احتفالية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
إذا مو عاجبتكم الديرة... شوفوا ديرة ثانية!! منذ دقيقة القرامطة والإباحيّة منذ 4 دقائق
احتفل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمرور نصف قرن من الزمن على تأسيسه عبر بعض الفعاليات الثقافية والفنية، ولكنه احتفال من أجل الاحتفال وبقي بعيداً كل البُعد عن «نقد الذات».
وقد استطاع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبر عقود من الزمن منذ انطلاقته تحقيق قفزات ثقافية وفنية كبيرة كانت بمثابة القوى الناعمة بالتأثير على الآخر بطريقة سلسة عبر الكثير من المشروعات الثقافية مثل الأسابيع الثقافية ومعرض الكتاب سواء في الكويت أو في بقية العواصم العربية، اذ استطاعت الكويت أن تجذب إليها القارئ العربي بشكل عام والمثقف العربي بشكل خاص، إلا أن تراجعاً كبيراً بات يشعر به كل متابع والتفاصيل كثيرة.
ولم يأتِ مثل هذا التألق الثقافي الكويتي السابق من فراغ، بل من خلال حُسن إعداد ورؤية واضحة مدعومة سياسياً، ويعود الفضل للدعم السياسي متمثلاً بالوزير الراحل عبدالعزيز حسين، الذي لعب دوراً رئيساً في رعاية وانطلاقة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في السابع عشر من شهر يوليو من عام 1973م، فكان الشاعر أحمد العدواني أول مَنْ شغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومعه مجموعة من المثقفين المبدعين الكويتيين، أمثال الدكتور خليفة الوقيان وعبدالعزيز السريع وسليمان الخليفي وسليمان العسكري وهاشم السبتي، ومجموعة من الأخوة العرب الذين كانت لهم مساهماتهم في دعم عجلة الثقافة في الكويت وتلك الأسماء للذكر وليس للحصر.
لست ضد أن يحتفل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتلك المناسبة الثقافية الرائعة، بيد أني تمنيت لو تم تقييم أداء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في العقدين المنصرمين وتسليط الضوء على أماكن القوى والضعف دون مجاملة تذكر، حتى لو كان ذلك بسرية تامة مع نخبة المثقفين الكويتيين والخليجيين والعرب، فالهدف التصريح وليس التجريح، فهناك بعض نقاط القوى وهي قليلة للأسف يجب العمل على تأصيلها، وهناك بعض نقاط الضعف وهي كثيرة للأسف علينا أن نجد لها حلولاً ناجعة بعيداً كل البُعد عن اللامبالاة التي يمارسها بعض المسؤولين بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذين يتعاملون مع هذا الجهاز الثقافي وكأنه إدارة عادية وتلك هي الطامة الكبرى.
وبصفتي متابعاً للحركة الثقافية في الكويت بشكل عام والحركة التشكيلية بشكل خاص فإن ظلماً كبيراً وقع على الفنان التشكيلي الكويتي، وباتت بعض الأمور تدار بعقلية العلاقات الشخصية.
وأذكر أن شاعراً شاباً قام بتمثيل الكويت في أحد المهرجانات، وبعد أن قرأ قصائده غير الموزونة والبعيدة كل البُعد عن الشاعرية علّق بعض المثقفين على أن الشعر الكويتي مليء بالشعراء المميزين فلماذا يأتي مَنْ يدّعي أنه شاعر ويمثل دولة لها مكانة ثقافية مميزة عربياً عبر مجلة العربي والأسابيع الثقافية.
والأمر نفسه أن فنانة قامت بتمثيل الكويت مع مجموعة من الفنانين، وهي ترسم لوحات «هجينة» فنياً. وهناك بعض الأنشطة الأخرى مثل المرسم الحر ومجلة الفنون التي أوقفت، ومهرجان السينما الذي لم توجه الدعوة لنادي السينما للمهرجان.
نتمنى من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومَنْ يشغل منصب الأمين المساعد بالعمل على تقييم أداء المجلس بشكل حقيقي ومحاولة معالجة أماكن القصور، عندها سوف يذكرهم أهل الثقافة بالخير، لأن الكراسي لن تدوم لهم ولا نريد منهم أن يقوموا بارتداء «البشت»، و«الرزة» مع الابتسامة أمام كاميرات التلفزيون والصحافة اعتقاداً منهم بأن هذا يكفي من مبدأ الحضور وهم لا يقرؤون التاريخ الخاص بالمجلس، فقد سبقهم مَنْ تسلم تلك المناصب قبلهم وكان يتباهى بالبشت مع الابتسامة والتصوير.
وفي الختام نتمنى عودة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى إبداعاته التي كان يحظى بها مهما كان مَنْ يتقلد منصب الأمين العام وبقية فريق العمل.
همسة:
كانت الثقافة جزءاً من هوية الكويت فهلّا عادت إلى رونقها.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: فی الکویت
إقرأ أيضاً:
الفتوى والتشريع: معاهد السينما والبالية نفع عام ولا بجوز أداء مقابل انتفاع عنها
انتهت الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع ، بمجلس الدولة ، إلى عدم أحقية المجلس الأعلى للثقافة في مطالبة أكاديمية الفنون بمقابل الانتفاع بمقار المعاهد الثلاثة (السينما – الباليه – الموسيقى) .
وثبت لدي الفتوى ، أن مقار المعاهد الثلاثة المشار إليها (السينما – الباليه – الموسيقى) كانت تابعة للمؤسسة المصرية العامة للسينما ، وأن وزارة الثقافة أبرمت بشأنها عقود إيجار مؤرخة 20/5/1967، وأنه بإنشاء المجلس الأعلى للثقافة نقلت إليه تبعية هذه المقار دون تغيير في الغرض المخصصة له كمقار لتلك المعاهد التعليمية ، وأن إدارة تلك المعاهد كانت خاضعة لأكاديمية الفنون، ومن ثم فإنها قد أضحت بذلك من أموال الدومين العام المخصصة لغرض ذي نفع عام وتعد العقود المبرمة بشأنها عقود انتفاع بالمال العام .
وإذ صدر قرار رئيس المجلس الأعلى للثقافة ، بنقل التبعية الإدارية على تلك المعاهد من المجلس الأعلى للثقافة إلى أكاديمية الفنون، وباعتبار أن هذه المقار من أموال الدومين العام، فإن نقل التبعية الإدارية عليها يُعد من قبيل نقل الإشراف على المال العام ، وأن الانتفاع به يكون بدون مقابل طالما لم يتم الاتفاق بين الطرفين على غير ذلك، ومن ثم لا تكون الأكاديمية ملزمة بأن تؤدى للمجلس الأعلى للثقافة مقابلًا عن الانتفاع بتلك الدور.