وكالة الصحافة المستقلة:
2024-09-18@22:37:55 GMT

التهميش الاجتماعي ونهضة الوطن

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

سبتمبر 12, 2023آخر تحديث: سبتمبر 12, 2023

د. عامر ممدوح

كاتب وأكاديمي

 

اعتقد يقيناً ان هناك تضخيماً واضحاً لمفردة (المهمشون) على الأقل في دراسات التاريخ الإسلامي المعاصرة، تلك التي يريد بعضها افتعال الأزمات، وحفر الأخاديد بين الأمة ومنجزها الحضاري العظيم، ناهيك عن التعمد في توسيع شكل المعاناة وتبرير المواقف.

ولكن ذلك الاعتقاد لا ينفي بالمطلق أن مجرى التاريخ الطويل الأمد ولكل الأمم شهد حالات متكررة من استبعاد بعض الأطراف وتهميشها سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، ولعل الغوص في تحليل الثورات وحركات التمرد التي كانت تحدث هنا وهناك ومن داخل المنظومات ذاتها يوقفنا على أبعاد مجتمعية بالغة الأثر والضرر ولا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال.

ان اعتماد منهج الإقصاء المجتمعي لفئات بعينها وتحت أي مسمى وعنوان من مجالات الحياة وحقوقها التي كفلها الله لها، من الخطورة بمكان، ذلك ان انعكاساته لا تنحصر بمدة زمنية محددة، بل ان صداه يتردد على مر الأزمان، ويمتد في منظور بعيد المدى، ويصيب الأجيال بندوب استراتيجية وجروح عميقة وغائرة تستلزم جهداً طويلاً من المعالجة المكلفة مادياً ومعنوياً.

الأمم السليمة المتعافية، تلك التي يلتقي أبناءها على وطن سواء، وهوية يُعتز بها، ودولة يلتف الجميع حولها، وذلك لا يتحقق دون شك إلا بواقع سليم هو الاخر، تكفل فيه الحقوق والحريات، وتقل فيه نسب الأخطاء، فلسنا في مجتمع ملائكي منزّه على ارتكاب المخالفات قطعاً، ولكننا نتحدث عن تهذيب السلوك البشري وبالشكل الذي يحقق أهدافه الإنسانية النبيلة.

ولذلك أقول وبثقة مطلقة، ان بقاء استشعار الظلم والتهميش والاقصاء في نفوس الناس وابناءهم إنما يعني بعبارة أخرى بقاء نقطة سوداء تتضخم يوماً بعد يوم وتكبر لتشكل فجوة هائلة تتحول لاحقاً إلى حاجز شاهق بوجه تحقيق مفاهيم المواطنة والحكم الرشيد.. وقبل كل شيء نهضة الأوطان.

وعلاج ذلك يتطلب الالتزام بتنفيذ برامج تأهيل نفسي ومجتمعي ومبادرات وفعاليات عملية، وجهود مشتركة ثقافياً وإعلامياً، وتجويد الخطاب، واعتماد هذا المشروع ضمن الخطط الوطنية، وقبل كل ذلك ترسيخ دولة العدل والقانون فعلاً، وإلا سنبقى نواجه معنى التمرد والمعارضة في النفوس والأفعال كل حين دون انتهاء.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يسجل تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة

• بقراءة شاملة للمعارك العسكرية الجارية والساكنة يسجل الجيش السوداني تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة والمبادأة النوعية في جبهات القتال براً وجواً ..

• تصرخ مليشيات التمرد و يتعالي نباح كلاب صيدها في الأسافير لأن الضربات الجوية الأخيرة حققت وتحقق أهدافها بدقة عالية أفزعت عصابات المليشيا وشتت مراكز قيادتها ومواقع تخزين أسلحتها وذخائرها ووضعت قوافل إمدادها ومجموعات فزعها التي تناقصت وتتناقص بصورة مريعة منذ أشهر تحت رقابة عين الصقر التي لا تنام ..

• ليس سراً ولاغريباً أن يستخدم الجيش السوداني القوة الممكنة والمشروعة لحسم التمرد السريع .. ولهذا يتساءل المرء : هل تتوقع مليشيات التمرد من طائرات الجيش السوداني ومسيّراته المقاتلة أن تقذفها نسور الجو بالشوكولاتة والزهور عِوضَاً عن القنابل المميتة والحارقة ؟!

• إنها الحرب ..( مافيها فجغتني ) ..
• هذه الحرب ستُطْوَي صفحاتها بنصرٍ عزيز لهذا الشعب الصابر ..
• نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • النائب العام : الخطاب الملكي يعكس رؤية القيادة الرشيدة وحرصها على التطوير في شتى المجالات
  • وزير الاتصالات: الخطاب الملكي مصدر اعتزاز لكل السعوديين بحاضر الوطن ومستقبله القائم على الابتكارات
  • حسن إسماعيل: هذا هو السبب الذي اشعل الحرب في السودان(….)
  • راشد عبد الرحيم: الإقامة إنتهت
  • سبتمبر وجه الجمهورية المشرق
  • دردور: لن تقوم لليبيا قائمة دون القضاء على التمرد في شرق البلاد والانصياع للدبيبة
  • خالد الظنحاني: حاكم الفجيرة يؤمن بدور الثقافة في بناء الإنسان ونهضة المجتمع
  • العراق: لا أزمة رواتب وضرائب جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي
  • هزائم وخسائر فادحةً للجنجويد في محاور مختلفة
  • الجيش السوداني يسجل تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة