تقرير بريطاني يتحدث عن أثر سَحَر الآثاريين وحيّرهم: شعوب ما بين النهرين سبقوا عصرهم
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ وصف موقع "آينشيت أوريجينز" (الأصول القديمة) البريطاني، بلاد ما بين النهرين بأنها "كنز حقيقي" من الآثار التاريخية والعجائب الأثرية، بما في ذلك قناع الوركاء الشهير، مشيراً في هذا الإطار إلى أن هذا "الكنز الأثري" يمثل بالفعل أقدم تمثيل للوجه البشري في العالم، ويعكس مدى تطور شعوب هذه المنطقة مقارنة بعصرها.
وذكر الموقع المتخصص بالأخبار التاريخية والذي يتخذ من إيرلندا مقراً له، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن بلاد ما بين النهرين التي كانت تتسم بالخصوبة في الماضي ويعتبرها الكثيرون مهد الحضارة، هي بمثابة "كنز حقيقي من الآثار القديمة والعجائب الأثرية" حيث توجد فيها العديد من المدن الشهيرة عبر التاريخ، وتصادمت فيها الحضارات القوية، وما تزال حتى الآن لغزاً يتم كشفه ببطء يوماً بعد يوم.
القناع الصادم الساحر
وأوضح التقرير أنه من المثير دائماً أن اكتشافات جديدة تتم، مضيفاً أنه عندما تم اكتشاف قناع الوركاء، أثار موجة من "الصدمة" في الأوساط العلمية والأثرية العالمية، مشيراً إلى أنه يتميز "بالسحر ومصنوع بشكل رائع"، لكنه أيضاً قد يكون أول تمثيل صحيح لوجه بشري في التاريخ.
وأشار التقرير إلى أن مدينة أوروك،، المعروفة أيضاً باسم الوركاء، تعتبر أهم المواقع الأثرية في بلاد ما بين النهرين القديمة، أي في العراق المعاصر، وكان لها دور رئيسي في النهوض المبكر للحضارة السومرية خلال منتصف الألفية الرابعة قبل الميلاد.
مدينة أوروك
ومن اسم أوروك يستوحي أيضاً حقبة أوروك، التي تمثل حقبة في تاريخ بلاد ما بين النهرين، والتي استمرت منذ العصر النحاسي القديم إلى العصر البرونزي المبكر.
وأضاف أنه مع حلول المرحلة الأخيرة من حقبة أوروك، أي في نحو 3100 قبل الميلاد، يعتقد أن عدد سكان المدينة بلغ نحو 40 ألف نسمة مع ما يصل إلى نحو 80 إلى 90 ألف شخص يعيشون في ضواحي المدينة، وهو ما يعني أن أوروك، في مرحلة أوجها، كانت تعتبر أكبر منطقة حضرية في العالم في ذلك الوقت.
ولهذا، قال التقرير أنه ليس من العجب أن تحتوي آثار أوروك على بعض أهم القطع الأثرية القديمة.
اكتشاف فريد ومميز
وفي هذا السياق، ذكر التقرير أن معهد الآثار الألماني كان في العام 1939، يقوم بحفريات في الموقع بقيادة الدكتور أ. نولدكه، وعندها اكتشف علماء الآثار قناع الوركاء المذهل.
وتابع التقرير أن علماء الآثار أدركوا سريعاً أنهم أمام اكتشاف شيء فريد ومميز، مضيفاً أن طول القناع المصنوع من الرخام الأبيض يبلغ 21.2 سم وقد تم تصنيعه مع إيلاء عناية كبيرة بالتفاصيل.
وأشار التقرير إلى أن تاريخ القناع يعود إلى نحو 3100 قبل الميلاد، ويوصف بأنه أول تصوير دقيق لوجه الإنسان، بعدما تبين أن الاكتشاف الأثري السابق، المتمثل برأس تل براك، الذي يعود تاريخه إلى 3300 قبل الميلاد، ليس صحيحاً من الناحية التشريحية، لأنه يتضمن ميزات مبالغ فيها.
الإلهة إنانا
وفي المقابل، فإن قناع الوركاء الذي يسمى أيضاً "سيدة الوركاء" أو "فتاة الوركاء"، فأنه يصور شخصية أنثوية، ومن المرجح أنها الإلهة إنانا، وكانت في الأصل جزءاً من رمز تعبدي أكبر.
وتابع التقرير أنه من المعتقد أيضاً أن القناع كان مثبتاً على جسم خشبي، حيث كان الوجه والذراعين فقط مصنوعين من الرخام، لكن حتى الآن، لم يتم الحصول سوى على القناع فقط.
وأشار التقرير إلى أن الغرض من قناع الوركاء ما يزال يحيط به الغموض حتى الآن، حيث تشير النظريات إلى أنه من الممكن أن يكون أداة عبادة أو جزءاً من طقوس، أو بمثابة قناع جنائزي.
ومع ذلك، أكد التقرير أن القناع يمثل إرثاً مهماً لأنه يسلط الضوء على الإنجازات الفنية والثقافية للسومريين القدماء.
العينان المفقودتان
وقال التقرير إنه بالرغم من عمر القناع، فإن عملية سيدة الوركاء تم نحتها بتفاصيل رائعة، إذ يصور القناع الرخامي وجه امرأة بعينين بارزتين، وشكل لوزي وأنف بارز وفم صغير، وملامح الوجه جرى تصميمها بدقة وتظهر تفاصيل مذهلة.
وأضاف التقرير أنه برغم أن مكان العينين الآن فارغ، إلا أنه من المعتقد أنهما كانتا في الماضي مغطاة بالصدفة واللازورد، معرباً عن الأسف لأن أنف القناع لم يصمد على مر العصور، وانكسر، ومع ذلك، قال التقرير إن قناع الوركاء "ما يزال شيئاً جميلاً بشكل استثنائي".
واعتبر التقرير أن سيدة الوركاء تظل رمزاً لمدينة أوروك القديمة، وهي بمثابة شهادة على التطور الثقافي المبكر لبلاد ما بين النهرين بشكل عام، مضيفاً أن هذه الآثار، إلى جانب مزهرية الوركاء أيضاً، تعطي لمحة مذهلة عن ماضي المنطقة البعيد، والمعتقدات الدينية لأوائل الشعوب المتحضرة في العالم.
ولفت إلى أن قناع الوركاء يخبرنا بأن السومريين الأوائل عرفوا الفن والتفاني معاً، وجمعوا بين الإثنين بمهارة.
سرقة القناع
وأعرب التقرير عن الأسف لأن قناع الوركاء عانى من المصاعب خلال العصر الحديث، موضحاً أنه خلال الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، وقع نهب واسع النطاق للمتحف الوطني العراقي، وأنه ومن بين العديد من الآثار التي لا تقدر بثمن، جرى السطو على قناع الوركاء أيضاً، ولكن تم إنقاذ القناع بعد عدة أشهر، حيث كان في مزرعة اللص، ثم جرى استعادته سليماً من قبل القوات الخاصة الأمريكية.
وختم التقرير بالقول إن القناع وضع مجدداً في المتحف الوطني العراقي، وهو يظل أحد أهم آثار بلاد ما بين النهرين القديمة، وبالإضافة إلى قدمه وانتمائه إلى زمن بعيد جداً، قال التقرير إن قناع الوركاء مذهل بأناقته ومستوى صناعته الرفيع، مضيفاً أن شعوب هذه المنطقة القديمة كانت تتميز بالتطور الكبير مقارنة بعصرها، وأدركت كيفية تقدير الفن والاهتمام الرائع بالتفاصيل.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي العراق علماء الآثار التقریر أنه قبل المیلاد التقریر أن أنه من إلى أن
إقرأ أيضاً:
لقاء موسع للخطباء والمرشدين في شعوب بالأمانة لإحياء الذكرى السنوية للشهيد
يمانيون../
نظم مكتب التعبئة في مديرية شعوب بأمانة العاصمة، اليوم، لقاء موسعا للخطباء والمرشدين لإحياء الذكرى السنوية للشهيد، واستمراراً للأنشطة المناصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفي اللقاء، أكد وكيل أول أمانة العاصمة، خالد المداني، أهمية إحياء الذكرى كأقل ما يمكن تكريماً للشهداء؛ واستلهام قيم ومعاني التضحية والفداء والعزيمة والإيمان في مواجهة الأعداء حتى تحقيق النصر.
ونوه بدور الخطباء والمرشدين في تحمّل المسؤولية لنشر الوعي والثقافة القرآنية والاهتمام بأسر الشهداء.. مشيرا إلى أن تضحيات الشعب اليمني تجسدت في الملاحم البطولية التي خاضها في مواجهة العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي.
وحث الوكيل المداني الخطباء والمرشدين على تعزيز عوامل الصمود والثبات في مواجهة العدوان ومرتزقته والتصدي لمؤامراتهم ومخططاتهم، التي تستهدف تماسك الجبهة الداخلية، وصمود الشعب اليمني، ومواقفه المشرفة لنصرة غزة والشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفي اللقاء، الذي حضره مسؤول الوحدة الثقافية في مكتب التعبئة بالأمانة، الدكتور قيس الطل، ألقيت كلمتان لمسؤول الوحدة الثقافية في مديرية شعوب، محمد النهاري، والخطباء والمرشدين، محمد الأسودي، اعتبرا إحياء هذه الذكرى محطة سنوية لتأكيد وتجديد الوفاء لدماء الشهداء التي روت أرض الوطن.
وأكدا أهمية التفاعل مع جميع الأنشطة والفعاليات لإحياء الذكرى السنوية للشهيد، واقتفاء مآثر الشهداء، والسير على النهج الذي ساروا عليه في نصرة الدين والمستضعفين والتصدي لقوى العدوان والاستكبار العالمي وأدواتهم.. داعيين الجميع إلى الاهتمام بأسر الشهداء ورعايتهم.
حضر اللقاء قيادات تنفيذية وتعبوية وثقافية وشخصيات اجتماعية في المديرية.