مع استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، تعاني أجزاء واسعة من العاصمة السودانية ومدن أخرى انقطاعا في الكهرباء يستمر لساعات طويلة، وأحيانا لأيام، مما يزيد من الصعوبات التي تواجه السودانيين المنهكين من الصراع.

ولا يقتصر الأمر على الكهرباء فحسب، فانقطاعها لساعات طويلة يؤثر على عمل محطات ضخ المياه وسير العمل في المخابز التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء في صناعة الخبز.

وقال سيف الإسلام سفيان، وهو من سكان مدينة أم درمان، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن لا يوجد مياه في منطقته منذ ما يقرب من شهرين بسبب أعطال الكهرباء.

وبحسب سفيان، تسبب انقطاع الكهرباء في خروج محطة المياه الرئيسية من الخدمة، وهي محطة تغذي أجزاء واسعة من منطقة أم درمان التي يفصلها نهر النيل عن مدينتي الخرطوم وبحري، حيث تشكل المدن الثلاث العاصمة السودانية الأوسع على جانبي نهر النيل.

ويشكو سفيان من تلكؤ الجهات المعنية في إصلاح أعطال الكهرباء.

وأوضح أن السكان يحصلون على المياه من مناطق بعيدة في أطراف المدينة عن طريق عربات تجرها الدواب، وقال إنهم يعانون من التضييق من قبل طرفي الصراع في أثناء عبورهم نقاط التفتيش.

وتابع قائلا “نتعرض لاستجواب وأحيانا للإيقاف لفترات طويلة. يتهموننا دائما بالعمل لصالح الطرف الآخر”.

أما ربة المنزل زهراء موسى فتواجه صعوبات هي الأخرى في الحصول على المياه والخبز، وتقول إن البئر التي تغذي المنطقة التي تسكن بها والأحياء المجاورة تعطلت بسبب عدم استقرار التيار الكهربائي.

وقالت زهراء لوكالة أنباء العالم العربي إن المياه التي تأتي من مناطق بعيدة حيث يبلغ سعرها ما يقرب من ستة آلاف جنيه للبرميل، مضيفة “هذا المبلغ كبير جدا ومرهق بالنسبة لي لأن مصدر دخل أفراد أسرتي توقف منذ بداية الحرب، ما نوفره من مال يجب أن ننفقه على السلع الغذائية واحتياجات العلاج”.

لم تتوقف معاناة زهراء في الحصول على المياه فحسب، فانقطاع التيار الكهربائي فاقم كذلك من مشاكل المخابز التي تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء، مما أدى إلى خروج العديد منها من الخدمة.

وتشير زهراء إلى أن البحث عن الخبز في منطقتها أرهقها للغاية، وتقول “تعبنا من البحث عن الرغيف أحيانا نحوم حتى منتصف النهار دون جدوى. أغلب المخابز إما مغلقة أو بها صفوف طويلة”.

وتعتمد المخابز على الكهرباء في صناعة الخبز في جميع مراحله بدءا من عجن الدقيق (الطحين)، وصولا إلى النضج، وهي عملية تعتمد أيضا على الكهرباء لحاجتها إلى درجة حرارة عالية.

ولجأت بعض المخابز إلى استخدام وسائل بديلة لصناعة الخبز، ومنها الاستعانة بمولدات كهربائية، لكنها تأتي بتكلفة عالية وتحتاج إلى كمية كبيرة من الوقود لتشغيلها.

وقال محمد المسيري، وهو صاحب مخبز، لوكالة أنباء العالم العربي “الكهرباء عندنا تنقطع يومين وتستقر يوم واحد الأمر الذي يؤثر على صناعة الخبز”.

وأضاف المسيري أن صناعة الخبز عن طريق المولدات الكهربائية ترتب عليه زيادة تعرفة الخبز وهو أمر “فوق طاقة المواطن” الذي يستطيع بالكاد توفير لقمة العيش في ظروف الحرب الدائرة الآن والتي جعلت كثير منهم عاطلين عن العمل، وفقا لصاحب المخبز.

وأكد المسيري وجود ندرة كبيرة جدا للوقود، خاصة في مدن العاصمة الثلاث، حيث وصل سعر الجالون في السوق الموازية إلى 40 ألف جنيه، في حين أن سعره الرسمي 3500 جنيه.

وخرجت محطات الوقود في الخرطوم من الخدمة منذ اندلاع الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان، وتعرض معظمها للنهب والتخريب.

وقال محمد علي، المهندس في الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، إن المهندسين والعاملين في قطاع الكهرباء، خاصة في العاصمة، يعملون في ظروف قاسية ومعقدة.

وأضاف “نعمل في وضع قاسي جدا ومعقد ولا تتوفر لنا معدات السلامة والأمان ومعينات العمل وقطع الغيار”.

وأوضح أنه من الصعب الوصول إلى رئاسة مقر الشركة ومخازن قطع الغيار الخاصة بها في وسط الخرطوم بسبب استمرار القتال بين الطرفين وإغلاق الجسور التي تعبر نهر النيل.

ووفقا لمحمد علي، لم يحصل جميع الموظفين والعمال على رواتبهم منذ اندلاع القتال، ونزح غالبيتهم إلى الولايات الآمنة “والموجودين في مناطق القتال لا يستطيعون تغطية جميع الأعطال التي تحدث بين الحين والآخر”، لذلك ينقطع التيار الكهربائي في بعض المناطق لأيام.

وتشكو معظم الولايات السودانية، بما في ذلك الولايات التي لم تشهد قتالا بين الجيش وقوات الدعم السريع، من انقطاع للكهرباء لساعات طويلة وأحيانا لأيام، وآخرها ولاية شمال كردفان التي تغيب عنها الكهرباء منذ أكثر من أسبوع بسبب أعطال في محطة الكهرباء الرئيسية في جنوب المدينة، وفق ما أفاد به سكان.

الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على الکهرباء على المیاه

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي عن إمداد غزة بالكهرباء: مهم للوقاية من الأمراض التي ستعرض جنودنا ومخطوفينا للخطر

قال الجيش الإسرائيلي في بيان، الثلاثاء، حول إمداد الكهرباء إلى قطاع غزة إنه "أمر بالغ الأهمية للقتال والوقاية من الأمراض التي ستعرض جنودنا ومخطوفينا في الميدان للخطر".

إقرأ المزيد "نيويورك تايمز": قادة الجيش الإسرائيلي يخشون من حرب "أبدية" ويريدون وقف النار في غزة

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن "إسرائيل تستعد من أجل نقل الكهرباء إلى غزة لتوصيل محطة لتحلية المياه، لمنع وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة، الأمر الذي قد يؤثر أيضا على إسرائيل".

وقالت قناة i24news إن شركة كهرباء غزة تستعد بالفعل لتشغيل محطة مياه غرب دير البلح، وسيتم نشر الكابلات في شارع صلاح الدين.

ونقلت عن منسق عمليات الحكومة في المناطق قوله إن "هذه عملية سيتم تنفيذها بطريقة إنسانية مخصصة لتشغيل محطة لتحلية المياه في غزة. وذلك بهدف منع التلوث وتفشي الأمراض في القطاع الذي يمكن أن يعرض أيضا دولة إسرائيل للخطر، ونؤكد أن العملية التي وافق عليها المستوى السياسي".

وفي هذا السياق قال الجيش الإسرائيلي في بيانه، "إن عيون العالم، وبالتأكيد عيون الولايات المتحدة، كانت موجهة إلى مسألة كيفية تعاملنا مع القضية الإنسانية والمدنية استعدادا للعملية في رفح. الغرض من توصيل الكهرباء هو تشغيل محطة لتحلية المياه ستوفر مياه الشرب للمنطقة التي يعيش فيها معظم سكان غزة حاليا. هذه هي المياه من أجل الصرف الصحي ولمنع تفشي الأمراض - التي ستعرض جنودنا ومخطوفينا في الميدان للخطر".

وأضاف الجيش: "حصلنا على موافقة من القيادة السياسية لتوصيل الكهرباء من إسرائيل مباشرة".

وهاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قرار الحكومة الإسرائيلية زيادة تدفق الطاقة الكهربائية لمحطة تحلية المياه في دير البلح بقطاع غزة، لزيادة الإنتاج، ووصفها بـ"الحماقة".

وكتب على موقع "إكس": "نحن نعيد بناء غزة بأنفسنا، قبل أن يتم نزع سلاحها سيدي رئيس الوزراء، أوقف هذه الحماقة".

المصدر: RT+ YNET

مقالات مشابهة

  • خبير دولي يُحذر من مخاطر الصراع في السودان
  • النصيري يتفقد محطة الكهرباء وهنجر صيانة الونشات المتحركة بميناء الحديدة
  • مادة مسرطنة في مياه الشرب.. كارثة وأورام نادرة تهدد سكان ولاية أمريكية
  • نحو ألف سوداني ماتوا جوعًا ومرضًا في شهرٍ واحد
  • الجيش الإسرائيلي عن إمداد غزة بالكهرباء: مهم للوقاية من الأمراض التي ستعرض جنودنا ومخطوفينا للخطر
  • خبيرة تغذية: العيش البلدي أفضل أنواع المخبوزات ويفضل تناوله في وجبة الإفطار
  • صيانة أفلاج شمال الشرقية بتكلفة ١.٦ مليون ريال
  • حرب السودان.. تدمير جسر الحلفايا الرابط بين بحري وأم درمان
  • رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم
  • ولاية الخرطوم تتابع برنامج تأهيل مرافق تصريف المياه وتوجه بالتواصل مع هيئة الأرصاد