زلزال المغرب يقتل 2901 وتزايد الإحباط لعدم وصول الإغاثة إلى القرى
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
اليأس استبد بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال الذي قطع الطرق المؤدية إليها
قال التلفزيون الرسمي المغربي إن الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530.
وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين، وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.
لكن اليأس استبد بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال الذي قطع الطرق المؤدية إليها، وتكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.
وكان مهدي آيت بويعلي (24 عاما) يخيم على طول طريق تيزي نتاست الذي يربط الوديان النائية بمراكش مع عدد قليل من الناجين الآخرين الذين فروا أيضا من قراهم المدمرة. وقال إن المجموعة تلقت غذاء وبطانيات من أشخاص جاءوا بها إليهم بسياراتهم لكنهم لم يحصلوا على أي شيء من الدولة. وأضاف "قرى الوادي نُسيت. نحن بحاجة إلى أي نوع من المساعدة. نحتاج إلى الخيام"، وانتقد جهود الإغاثة التي تبذلها الحكومة.
وكان حميد آيت بويعلي (40 عاما) يخيم هو الآخر على جانب الطريق. وقال حميد "تركز السلطات على الأحياء الأكبر حجما وليس على القرى النائية الأكثر تضررا... هناك بعض القرى ما زال الموتى بها تحت الأنقاض".
وتوارت آمال العثور على ناجين لأسباب من بينها كثرة منازل الطوب اللبن التقليدية المنتشرة في منطقة الأطلس الكبير لأنها بعد انهيارها تتحول إلى أكوام تراب لا تترك منافذ لتسلل الهواء. ويعاني كثير من سكان القرى من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة دون أي مساعدة.
وتطوع مواطنون أيضا لتقديم يد العون، مثل إبراهيم الدالدالي (36 عاما) الذي جاء من مراكش على دراجته النارية لتوزيع طعام وماء وملابس وأغطية تبرع بها أصدقاؤه. وقال "ليس لديهم شيء والناس يتضورون جوعا".
وحالف الحظ سكان قرية كطو التي دمرها الزلزال لينجوا جميعا لأنهم فضلوا الاستمتاع بالموسيقى التقليدية في فناء خارجي في حفل عرس بالقرية على القعود في منازلهم المبنية من الحجر والطوب اللبن.
عروض مساعدة لم يوافق عليها المغرب
وفي قرية أمزميز التي تقع عند سفح جبل وتحولت إلى مركز للمساعدات، زودت السلطات بعض الأشخاص الذين شردهم الزلزال بخيام، لكن آخرين ما زالوا يعيشون تحت بطانيات. وقال نور الدين بو عكيروان، وهو نجار يخيم مع زوجته ووالدتها وولديه، "أنا خائف للغاية. ماذا سنفعل إذا هطل المطر؟". ويعاني أحد أبنائه من التوحد وهم جميعا يعيشون في خيمة عشوائية من البطاطين.
وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن الملك محمد السادس زار المركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمراكش وتبرع بالدم هناك.
تسبب الزلزال في مقتل 2901 شخص وإصابة 5530.
وقبل المغرب عروضا للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر، لكنه لم يقبل عروضا من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا. وقالت ألمانيا إنها لا تعتقد أن القرار مدفوع بأسباب سياسية، لكن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني قال لإذاعة آر.تي.إل إن المغرب اختار تلقي المساعدات فقط من الدول التي تربطه بها علاقات وثيقة.
ودافعت كارولين هولت، مديرة العمليات العالمية في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، عن القرارات التي اتخذها المغرب. وأطلق الاتحاد اليوم نداء عاجلا لجمع 100 مليون فرنك سويسري (112.3 مليون دولار) لدعم ضحايا الزلزال. وقالت هولت "أعتقد أن الحكومة المغربية تتخذ خطوات حذرة فيما يتعلق بالانفتاح على عروض الدعم الثنائية من الحكومات وقبولها. وحقيقة، كما رأينا، هناك تركيز على جهود البحث والإنقاذ تلك قبل انتهائها للأسف في الساعات القادمة".
وعبّر آخرون عن إحباطهم لعدم السماح لهم بالمساعدة. وقال أرنو فريس من منظمة منقذون بلا حدود، وهي منظمة فرنسية غير حكومية متخصصة في الزلازل، إنهم عرضوا على السفارة المغربية في باريس إرسال فريق يضم تسعة أفراد للمغرب لكن لم يأت أي رد من الرباط حتى الآن. وأضاف "الآن وبعد مرور أربعة أيام، فات أوان المغادرة لأننا هنا للعمل بشكل عاجل لإنقاذ الناس تحت الأنقاض وليس لاستكشاف الجثث. ذلك يحزننا جدا".
ف.ي/ز.ا.ب (رويترز، د ب ا)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: زلزال المغرب أخبار زلزال المغرب المغرب مراكش عمليات الإنقاذ في المغرب دويتشه فيله زلزال المغرب أخبار زلزال المغرب المغرب مراكش عمليات الإنقاذ في المغرب دويتشه فيله
إقرأ أيضاً:
كواليس المواجهة المغربية الجزائرية في القمة الإفريقية (حوار مع الموساوي العجلاوي)
روى الموساوي العجلاوي، الخبير المغربي في الشؤون الإفريقية، جانبا من كواليس الدورة 38 من قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، نهاية الأسبوع الماضي، والتي عرفت منافسة مغربية جزائرية على منصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية.
وقال العجلاوي في حوار مع « اليوم24 » (شاهد الحوار المصور المرفق)، إنه كانت هناك 7 جولات للتصويت، وكان هناك تقارب بين المرشحة المغربية والجزائرية، وأشار إلى أن جريدة الشروق الجزائرية نشرت مقالا خلال جولات التصويت تقول فيه إنه كان هناك اتفاق على أن تدعم مصر الجزائر، وهاجمت الصحيفة المقربة من الأجهزة الجزائرية، الجمهورية المصرية. وأشار إلى أن ما حدث هو تراجع مصر ودعمها للجزائر ضد المغرب.
وحسب العجلاوي، فإن الجزائر التي عاشت نكسات في الاتحاد الإفريقي نزلت بكل ثقلها بوفد ضم حوالي 100 عضو في القمة الإفريقية، محاولة تحقيق مكسب يعيد لها الاعتبار، وأضاف أنها استعملت كل الوسائل للحصول على الأصوات والفوز بمقعد نائبة رئيس المفوضية الإفريقية. (مزيدا من التفاصيل في الحوار المرفق).
كلمات دلالية الاتحاد الإفريقي الجزائر القمة الإفريقية المغرب