لجريدة عمان:
2024-11-09@01:34:07 GMT

عُمان والسعودية.. تاريخ عريق ومستقبل واعد

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

عُمان والسعودية.. تاريخ عريق ومستقبل واعد

لا تحبذ شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، ولا حتى قادتها، تبرير العلاقات المتينة والاستثنائية التي تربط بين دولهم. إن الأمر بالنسبة لهم مطابق لجوهر العلاقة بين الأشقاء، فليس من المنطق أن تسأل شقيقا عن سبب حبه لشقيقه، وليس مطلوب من الأشقاء أن يبرر كل منهم سبب أو حجم علاقته بالآخر، فالأصل المنطقي أن تكون العلاقة قوية، وقوية جدا وقادرة على الاستمرار والصمود في وجه كل الأزمات.

هذا هو أقرب توصيف للعلاقة الأخوية التي تربط، على سبيل المثال، بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، سواء كانت تلك العلاقة على مستوى القيادتين أم على مستوى الشعبين الشقيقين.

لكن ماذا لو نظرنا للمسألة من زاوية أخرى، وهي الزاوية التي يُنظر منها لمسار العلاقات بين الدول بشكل مطلق دون النظر إلى جانب «الإخاء» الذي نعتد به كثيرا في منطقتنا العربية والخليجية بشكل خاص.. إنها زاوية تستحق أيضا أن ننظر منها، حيث يمكن أن نكتشف أشياء أخرى تضاف إلى أسباب العلاقة الاستثنائية المنطقية.

تشكّل العلاقات الثنائية بين الدول، وبشكل خاص في منطقة ملتهبة مثل منطقة الشرق الأوسط، سببا مهما من أسباب الاستقرار الإقليمي والازدهار الاقتصادي والقدرة على التبادل الثقافي، وبالتالي التأثير والتأثر في مسارات التقدم نحو المستقبل. لقد كانت العلاقات المستقرة بين عُمان والسعودية، باعتبارهما قوتين كبيرتين في المنطقة، سببا مهما من أسباب استقرار منطقة الخليج العربي وبالتالي منطقة الشرق الأوسط، ولا يخفى على أي متأمل في خارطة منطقة الشرق الأوسط عبر التاريخ الأهمية الكبيرة للدولتين على كل المستويات وفي مقدمتها المستوى الجيوسياسي والاقتصادي، إضافة إلى مساهمة كل من البلدين في الحضارة العربية والإنسانية. ولذلك كانت قيادات البلدين، على الدوام، تحرص على تطوير العلاقات من أجل الوصول إلى تحقيق فوائد ثنائية مباشرة وتحقيق الاستقرار والنمو على نطاق أوسع في منطقة الشرق الأوسط.

لقد كان الشرق الأوسط، على مدى العقود الماضية، بمثابة «مرجل» ضخم مضطرب على كل المستويات، ومليء بالصراعات، ومحط أطماع القوى الكبرى في العالم، وقد ساهمت سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية في العمل معا من أجل استقرار المنطقة عبر العمل الفردي أو الجماعي وعبر الحفاظ على الكثير من القيم السياسية المتراكمة في البناء السياسي والحضاري لدى البلدين. وتملك سلطنة عمان تاريخا طويلا من العمل السياسي والخبرة الدبلوماسية في إخماد الحرائق السياسية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، إضافة إلى ذلك فإن المملكة العربية السعودية باعتبارها قوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط فإنها عملت مع سلطنة عمان على تحقيق الهدف نفسه منذ سنوات طويلة. وتستطيع الدولتان اليوم أن تقوما بعمل مشترك هدفه إرساء المزيد من الاستقرار على منطقة الشرق الأوسط إذا ما نظرنا إلى المشهد بمساحة أوسع بكثير من مساحة العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين.. وهذا الدور لا تكمن أهميته فقط في مسيرة البلدين، إنه مهم جدا للمنطقة والعالم.

وموضوع العلاقات الثنائية بين البلدين لا يقل، بطبيعة الحال، أهمية عمّا يقوم به البلدان فيما يخص الجانب الإقليمي. ولا يخفى أن العلاقات الاقتصادية بين عُمان والسعودية آخذة في التطور وبشكل متسارع. وقد عُرف عن المملكة العربية السعودية جديتها الكبيرة فيما يخص الاستثمارات الاقتصادية فلديها استثمارات اقتصادية كبيرة في الكثير من دول العالم وملتزمة بتطويرها وتوسيعها والحفاظ على استقرارها. ولذلك يسعى البلدان الشقيقان إلى مواءمة الرؤى حول خططهما التنموية وإطلاق مشاريع استثمارية مشتركة واستثنائية من شأنها أن تغير المشهد في منطقة الخليج العربي، وبشكل خاص فيما يخص التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

ولا يخفى أن المملكة العربية السعودية تشهد في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تغيرات جذرية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي رسخ مكانة المملكة باعتبارها قوة إقليمية صاعدة، كما رسخ حضورها في المشهد العالمي باعتبارها قوة اقتصادية مؤثرة في مجال إنتاج الطاقة إضافة إلى الكثير من المشاريع الاستثمارية التي من المنتظر أن تنقل المملكة العربية السعودية نقلات نوعية نحو المستقبل.

ورغم كل هذه المبررات الاستراتيجية التي نفهم من خلالها سر العلاقات بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية إلا أن السر الأخوي يبقى هو الأقوى والذي لا يمكن أن يتزعزع أبدا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة منطقة الشرق الأوسط سلطنة عمان فی منطقة

إقرأ أيضاً:

انطلاق برنامج “روّاد المحتوى” من “ماجنتيود كرييتف” مع خالد العامري

أولى جلسات برنامج “رواد المحتوى” Content Masters من “ماجنتيود كرييتف” Magnitude Creative، انطلقت الثلاثاء في 15 أكتوبر، مع صاحب الشخصية الرائدة على مواقع التواصل الاجتماعي خالد العامري، وجرى نقل وقائعها مباشرةً من العاصمة الإماراتية أبوظبي إلى المتابعين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. تؤكد هذه الخطوة على سعي هذه المنصة الرائدة في قطاع الإبداع وصناعة المحتوى لأن تصبح الأضخم من نوعها في احتضان مبدعي المحتوى الطموحين في المنطقة.

عند إطلاقه، كان برنامج “رواد المحتوى” مخصصاً حصرياً للمتقدمين إليه من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أن يوسع نطاق انتشاره في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط، ويجتذب أكثر من 3,000 مشارك متحمّس لإطلاق ما يملك من قدراتٍ في هذا المجال.
جرى تصميم هذا البرنامج الشامل بدقّة، بهدف تزويد المشاركين فيه من صانعي المحتوى بما يلزمهم من الأدوات والمعرفة الضرورية لتعزيز حضورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وضمان مواصلة مسيرتهم بتألّق وفرادة. يستمرّ هذا البرنامج لمدة شهر، ويمنح المنتسبين إليه الفرصة المثالية لاكتساب الخبرة والحِرفية بإشراف أبرز المؤثرين وأكثرهم شهرةً، كما أنّ المشاركة فيه مفتوحة لكل من يرغب في كتابة ​​قصة نجاحه المقبلة.

“ماجنتيود كرييتف” هي مبتكرة هذا البرنامج الرائد، وتنفرد بدورها الطليعيّ المساهم في تعزيز الإبداع والابتكار على مختلف المستويات في منطقة الشرق الأوسط.

يسلّط برنامج “رواد المحتوى” الضوء على أصحاب المواهب والمبدعين العاملين في مجالات الأعمال والتمويل والتكنولوجيا والعقارات وريادة الأعمال وغيرها من القطاعات الفاعلة في أيامنا هذه، ويعيش خلاله المشاركون تجربةً تعليمية غامرة وغير مسبوقة، يستكشفون فيها القواعد السليمة والأسس الضرورية والمفاتيح المعرفية اللازمة لإنشاء محتوى ناجح ومؤثر، بما في ذلك كتابة السيناريوهات والقصص والروايات والتصوير والتحرير والترويج للعلامات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ما يمنح كلّاً منهم رؤيةً إبداعية وعملية تساعده في صقل موهبته وتنميتها، وتعزّز حضوره في مجال اهتمامه.

الخبر السارّ هو أنه لا يزال بإمكان المهتمّين الذين فاتتهم المشاركة في الجلسة الأولى من هذا البرنامج الانضمام إلى الجلسات المتبقية، والتي تشارك فيها مجموعةٌ من أبرز المبدعين والمؤثرين وأكثرهم نجاحاً في منطقة الشرق الأوسط، بمن فيهم ميثاء محمد وبدر العيسى وتالين الرشيد وأحمد خليفة وأحمد الخواجة وريهام الهميمي، وتُقام الجلسات في “المنطقة الإبداعية- ياس” في العاصمة الإماراتية أبوظبي، كما يتوفّر خيار المشاركة فيها عبر الإنترنت، بما يضمن استفادة الجميع منها بصورةٍ مثالية.

في ظلّ الطلب المتزايد على المحتوى عبر الإنترنت بصورةٍ ملفتة، يشكل برنامج “روّاد المحتوى” فرصةً لا مثيل لها لصنّاع المحتوى، تتيح لهم تعزيز مواهبهم وصقل مهاراتهم وتكريس حضورهم الناجح والدائم. يُعتبر برنامج “روّاد المحتوى” الأوّل من نوعه في المنطقة، لناحية الحجم والمضمون وعدد المشاركين فيه، ويشكل شهادةً ساطعة على التزام “ماجنتيود كرييتف” بدروها الطليعيّ في تعزيز الإبداع والابتكار على مختلف المستويات في منطقة الشرق الأوسط.

في هذا السياق، علّق السيد “ألكسندر غانم”، رئيس قسم المؤثرين في “ماجنتيود كرييتف” بالقول: “أسعدنا كثيراً النجاح الملفت الذي حقّقته الجلسة الأولى من برنامج “رواد المحتوى” مع خالد العامري الذي يتميّز بأفكاره المبهرة ونصائحه القيّمة التي زوّد بها المبدعين الذين سيباشرون رحلتهم في عالم الإبداع. لقد حقّق هذا البرنامج نجاحاً هائلاً، بدليل مشاركة أكثر من 3,000 مهتمّ من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط فيه، وهذا بحدّ ذاته دليلٌ واضح على أهمية حضور المبدعين ودورهم الفعال والمؤثر في أيامنا هذه، كما في المستقبل”.


مقالات مشابهة

  • انطلاق برنامج “روّاد المحتوى” من “ماجنتيود كرييتف” مع خالد العامري
  • رئيس إستونيا: مصر شريك رئيس لأوروبا من أجل نشر السلام في الشرق الأوسط
  • السعودية وإيران وإسرائيل.. كيف يتعامل ترامب مع ملفات الشرق الأوسط؟ روان أبو العينين توضح
  • هل سيعيد ترامب سياساته الشرق أوسطية أم يطرح رؤية جديدة؟.. خبراء يجيبون
  • السعودية وإيران وإسرائيل.. كيف سيتعامل ترامب مع ملفات الشرق الأوسط؟
  • خبير سياسات دولية: العلاقات المصرية الأمريكية ازدهرت في ولاية ترامب السابقة
  • خبير سياسي: فترة ترامب السابقة كانت مزدهرة في العلاقات المصرية الأمريكية
  • «حماة الوطن»: فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية يشكل مرحلة جديدة
  • خبير سياسي: إستونيا تنظر إلى مصر باعتبارها صانعة السلام في الشرق الأوسط
  • مبادرات "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" تُلهم العالم في COP29