قالت الكاتبة والاعلامية سماح ابو بكر عزت، إن الكتابة للطفل تفتح ذراعيها للجميع، مؤكدة ان البقاء لمن يستطيع ان يخاطب الطفل بلغة العصر.

وأضافت "ابو بكر عزت" فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، ان الطريقة التقليدية المباشرة فى الكتابة للطفل لم تعد تجدى نفعًا فى هذا العصر.

وبسؤالها عن طفولتها أكدت انها كانت استثنائية ومليئة بالحب والفن والخيال، وان جدتها لها الفضل الكبير فى تنمية الخيال لديها بحكاياتها التى كانت ترويها لى يوميا.

واختتمت: " كنت مهتمة أن أعرف طفولة العظماء الذين شكلوا وجداننا كأدباء، وعلماء، وفنانين، فوجدت أن الشاعر الألمانى جوته كان أيضا يُحكى له يوميا حكاية وهو طفل خلق ذلك لديه ملكة أنه يمكن أن يصبح كاتبا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أدب الطفل سفيرة حياة كريمة اخبار الثقافة

إقرأ أيضاً:

عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا

على باب بيت الأدب، والحياة، تطل الكاتبة من الباب والشبابيك، وهي في طريقها لاختبارات الحياة والأدب. لعلها إطلالة المبدعة قبل ترك العتبة والخروج الى الدنيا، والعودة الى اكتشاف الذات. ما بين "خيبة ولكن، و"عتبات الفرح" عام، بما يمنح لا التأويل فقط، بل استشراف ميلاد كاتبة، تصعد سلما إنسانيا وأدبيا معا، ضمن سلالم ما زلنا جميعا نصعدها، ولا نكاد ننتهي من الصعود.

ولعلنا هنا نركّز قليلا في العتبات، التي أملت الكاتبة أن تكون عتبات فرح، كأنها، ومن خلال نفس طيبة نقية، تستشرف الفرح القادم.

هديل حسن، كاتبة شابة، من الأردن، تحب الأدب، وتعيش له، وقد تجلى ذلك بشكل ظاهر في لغتها التي مالت فيها الى الوضوح والبساطة والجمال.

في الكتاب الأول، كنا إزاء نصوص أدبية، متنوعة الموضوع، ومتنوعة التكثيف، ما بين الشعر والحكمة والتأمل. تلك كانت دفقات الإبداع في كتابة العبارة فالفقرة، حيث يبدو أن الكاتبة هنا تركت نفسها للمعاني كي تأخذها نحو الشكل، أكان خاطرة كاملة، أو معنى مزيا تجريديا أو فكريا اجتماعيا أدبيا.

في النصوص بحث عن الشكل والمضمون، وبحث عن الذات، من خلال شذرات نفسأدبية، تنبئ بما تنفعل به الكاتبة، وما تحتفل به وله، وما تريد التعبير عنه وعنها.

لذلك، لربما تتشابه هديل حسن في رحلتها مع كثيرين وكثيرات، في البحث عن الشكل الفني، وفق ما يستدعيه المضمون الذي يسكنها، ولعله كما نرى مضمون إنساني لشخصيات، تنتظم فيها، أو لعلها هي الناظمة لذلك كله، بما توحي به من شعور وفكر؛ لذلك فإن البذور التي التقطناها ونحن نقرأ "خيبة ولكن"، ما لبثت أن نمت في "عتبات الفرح"، والتي تحتاج حاضنة أدبية وإنسانية لتنمو في بنائها السردي.

السرد القصصي، هو ما سيكون مفتاح الكاتبة، كذلك سيكون تجليات رؤيتها، والذي يمكن أن يتبلور في ظل امتلاك شرط الكتابة، بحيث إما أن تسلك سلوكا له علاقة بالسيرة، أو ترك مسافة والذهاب نحو السرد العادي المنفصل عن الذات ما أمكن ذلك، أو المزاوجة بينهما.

"في عتبات الفرح"، نحت الكاتبة منحى المزاوجة، حيث يبدو أن القصّ هنا، إنما هو عام وخاص، ولربما بسبب هذه المزاوجة، لم تستطع الكاتبة من القص لمدى واضح، حيث كنا نلاحظ إنها ما تبدأ القص، بدءا بالوصف المكاني ووصف الشخصيات الذي أجادته حتى تنهيه.

يجد القارئ لمجموعة الكاتبة هديل حسن "عتبات الفرح" نفسه، مشدودا لخمس منها، خمس عتبات قصصية، فيها ما يؤكد ميل الكاتبة للسرد، وأنها تؤثره عمن سواه من أشكال أدبية.

في نص "ذاكرة مهترئة: من القصص المكتملة، فيها تذكر في ظل زمنين، حيث تكبر الصغيرة، وكيف تتغير نظرة البائع تجاهها صغيرة وكبيرة. في القصة تعبير عن عمق استشعار الأنثى لمشاعر الذكور الحسية، حيث تقرأ انجذاب البائع، داخل مونولوجه، نحو الأنثى، بينما هي ظلت بشعورها الطفولي البريء.

"يد واحدة تصفق"، قصة عميقة، تربط تغيّر المشاعر مع تغير (نقص) أعضاء الإنسان الذي يشعر بالوحدة، وبزهد النساء به. وتصل الذروة النفسية الساخرة، حين يرد على النادل الذي يسأله عن طلبه، فيجيبه: "يد جديدة لهذا العبد الفقير" صفحة .70

وفي النظر تجاه أمراه جميلة، يدور في النفس سؤال: "كيف ستنتبه لي وبجانبها رجل لا عطب فيه" صفحة 71.

أما قصة "لاجئة على عتبات الحزن" فهي قصة لاجئة سورية تعمل مع كبار السن نهارا، وفي الليل نادلة لتبدد الوقت. لديها وقت لا تعرف كيف تمضيه، حيث تكون بانتظار زوجها كي يلحق بها في مكان لجوئها. تصف معاناة كبار السن، فكل وما ينتظره. أما اللحظة الفارقة والصادمة، فهي عندما تذهب لاستلام طلب أحد الزبائن، فيكون الزبون زوجها محمود.

"انتظار محبّ: قصة، تبرع فيها بوصف الجسد، وفرق العمر، من خلال الحب من خلال التواصل الاجتماعي.

ولربما كانت "صفقة عادلة"، الأكثر صادمة اجتماعيا، كونها قدمت الرجل الذي ليس فقط لا يغار على زوجته، بل يستغلها لتمرير صفقاته، في حين تكون المفارقة في أن يصبح "الرجل العاشق" مخلصها.

أما قصة "قتل متعمد" فقد امتلكت عناصر القصّ، ولكن المضمون لم يأت بجديد، لكن الكاتبة وفقت في حداثة وفاتها بسبب حادث وهي هاربة من عنف الزوج، لتتساءل عمن كان القاتل أهو الزوج أم الحبيب الذي تخلى عنها، أم المركبة التي صدمتها وهي مسرعة.

وتشكل قصة "ازمة رجولة" مضمونا اجتماعيا تقليديا، يتعلق بعدم الإنجاب كمسبب للطلاق. في النص نلاحظ وصف الجمال الأنثوي كأنه نابعا من ذكور.

زواج بالإكراه: قصة تزويج الأهل علا من خالد، ورفض ومازن بدون سبب. ليس فيها ما يضيف لهذا المضمون.

في نص كورونا، تيمة الموت، كذلك في "عناق الموت" عن الحرب على لبنان وفقدان الأحبة. وفي مضمون نص "ميلاد أسود"، نحن إزاء ميلاد الطفلة وقت ما يمكن أن نتخيله عن رحيل معاكس كأن يكون رحيل الجد، وفي الوقت نفسه، النفور من ميلاد أنثى. أما نص "عشق" فهو مجرد وصف. وفي نص "ذكورة"، تعبير عن الشهوة، ورد فعل الأنثى الحاد.

أما "سيدة النساء انت": عن موت الزوجة، وإخلاص الزوج. لا ننفي وجود هذه النماذج في الحياة، لربما كان من الممكن الاتكاء على سلوك ما يتجلى فيه الوفاء.

وفي "حب قبل أوانه": وصف المرأة لرجل يخشى الحب، فيما تكون هي قد وقعت به.

الأسلوب:

من ميزات النصوص اختيار اللغة القريبة من السرد القصصي، ما منح المجال لبناء قصص واقعية. كان نفس الكاتبة متفاوتا في القصص، فكأنها تكتب ونتشوق، لكن تتركنا نتابع مصائر الشخوص، فقد وجدنا أنفسنا بحاجة لدفق سردي أكثر من المكتوب.

إضافة الى ما ذكرناه في الحديث عن القصص، فقد استخدمت الكاتبة أكثر من أسلوب، فثمة تجريد رمزي مثلا في نص "عتبات الفرح"، الى أسلوب خطاب في "أناي"، الى ما هو واقعي كما في نص "صخب العالم"، الذي تعلق بالشعب تحت الاحتلال، إلى مزاوجة بين الواقع والرمز، كما في نص "قصة بطلتها أنا" التي تتحايل المرأة هنا على معاناة نفسية، فهي حين تتحدث عن "الانجاب المعرفي"، أي نشر كتاب جديد، فهي إنما تقربنا من هموم المرأة الفطرية في الزواج والإنجاب.

لقد تجاوزت الكاتبة نصوصها الأولى "خيبة ولكن"، ولكن لعلها تواصل الكتابة القصصية؛ فلا تطوير في عالم الكتابة الا بالكتابة جنبا الى جنب مع القراءة.

"في عتبات الفرح" ما يشير إلى عتبات الحياة، والكتابة التي تسكن الكاتبة، كأن الكاتبة الإنسانة هنا ما بين رؤية الأدب من خلال الحياة، والحياة من خلال الأدب.

جدير بالذكر بأن المجموعة صدرت عن دار فضاءات عمان-الأردن عام 2023، "ووقعت في 125 صفحة.

مقالات مشابهة

  • عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
  • أيمن عثمان الباروت: قضايا جديدة تهم الطفل العربي
  • وكيل صحة بني سويف توقيع الكشف الطبي على 396 مواطن
  • الكتابة الطِعمة
  • عبد الرحيم علي وأسرة "البوابة نيوز" يتلقون العزاء في الراحل مصطفى بيومي
  • كتاب «الأطفال يسألون الإمام» هدية شيخ الأزهر لـ«النشء» بمعرض القاهرة للكتاب.. نهى عباس لـ “البوابة نيوز”: أسئلة أولادنا فى الغرب الإمام الأكبر أجاب عليها بأسلوب بسيط
  • معدة كتاب «الأطفال يسألون الإمام» لـ"البوابة نيوز": شيخ الأزهر أوضح مفهوم حقوق الإنسان الصحيح فى الإسلام
  • مركز تدريب "البوابة نيوز" يستقبل دفعة جديدة من طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة
  • البرلمان العربي للطفل يطلق منصة إلكترونية تفاعلية بدورته المقبلة
  • ملتقى الأزهر بلغة الإشارة يوضح فضل شهر شعبان وتجديد العهد مع الله