غداً.. دار الكتب والوثائق تحتفى بمئوية سيد درويش بندوة بحضور هانى شنودة
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
فى إطار الاحتفالات بمئوية فنان الشعب سيد درويش، تقيم دار الكتب والوثائق القومية ندوة فنية توثيقية، اليوم فى الساعة 12 ظهرا، يحضرها الموسيقار هانى شنودة، للحديث عن فنان الشعب وأثره فى الموسيقى المصرية.
وقال الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، إنّ الدار تحتوى ضمن مكوناتها على قاعة للموسيقى تحتفظ بالتراث الموسيقى اللامادي، ومن ضمن هذا التراث مجموعة من الموشحات والأغانى الخاصة بسيد درويش وتم رقمنتها لأن بعضها كان على أسطوانات عادية وبعضها كانت على أدوات حفظ وتسجيل أكبر من الأسطوانة وتم التعامل معها وتحويلها إلى نسخة رقمية.
وأضاف: لدينا ما لا يقل عن 12 تسجيلا ترجع إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى لفنانين سجلوا أغانى فنان الشعب سيد درويش، ومن أشهرهم حياة صبرى التى تتلمذت على يديه وشاركته فى بعض المسرحيات الغنائية، وكانت لوفاته أثر كبير عليها.
وتابع: «سيد درويش يستحق لقب فنان الشعب وما زلنا نردد أغنياته حتى الآن، ومن أعظمها النشيد الوطنى الحالي، وفى الغد سننظم ندوة فنية توثيقية عن الفنان سيد درويش الساعة 12 يحضرها الموسيقار هانى شنودة، وفى المجلس الأعلى للثقافة سننظم أمسية ثقافية لعرض فيلم تسجيلى يوم 14 أغسطس».
وواصل: «لدينا إعلانات الجرائد المعاصرة لسيد درويش وتخص المسرحيات والروايات الخاصة به مثل جريدة الأهرام وجريدة مصر وجريدة المقطم، ولدينا قائمة طويلة من الإعلانات المرسومة والمنشورة للمسرحيات والحفلات الخاصة به، والطوابع التذكارية الذى طُبعت احتفالا بذكراه مثل طابع فى عام 1958 ويتبع الجمهورية العربية المتحدة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيد درويش دار الكتب والوثائق الجمهورية العربية المتحدة الموسيقى المصرية فنان الشعب سید درویش
إقرأ أيضاً:
شكوكو.. الفنان ذو القبعة والجلباب الذي حظي باحترام الكتاب والمثقفين
في زمنٍ كانت فيه الفنون الشعبية في مصر تُمثّل نبض الشارع، سطع نجم محمود شكوكو الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنان المونولوجات والتمثيل الشعبي، ليغدو ظاهرة ثقافية لا تقل تأثيرًا عن كبار الأدباء والمفكرين في عصره، لم يكن مجرد مؤدٍ ساخر أو مطرب خفيف الظل، بل كان جسرًا بين الفن الشعبي والمثقفين، وعنوانًا لتلاقي الثقافة العالية بالوجدان الشعبي.
ولد محمود شكوكو في حي الدرب الأحمر عام 1912، وتدرّج من نجارة الموبيليا إلى خشبة المسرح، ثم إلى أفلام الأبيض والأسود، لكنه لم يقطع صلته يومًا بالناس البسطاء، وهو ما جعل المثقفين يرونه تجسيدًا حقيقيًا "لفن الشعب".
كانت علاقته بالوسط الثقافي المصري متينة ومميزة، فخلف قبعته الشهيرة وجلبابه البلدي كان هناك فنان يتمتع بذكاء فطري، جعله يحظى باحترام الكتاب والمثقفين، أُعجب به نجيب محفوظ الذي قال عنه: "شكوكو عبقري المونولوج الشعبي"، وكان توفيق الحكيم يشير إليه في بعض مقالاته بوصفه "صوتًا للفطرة المصرية"، لم تكن شهادات التقدير تأتيه من المؤسسات الرسمية فحسب، بل من جلسات الأدباء في مقهى ريش، ومن كتابات الصحفيين الكبار مثل أحمد بهاء الدين ومصطفى أمين.
لم يتوان شكوكو عن المزج بين فنه والحركة الثقافية؛ فشارك في أعمال فنية كانت في جوهرها نقدًا اجتماعيًا لاذعًا، واستخدم المونولوج كمنصة لطرح قضايا سياسية واقتصادية، بل وأخلاقية أحيانًا، وهو ما جذب انتباه المفكرين الذين رأوا فيه "فنانًا مثقفًا بالفطرة"، كما وصفه الدكتور لويس عوض.
كما كانت له علاقة وثيقة برجال المسرح والثقافة، أبرزهم زكي طليمات ويوسف وهبي، اللذين دعماه فنيًا في بداية مشواره المسرحي، ورأيا فيه طاقة إبداعية قابلة للتطوير، بعيدًا عن النمطية. حتى عندما دخل السينما، لم يفقد علاقته بالمثقفين، بل صار حضوره في الندوات والصالونات جزءًا من المشهد الثقافي، رغم اختلاف أدواته عن الآخرين.
ولعل واحدة من أبرز مظاهر علاقته بالمثقفين كانت "عروسة شكوكو"، التي ابتكرها بنفسه لتجسيد شخصية المواطن المصري البسيط، والتي أصبحت تيمة فنية أثارت اهتمام رسامي الكاريكاتير والكتّاب، بل كتب عنها صلاح جاهين نصًا في مجلة "صباح الخير"، معتبرًا إياها تجديدًا في خطاب الفنون الشعبية.
كما ساهم شكوكو في إطلاق فن "المنولوج السياسي" بشكل غير مباشر، ملهمًا أجيالًا من فناني الكلمة والغناء السياسي الساخر، مثل الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم لاحقًا.
ورغم ما حظي به من شهرة شعبية، إلا أن صلاته بالوسط الثقافي ظلّت أكثر عمقًا مما يظنه كثيرون، وظل اسمه يتردد حتى بعد رحيله عام 1985، باعتباره فنانًا شعبيًا مثقفًا بالفطرة، يستحق أن يُدرس كحالة نادرة في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة.