يمانيون – متابعات
على مدى العقود الماضية من الهيمنة العسكرية الأمريكية.. لم يرى العالم كُله من “الشيطان الأكبر” سوى الفوضى والصراعات والحروب وانتهاك سيادة الدول الأخرى وحقوق الإنسان فيها، بل أنها حتى ألحقت الضرر بنفسها.

ويرى خبراء دُوليون بأن الهيمنة العسكرية الأمريكية هي “العدو الأكبر” للإنسانية جمعا، لأنها تمنع الدول من ممارسة سيادتها، وامتلاك قرارها، والاستفادة من ثرواتها ومقدراتها وخصوصاً الدول الضعيفة.

بدأت الهيمنة الأمريكية بانتهاك حقوق مواطنيها الأصليين، ثم توسعت إلى نطاق انتهاك حقوق دول الجوار، ثم واصلت توسعها إلى باقي دول المنطقة، وفيما بعد على باقي دول العالم المستضعفة.

ويقول الأستاذ المساعد للعلوم السياسية بجامعة حلوان في مصر محمد عبد العظيم الشيمي في تقرير حديث نقلته قناة العربية لشبكة تلفزيون الصين الدولية: “إن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل ودموي من التدخل العسكري والتوسع العسكري، ما تسبب في معاناة إنسانية هائلة وعدم استقرار في جميع بقاع العالم”.

أما نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة التابع للمدرسة العليا للاقتصاد بجامعة البحوث الوطنية في موسكو دميتري سوسلوف، فيؤكد أنه على عكس نظرية استقرار الهيمنة، فإن الهيمنة العسكرية الأمريكية لم تجلب السلام والاستقرار للعالم أجمع.

ويقول: “على عكس ذلك، اتسمت ما تسمى بالفترة أحادية القطب بانتهاكات القانون الدولي والتدخلات العسكرية غير القانونية”.. لافتاً إلى أنه كان يُنظر إلى أمريكا على أنها قوة عظمى قادرة على إبراز قوتها ونفوذها في جميع أنحاء العالم، إلا أن الانسحاب من أفغانستان أظهر أنها ليست دولة لا تقهر، ويمكن هزيمتها على يد خصوم حازمين.

وفي هذا السياق.. نشر معهد “شينخوا” وهو مركز بحوث تابع لوكالة أنباء الصين الجديدة، تقريرا حديثاً بعنوان (أصول وحقائق ومخاطر الهيمنة العسكرية الأمريكية) كشف فيه الأضرار والتهديدات الناجمة عن مساعي الهيمنة الأمريكية.

ومن خلال هذا التقرير تم تقديم الحقائق والبيانات، وتتبعَ جذور الهيمنة العسكرية الأمريكية، واستكشاف كيف سعت أمريكا إلى فرض هيمنتها العسكرية وحافظت عليها وأساءت استخدامها، كما ألقى الضوء على مخاطر ممارسات الهيمنة الأمريكية.

وأفاد التقرير بأن أمريكا شنت منذ عام 2001م، حروبا وعمليات عسكرية في أكثر من 80 دولة حول العالم باسم “مكافحة الإرهاب”، وأدت بشكل مباشر إلى مقتل نحو 929 ألف شخص، بينهم 387 ألف مدني، وتشريد نحو 38 مليون شخص.

وتعليقا على هذا التقرير يقول الباحث في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك إجناسيو مارتينيز كورتيس: “نرى كيف تعمل واشنطن، اليوم أكثر من أي وقت مضى، على تعزيز هذه الهيمنة العسكرية الحربية، ولذا نشيد بالتقرير الذي أعدته شينخوا حديثا في الجزء الذي يشير إلى النفقات العسكرية الحربية للولايات المتحدة، خاصة في مناطق نفوذ جديدة تحاول واشنطن السيطرة عليها بشكل متزايد”.

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة غوادالاخارا جايمي تامايو، في مقابلة مع “شينخوا”: “إن هذه الهيمنة والأفعال الناجمة عنها تضع البشرية في خطر من خلال إبقاء التهديد بنشوب حرب جديدة كامنا وحاضرا على الدوام”.

وأوضح تامايو أن أمريكا ظلت في حالة حرب لمدة تقترب من 230 عاما من أصل 250 عاما تقريبا منذ أن أصبحت دولة مستقلة.. مشيراً إلى أن هذه العدوانية تتفاقم جراء الحقيقة المتمثلة في أن أمريكا لديها أكبر وجود عسكري في العالم، حيث لديها نحو 750 قاعدة عسكرية في 80 دولة على الأقل حالياً وهو ما مكنها من إطلاق الحروب والعمليات العسكرية داخل 25 دولة على الأقل.

وفي حوار مع “شينخوا” أيضاً أكد المدير التنفيذي للمركز الصيني- الإفريقي بمعهد السياسات الإفريقية، دينيس مونيني وهو باحث كيني، أن الهيمنة العسكرية الأمريكية على مدار التاريخ سعت لنشر بذور الشقاق، ما أدى إلى وقوع قتلى وتدمير سبل العيش والنظام الدولي.

وقال: إن “الهيمنة العسكرية الأمريكية، التي تتضح في إشعال الحروب ونهب الموارد وتغيير أنظمة الحكم بصورة غير قانونية، تشكل تهديدا لبقاء الحضارة العالمية”.

وأضاف: “لنضع الحقائق في سياقها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 حتى 2001، اندلع نحو 248 نزاعا مسلحا في 153 منطقة حول العالم، من بينها حوالي 201 نزاع بدأته الولايات المتحدة، وهو ما يمثل حوالي 81 في المائة”.

الجدير ذكره أنه في الـ11 من سبتمبر 2001 قامت مجموعات من الخاطفين بالاستيلاء على أربع طائرات كانت تحلق فوق شرق أمريكا، واستخدمتها لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن، وأسفر هذا الحادث عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، وغير وجه التاريخ، فقد شنت أمريكا بعده حربها الطويلة ضد الإرهاب.. وهذه الحادثة المصطنعة بحسب تحليلات خبراء ومراكز بحوث دولية استغلتها أمريكا لضرب الدول ونهب وتدمير مقدراتها خاصة في الشرق الأوسط تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

سبأ / مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الحكم بسجن أبوختالة 28 عاما في أمريكا في قضية الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي

قضت محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن العاصمة بسجن مرتكب الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 “أحمد أبوختالة” بالسجن لمدة 28 عاما.

وقال موقع “سي إن إن” الأمريكي إن الادعاء الفيدرالي يسعى إلى الحكم عليه بالسجن لمدة 60 عاما على الأقل مدى الحياة، إزاء تورطه في 4 جرائم من بينها تقديم الدعم المادي والمعنوي لمنفذي الهجوم.

وبحسب الموقع فإن الحكم الجديد بتلك المدة جاء بعد عامين من حكم محكمة الاستئناف على أبوختالة بالسجن لـ22 عاما، وتبرئته من تهمة قتل 4 أشخاص أمريكيين، مشيرة إلى أن قاضي المحكمة كريستوفر كوبر أضاف 6 سنوات أخرى إلى عقوبة أبوختالة لتصل إلى 28 عاما.

وأدين أبوختالة في عام 2018 بـ4 تهم وهي التآمر لتقديم الدعم المادي والموارد لمنفذي الهجوم إلى جانب تدمير مبنى فيدرالي وحمل سلاح هجومي نصف آلي أثناء ارتكاب جريمة عنف، وفقا للموقع.

وقبل 6 سنوات حكم القاضي على أبوختالة لمدة 12 عامًا لكل من الجرائم الثلاث الأولى، والتي كان يقضيها في وقت واحد، كما حكم القاضي على أبوختالة بالسجن لمدة 10 سنوات عن الجريمة الرابعة وأمره بقضاء تلك المدة بعد إكمال عقوبة الـ12 عامًا.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اعتقلت، أحمد أبوختالة عام 2012 بتهمة الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، والذي راح ضحيته 4 أمريكيين بينهم السفير “كريس ستيفنز”.

المصدر: موقع سي إن إن

أمريكابوختالة Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • المركز اليمني لحقوق الإنسان ينعى شهيد الدفاع عن الإنسانية السيد حسن نصر الله
  • بزشكيان: دماء الشهيد السيد حسن نصر الله ستظل شعلة في مواجهة الظلم والجور
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان ينعى شهيد الدفاع عن الإنسانية حسن نصر الله
  • قمع عابر للحدود.. تقرير يسلط الضوء على استهداف المعارضين المصريين بالخارج
  • أمن الموانئ يسهل إجراءات الحصول على الخدمات والمستندات الشرطية
  • «مجلس النواب» يتابع التقارير حول حقوق الإنسان
  • العقوري يطلع مسودة الرد على تقرير حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
  • خوفا من هجمات انتقامية.. استنفار أمني بالقواعد العسكرية الأمريكية في سوريا
  • وزير الخارجية: مصر تدعم حقوق الإنسان والديمقراطية ليس لإرضاء أي طرف خارجي
  • الحكم بسجن أبوختالة 28 عاما في أمريكا في قضية الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي