إذا مو عاجبتكم الديرة... شوفوا ديرة ثانية!!
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
كلما اختلف الليبراليون مع الإسلاميين في الكويت قالوا للناس وللسلطة «يريدون تحويل الكويت إلى قندهار».
وإذا ظهروا على الشاشات أو في السوشيال ميديا قالوا «إذا مو عاجبتكم الكويت روحوا شوفولكم ديرة ثانية».
احتفالية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منذ دقيقة القرامطة والإباحيّة منذ 4 دقائق
واسمح لي عزيزي القارئ حفاظاً على وقتك، وعلى حبر المطابع، فلن نخوض في أي الطرفين على حق وأيهما على باطل، وأيهما أفكاره ستدخل الجنة وجسده يدخل النار، وأيهما جسده يدخل الجنة، وأفكاره ستدخل النار.
فقط نريد تحليل هذه العبارة «إذا مو عاجبتكم الكويت روحوا شوفولكم ديرة ثانية».
تنطوي هذه العبارة على بدهيات داخلية تختفي وتظل كامنة تحت جلد الكلمات.
فالمواطن - سواء ليبرالي أم إسلامي- عندما يقول هذه العبارة لأخيه المواطن عندما يختلف معه، فهو بذلك يفترض في نفسه الآتي:
أنا كويتي أكثر منك، وأنتم كتلة بشرية استعمالية يمكن نقلها بأفكارها إلى أي مكان آخر، وأن الوطن مجرد وثيقة ورقية وليس ارتباطاً بالأرض.
تحمل العبارة في طياتها فكرة اقصائية، ورفضاً كاملاً للتجاور مع المختلف، واستعلاءً وطنياً حاداً منبعه فكرة أن الآخر هو عابر وليس أصيل التواجد.
تنزع المقولة صفة المواطنة عن المواطن الموجه له الكلام... وتعتبره وتطلب منه أن يمارس حقوقه في «ديرة ثانية»!
ولكن الغريب فعلاً هو أن يظهر فيديو قام به مجموعة من الليبراليين يقولون فيه «إن الكويت تتحول إلى قندهار، وإننا نعيش ردة مدنية».
فبعيداً عن اقتراح القوانين التي تقدم بها مجموعة من النواب في مجلس الأمة، وبعيداً عن... أن هل هذه المقترحات لمكاسب انتخابية أو تسكين وتخدير أو إلهاء وتدبير أم لوجه الله تعالى، وبعيداً عن أن مصطلح الردة هو مصطلح شرعي لا يجوز استخدامه في حقل دلالي علماني، فإن الردة المدنية فعلاً وحقاً ليست في هذه القوانين... بل في أن يقول مواطن لمواطن آخر «إذا مو عاجبتك الديرة روح مكان ثاني»! وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.
moh1alatwan@
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً: