عشقت عيناها بساطة الريف، وكل تفاصيل البيئة المحيطة بها فى طنطا، فانطلقت ريشتها حاملة الألوان الطبيعية المبهجة لترسم كل ما هو موجود بهذه البيئة بفطرتها المنطلقة، فرسمت حياة الفلاحين البسطاء والباعة الجائلين، ونساء القرية بكفاحهن، وأصبحت لوحاتها تشكل تيمة للأشكال الشعبية، لتشارك بلوحاتها فى أكثر من 30 معرضاً، إنها الفنانة التشكيلية فاتن مصطفى.

تحرص فاتن على المشاركة فى المعارض التى يوجه دخلها لصالح أعمال الخير مثل معرض العلاج بالفن لمستشفى 7575، معرض تحيا مصر تعالوا نبنيها، ومعرض لصالح معهد السرطان، كما شاركت فى معارض عربية منها معرض اليوم الوطنى للمملكة العربية السعودية، ومعرض مهرجان أفريقيا، وتحلم بعرض لوحاتها فى أكبر المعارض فى الخارج كما فعل كبار الفنانين المصريين على غرار الفنان الراحل يوسف فرانسيس والذي وجدت لوحاته إقبالا وإعجاباً فى باريس، بل تحلم بأن تعرض لوحاتها فى متحف اللوفر بباريس لتمثل وجه مصر الأصيل من خلال تفاصيل الريف الجميلة.

وتقول فاتن مصطفى وهى من مدينة طنطا الغربية، إنها تنتمى إلى المدرسة الواقعية التأثيرية للفن، وقد تم اكتشاف موهبتها فى الرسم منذ طفولها فى المدرسة وحصص الأنشطة، وتوجت الموهبة بالدراسة من خلال دبلوم فنى زخرفة وإعلان وتنسيق، وجاءت للقاهرة للمشاركة فى المعارض، والتقت بكبار الفنانين الذين دعموا موهبتها، وكان أول معرض خاص لأعمالها فى أتيليه القاهرة ومتحف طه حسين وشاركت بعدها فى 60 معرضًا جماعيًا.

وتضيف: لأنى من الريف أحب كل ما يخص بيئتى الشعبية التى تربيت عليها ونشأت فيها، ومثلى الأعلى الفنان والمبدع الكبير محمد دسوقى، وبكل أسف أن فن الرسم لا يكفى أى فنان لأن يتعيش منه، لذلك أنا أعمل عمل آخر أنفق منه على الفن، ورغم أنى تمكنت من بيع العديد من لوحاتى، إلا أن تكلفة خامات اللوحات أصبح غالية، ومن أهم اللوحات التى بعتها لوحة عن الصيف والمصيف وبراءة الأطفال، ولوحات عن الأزهار، وأفضل الرسم بالألوان الزيتية وأنصح المواهب الشابة على الإصرار قدما فى طريق الفن وتحدى الصعوبات، ودعم الموهبة بالتعلم والدراسة.

وعن أحلامها تقول: أود أن أرسم لوحة ضخمة تمثل مصر بكل ما فيها، وأن أشارك فى المعارض العالمية.

عدد من لواحاته التى تمثل الريف المصرى

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: متحف اللوفر الريف المصري الباعة الجائلين

إقرأ أيضاً:

أحمد العوضي يكتب: نقطة تحول تاريخية

تحتفل مصر بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو، التى تشكل محطة مفصلية فى تاريخ الوطن. هذه الثورة، التى جسدت إرادة الشعب المصرى فى التخلص من حكم جماعة الإخوان، وتعتبر علامة فارقة فى مسيرة الدولة نحو تحقيق الاستقرار والتنمية. فثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حركة احتجاجية عابرة، بل كانت تحولاً جذرياً أعاد للدولة المصرية هويتها واستقلالها. الشعب المصرى، الذى خرج بالملايين فى مختلف محافظات البلاد، أظهر معدناً أصيلاً وقف بشجاعة ضد محاولات تفتيت الدولة وزعزعة استقرارها. وبهذا السياق، أرى أن الثورة مثلت بداية جمهورية جديدة، جلبت الاستقرار والأمن بعد فترة من الاضطرابات.

ولا يمكن إنكار أن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من مصير مجهول كان ينتظرها تحت حكم الإخوان، بالإضافة إلى انحياز القوات المسلحة لملايين الشعب المصرى التى ملأت ميادين محافظات مصر. نجاحات عديدة حققتها الثورة، بدءاً من تحقيق الأمن والاستقرار، ومروراً بإطلاق مشروعات قومية ضخمة، وصولاً إلى بناء دولة حديثة وعصرية، هى إنجازات لا يمكن تجاهلها. لقد أثبت المصريون قدرتهم على تحديد مصيرهم بأنفسهم، ورفضهم لأى تدخل خارجى أو محاولة لفرض أجندات غير وطنية. الثورة كانت تعبيراً واضحاً عن رفض الشعب لمحاولات فرض السيطرة والتحكم فى مصيره، وتمسّكه بقراره الحر فى رسم مستقبل بلاده.

من بين أهم نتائج ثورة 30 يونيو هو تمكين المرأة المصرية وإعادة الاعتبار لها. لقد أفشلت الثورة مخططات الإخوان لتهميش المرأة وإبعادها عن المشهد السياسى والاجتماعى. بفضل السياسات التى أعقبت الثورة، شهدت مصر زيادة غير مسبوقة فى نسبة تمثيل المرأة فى مجلسى النواب والشيوخ، بالإضافة إلى تعيين عدد كبير من القاضيات فى مجلس الدولة. لقد كانت هذه الخطوات جزءاً من رؤية أوسع لتمكين المرأة وتعزيز دورها فى المجتمع، وهو ما يعكس التوجه نحو تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.

فثورة 30 يونيو لم تقتصر على إعادة الاستقرار السياسى فحسب، بل كانت بداية لمرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الحكومة المصرية، بدعم من الشعب، أطلقت مجموعة من المشروعات القومية الكبرى التى تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد الوطنى. من بين هذه المشروعات نجد مشروع قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات الإسكان الاجتماعى، وتطوير شبكة الطرق والمواصلات. هذه المشروعات لم تعزز فقط من البنية التحتية للدولة، بل وفرت أيضاً آلاف فرص العمل وساهمت فى دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

بالإضافة إلى ذلك، عملت الثورة على تقوية الروح الوطنية وتعزيز الوحدة بين أفراد الشعب. فالشعب المصرى، الذى وحّدته إرادة التغيير، أصبح أكثر تماسكاً وإصراراً على بناء مستقبل أفضل. هذا الشعور بالوحدة والانتماء كان له أثر كبير فى تجاوز التحديات التى واجهتها البلاد خلال السنوات الماضية، وساهم فى تعزيز الأمن الداخلى وتحقيق الاستقرار.

ومن بين الإنجازات الأخرى التى حققتها الثورة هو القضاء على المخططات الإرهابية التى كانت تستهدف تفتيت الدولة وإضعافها. بفضل دعم الجيش المصرى ومساندته لمطالب الشعب، استطاعت مصر تجاوز هذه المرحلة الحرجة وتحقيق الاستقرار. إن إرادة المصريين الحرة وتصميمهم على بناء مستقبلهم بأيديهم سيظل علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث.

ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حركة احتجاجية، بل كانت تحولاً جذرياً أعاد لمصر استقرارها وهويتها. إنها تمثل إرادة الشعب المصرى فى رفض الظلامية والتطرف، وبناء دولة حديثة تقوم على العدالة والمساواة. النجاحات التى تحققت بفضل هذه الثورة، سواء على صعيد الأمن والاستقرار أو على صعيد تمكين المرأة وبناء مشروعات قومية ضخمة، تؤكد أن 30 يونيو ستظل نقطة تحول تاريخية فى مسيرة الوطن.

إن الحديث عن ثورة 30 يونيو لا يكتمل دون الإشارة إلى التحولات الثقافية والاجتماعية التى نتجت عنها. هذه الثورة أعادت الروح للشعب المصرى، وأيقظت فيه شعوراً بالفخر والانتماء. لقد استعاد المصريون ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على تحقيق التغيير. الإعلام المصرى لعب دوراً كبيراً فى تعزيز هذه الروح الوطنية، من خلال تسليط الضوء على النجاحات والإنجازات التى تحققت بعد الثورة، ومن خلال دعم القضايا الوطنية وتعزيز القيم والمبادئ التى تمثل الهوية المصرية الأصيلة.

ومع استمرار هذه المسيرة، تبقى التحديات قائمة، إلا أن الإرادة الصلبة والعزيمة التى أظهرها الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو تبعث برسالة أمل وتفاؤل بأن المستقبل سيكون أفضل. فالمصريون الذين اجتمعوا على قلب رجل واحد لتحقيق التغيير، قادرون على مواجهة أى تحديات قادمة، وبناء وطن يليق بتضحياتهم وأحلامهم. إن هذا العزم والإصرار هو ما سيضمن لمصر أن تبقى دائماً قوية ومستقرة، وقادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات والتقدم فى مختلف المجالات

مقالات مشابهة

  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • افتتاح معرض الفن التشكيلي لنصرة فلسطين
  • في جامعة أسيوط.. افتتاح معرض فني يتناول التقنيات الحديثة في التصميم والاستفادة منها
  • الإنتفاضة العظيمة.. والعودة إلى الحياة
  • منطقة بيبيك بإسطنبول.. ملتقى عُشاق الفن والطبيعة
  • سبتمر المقبل.."هيئة المعارض"تستعد لإطلاق معرض " صنع فى مصر" بطرابلس
  • أحمد العوضي يكتب: نقطة تحول تاريخية
  • طارق سعدة يكتب: كُتب علينا التصحيح (30 يونيو)
  • الفنانين أشعلوا فتيل الغضب
  • معرض ”الطبيعة واللون” ضمن مهرجان الفن التشكيلي الرابع لجمعية بيت الخط العربي والفنون