المشهد اليمني:
2025-02-03@05:08:30 GMT

‏سيرة حزب منافس !

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

‏سيرة حزب منافس !

سام الغُباري

في سيرته الوطنية، يمضي الإصلاح على درب الحركة الإسلامية اليمنية التي مثّلت التعبير الطبيعي للفطرة اليمانية الرافضة لمنهج التعالي الإمامي في أشد مناطق الصراع خصوبة للدم والمؤامرات، هناك حيث وسط اليمن، حول صنعاء وفي قلبها، وعلى ضواحيها، كان الدعاة المجتهدون لرفض عنصرية أسلاف "الحوثي" القائمة على خرافة ما يسمى "آل البيت" يخترقون أفئدة اليمانيين العطشى لحرية من سوط الإمام وعُكفته الخاطئين، ومن أديم الحقل، أنتجت هذه الحركة جيلًا إثر آخر أعلامًا لهدى المواطنة المتساوية، حيث لا سيد ولا مسود، ولا هوية سوى اليمن، بإرثها التاريخي الحضاري الناجز .

بدأ التنوير في العصر الحديث بكلمة ارتجلها " محمد محمود الزبيري" ، فكمنت له الإمامة وراء منزل خرب، وأطلقت البارود إلى صدره، فكان دمه هِبة الحرية والسلام، ومن جذور أعمدة "معبد أوام" السبئي، انطلقت أذرع المقاتلين لتنال حظها من كبد المستوطن الإيراني، من تلبّس هاشمية الرسول المصطفى، لينسج حول مقدمه الغازي ضلالات تدعو لطاعته، ولم يكن الحظ الثقافي والفكري جادًا فيما مضى من سنوات الصراع العبثي، فاخترق "الحوثي" جدار الوعي، وكان الصوت الذي يعلو محذرًا هو صوت "التجمع اليمني للإصلاح" بداخل أروقة فندق موڤنبيك حيث دارت رحى الحوار الوطني، وعلى أديم "الجوف" المستعر .

قال الإصلاح في رؤيته لما يسمى "قضية صعدة" الآتي :
" لقد كان أخطر ما كرسته أنظمة الحكم قبل ثورة 26 سبتمبر في ممارساتها الظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش لكل ما هو خارج عن رؤية الحاكم الفكرية "إلا في استثناءات قليلة جداً" وتكريس نظام اجتماعي طبقي سلالي يفرق ما بين اليمنيين على أساس العنصر، ومحاولة فرض هوية محددة على اليمنيين لا تتناسب مع واقعهم وفطرتهم.
لقد ورث النظام الجمهوري الذي أقامته ثورة 26 سبتمبر 1962م تركة خطيرة من الرواسب السلبية لعهود الإمامة وعلاقتها وفكرها الإقصائي، وفي مقدمة كل ذلك " إيمان" فئة محددة بأن حقها في الحكم قضية دينية لا يكتمل الايمان إلا بها، وإن سعيها للسلطة عبادة ودين، واستحقاق مذهبي... وأن عدم تحقق ذلك يعني اضطهاداً دينيا موجهاً لها."

- رؤية واضحة مثل هذه كانت فريدة بين رؤى المكونات الأخرى، ولكنها غُيّبت لأن الإصلاح كان هدفًا، وقد وضع نفسه في تلك الزاوية، وهي مشكلته العضوية التي حوّلته دومًا إلى شيطان، رغم ما ينزفه من دم، وما يصرفه من رجال، وما يملكه من قدرة ليصبح حقًا العدو اللدود الأول لميليشيا الإمامة العنصرية .

أخطأ الإصلاح أو أصاب في موقفه من الربيع العربي، واحتكامه إلى الشارع، إلا أنه أسرع بالعودة إلى الحل، وهرول نحو "الرياض" مبتسمًا في حضرة ملك راحل، ووقّع عهدًا على مبادرة الخليج العربي التي أقرت الحل ورسمت خارطته وأهدافه، غير أن بأس اليمني على صاحبه شديد، فوقعت الواقعة التي ارتعد لها الإصلاح بكل فئاته وأعضائه، خوفًا من واقع يغير على اليمن، ولم يكن ثمة من يصغي .

تنمّرت القوى والمكونات ووسائل التواصل على الإصلاح، وتلذذ البعض فيهم، وكانوا ينزفون دمًا في الجوف مدافعًين بأعضائهم الكبار عن محافظة تتعرض للغزو في ظل مسرحية الحوار التي بعث الحوثي إليها ممثليه لإلهاء اليمنيين عن سلاحه المتراكم المتحرك، وعن غاراته البشعة في أنحاء متفرقة من الشمال .

وسقطت عمران، ثم كانت صنعاء هدية النزاع السياسي الأحمق لعدو لم يكن يريد من هذه الحرب سوى السلطة، والإستعداد لتحويل اليمن إلى معسكر ضخم لتمويل الأذى وإرساله إلى الجارة الكبرى بدعاوى مختلفة . وكان الإصلاح يُحذّر، ويدفع الشهداء، ورئيس هيئة أركان الجيش اليمني - الأسبق - يُخبّر أصحابه فرحًا عن جندلة من أسماهم "عسكر الإصلاح" الذين قاتلوا وحدهم بشرف على حدود صنعاء، حتى فاضت تلك القرى بأرواحهم ودمائهم دون أن يراهم أحد .

في سيرة حزب منافس، كنت أنتخب مرشح المؤتمر الشعبي العام، وأعمد ما استطعت إلى إقناع أصدقائي بمرشحي المفضل، نسخر من مرشح التجمع اليمني للإصلاح وندبج الدعايات ونؤلف الحكايات ونبحث عن الخطأ فيه وفيهم، حتى نفوز أو نخسر، ثم نلتقي في أوان العصر حين تروي الشمس عطشها من برك الماء الغربي، على مقيل واحد معهم، وتصفو بعد انقشاع أغبرة الانتخابات حياتنا ونعود مخلصين لأحلامنا الصغيرة، ذلك هو الإصلاح كأي حزب، فيه من كل حبة، ولون، أنفس أخرى مضادة لا تشبه بعضها، لكنه على عمومه وغالب رجاله مخلص حد الموت في صراعه الوجودي مع الحوثيين، وتلك مزية تؤكدها الحقائق ويرويها الدم المتدفق من أنصاره الذين بلغوا رقمًا عصيًا على النكران، ومن يجحد في مقاتل وهب روحه فداء لعودة اليمن إلى أهله وعروبته فقد باء بإثم عظيم، وتنكر بنفاق مرير لما يجترحه الإصلاح كتنظيم ضخم في هذه المعركة الأسطورية، معركة اليمنيين نيابة عن العرب والأنفس السوية.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

دخلوها وصقيرا حام أو سيرة الولاء للأعنف

 

دخلوها وصقيرا حام أو سيرة الولاء للأعنف

خالد فضل

عندما حاول بعض مكوك الشايقية في شمال السودان مبارزة قوات إسماعيل ابن الباشا محمد علي ؛الحاكم التركي لمصر قبل مائتي عام تزيد قليلا من الآن، انهزموا أمام قوة العنف المتفوق الذي شكّلته الأسلحة النارية الحديثة وقتها . لم يعد في وسعهم (دخولها وصقيرا حام) فاستسلموا وانخرطوا في جيشه الغازي  جنودا شرسين، نظير بعض الإمتيازات المادية كالإعفاء من الضريبة، ومن هنا نشأت أول المليشيات المتحالفة مع الجيش ؛ بغية الحصول على خدماتها نظير أجر مقطوع مادي أو معنوي . وبالفعل سار في أوساط أهلي الشوايقة القول المتداول (إنْ نجح الولد للعسكرية وإنْ فشل للطورية) الولاء للأعنف هنا له الأسبقية ،  بينما ينحط قدر الفاشل وهو المزارع  !! فلا تستغربن يا صاح عن إستمرار برامج الإغاثات الغذائية المتواصلة للسودانيين منذ عقود وحتى الآن . وخلال تلك السنوات الطويلة  من عمل وكالات الأمم المتحدة،  والمعونة الأمريكية، وبرنامج الغذاء العالمي .. إلخ، ظلّت جمهرة من السودانيين الجوعى والمحتاجين يدينون بالولاء للأعنف، للدولة التي تستعمرهم بالجيوش والمليشيات، ويتشككون دوما في نوايا المغيثين بإعتبارهم أدوات إستعمارية وعملاء إستخبارات أجنبية, فوق أنّ إغاثاتهم مسمومة ومهجّنة جينيا لتسبب العقم تارة فيقل النسل حتى ينعدم أو مسرطنة فيموت الناس .نظرية المؤامرة تظل دوما مصاحبة لمن يدخل من باب السلم والمساعدة،  بينما الأعنف هو مظنة التحرير والتمجيد ولذلك نجد أنّ شخصا مثل كيكل حُظي بالولاء مرتين متقابلتين خلال عام واحد،  فهو من حرر الجزيرة من كتائب البرهان الإرهابية في ديسمبر 2023م _حسب رواية الدعم السريع_ ثم هو نفسه من يقود معركة تحريرها ثانية من مليشيات آل دقلو الإرهابية في 2025م_حسبما تقول روايات الجيش _ بجامع (الإرهاب في الحالتين) وفي كلا التحريرين وما بينهما يظل المدنيون بصفة خاصة هم (التخت) الذي يقع العنف على صفحته، في أبي قوتة و ود النورة أو في كمبو طيبة وودمدني  أو … إلخ  مطلوب منهم الخنوع  والذل والإنكسار وإظهار الولاء  أمام البندقية الأعنف، ولا يفرق كثير هوية تلك البنادق، تركية إنجليزية مصرية إثيوبية(تغراي) كولمبية أو سودانية إسلامية مية المية ؛ كلو تحرير .

الذين يدخلونها وصقيرا حام، في كل الأوقات وعلى تواصل سيرة المبارزات العنيفة إنما يخوضها جوعى ضد من هم أشد جوعا . الطبقات والجهات التي حصلت على بعض الإمتياز النسبي نتيجة تراكم خبراتها في موالاة الأعنف ؛منذ دخول الغزاة من الشمال ؛ وهي الدولة بقوامها المسلّح .تدخر أجيالها لثرث تلك الإمتيازات، المادية والمعنوية، وتمسك بخيوط مؤسسات العنف على مستوى القيادات، وفي القيادة فوائد ومخصصات تعين على مواصلة التعليم فوق الجامعي في أرقى جامعات الغرب (الكافر) ، أو إبتناء الفلل في الأحياء الراقية بالخرطوم،  أو شراء العقارات في كوالامبور واستانبول  . وفي الحرب الراهنة يبدو واضحا أنّ بعض الفئات المشاركة فيها إلى جانب هؤلاء  لم تحز على شهادة البراءة أبدا،  وفي كل حين يتم تسريب ما يشئ بإضمارها الخيانة رغم ضجيجها العالي بالولاء والبراء أو يشار إلى طمعها في إقتطاع حصة من كيكة السلطة، تلك السلطة المخصوصة وحولها سور مكتوب عليه ممنوع الإقتراب أو التصوير .

لقد كان لافتا في تصاعد وتيرة المظاهرات منذ ديسمبر2018م ضد السلطة  الإسلامية الأعنف في تاريخ البلاد، أنّ ممارسة السلمية أثناء تلك المواكب كانت  بدرجة حيّرت من تربوا على العنف . كانت عدوى السلمية تنتشر وسط الناس بسرعة، ويحاولون التخلص منها لأنّها جسم غريب على وجدان تشكّل على (فلترق كل الدماء) ,على مرّ العهود , وصار الولاء للعنف هو الرافعة في تولي المناصب ونيل الحظوة والمحاباة في جميع مجالات الحياة في ظل سطوة (المجاهدين) الأبرار .لقد كانت السلمية مدهشة بدرجة لم يتمكن العقل العنفي من استيعابها، فطفق ينسج المبررات لانتشار هذا الوباء الخطير، من ذلك أنّ السلميين هؤلاء شباب مهلوسين  تحت تأثير المخدرات،  أو شفاتة صعاليك (تُفْ) كما يردد ذلك الكومديان السمج من على منبر مسجده في الخرطوم .وأنّ البنيات السمحات ديل (مطلوقات) وعديمات وليان . هكذا كانت ردة فعل كثيرين، إمّا أصالة ؛ في حالة أعضاء تنظيم السلطة العنيفة  والمؤلفة جيوبهم من أتباع، أو نيابة عنهم لمن يسير ضمن القطيع دون رشد أو تفكير . مع الأسف كشفت الحرب الراهنة عن الأصل لدى كثر ، وهو الإتباع بغير بصيرة، فترى من يتقافزون طربا وفرحا وشماتة وتشفيا عند كل ممارسة  عنف  مروعة متوحشة مصوّرة  في المناطق التي يستعيد الجيش ومليشياته السيطرة عليها، إنّ بعض أؤلئك المهللين المكبرين وبعض المزغردات كانوا قبل أيام قليلة يظهرون ولاء  للأعنف في منطقتهم وهي عناصر الدعم السريع ، الآن يغيرون بوصلة الولاء للأعنف من كتائب العمل الخاص والبراء ، وغدا إذا قُدّر لقوة أعنف  الظهور سيتحول الولاء، وستظل مقولة القلب مع علي والسيف مع معاوية حاضرة، وهذه من طبائع النفاق  .إنّ إظهار السرور بالإنتقام ممن انتهكوا الحقوق بهذه الطريقة المتوحشة يساوي في الحقيقة بين الضحية والجلاد  . أم هو القصاص بمفهومه الإسلامي ؟ في هذه الحالة على من يتبنون هذا المفهوم أنْ يقبلوا برحابة صدر إذا تمّ وصف دينهم بالهمجية والتوحش . فالقصاص يعني تحقيق العدالة وأنْ ينال من أرتكب جرما عقوبته وفق إجراءات تقاضي معلومة  وهذا هو أصل الإسلام . فهل الذبح والسحل في الشوارع قصاص أم إنتقام ؟ أ هو تحقيق لعدالة السماء أم تأكيد على ظلم الأرض وقذارتها .إنّ الأمر المفهوم هو تبادل القتل أثناء الإشتباك في الحروب، فماذا عن توالي التصفيات بعد فض الإشتباك ؟ إنّها جرائم  وليست قصاص على كل حال ,ولغ فيها بعض المشاركين في القتال على الجانبين ,فاستحقا اللعنة والإدانة، هذا تقدير من أؤتي قلب سليم وعقل رشيد .

إنّ الحرب الراهنة ؛ أيا كانت نتائجها النهائية، يمكن أنْ تقود إلى مسارين : أولهما، النضج بما فيه الكفاية لإدراك أنّ بناء دولة تليق بالإنسان من حيث هو إنسان إنّما يحدث فقط بالتواطؤ على تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية السلمية ؛ فهي التي تحرر الناس من الولاء للأعنف فيضطرون تحت الخوف لتغيير ولاءاتهم للتماهي مع المنتصر ، إنّ العنف شبكة متداخلة يتخلص المرء من حلقة ليقع في براثن حلقة أخرى، وانتشار السلاح, عوضا عن إحتكاره بوساطة الدولة  المدنية  الديمقراطية المنضبطة بالقانون، مدعاة للتفكير المستقيم  في المستقبل . فأطفالنا وصبياننا الذين أستنفروا للقتال مع هذا الجانب أو ذاك في قائمة المليشيات العديدة  إنّما يتم تحطيم مستقبلهم تماما بوقوعهم بين قوسي (قاتل أو مقتول) إنّهم يترعرعون تحت تأثير الهلع المستمر، وتتشكل نفسيتهم على العنف القاتل، فيصبحون غدا مجرمين محترفين، تتلبسهم روح التحفز الدائم للعراك فينصرفون بغير إدراك عن آفاق الحياة وما تفيض به من ألوان الخير والجمال، مما ينشده دعاة السلام، أؤلئك الذين ينظر إليهم الآن كأعداء هم في الحقيقة أعداء للجهل والعنف والتشفي والإنتقام , هم أعداء بالفعل للقتل والنهب وكل إنتهاك من أي طرف جاء . الذين يسوقون الناس إلى مسار الولاء للأعنف يسوقونهم إلى ظلمات بدأت ملامحها تظهر للعيان مما لا يحتاج إلى برهان .وهنا يظهر المسار الثاني لنتائج الحرب، التربص على الهوية، القتل بالشبهات، الإستهداف على الجهة والعرق واللسان، عندما يتحول مجرد مزاح إلى معركة مكتملة السلاح، ساعتها لا بلد يحرر ولا حياة تعاش ولا أمل . سيدخلونها أفواجا ليحوم الصقير، أ ليس هذا مما تمجده الأهازيج في مجتمع يدين بالولاء للأعنف، ناجحه للعسكرية وفاشله للطورية عكس ناموس الحياة !!

 

الوسومالدولة العنف النهب خالد فضل مجرمين

مقالات مشابهة

  • دخلوها وصقيرا حام أو سيرة الولاء للأعنف
  • البخيتي: تقيد المبعوثان الأمريكي والدولي بأهداف ومصالح أعداء اليمن مضيعة للوقت
  • صنعاء: أي إجراءات أميركية تمسّ معيشة اليمنيين سنواجهها كإعلان حرب
  • الأمم المتحدة تحذر: موجة صقيع تهدد الزراعة في اليمن
  • سيرة الفلسفة الوضعية (6)
  • أوبو رينو 13F.. هاتف جديد بمواصفات قوية وسعر منافس في السعودية والإمارات
  • ناشط عربي يوجه دعوة عاجلة لحزب الإصلاح في اليمن إلى التوقف عن هذا الأمر فورًا
  • نقابة المعلمين اليمنيين في تعز إلى مسيرة حاشدة غدٍ الأحد
  • المغرب ترفع عدد المنح الدراسية للطلبة اليمنيين
  • هذه هي أولى السفن المحظورة التي تسمح لها صنعاء بعبور البحر الأحمر