كركوك الشرارة.. ترجيحات بأزمات سياسية مرتقبة مع قرب انتخابات المحافظات- عاجل
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
يمر العراق بالعديد من الأزمات السياسية على مر الحكومات المتعاقبة، الأمر الذي وصفه مراقبون بـ "الخطر" على استقرار الأوضاع في البلاد.
ورجح المحلل السياسي فلاح المشعل لـ"بغداد اليوم"، اقبال العراق على أزمات سياسية مختلفة خلال الفترة المقبلة، فيما بين سبب ذلك.
أزمات سياسية "مرتقبة"
ويضيف المشعل، إن "هناك قوى سياسية دائما ما تعمل على خلق المشاكل والأزمات المختلفة مع قرب كل انتخابات، ومع قرب انتخابات مجالس المحافظات، نتوقع حدوث مشاكل سياسية مختلفة، وربما ما حدث في محافظة كركوك، هو بداية لهذا الأمر".
ويؤكد أن "الكثير من القوى السياسية تعتمد في الدعاية الانتخابية لها على تأجيج الأوضاع ومهاجمة اطراف سياسية ودولية،" مؤكداً أن "الأمر يصل ببعض تلك الأطراف الى استخدام الطائفية والقومية في الخطابات من أجل كسب بعض الجمهور ذات التوجهات المتشددة".
أزمة كركوك
وفي 28 أب الماضي، تفجرت الأزمة الاخيرة للمدينة، حين قطع عشرات الأشخاص من المكونين العربي والتركماني، الطريق الرابط بين كركوك وأربيل بالكامل، رافضين قرار حكومة محمد شياع السوداني، تسليم مبنى يتخذه الجيش العراقي حالياً مقراً له، إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
علاقات "متوترة"
ويخيم التوتر على العلاقة بين بغداد واربيل، ليس ابتداء من أزمة كركوك وليس انتهاء بتأخر ارسال مستحقات إقليم كردستان من الموازنة، فيما بدأت الرسائل المتوترة المتبادلة تنطلق بين بغداد واربيل، في اجهاض مبكر كما يبدو للاتفاق السياسي بين حكومة السوداني وكردستان، قبل البدء بتنفيذه حتى.
من جهته، اتهم النائب في البرلمان جياي تيمور، في وقت سابق، جهات سياسية بخلق مشاكل ما بين بغداد وأربيل.
وقال تيمور، لـ"بغداد اليوم"، ان "هناك جهات سياسية في بغداد دائما ما تعمل على خلق المشاكل ما بين بغداد وأربيل، وهي تعمل على اثارتها، كلما تحسنت علاقة الإقليم بالمركز".
وبين ان "علاقة الطرفين شهدت خلال الفترات الماضية تقدما كبيرا والوصول الى اتفاقات كبيرة، لكن تلك الأطراف تدخلت وعملت على اثارة المشاكل، وبدأت ذلك منذ تشريع قانون الموازنة واستمرت بها لغاية الآن".
أربيل "تتنصل" عن اتفاقها
وبدأت أربيل تتهم بغداد بـ"التنصل" عن الاتفاق السياسي بالمقابل تؤكد بغداد وعبر المستشارين والمتحدثين الحكوميين أن اربيل هي من لم تلتزم بتنفيذ التزاماتها، متحدثة حول ضرورة الالتزام بالدستور.
أما النائب شيروان الدوبرداني عضو كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني النيابية، فقد حذر من عدم إلتزام بعض الأطراف داخل الإطار التنسيقي وائتلاف ادارة الدولة بالاتفاق السياسي الذي جاء بحكومة السوداني سيقودنا الى طريق مسدود.
"صعوبات بتنفيذ حصة الإقليم"
بينما قال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، انه لايوجد في قانون الموازنة تمويل رواتب موظفي كردستان، في رد على مطالبات الاقليم بارسال رواتب الموظفين بشكل منفصل عن حصة الاقليم من الموازنة المرهونة بالاتفاقات.
وذكر السوداني في تصريحات متلفزة تابعتها "بغداد اليوم"، إنه "لا يوجد في قانون الموازنة تمويل رواتب موظفي الإقليم إنما حصة كردستان"، مبينا انه "ملزمون بتنفيذ قانون الموازنة الثلاثية وهنالك صعوبات بتنفيذها".
واشار الى ان "الإقليم ليست له أموال فائضة، وقضية رواتب الإقليم هي استحقاق وطني أخلاقي تجاه مواطنينا بكردستان".
وأكد أن "مجلس الوزراء ليس من صلاحياته تجاوز القانون لكن بإمكاننا منح قروض"، مبينا ان "البرلمان طلب أمس وزيري مالية المركز والإقليم، وسوف نخفف الأزمة ومعاناة مواطني إقليم كردستان".
يشار إلى أنه منذ تشكيل الحكومة الحالية ولغاية الآن لم تتفق حكومتا بغداد وأربيل على حلّ الإشكالات المتعلقة بالإيرادات النفطية وغير النفطية المتحققة للإقليم كردستان، وبعد إقرار الموازنة الاتحادية الثلاثية ما زالت المشكلة قائمة في آلية صرف حصة الإقليم منها.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: قانون الموازنة بغداد الیوم بین بغداد
إقرأ أيضاً:
كركوك والاقليم: التعداد حصان طروادة لتحقيق أجندات سياسية
23 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في مشهد يعيد إلى الواجهة التوترات القديمة حول هوية كركوك، أثار التعداد السكاني الأخير جدلًا واسعًا بعد استبعاد فقرة القومية منه، وهي الخطوة التي وصفها البعض بأنها “غطاء للتحركات المريبة” التي تهدف إلى تغيير الطابع الديمغرافي للمحافظة.
ويوم التعداد، شهدت كركوك تدفق آلاف المواطنين الأكراد من خارج المحافظة، وهو ما اعتبرته أطراف سياسية محاولة لزيادة نسبة السكان الأكراد وبالتالي زيادة تمثيلهم السياسي عبر المقاعد البرلمانية.
و تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر قوافل سيارات وعوائل تدخل كركوك في يوم التعداد، مما أثار استياء شريحة واسعة من أبناء المحافظة.
وكتب أحد الناشطين التركمان على منصة “إكس”: “مشهد دخول العوائل بهذه الطريقة يوضح نية مبيتة لتغيير واقع المدينة، وعلى الحكومة الاتحادية التدخل فورًا”. وتفاعلت تدوينات عديدة من مواطنين من داخل كركوك تطالب بحماية “الهوية الأصلية” للمحافظة.
في المقابل، جاءت إجراءات التعداد السكاني في إقليم كردستان تحت إدارة الأحزاب الكردية فقط، مع غياب واضح لمشاركة اتحادية فعّالة، وهو ما أثار الشكوك حول نزاهة العملية.
ووفق المادة 110 من الدستور العراقي، فإن التعداد السكاني يُعدّ من الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية، مما جعل الإشراف الحزبي على هذه العملية خرقًا واضحًا للدستور. يقول الباحث القانوني زيد الأسدي: “الإجراءات الأحادية التي تمت في الإقليم قد تضعف الثقة بمخرجات التعداد وتجعل نتائجه موضع جدل في المستقبل القريب”.
تحدثت مصادر محلية من كركوك عن رصد دخول عوائل ليست من السكان الأصليين، وأشار أحد شيوخ عشائر المنطقة إلى أن “الأمر لم يكن مجرد إشاعة، بل حقيقة شهدها الجميع، والأدهى أن الأجهزة الأمنية بدت وكأنها عاجزة عن التدخل”.
وأفاد باحث اجتماعي من جامعة كركوك بأن “التلاعب بالتركيبة السكانية ليس فقط خرقًا قانونيًا، بل يهدد استقرار المحافظة على المدى البعيد، خاصة في ظل الصراعات المستمرة على هويتها”.
المشهد ازداد تعقيدًا مع تحذيرات الجبهة التركمانية العراقية من أن ما حدث قد يكون خطوة أولى نحو تعزيز الانقسام داخل المحافظة.
وذكرت في بيان رسمي أن “ما شهدته كركوك من تحركات يوم التعداد يضع علامات استفهام كبيرة على مستقبلها”.
ويبدو ان الجدل واضح بشأن استغلال التعداد سياسيًا لتصعيد التوتر بين المكونات، والهدف هو تعقيد عملية بناء الثقة .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts