مغربي بإقليم الحوز لـ«البوابة نيوز»: عشنا أهوالًا لا يتخيلها عقل بشر.. وأسر بأكملها فارقت الحياة في لحظات
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
لم يتخيل الشاعر المغربي محمد منير، أن بعد دقائق من خلوده للنوم برفقة أسرته مساء ليلة الجمعة - 8 سبتمبر- بمسكنه الواقع في النطاق الجغرافي لإقليم الحوز؛ أنه سيستفيق بعد لحظات على أهوالٍ مُفزعة لم يرى مثلها من قبل طيلة حياته؛ ففي غضون لحظات تحول سكون الليل الهادئ لصُراغ وعويل جراء زلزال مُفجع تبعه حزن وحسرة وألم.
يسرد «منير» لـ البوابة نيوز تفاصيل اللحظات الأولى لأهوال زلزال المغرب وتحديدا فى إقليم الحوز - يضم نحو 40 قرية - وكان يقطنه مع أسرته والذى ارتفعت ضحاياه لـ 1643 وفق بيان الداخلية المغربية جراء الزلزال المدمر الذى ضرب 9 أقاليم فى المغرب حتى مساء الـ 12 من سبتمبر 2023 فيما بلغ إجمالي الوفيات2901 شخصًا، دفن منهم 2884 وبلغ تعداد الجرحى 5530 شخص.
«ماذا عسى أن أقول؟ وكيف يمكن أن نحكى التجربة المريرة التى مرت بأسرتنا؟» بهذه الجُمل الاستفهامية بدأ «منير» حديثه لـ البوابة نيوز قائلًا: «عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة من ليلة الجمعة وتمدد أغلبنا للنوم، ولكن فى لحظات باغتتنا هزة أرضية عنيفة وبات دوى الصراخ يملأ السمع وهرب الناس إلى الشارع خوفا من الموت الذى كان يحاصر الجميع وبات هو الأقرب من الحياة».
يضيف رئيس مدارت الثقافة والفنون: «فى الحقيقة عشنا لحظات قاسية أصعب مما يتخلعه عقل بشر وأن نحكى ونسرد تلك التجربة المريرة هى الأصعب على الإطلاق فالقلب يرتجف حين يسترجع العقل كواليس اللحظات الأصعب فى حياتى، فى ثوانى معدودات تغيرت معالم كل شيء، وتحولت البيوت الآمنة لمصدر فزع وخوف ورهبة وخوف وسويت بالأرض فوق رؤوس قاطنيها، وذهبت أسر بأكملها فى لحظات إلى بارئها».
ويكمل: «لحظات قاسية لن تسقط بالتقادم من عقولنا قبل وقوع الهزة الأرضية خلدت للنوم فى مسكنى المكون من 3 طوابق فى إقليم الحوز؛ وإذا بأصوات صراخ عالية جدا «اخرج اخرج»؛ ولا أدرى كيف خرج أنا وأسرتى من منزلنا الذى تهدم بعد دقائق من خروجنا إلى الشارع بملابس النوم».
ويضيف، «خرجنا من البيت وانهار المنزل الذى عشنا فيه كل ذكريات حياتنا ومحيت فى لحظات أمام أعيننا وبات سواد الليل قاتم وغبار الانهيارات تحجب الرؤية وتقطعت كل سبل العيش، فلا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات ولا شبكات خلوية، فقط مئات الأشخاص فى الشوارع والطرقات وصراخ الاستغاثات يخرق الآذان؛ وهول الصدمة يرجف القلوب والعيون منهمرة من البكاء. ويؤكد الفنان التشكيلى المغربى، أن المؤسسات المحلية تقوم بعمل دؤوب وقاس منذ اللحظات الأولى للزلزال تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتوفير المعونة لبعض الدواوير التى تم عزلها».
أهوال زلزال المغرب
مشاهد تدمى القلوب.. مرضى فى الشوارع وفقدان بالجملةوحمل الزلزال فى طياته مآسى وقصص تدمى القلوب للناجين من تحت أنقاض زلزال المغرب بعد فقدانهم أقرب الناس إليهم؛ من بينهم مقطع فيديو لصغير بدا عليه الحزن والحسرة وهو يتحدث عن فقدانه والدته وإخوته وجدته. غير أن منطقة باب الفتوح بمراكش شهدت واقعة مؤسفة أبكت القلوب حزنا إذ انتشل المنقبون عن ضحايا الزلزال جثتى لعريس وعروسة كانا يقضيان شهر العسل وانهار عليهم جدار أثناء عبورهم من إحدى الأزقة الضيقة بالمدينة المنكوبة. حسب وسائل إعلامية مغربية محلية ومقاطع فيديو تداولت على قطاع واسع.
ويعانى المغاربة من الآثار المدمرة لتوابع الزلزال؛ وعلى إثره قررت إدارة المستشفى الجامعى محمد السادس فى مراكش إخلاء جميع المرضى خوفا من الهزات الارتداية، وأظهرت مجموعة صور المرضى وهم نيام على أسرة المستشفيات فى الشارع خوفا من انهيار المستشفى؛ وبات الأطباء يتابعون مرضاهم فى الشوارع.
ولبى الآلاف من المغربية نداء الواجب والطوارئ التى أطلقته المراكز الصحية بشأن التبرع بالدم؛ واصطف المئات أمام المراكز الصحية للتبرع بالدم فى مراكش. وكانت الدكتورة سميرة الفزانى، مديرة مركز الجهوى لتحاقن الدم فى مراكش قالت فى تصريحات صحفية: إن مراكش تعانى الأسبوع الجارى من نقص حاد فى الدم نظرا للظروف الاستثنائية والتطورات الأخيرة المرتبطة بـ«كوفيد-19» وهو الأمر الذى دفعها لإطلاق نداء الطوارئ للتبرع بالدم لصالح مصابى وجرحى الزلزال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زلزال المغرب إقليم الحوز الحوز في المغرب ضحايا زلزال المغرب زلزال مراكش
إقرأ أيضاً:
المغرب يطلق مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش بتكلفة 10 مليارات دولار
دشن المغرب انطلاقة أشغال إنجاز الخط السككي فائق السرعة الرابط بين مدينتي القنيطرة ومراكش الذي يبلغ طوله 430 كيلومترا بسرعة 350 كيلومترا في الساعة، ضمن برنامج لتعزيز البنية السككية بموازنة تقارب 10 مليارات دولار.
وسيمدد المغرب بهذا المشروع، الذي أشرف الملك المغربي محمد السادس على تدشينه من محطة الرباط أكدال، خط القطار فائق السرعة الذي يربط حاليا بين طنجة والقنيطرة ليصل إلى مراكش، مما سيجعل المملكة من بين الدول التي تمتلك أطول الشبكات فائقة السرعة في العالم بإجمالي 630 كيلومترا، بحسب تصريحات المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع.
ربط بين المراكز الحضرية والمطارات وملاعب كأس العالمويشمل المشروع بناء البنية التحتية للخط السككي فائق السرعة واقتناء 168 قطارا جديدا، في إطار استثمار إجمالي يناهز 96 مليار درهم (نحو 10 مليارات دولار)، تتوزع بين 53 مليار درهم لإنشاء الخط الجديد (5.3 مليارات دولار)، و29 مليار درهم (نحو 3 مليارات دولار) لتحديث وتجديد الأسطول السككي، و14 مليار درهم لتطوير شبكات النقل الحضري في مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش.
ويتضمن المشروع إنشاء خط سككي جديد يربط مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، مع ربط مباشر بمطاري الرباط ومحمد الخامس بالدار البيضاء، بالإضافة إلى وصلة بمحطة ملعب "بن سليمان"، أحد الملاعب التي ستستضيف مباريات مونديال 2030.
إعلان خفض كبير في زمن الرحلاتومع هذا المشروع الجديد، ستصبح المدة الزمنية بين طنجة والرباط ساعة واحدة، وساعة و40 دقيقة بين طنجة والدار البيضاء، وساعتين و40 دقيقة بين طنجة ومراكش، مما يعني تقليص الزمن الرحلي بنحو ساعتين. كما سيمكن المشروع من ربط الرباط بمطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء في 35 دقيقة فقط.
وسيوفر المشروع خدمة للربط بين فاس ومراكش بزمن يناهز 3 ساعات و40 دقيقة، باستخدام القطارات فائقة السرعة على الخطوط التقليدية حتى شمال القنيطرة، ثم مواصلة الرحلة عبر الخط الجديد.
منظومة صناعية وشراكات دولية واستثمارات واعدةيشمل البرنامج أيضا إطلاق منظومة صناعية محلية لتصنيع القطارات وصيانتها بشراكة مع شركات عالمية من بينها "ألستوم" الفرنسية، و"كاف" الإسبانية، و"هيونداي روتيم" الكورية، مع نسبة إدماج محلي تتجاوز 40%، مما سيُسهم في خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة.
وبحسب وزير النقل واللوجيستيك عبد الصمد قيوح، فإن المشروع يمثل "لبنة جديدة ودعامة أساسية للاقتصاد الوطني"، وسيمكن من تسهيل تنقل المواطنين وتعزيز الترابط بين المدن والمطارات، وهو ما سينعكس إيجابا على التنمية المستدامة والاندماج الإقليمي للمغرب على المدى الطويل.