العاصفة دانيال في ليبيا وزلزال المغرب
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أحيانا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وهذا ما حدث الاسبوع الماضي من زلزال مدمر في المغرب تسبب في ضحايا اقتربوا من ال٥ آلاف متوفي ومصاب، حوالي ٢٨٥٠ متوفي و٢١٠٠ مصاب، وهناك قري بأكملها اختفت نتيجة هذا الزلزال الذي ضرب قلوب الوطن العربي والعالم كله، قبل أن يضرب قلب الشقيقة الغالية المغرب، والذي تسبب في جرح كبير وحزن عميق للمشاهد المرعبة والحزينة التي شاهدها العالم للضحايا من الموتي والمصابين، والذي جعل العالم كله يتوحد لتقديم يد العون للمغرب شعبا وقيادة، من خلال إرسال فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ومنهم من قدم المساعدات الغذائية الفورية للاطفال والشيوخ والنساء ومنهم من أرسل مواد بناء، ومنهم من أرسل دعم مادي للأسر، ولفت انتباهي تقديم اللاعب الدولي كريستيانو رونالدو لاعب النصر السعودي، عرض باستقبال كل من لا مأوى له من اشقاءنا المغاربة للإقامة في الفندق الذي يمتلكه رونالدو في المغرب ناحية العاصمة مراكش وهو شعور جميل من افضل لاعب في العالم، ان يتعاون لمساعدة ضحايا منكوبي الزلزال من المغاربة.
ويبدو أن الطبيعة كشرت عن أنيابها ولخبطة الفصول الأربعة للسنة، ونظرا للتغيرات المناخية التي نعيشها وارتفاع درجة حرارة الكوكب الكرة إلا أن هناك إعصار سمي باعصار دانيال شديد القوي، تم إرساله من اليونان الي ليبيا وأحدث فيها كوارث وضحايا وصلت إلي ٢٠٠٠ قتيل ومثلهم مصابين، ووصفه قائد الجيش حفتر هناك بأنه الأشد خطورة لانه تسبب في أعاصير وانهار تملء البيوت والشوارع فضلا عن هدم مباني وقري عديدة بسبب هذا الاعصار الخطير المدمر للمنشاءات والمصالح بليبيا، وهو ما دعا دول العالم الي التضامن مع ليبيا والوقوف بجوارها في هذه المحنة الصعبة والخطيرة التي تواجهها البلاد في ليبيا وتسببت في خسائر غير مسبوقة في الأرواح والممتلكات وهو شيء غير متوقع، فضلا عن توفير عدد من المساعدات والامدادات من مختلف البلاد الي ليبيا، وفي المقدمة مصر، للوقوف مع الشعب الليبي الشقيق الذي عاني ولا يزال منذ سنوات طويلة منذ رحيل القذافي وحتي الان.
أعتقد أن شهر سبتمبر الذي شهد هذا الكوارث المدمرة بداية من زلزال المغرب وعاصفة دانيال بليبيا ومصر، هو الشهر الذي يحتفل فيه العالم يوم ١١ منه بذكري احداث تفجير برجي التجارةالعالمي في نيويورك والبنتاجون في امريكا عام ٢٠٠٣، وهي الذكري العشرين لهذه الأحداث وهي الدولة التي تصنع الإرهاب وتحاربه وربما هي السبب في أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهي كما قال عنها الخبراء اس الفساد في العالم..!
فخالص العزاء لاشقائنا في المغرب وليبيا وقلوبنا جميعا معهم، حفظ الله الوطن العربي الاكبر ووطننا الغالي مصر من كل سوء
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زلزال المغرب
إقرأ أيضاً:
الخاسر الذي ربح الملايين !
رغم مرور أيام على النزال الذي أقيم فـي تكساس بالولايات المتحدة بين الملاكم الشهير مايك تايسون ومنافسه الملاكم واليوتوبر، جيك بول، إلّا أنّ تداعياته ما زالت تشغل وسائل الإعلام، وقد تعرّض تايسون لانتقادات كونه دخل نزالًا خاسرًا سلفًا، فقد بلغ من الكبر عتيّا، بينما منافسه يصغره بأكثر من «31» عامًا، وجيك بول صانع محتوى وممثل، والأمر بالنسبة له زيادة أعداد متابعين، وشهرة وثراء، وخوض هذا اليوتوبر النزال يعني أنّ صنّاع المحتوى قادرون على دخول مختلف المجالات، لِمَ لا؟ وسلطة الإعلام الجديد بأيديهم! النزال، وها هو يوتوبر يعيد بطلًا من أبطال العالم للملاكمة لحلبة النزال بعد انقطاع بلغ «19» سنة! والواضح أن تايسون دخل ليس بنيّة الفوز، بل لكسب المال، بعد أن مرّ بأزمات عديدة، وتراكمت عليه الديون، خصوصا أن هذه النزالات تدرّ على المتبارين مبالغ طائلة، يجنونها من أرباحها، ويكفـي أنّ سعر تذكرة كبار الزوار بلغت مليوني دولار، ولنا أن نتخيّل الأموال التي كسبها القائمون على هذا النزال الذي أعاد إلينا أمجاد الملاكم محمد علي كلاي وهناك عدّة نقاط تشابه، بين كلاي وتايسون، فكلاهما من ذوي البشرة السمراء ونشآ فـي ظروف صعبة بمجتمع عنصري، وكلاهما أعلن إسلامه وانتماءه لقضايا كبرى، فكلاي رفض انضمامه للجيش الأمريكي أيام حرب فـيتنام عام 1967م ودفع ثمن موقفه غاليا، فقد أُنتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وكان نجمه قد لمع بدءًا من عام 1960 عندما حصل على ذهبية الوزن الثقيل فـي دورة روما الأولمبية 1960، فـيما لف تايسون جسمه بعلم فلسطين، وكلاهما عاد ليجرب حظّه بعد توقف، مع اختلاف النتيجة، فكلاي عاد للملاكمة فـي 30 أكتوبر 1974، فـي زائير (جمهورية الكونغو) بعد انقطاع عن خوض النزالات والتدريب استمرّ سنوات، ليخوض نزالًا أمام جورج فورمان الذي يصغره بسبع سنوات (فورمان ولد عام 1949م فـيما ولد كلاي عام 1942م)، وصار النزال حديث الناس، فأسمته وسائل الإعلام «قتال فـي الغابة»، وُعدّ أعظم حدث رياضي فـي القرن العشرين، شاهده حوالي مليار مشاهد، فـي وقت لم تكن به فضائيات ولا وسائل تواصل اجتماعي، وحقّق إيرادات بلغت 100 مليون دولار فـي ذلك الوقت، لكن نهاية النزالين كانت مختلفة، فقد انتهت مباراة مايك تايسون (58 عامًا) مع جيك بول الملاكم واليوتوبر (27 عامًا)، بهزيمة تايسون بالنقاط، فـي الجولة الثامنة، فـيما تمكّن محمد علي كلاي من إلحاق الهزيمة بفورمان بالضربة القاضية فـي الجولة الثامنة، فـي مباراة أبهرت العالم، يقول فورمان: إنه كاد أن يحقّق الفوز لولا أن كلاي همس بأذنه «أهذا كل ما لديك؟» فأثار فـي نفسه الرعب، وتغيّرت موازين المعادلة، فقد هزمه نفسيا قبل أن يهزمه على حلبة النزال، فكسب القتال، واستعاد اللقب وصار حديث الناس ومنهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كتب فـي عام 1976 م قصيدة عنوانها «رسالة إلى محمد علي كلاي»: شِسْع لنعلِك كلُّ موهبةٍ وفداء زندك كلُّ موهوبِ كم عبقرياتٍ مشت ضرمًا فـي جُنح داجي الجنْحِ غِربيب! يا سالبًا بجماع راحتيه أغنى الغنى، وأعزَّ مسلوبِ شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافـيةٍ دوّت بتشريق وتغريبِ وشدا بها السُّمار ماثلةً ما يُفرغُ النَّدمان مِن كوبِ وفـيها سخرية من العالم الذي يمجّد القوّة، ولا يرعى الموهوبين، فالجواهري، كما يقول الباحث رواء الجصاني: كان يحسب ألف حساب فـي كيفـية تسديد إيجار شقة صغيرة فـي أثينا، وكان لا يملك الكثير لتسديد الإيجار وفجأة يقرأ أن كلاي ربح الملايين من الدولارات لأنه أدمى خصمه»! أمّا تايسون، فقد عاش سنوات المجد، فـي شبابه، وحمل لقب «الرجل الأكثر شراسة فـي التاريخ، الذي لا يهزم «كما وصفه زملاؤه الملاكمون، وحين عاد، عاد كهلا حتى أن منافسه أشفق عليه وصرّح أنه كان يستطيع أن يوجّه إليه لكمات موجعة لكنه خشي أن يوجّه إليه مثلها ويحتدم الصراع! وهذا يعني وجود اتفاق ضمني بأن يستمر النزال ثماني جولات وتحسم نقاط الفوز. وإذا كان العالم قد تذكّر كلاي بعد أن اعتزل الملاكمة، وأصيب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، فأسند إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فـي دورة أتلانتا 1996 وعاد ثانية ليحمل العلم الأولمبي فـي دورة لندن 2012م، فقد كاد أن ينسى تايسون، فعاد لحلبة النزال ليذكّر العالم بنفسه، ولو بهزيمة وخسارة ثقيلة فـي نزال استمرّ لدقائق ربح خلالها (20) مليون دولار، وبذلك بطل العجب. |