التهميش الاجتماعي ونهضة الوطن
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
سبتمبر 12, 2023آخر تحديث: سبتمبر 12, 2023
د. عامر ممدوح
كاتب وأكاديمي
اعتقد يقيناً ان هناك تضخيماً واضحاً لمفردة (المهمشون) على الأقل في دراسات التاريخ الإسلامي المعاصرة، تلك التي يريد بعضها افتعال الأزمات، وحفر الأخاديد بين الأمة ومنجزها الحضاري العظيم، ناهيك عن التعمد في توسيع شكل المعاناة وتبرير المواقف.
ولكن ذلك الاعتقاد لا ينفي بالمطلق أن مجرى التاريخ الطويل الأمد ولكل الأمم شهد حالات متكررة من استبعاد بعض الأطراف وتهميشها سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، ولعل الغوص في تحليل الثورات وحركات التمرد التي كانت تحدث هنا وهناك ومن داخل المنظومات ذاتها يوقفنا على أبعاد مجتمعية بالغة الأثر والضرر ولا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال.
ان اعتماد منهج الإقصاء المجتمعي لفئات بعينها وتحت أي مسمى وعنوان من مجالات الحياة وحقوقها التي كفلها الله لها، من الخطورة بمكان، ذلك ان انعكاساته لا تنحصر بمدة زمنية محددة، بل ان صداه يتردد على مر الأزمان، ويمتد في منظور بعيد المدى، ويصيب الأجيال بندوب استراتيجية وجروح عميقة وغائرة تستلزم جهداً طويلاً من المعالجة المكلفة مادياً ومعنوياً.
الأمم السليمة المتعافية، تلك التي يلتقي أبناءها على وطن سواء، وهوية يُعتز بها، ودولة يلتف الجميع حولها، وذلك لا يتحقق دون شك إلا بواقع سليم هو الاخر، تكفل فيه الحقوق والحريات، وتقل فيه نسب الأخطاء، فلسنا في مجتمع ملائكي منزّه على ارتكاب المخالفات قطعاً، ولكننا نتحدث عن تهذيب السلوك البشري وبالشكل الذي يحقق أهدافه الإنسانية النبيلة.
ولذلك أقول وبثقة مطلقة، ان بقاء استشعار الظلم والتهميش والاقصاء في نفوس الناس وابناءهم إنما يعني بعبارة أخرى بقاء نقطة سوداء تتضخم يوماً بعد يوم وتكبر لتشكل فجوة هائلة تتحول لاحقاً إلى حاجز شاهق بوجه تحقيق مفاهيم المواطنة والحكم الرشيد.. وقبل كل شيء نهضة الأوطان.
وعلاج ذلك يتطلب الالتزام بتنفيذ برامج تأهيل نفسي ومجتمعي ومبادرات وفعاليات عملية، وجهود مشتركة ثقافياً وإعلامياً، وتجويد الخطاب، واعتماد هذا المشروع ضمن الخطط الوطنية، وقبل كل ذلك ترسيخ دولة العدل والقانون فعلاً، وإلا سنبقى نواجه معنى التمرد والمعارضة في النفوس والأفعال كل حين دون انتهاء.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
السودان.. البرهان : ماضون نحو القضاء على التمرد وإستئصاله
السودان – أكد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى يمضون بكل عزيمة للقضاء على المتمردين
وقال البرهان إن القوات المسلحة والقوات النظامية والمستنفرين الآخرين يمضون نحو القضاء على التمرد وإستئصال مليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة.
وأوضح في كلمته في أثناء انعقاد “مؤتمر قضايا المرأة بشرق السودان” أن الحديث حول الدعوة لعقد مؤتمر للقوى السياسية غير صحيح مؤكدا أنه ليس هناك أي تسوية مع أي جهة سياسية مبينا أن ما يشاع في هذا الخصوص عار من الصحة تماما. وأضاف “باب التوبة والرجوع للحق مفتوح أمام كل من وضع السلاح وجنح للسلم”.
وأكد رئيس المجلس السيادي اهتمام الدولة بقضايا المرأة داعيا إلى ضرورة الاستفادة من موارد الشرق في تنمية وتطوير المرأة في شرق السودان.
وأشاد البرهان بالدور الذي ظلت تضطلع به المرأة في ترقية وتنمية الشرق. وحيا كل نساء السودان في كافة أنحاء البلاد على وقفتهن بجانب القوات المسلحة وتقديم الدعم لها للذود عن حياض الوطن.
وأكد أنه سيتابع بنفسه تنفيذ مخرجات هذا المؤتمر حتى تجد حظها من التنفيذ.
وحضر المؤتمر ولاة الولايات الشرقية وممثلون للسلك الدبلوماسي وقادة الأجهزة الرسمية بالدولة وقطاعات المرأة بشرق السودان ووسائل الإعلام المختلفة.
المصدر: وكالة السودان للأنباء