الصراع في السودان يعيق صيانة أعطال الكهرباء ويفاقم معاناة سكان الخرطوم في الحصول على المياه والخبز
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
مع استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، تعاني أجزاء واسعة من العاصمة السودانية ومدن أخرى انقطاعا في الكهرباء يستمر لساعات طويلة، وأحيانا لأيام، مما يزيد من الصعوبات التي تواجه السودانيين المنهكين من الصراع.
ولا يقتصر الأمر على الكهرباء فحسب، فانقطاعها لساعات طويلة يؤثر على عمل محطات ضخ المياه وسير العمل في المخابز التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء في صناعة الخبز.
وقال سيف الإسلام سفيان، وهو من سكان مدينة أم درمان، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن لا يوجد مياه في منطقته منذ ما يقرب من شهرين بسبب أعطال الكهرباء.
وبحسب سفيان، تسبب انقطاع الكهرباء في خروج محطة المياه الرئيسية من الخدمة، وهي محطة تغذي أجزاء واسعة من منطقة أم درمان التي يفصلها نهر النيل عن مدينتي الخرطوم وبحري، حيث تشكل المدن الثلاث العاصمة السودانية الأوسع على جانبي نهر النيل.
ويشكو سفيان من تلكؤ الجهات المعنية في إصلاح أعطال الكهرباء.
وأوضح أن السكان يحصلون على المياه من مناطق بعيدة في أطراف المدينة عن طريق عربات تجرها الدواب، وقال إنهم يعانون من التضييق من قبل طرفي الصراع في أثناء عبورهم نقاط التفتيش.
وتابع قائلا “نتعرض لاستجواب وأحيانا للإيقاف لفترات طويلة. يتهموننا دائما بالعمل لصالح الطرف الآخر”.
أما ربة المنزل زهراء موسى فتواجه صعوبات هي الأخرى في الحصول على المياه والخبز، وتقول إن البئر التي تغذي المنطقة التي تسكن بها والأحياء المجاورة تعطلت بسبب عدم استقرار التيار الكهربائي.
وقالت زهراء لوكالة أنباء العالم العربي إن المياه التي تأتي من مناطق بعيدة حيث يبلغ سعرها ما يقرب من ستة آلاف جنيه للبرميل، مضيفة “هذا المبلغ كبير جدا ومرهق بالنسبة لي لأن مصدر دخل أفراد أسرتي توقف منذ بداية الحرب، ما نوفره من مال يجب أن ننفقه على السلع الغذائية واحتياجات العلاج”.
لم تتوقف معاناة زهراء في الحصول على المياه فحسب، فانقطاع التيار الكهربائي فاقم كذلك من مشاكل المخابز التي تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء، مما أدى إلى خروج العديد منها من الخدمة.
وتشير زهراء إلى أن البحث عن الخبز في منطقتها أرهقها للغاية، وتقول “تعبنا من البحث عن الرغيف أحيانا نحوم حتى منتصف النهار دون جدوى. أغلب المخابز إما مغلقة أو بها صفوف طويلة”.
وتعتمد المخابز على الكهرباء في صناعة الخبز في جميع مراحله بدءا من عجن الدقيق (الطحين)، وصولا إلى النضج، وهي عملية تعتمد أيضا على الكهرباء لحاجتها إلى درجة حرارة عالية.
ولجأت بعض المخابز إلى استخدام وسائل بديلة لصناعة الخبز، ومنها الاستعانة بمولدات كهربائية، لكنها تأتي بتكلفة عالية وتحتاج إلى كمية كبيرة من الوقود لتشغيلها.
وقال محمد المسيري، وهو صاحب مخبز، لوكالة أنباء العالم العربي “الكهرباء عندنا تنقطع يومين وتستقر يوم واحد الأمر الذي يؤثر على صناعة الخبز”.
وأضاف المسيري أن صناعة الخبز عن طريق المولدات الكهربائية ترتب عليه زيادة تعرفة الخبز وهو أمر “فوق طاقة المواطن” الذي يستطيع بالكاد توفير لقمة العيش في ظروف الحرب الدائرة الآن والتي جعلت كثير منهم عاطلين عن العمل، وفقا لصاحب المخبز.
وأكد المسيري وجود ندرة كبيرة جدا للوقود، خاصة في مدن العاصمة الثلاث، حيث وصل سعر الجالون في السوق الموازية إلى 40 ألف جنيه، في حين أن سعره الرسمي 3500 جنيه.
وخرجت محطات الوقود في الخرطوم من الخدمة منذ اندلاع الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان، وتعرض معظمها للنهب والتخريب.
وقال محمد علي، المهندس في الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، إن المهندسين والعاملين في قطاع الكهرباء، خاصة في العاصمة، يعملون في ظروف قاسية ومعقدة.
وأضاف “نعمل في وضع قاسي جدا ومعقد ولا تتوفر لنا معدات السلامة والأمان ومعينات العمل وقطع الغيار”.
وأوضح أنه من الصعب الوصول إلى رئاسة مقر الشركة ومخازن قطع الغيار الخاصة بها في وسط الخرطوم بسبب استمرار القتال بين الطرفين وإغلاق الجسور التي تعبر نهر النيل.
ووفقا لمحمد علي، لم يحصل جميع الموظفين والعمال على رواتبهم منذ اندلاع القتال، ونزح غالبيتهم إلى الولايات الآمنة “والموجودين في مناطق القتال لا يستطيعون تغطية جميع الأعطال التي تحدث بين الحين والآخر”، لذلك ينقطع التيار الكهربائي في بعض المناطق لأيام.
وتشكو معظم الولايات السودانية، بما في ذلك الولايات التي لم تشهد قتالا بين الجيش وقوات الدعم السريع، من انقطاع للكهرباء لساعات طويلة وأحيانا لأيام، وآخرها ولاية شمال كردفان التي تغيب عنها الكهرباء منذ أكثر من أسبوع بسبب أعطال في محطة الكهرباء الرئيسية في جنوب المدينة، وفق ما أفاد به سكان.
الشروق نيوز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على الکهرباء على المیاه
إقرأ أيضاً:
الفيلم السوداني ( الخرطوم ) يشارك في مهرجانين بامريكا وألمانيا
شارك الفيلم الوثائقي السوداني (الخرطوم) في مسابقة مهرجان (صن دانس) بالولايات المتحدة وينتظر مشاركته في مهرجان برلين بالمانيا في الخامس عشر من فبراير ضمن افلام البانوراما.
خاص _ التغيير
ويروي الفيلم قصة خمس شخصيات في مدينة واحدة، لبلد في حالة حرب. وتتكون الشخصيات من موظف حكومي، بائعة شاي، متطوع في لجنة مقاومة، وطفلان من الشارع.
وكتب موقع الفيلم على الإنترنت معرفا بطبيعته: خمس قصص من السودان تتشابك معًا بحثًا عن الحرية من خلال الأحلام المتحركة، وثورات الشوارع، وحرب من العاصمة الخرطوم للهروب إلى شرق أفريقيا.
الفيلم من إخراج كل من أنس سعيد، راوية الحاج، إبراهيم سنوبي، تيماء محمد أحمد، والمخرج البريطاني فيل كوكس.
وسبق لفيل كوكس أن زار السودان لتصوير فيلم سبايدرمان وهو ما دفعه وشجعه لتصوير عمل آخر بالشراكة بينه وبين ( سودان فيلم فاكتوري ) ليتم طرح طلبات على الإنترنت ويفوز فيلم الخرطوم بالموافقة.
ويتحدث الفيلم عن خمس شخصيات أوكلت لكل مخرج مهمة إخراج شخصية واحدة، وجمع قيل كوكس قصص كل المخرجين الخمسة في فيلم واحد. ويتكون فريق العمل من عدة جنسيات من السودان وبريطانيا وكينيا و فلسطين وغيرها. وبدأ تصوير الفيلم قبل وبعد حرب السودان واستغرق ثلاث سنوات، وأنجز العمل بجزئية كبيرة قبل اندلاع الحرب في الخرطوم .
تقول راوية لـ «التغيير» وهي أحد مخرجي الفيلم: قامت الخطة على الإنتهاء من التصوير في مايو 2023 غير أن الحرب بدلت كل التفاصيل، وفقدنا التواصل كمخرجين مع بعضنا البعض وكذلك مع شركاء المشروع، وأضافت “لجأ أحد المخرجين إلى دولة كينيا ونجح في التواصل مع فيل وشركة الإنتاج ثم وصلنا نيروبي وقمنا بعمل ورشة لدراسة امكانية مواصلة الفيلم”. وتضيف: “كان القرار صعبا علينا لأننا فقدنا جزءاُ كبيراُ من المعلومات وكان ذلك تحدياً كبيراُ، واتصلنا بشركاء المشروع وقرر الجميع المواصلة. وتابعت: لم اجد طريقه لاتواصل مع الاطفال المشاركين في الفيلم لانقطاع الاتصالات بالخرطوم وسيطرة الدعم السريع على منطقتهم، وبعد شهرين من البحث وجدناهم ونجحنا في اخراجهم لكينيا بعض رحله متعبة مرورا بمدينة بورتسودان شرقي البلاد.
واستخدم فريق الفيلم العديد من التقنيات اهمها تقنيه الشاشة الخضراء لاعادة القصص وخضع المشاركون لجلسات معالجه نفسية لمعالجه صدمات الحرب لتساعد فريق العمل في ان يحكوا قصه نجاتهم من الحرب وذكرياتها المؤلمة. ويقام مهرجان صندانس في الولايات المتحدة الامريكية وهو من اكبر المهرجانات السينمائية حيث وافق المنظمون على مشاركه فيلم الخرطوم في المسابقة الرسمية والتي تضم افلاما طويلة وقصيرة ودراماوغيرها، وشارك الفيلم السوداني ضمن قائمه الافلام الوثائقية.
وقامت فكرة تصوير فيلم الخرطوم في الاساس على انها حكا يا ات من المدينة تعرض للعالم بصورة انسانية وتعكس اسرار العاصمة التي تضم كل اهل السودان واستعراض المدينة من منظور اخر غير مرىئي.
تواصل المخرجة راوية حديثها للتغيير بالقول : بعد التغييرات التي حدثت بعد الحرب اردنا ايصال رسالة مفادها أن من قتلوا في الخرطوم أشخاص كانت لهم حيوات وقصص إنسانية وليسوا مجرد أرقام للوفيات تذاع في نشرات الاخبار وهو ما حاولنا عكسه في الفيلم مشاركتنا في المهرجان.
الوسومإنترنت سودان فاكتوري فيلم مسابقة