هاجم ناشطون وسياسيون من اليمين الفرنسي المتطرف شركة عالمية لمستحضرات التجميل، بعد عرضها إعلانا على منصاتها يروج لـ"نضال المحجبات وحقهن في ممارسة الرياضة".

وعرض حساب شركة "سيفورا فرانس" عبر إنستغرام لقاء مع فريق كرة القدم "الحجابيات" (Les Hijabeuses)، المؤسس خصيصا من أجل النضال لحق المرأة المحجبة في ممارسة الرياضة.

View this post on Instagram

A post shared by Sephora France (@sephorafrance)

وجاء في الإعلان التشويقي لقاء مع إحدى أعضاء الفريق وهي تجرب منتجات "سيفورا" وتروي تجربتها مع الفريق الذي منحها فرصة ممارسة رياضتها المفضلة والالتقاء بمن يشاركها شغفها.

وردا على ذلك؛ أطلق ناشطون وسياسيون من اليمين المتطرف الفرنسي حملة من أجل "مقاطعة منتجات سيفورا" بعد ما اعتبروه ترويجا لما سموه "الإسلاموية" عبر الحجاب.

Bon du coup vu que @Sephora France (et donc le groupe @LVMH dirigé par Bernard Arnault) ont décidé de promouvoir les tenues islamiques, on a préparé leur prochaine campagne de pub :#BoycottSephora #BoycottLVMH pic.twitter.com/21BlGiydKT

— Collectif Némésis (@NemesisNemesi75) September 11, 2023

وكتب الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني اليميني المتطرف جوليان أودول "الأنوثة لا تتوافق مع الإسلاموية. الحرية لا تتوافق مع الإسلاموية. الديمقراطية لا تتوافق مع الإسلاموية قاطعوا سيفورا".

ووجه فليب فاردون عضو حركة "استرداد فرنسا" رسالة إلى سيفورا متسائلا "هل يمكننا أن نفهم ما الذي دفعك إلى الترويج للحجاب الإسلامي في الرياضة؟ هل أنتِ متأكدة حقا من أن عملاءك يريدون أن يروا أن الخضوع للشريعة قد أصبح رمزا للحرية!؟".

La féminité est incompatible avec l’islamisme. La liberté est incompatible avec l’islamisme. La démocratie est incompatible avec l’islamisme. #BoycottSephora https://t.co/7thgYAoCxZ

— Julien ODOUL (@JulienOdoul) September 12, 2023

في المقابل، انتقد مدونون الهجوم على الشركة، وأعلنوا دعمهم وتشجيعهم لها، وكتبت المدونة إيرفي "قطعة قماش بسيطة يمكن أن تضعهم في هذه الحالة، حتى إنهم لم يخفوا رهابهم من الإسلام. اذهبوا وتعالجوا".

Wa vous avez un sérieux problème mental. Un simple tissu sur la tête peut vous mettre dans cette état, vous ne cachez même plus votre islamophobie. Allez vous faire soigner.

Merci @Sephora ????????❤️ https://t.co/KxKUbIC5Fz

— 〽️erve (@mrvnr67_) September 11, 2023

وأبدت المدونة منى مالك إعجابها بالإعلان وكتبت "أتشرف بهذا الإعلان، لدي بطاقة "في آي بي" خاصة بسيفورا، سآتي يوم السبت وأنفق وأقتني أغراضا من هناك".

J’ai ma carte VIP samedi je fais honneur a ce spot je dépense à l’envie!!!!! @Sephora .

Merci ???? https://t.co/VU8GShCq3A

— Mona Mlk ???????? ???????? (@Mmk91466160) September 11, 2023

وقالت المدونة هيلواز إن الفيديو يعد فرصة جديدة من أجل الفاشيين للكشف عن سخافتهم وضعف أطروحاتهم عبر مقاطعة ماركات تحارب الإسلاموفوبيا والتمييز الجنسي.

Nouvelle occasion pour les fachos de montrer au grand jour leur absurdité. Pour boycott des marques qui maltraitent des civilisations y’a personne mais par contre pour boycott celles qui se battent contre l’islamophobie et le sexisme, les droitards sont au taquet. #BoycottSephora https://t.co/Ux5zL3Mi9v

— Héloïse (@Athlard) September 11, 2023

وفي يناير/كانون الثاني 2022، صوّت مجلس الشيوخ الفرنسي على مادة أثارت الجدل تنص على "منع ارتداء الحجاب خلال المنافسات الرياضية المنظمة من طرف الاتحادات الرياضية في البلاد".

وحصلت المادة على تأييد 160 عضوا غالبيتهم من كتلة اليمين (الجمهوريين)، مقابل رفض 143 عضوا بالمجلس.

وأثارت الحادثة وقتها غضبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي واحتجاجات أدت إلى إنشاء فريق "الحجابيات"، الذي يناضل من أجل فكرة حق المرأة المحجبة في ممارسة الرياضة.

وفي يونيو/حزيران الماضي أيّد مجلس الدولة الفرنسي حظرا على ارتداء لاعبات كرة القدم الحجاب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

ما سيناريوهات المشهد السياسي الفرنسي بعد جولة الانتخابات الأولى؟

باريس- انتهت نتائج تصويت الموعد الأول للناخبين الفرنسيين مع صناديق الاقتراع، يوم الأحد 30 يونيو/حزيران، بفوز "التجمع الوطني" بالمركز الأول بنسبة 29.25% من الأصوات، وجاء اتحاد اليسار تحت راية "الجبهة الشعبية الجديدة" ثانيا بنسبة 27.99%، فيما حصل المعسكر الرئاسي على 20.04%، وفق وزارة الداخلية.

وتأتي هذه الانتخابات التشريعية الـ17 في عهد الجمهورية الخامسة في سياق سياسي استثنائي، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الانتخابات الأوروبية، في 9 يونيو/حزيران، حل البرلمان، واضعا هيكلة الحكومة على المحك بعد الجولة الثانية من التصويت في السابع من يوليو/تموز الجاري.

وفيما كان يأمل ماكرون "ببداية ديمقراطية" و"صحوة الناخبين على مخاطر التطرف"، يبدو أن ساكن قصر الإليزيه خسر الرهان بمركز ثالث أمام تصدر "متوقع" لليمين المتطرف وإثبات تفوق اتحاد اليسار، تاركا الباب مواربا أمام سيناريوهات كثيرة تزيد من غموض المشهد السياسي في فرنسا.

الديمقراطية في الميزان

شهدت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية لهذا العام نسبة غير مسبوقة بلغت 66.7%، بمقابل 47.5% في عام 2022، أي بارتفاع ملحوظ قدره 19.2 نقطة.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي جان بيير بيران، أن فوز حزب التجمع الوطني وحلفائه كان "متوقعا"، بسبب عدم رغبة الفرنسيين في رؤية التناوب التقليدي بين اليمين واليسار.

ولفت في حديث للجزيرة نت إلى أن "ذلك لا يعني أن كل الأشخاص الذين صوّتوا لزعيمة الحزب مارين لوبان هم يمينيون متطرفون، إذ تقدر نسبة المتعاطفين مع هذا التوجه بنحو 10% فقط وليس 33%، وهو ما يضع 23% في خانة الساخطين أو اليائسين من وضعهم الحالي الذي يعود إلى أكثر من 20 عاما".

وكشفت صناديق الاقتراع أن أكثر من واحد من كل اثنين من الشباب تحت سن 25 عاما شاركوا في هذه الانتخابات، وفق معهد "إبسوس" المتخصص في الدراسات السياسية وتحليل استطلاعات الرأي.

وفي هذا الشأن، قال بيران إن "تفسير نسبة الشباب الذين صوّتوا لصالح حزب لوبان يظل غامضا بعض الشيء، وخاصة أولئك الذين لم يعملوا من قبل"، وأضاف "يعتقد الناس عموما أن اليمين الشعبوي سيجلب لهم العودة إلى السلطة، أي تحقيق الأمن والنظام في الشوارع والمدارس، رغم أنه لم يتطرق إلى ذلك في برنامجه الانتخابي".

من جانبه، يرى الخبير في الشأن الفرنسي عمر المرابط، في حديثه للجزيرة نت، أن نسبة الشباب المرتفعة الذين صوّتوا لليمين المتطرف ـوخاصة من الطبقة الفقيرةـ قد تدل على اعتقادهم بأن المهاجرين والهجرة تحرمهم من مناصب الشغل وبعض الامتيازات، إلا أن نسبة مهمة تقدر بـ48% من الشباب صوّتوا لصالح الجبهة الشعبية الجديدة، معظمهم من خلفيات مهاجرة أو مسلمة.

وعند تحليل الأصوات التي حصل عليها اليمين المتطرف، سنجد أن نسبة 33.15% تتضمن تحالف التجمع الوطني (29.25%) مع حزب إريك سيوتي (3.90%)، مما يعني أن الفارق بين نتائج التجمع الوطني وتحالف اليسار (27.99%) ضئيل جدا، وفق المرابط.

المعسكر الرئاسي حلّ في المركز الثالث بعد التحالف اليساري (الجزيرة) عنصر المفاجأة

وفي أوقات الأزمات عندما تتعثر الديمقراطية، يصبح اللجوء إلى التحالفات الخيار الأكثر منطقية للخروج بأقل الخسائر. ويمكن القول إن الأحزاب اليسارية نجحت في ضمان ذلك بالفعل تحت اسم "الجبهة الشعبية الجديدة".

فبعد أن كان اليسار مشتتا خلال الانتخابات الأوروبية، جاء اتحاده في الانتخابات التشريعية بمثابة عنصر مفاجأة لإستراتيجية معسكر ماكرون، الذي كان يركز أساسا على نيل المركز الثاني في ظل تفوق اليمين المتطرف المحسوم مسبقا.

وفي هذا السياق، يرى عمر المرابط أن إستراتيجية الحزب الرئاسي تغيرت اليوم بعد تحالف اليسار، خاصة أن اتهامات معاداة السامية تم اعتبارها كنوع من أنواع "المكر السياسي"، وتكتيكا لم يعد مجديا في ظل تصويت التقدميين الداعمين للقضية الفلسطينية لصالح حزب فرنسا الأبية اليساري.

وأضاف نائب العمدة السابق في الضاحية الباريسية أن "من الواضح تفضيل ماكرون التعايش مع اليمين المتطرف على حساب اليسار، لأنه يريد القول للشعب الفرنسي إن التصويت العقابي الذي تم ضده كان أيديولوجيا أيضا، مشيرا إلى أن حسابات الرئيس كانت خاطئة، "لأنه لم يحلّ الجمعية الوطنية فقط بل أضعف أغلبيته البرلمانية أيضا".

وتابع المرابط "ماكرون كشف أن سياسته يمينية متطرفة بامتياز، لكنها مغلفة بغطاء حقوق الإنسان والعلمانية، خاصة فيما يتعلق بملف الهجرة والمسلمين، بينما تظل سياسة التجمع الوطني أكثر وضوحا ويمكن التظاهر ضدها بشكل علني".

ورغم أن ماكرون لا يخفي في العادة ارتباطه الوثيق بتاريخ الجمهورية، فإنه لم يستفد من الدروس التاريخية من التصويت الذي أعقب حل البرلمان في عهد الرئيس الراحل جاك شيراك، وقد تكون هفوته السياسية الكبرى عند اعتقاده أن اليسار سيظل منقسما كما كان خلال الانتخابات الأوروبية.

وتعليقا على ذلك، أكد المحلل السياسي الفرنسي بيران أن تشكيل "الجبهة الشعبية الجديدة" واختيار مرشحين مشتركين خلال يومين فقط من النقاشات كان عنصر المفاجأة بالنسبة لماكرون في نتائج الجولة الأولى، لأنه لم يتوقع فعالية وتفوق تحالف اليسار مرة أخرى كما حدث في الماضي بانتخابات عام 1981 عندما فاز فرانسوا ميتران.

سيناريوهات محتملة

وبعد أن استطاع حزب التجمع الوطني وحلفاؤه استقطاب أكثر من 10 ملايين صوت، دعا الرئيس ماكرون الأحد إلى "تجمع كبير وديمقراطي جمهوري واضح" ضد اليمين المتطرف في الجولة الثانية من الانتخابات.

وفي هذا الإطار، يضع الخبير في الشأن الفرنسي عمر المرابط المشهد السياسي الذي تقبل عليه البلاد في 4 احتمالات مختلفة، تتمثل في:

حصول اليمين المتطرف على الأغلبية المطلقة بأكثر من 289 مقعدا، وهو أمر مستبعد -حسب مرابط- مع وجود التحالف اليساري، لكن في حال تحالف اليسار ومعسكر ماكرون فقد يؤدي ذلك إلى الاحتجاج والتصويت لصالح التجمع الوطني. أما السيناريو الثاني، فيتمثل في حصول اليمين المتطرف على أغلبية نسبية قوية بأكثر من 255 أو 260 مقعدا ودعم غير مباشر من بعض الجمهوريين. لكن مرشح اليمين جوردان بارديلا سبق أن أعلن في تصريحاته أنه لن يقبل تولي منصب رئيس الوزراء في حال وقع هذا السيناريو. وسيكون الاحتمال الثالث في وجود أغلبية نسبية قد تدفع ماكرون إلى تعيين شخصية يمينية ـمن الجمهوريين مثلاـ تستطيع إنشاء تحالف مع اليمين المتطرف لتولي منصب رئاسة الحكومة. أما الرابع، فيتمثل في تحقيق اليسار قفزة في التصويت وإنشاء تحالف مع الوسط.

ومع وجود مجال ضيق للمناورة، أشار بيران، إلى أن ماكرون يجد نفسه عالقا أمام يسار متحد ويمين متطرف قوي، "لذا سيحاول التعامل مع أغلال الأغلبية المطلقة وربما التكنوقراط أيضا، لكن هذا سيجعل حكم فرنسا أمام اختبار صعب".

وبغض النظر عن نتائج الجولة الثانية، يضيف المحلل السياسي أن "رئيس الدولة سيحارب ضد تجمع وطني قوي"، معتبرا أن مشكلة الطرفين ستتكشف اعتبارا من 14 يوليو/تموز الذي يصادف العيد الوطني، خاصة ماكرون ورئيس الوزراء ووزير الدفاع، متسائلا "هل سيتصافحون كما يقتضي البروتوكول؟ وكيف سيحلون اختلافاتهم السياسية بشأن دعم أوكرانيا ضد روسيا؟".

مقالات مشابهة

  • استطلاع رأي يستبعد فوز اليمين المتطرف الفرنسي بأغلبية مطلقة
  • ارتفاع الإنفاق على سلامة الطيران في كوريا بنسبة 38% خلال 2023
  • معاداة المهاجرين والأقليات.. شبح ماضي اليمين المتطرف يخيم على فرنسا
  • هل تعيد فرنسا سيناريو عام 2002؟
  • وزراء البيئة الرياضة والاتصالات يؤدون اليمين الدستوري أمام الرئيس السيسي
  • قوى الثامن من آذار تؤيد اليمين؟
  • هل تهدد هزيمة ماكرون استقرار أوروبا؟
  • ما سيناريوهات المشهد السياسي الفرنسي بعد جولة الانتخابات الأولى؟
  • سياسي من أصول إيرانية يدخل البرلمان الفرنسي وينتصر على اليمين المتطرف
  • الأرندي يرد على اليمين المتطرف الفرنسي “فرنسا باش تبنات”؟!