تتواصل حالة الترقب والقلق لدى مختلف الفئات والمحافل الإسرائيلية، بشأن القرار المنتظر لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية بعد النظر في مشروعية القانون الذي صادقت عليه الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، والخاص بإلغاء قانون "حجة المعقولية"، ويتوقع أن يحسم القانون ضمن 7 سيناريوهات مختلفة تناولتها صحيفة عبرية.



وبدأت المحكمة جلستها بكامل هيئتها الموسعة وغير المسبوقة التي تضم خمسة عشر قاضيا ووصفت بأنها "تاريخية"، حيث انطلق النظر في الالتماسات التي رفعت إليها بطلب إلغاء قانون أساس تقليص "حجة المعقولية"، ويتوقع أن تستمر الجلسة نحو سبع ساعات ونصف، وتنقل وقائع الجلسة في بث مباشر عبر الموقع الإلكتروني التابع للسلطة القضائية للاحتلال.

ورأت "هآرتس" في تقرير من إعداد حين معنيت، أن "جلسة المحكمة ربما تنتهي بقرار غير مسبوق؛ بإلغاء قانون أساس، رغم أن التهديد بأزمة دستورية، يحلق فوق كل نقاش حول هذه القضية، علما أن مصير هذا القانون يمكن تقريره بالكثير من الطرق المختلفة، بدءا من تراجع سريع للحكومة، الأمر الذي سيلتهم جميع الأوراق، ومرورا برفض الالتماسات أو دخول القانون لحيز التنفيذ وانتهاء بتفسير سيبقي القانون على حاله، لكنه سيخفف أضراره بالقيم الأساسية للنظام الديمقراطي".

وذكرت أن "الاطلاع على أحكام سابقة صدرت عن المحكمة العليا، والاطلاع على خطوات الائتلاف، ترسم سبعة سيناريوهات محتملة في أعقاب مناقشة "حجة المعقولية"، والسيناريو الأول: "إعلان نتنياهو وياريف لفين (وزير العدل)، أن القانون سيتغير؛ وهذا الاحتمالية الأولية مرتبطة بتطورات الساحة السياسية واستعداد رئيس الحكومة نتنياهو ووزير العدل للتراجع عن صيغة القانون الحالية".

وقالت الصحيفة: "في حال أعلن أن هذا القانون انتهت صلاحيته، وتم دعم هذا الإعلان بخطوات تشريعية لتغييره، ربما تؤجل المحكمة البت إلى حين يتضح بأن إلغاء القانون قد تم تنفيذه حقا، ورغم أن نتنياهو يفحص الدفع قدما بخطة لتخفيف تشريع الانقلاب النظامي، إلا أن موقف لفين الحازم ضد تعديل قانون إلغاء "حجة المعقولية" وعطلة الكنيست، هي عائق أمام سيناريو التراجع من قبل الائتلاف الحاكم".

والسيناريو الثاني: "إلغاء المحكمة العليا للمرة الأولى قانون أساس، وعندها تقع أزمة دستورية، علما أن المحكمة تجنبت حتى الآن إلغاء قوانين أساس قامت الكنيست بسنها بصفتها سلطة تأسيسية، بسبب سمو قوانين الأساس، رغم أن بعض قضاة المحكمة العليا عبروا في قرارات حكم سابقة عن الدعم المبدئي لصلاحية اتخاذ مثل هذه الخطوة".

وهذا الموقف، يظهر أيضا في رأي المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، الذي تم تقديمه للمحكمة بعد تقديم الالتماسات، وذهب المستشارة القانونية خطوة أخرى وقررت أنه "لا مناص من الإعلان عن إلغاء القانون".

ونبهت "هآرتس" إلى أن "السيناريو يتبنى فيه قضاة المحكمة العليا موقف المستشارة القانونية للحكومة ويقومون بإلغاء القانون، ورؤساء الائتلاف ينفذون تهديدهم ولا يحترمون قرارات المحكمة، ستتسبب باندلاع أزمة دستورية، وهناك جهات رفيعة في الحكومة، آخرهم رئيس الكنيست أمير أوحانا، أعلنت بأنه تنوي عدم احترام القرار إذا ألغى هذا القانون، وفي هذا الوضع سيحدث تصادم مباشر بين السلطات الثلاث؛ القضائية والتشريعية والتنفيذية، حول الواقع الدستوري ساري المفعول، والجمهور وممثلوه سيضطرون إلى اختيار الذي سيمتثلون لأمره".



ويتوقع السيناريو الثالث، أن "المحكمة العليا ستمتنع عن التدخل في قوانين الأساس وترفض الالتماسات، ورغم أن جميع القضاة يتوقع أن ينتقدوا بشدة القانون، إلا أنه ما زالت هناك مسافة طويلة إلى حين الإعلان بأنه ملغى، ومن غير المستبعد أن معظم القضاة سيوافقون على اتخاذ هذه الخطوة بعيدة المدى ويرفضون الالتماسات بذريعة أن العيوب التي تكمن في قانون إلغاء "حجة المعقولة" لا تبرر إلغاء غير مسبوق لقانون أساس".

أما السيناريو الرابع فهو "تفسير تطبيقي ودائم للقانون يخفف تأثيره الضار"، بحسب الصحيفة التي بينت أنه "بين المواقف المتطرفة؛ إلغاء القانون والموافقة عليه، توجد أيضا طريقة وسط لشكل تفسير تطبيقي، هذه المقاربة تبقي القانون على حاله، لكنها تصب في مضمونه تفسير يخفف أضراره"

وشرح البروفيسور آدم شنعار، الخبير في القانون الدستوري في جامعة "رايخمن" العبرية، أنه "في الحالة التي أمامنا، تفسير تطبيقي ودائم يمكن أن تكون له عدة أشكال محتملة، مثلا؛ التوضيح بأن عدم المعقولية لا يشمل في داخله التعسف أو السخافة أو عدم المعقولية، وبالتالي، فإن هذه القرارات الإدارية يمكنها الصمود أمام الانتقادات ولا تعتبر في إطار عدم المعقولية الذي يوجد في قانون أساس".

وتابع: "المحكمة العليا لم تقم بإلغاء قانون أساس القومية، لكنها قررت بأنه يجب تفسيره بشكل يتساوق مع قانون الأساس: كرامة الإنسان وحريته، خاصة مع الحق في المساواة المشتق من الحق في الكرامة، وإذا اختارت في هذه المرة هذا النهج، يتوقع من المحكمة أن ترسخ صلاحيتها المبدئية بإلغاء قوانين أساس تناقض قيم الديمقراطية الأساسية من خلال إجراء يوسع البنية التحتية القانونية لإلغاء القوانين التي سيجلبها الانقلاب النظامي".

وبشأن السيناريو الخامس المتعلق بـ"تأجيل دخول القانون إلى حيز التنفيذ، وهذه احتمالية أخرى، فرصة تحققها غير مرتفعة، وهي أن تقوم المحكمة بتأجيل دخول القانون لحيز التنفيذ حتى الكنيست القادمة، وهذا الأسلوب اتبعته مؤخرا المحكمة في قضية "قانون طبرية".



وأما السيناريو السادس، فهو "إلغاء القانون من قبل المحكمة العليا بسبب عيوب فيه وإعادته إلى الكنيست، ويمكن أن تلغي المحكمة القانون بسبب عيوب إجرائية حدثت فيه، وإعادته للكنيست، ولأن هذا الخلل لا ينبع من عيوب جذرية وأساسية فانه في قرار الحكم على فرض الضرائب على الشقة الثالثة، جاء أنه في هذه الحالة تعطى للمشرع إمكانية المصادقة مرة أخرى على القانون".

وأوضح شنعار، أن "قانون إلغاء "حجة المعقولية" تم إحضاره من قبل لجنة الدستور التي يترأسها سمحا روتمان. وأساس الادعاء بهذا الشأن هو أن مشروع القانون من قبل لجنة لا يستهدف مثل هذه الحالات"، معتبرا أن "الطريقة المناسبة هي تقديم مشروع قانون أساس من قبل الحكومة".

وحول السيناريو السابع والأخير، هو أن "تقرر المحكمة العليا بأن الالتماسات غير ناضجة للنقاش، وعندها المحكمة ستقرر بأنه لم تتم بعد بلورة مجموعة من الوقائع تمكن من فحص تأثير القانون على الواقع، وبناء على ذلك، الالتماسات غير ناضجة بما فيه الكفاية".

وبحسب أقوال البروفيسور امنون رايخمان من جامعة "حيفا" وهو خبير في القانون الدستوري، "هناك عدد من القضاة أيدوا هذا النهج في قضية "قانون القومية"، ومن غير المستبعد أن يكون هناك قضاة سيطرحون موقف مشابه هنا أيضا".

وأضاف: "طالما أنه لم تتم مهاجمة قرار ما صدر عن وزير أو عن الحكومة أو عن رئيس الحكومة، الذي لا يمكن التعامل معه بدون "حجة المعقولية"، وبحسب هذه المقاربة، ينبغي تأجيل الموضوع إلى حين معالجة المشكلة وعندما يحتاج الأمر إلى اتخاذ خطوة تجاه قرار ملموس".

وقدرت "هآرتس"، أن "احتمالية تحقق هذا السيناريو ضعيفة بسبب التموجات الفورية في قانون إلغاء "حجة المعقولية"، وهذه العملية أدت لخفض نسبة المراجعة القضائية على الوزراء بصورة يمكن أن تشرعن قرارات غير دستورية

كما نبه رايخمان، أنه "بسبب ذلك يجب إضافة السياق الذي جاء فيه قانون إلغاء "حجة المعقولية" وهو جزء من عملية واسعة أكثر (الانقلاب). ومن غير الواضح إذا كان بالإمكان وقف هذه العملية في المستقبل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو احتجاجات نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة العلیا حجة المعقولیة إلغاء القانون إلغاء قانون قانون إلغاء من قبل

إقرأ أيضاً:

"الشيوخ" يوافق نهائيا على تعديل قانون سجل المستوردين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وافق مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، نهائيا تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ومكتبي لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية والشئون المالية والاقتصادية والاستثمار عن مشروع القانون المقدم من الحكومة والمحال من مجلس النواب بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 121 لسنة 1982 في شأن سجل المستوردين 2024.

واستعرض النائب محمد حلاوة، رئيس لجنة الصناعة، تقرير اللجنة أمام الجلسة العامة، مشيرا إلى أن مشروع القانون يتضمن ثلاثة مواد بخلاف مادة النشر، ويستهدف مشروع القانون التصدي للعديد من المشكلات التي تمثل معوقاً كبيراً لتدفق الاستثمارات الأجنبية، وإزالة كافة معوقات الاستثمار لتهيئة أجواء ومناخ الاستثمار.

وكشف أن القانون الخاص بقيد المستوردين  يعد أحد الركائز الأساسية لتنظيم نشاط الاستيراد بقصد الاتجار في مصر، نظراً لما لهذا النشاط من تأثير جوهري على الاقتصاد الوطني وميزان التجارة .

وأشار التقرير إلى أنه منذ صدور القانون رقم (121) لسنة 1982 المشار إليه، شكل هذا السجل إطاراً تشريعياً يهدف إلى ضبط وتنظيم هذا المجال الحيوي، من خلال قصر ممارسته على أصحاب الكفاءة والخبرة، الذين تتوفر فيهم شروط النزاهة والمقدرة المالية، بما يعزز حماية الاقتصاد الوطني من أي ممارسات عشوائية أو ضارة.

وأوضح التقرير أنه في  إطار السعي نحو تعزيز هذا النظام وتطوير الياته بما يتماشى مع التغيرات الاقتصادية المحلية والدولية، رؤي تعديل بعض نصوص القانون،  لتلبية احتياجات المرحلة الراهنة ،لاسيما وأن تعديل القانون الخاص بالقيد في سجل المستوردين ليس مجرد إجراء قانوني تقني، بل هو جزء من فلسفة اقتصادية وتنظيمية.

 وأوضح التقرير، أن أهداف تعديل قانون سجل المستوردين ومن بينها  تحسين البيئة التجارية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.مبينا إلي أن  الاقتصاديات العالمية في حالة تغير مستمر، والتحديات الاقتصادية مثل الأزمات المالية والتضخم وحروب التجارة، تستلزم استحداث إطار قانوني مرن يضمن حماية السوق المحلية من الممارسات الضارة مع تسهيل الوصول إلى السلع التي يحتاجها المستهلكون دون التأثير سلبا على الصناعات المحلية، مما يعزز من قدرتها على المنافسة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، وذلك من خلال التحكم في حجم وتنوع السلع المستوردة.

كما تستهدف التعديلات المستحدثة ضمان تطبيق معايير صارمة على الاستيراد من أجل مكافحة الفساد التجاري، والحد من التهريب، والتأكد من دخول السلع الملتزمة بالمعايير القانونية الصحية، والبيئية وبالتالي حماية المستهلكين والأسواق من السلع المغشوشة أو الملوثة، خلق بيئة تجارية أكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية والمحلية.

كما يعمل مشروع تعديل قانون سجل المستوردين علي دعم الابتكار وتطوير الصناعات المحلية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد بشكل شامل.

ونظمت التعديلات على مشروع قانون سجل المستوردين عددا من العقوبات وشملت يعاقب بغرامة لا تقل خمسة آلاف جنيه ولا لى حمسين ألف جنيه:

١ - من يحجم عمداً عن تمكين أحد اص المنوط بهم تنفيذ أحكام هذا القانون من ع على الدفاتر والأوراق التي يكون لهم حق ع عليها وفقاً لأحكامه.

٢ - من يرتكب مخالفة أخرى لأحكام هذا أو القرارات المنفذة له.

٣.من يمتنع عن إخطار الجهة المختصة وزارة المختصة بشئون التجارة الخارجية بكل ما ـرأ من تغيير أو تعديل في البيانات المقيدة في جل خلال ستين يوما من تاريخ حدوثها وذلك مخالفة لأحكام المادة (4) من هذا القانون.

وللجهة المختصة بالوزارة المختصة بشئون جارة الخارجية التصالح مع المتهم في الجرائم تصوص عليها في المواد (8,9,10) من القانون، وذلك على النحو الآتي:

1..قبل رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المختصة مقابل أداء مبلغ لا يقل عن الحد الأدنى للغرامة المقررة ولا يجاوز ثلث حدها الأقصى.

2.بعد رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المختصة وحتى صدور حكم بات فيها مقابل أداء مبلغ لا يقل عن ثلاثة أمثال الحد الأدنى للغرامة، ولا يجاوز ثلثي حدها الأقصى.

3.بعد صيرورة الحكم باتاً، مقابل أداء مبلغ لا يقل عن الحد الأقصى للغرامة المقررة، ولا يجاوز مثل الحد الأقصى للغرامة المقررة.

ويترتب على الصلح انقضاء الدعوى ائية، وجميع الآثار المترتبة على الحكم بحسب وال، وتأمر النيابة العامة بوقف تنفيذ العقوبة حصل التصالح أثناء تنفيذها. 

مقالات مشابهة

  • أزمة لـ عمر الساعي في الأهلي.. مصير القندوسي يطارده
  • بعد تعديلات قانون الإيجار القديم.. ما مصير الـ450 ألف شقة مغلقة؟
  • قانون «غزو لاهاى».. هل تستطيع الولايات المتحدة تنفيذه فى هولندا؟.. القانون يخول استخدام القوة لتحرير أى أمريكى محتجز لدى المحكمة فى لاهاى ويوحى بإمكانية «غزو» المدينة
  • تفاصيل مشروع قانون الموازنة لسنة 2025
  • إسرائيل على أعتاب أزمة دستورية.. نتنياهو مُجبر على إقالة بن جفير (فيديو)
  • خبير علاقات دولية: إقالة وزير الأمن القومي الإسرائيلي يٌؤدي إلى أزمة دستورية
  • هل سيخفض قانون الأحوال الجديد نسب الطلاق في العراق أم العكس؟
  • تعرف على القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي.. عنصرية وتعزز الاحتلال
  • "الشيوخ" يوافق نهائيا على تعديل قانون سجل المستوردين
  • آخر كلام فى مصير قانـــــــون اللاجئين.. برلمانيون: يحمى الأمن القومى ويحفظ حقوق مصر أمام المجتمع الدولى