المتهم الوحيد لي هارفي أوزوالد، جندي المارينز السابق، الذي قتل بعد الحادثة بيومين في مقر قيادة شرطة دالاس، ولكن الشعب الأمريكي ظل يعتقد أن شخصاً آخر أصاب الرئيس، وأن ثمة مؤامرة حدثت أدت إلى اغتياله.
من هو غاري أندر هيل ؟كان جون غاريت أندر هيل يعمل ضمن الاستخبارات العسكرية في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يصبح "عميلاً خاصاً" في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، ولم يكن "موظفاً" في "سي آي إيه"، لكنه يقوم بما تسميه المذكرة "مهمات خاصة" للوكالة.
وعمل أندر هيل لفترة كصحافي ومصور لمجلة "لايف" في الفترة ما بين 1938 و1942، وكان "على علاقة وثيقة مع عدد من كبار مسؤولي "سي آي إيه"، إضافة إلى علاقات مع مسؤولين كبار في وزارة الدفاع "البنتاغون"
وتشير المذكرة إلى أن أندر هيل قال إن الرئيس كينيدي وصلته معلومات عن مجموعة قيادات في الوكالة الأمريكية، ويقومون بعمليات غير قانونية من تجارة السلاح والمخدرات إلى التهريب، وأعمال تأثير سياسي لخدمة مصالحهم الخاصة، وقتلوا كينيدي قبل أن يتمكن من "كشف الأمر"، والتصرف حياله.
وغادر غاري أندر هيل واشنطن بعد ساعات من حادثة الاغتيال، ولجأ إلى صديقته شارلين فيتسيمونز في نيو جيرسي، وعبر لصديقته عن خوفه على سلامته وأمنه، وقال "إنني أعرف من هم، وهذه مشكلة كبيرة، وهم يعرفون أنني أعرفهم"، وكان على ما يبدو يستعد لمغادرة البلاد كلها.
وبحسب الوثيقة فإن أصدقاءه الذين التقوه بعد حادثة اغتيال كينيدي أوضحوا أنه كان في "كامل قواه العقلية، لكنه كان مرعوباً".
في غضون أقل من 6 أشهر وُجد غاري أندرهيل مقتولاً في شقته في واشنطن في الثامن من مايو (أيار) 1964، وسجل الطبيب الشرعي وفاته على أنها انتحار، لكن كثراً لم يصدقوا ذلك، واعتبروا أن الاستخبارات صفَّته، وما زاد الشكوك حول مقتله أن من اكتشف جثته هو الصحافي في "نيو ريبابليك" آشر براينز، الذي أكد أن أندرهيل لم يكن أعسر، بينما وجد مصاباً بطلقة خلف أذنه اليسرى وبجانبه مسدس، ولم يذكر أي من سكان المبنى سماع طلق ناري، مما يعني أن المسدس ربما كان مزوداً بكاتم للصوت.
بعد نشر وثائق جديدة.. ترامب: هارفي أوزوالد هو القاتل الوحيد لكنيدي - موقع 24أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، أنه يعتقد أن لي هارفي أوزوالد هو الذي اغتال الرئيس الأسبق جون كنيدي في 1963، لكنه تساءل إذا حصل على مساعدة.
ماذا تحمل الوثيقة السرية الجديدة؟كما كشفت الوثيقة السرية الجديدة عن دور صامويل جورج كمينغز، الذي كان صديقاً لغاري أندرهيل، ويدير شركة الأسلحة "إنتر آرمز" منذ عام 1958، وكان قبلها يعمل في "سي آي أي" بمجال شراء وتوريد الأسلحة، مما يشير إلى أن الاستخبارات المركزية كانت تملك شركة السلاح سراً، قبل أن تنتقل ملكيتها إلى كمينغز علناً.
وتؤكد المعلومات أن هذه الشركة هي مورد الأسلحة إلى "كلاين سبورتنغ جودز أوف شيكاغو"، حيث اشترى أوزوالد سلاح "كاركانو" الذي يفترض أنه أطلق منه الرصاص على كينيدي.
واشنطن تفرج عن 80 ألف صفحة من ملفات اغتيال كينيدي - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أن إدارته ستنشر نحو 80 ألف صفحة من الملفات المتعلقة بالرئيس السابق جون كينيدي في عام 1963.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق كينيدي متردداً في دعم كل تلك العمليات، مما أثار خلافات متصاعدة بينه وبين الوكالة، إضافة أيضاً إلى طريقة تعامله مع أزمة الصواريخ الكوبية.