موقع النيلين:
2025-04-29@03:39:58 GMT

عيساوي: عرب دارفور

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

عيساوي: عرب دارفور


منذ اليوم الأول لمعركة الكرامة ودخول سلاح الجو فيها. بات في حكم المؤكد ترجيح كفة الجيش. الأمر الذي دفع بكثير من المحللين بالتنبؤ المظلم بنهاية المليشيات. وذلك بالقتال فيما بينها في نهاية المطاف.

وهذا الذي حدث بالضبط بعد ظهور عبد الرحيم دقلو بفضائية (إسكاي نيوز). بعد هروبه من أرض المعركة تاركا قواته تواجه آلة الأشاوس.

حيث أفاد شهود عيان بأن عدد سبعة إرتكازات ببحري تركها الجنجا بكامل عتادها (احتجاجا) قبل أن يتعرض لهم الجيش. وانسحاب إرتكازات كثيرة من الشوارع بالعاصمة.

إضافة لما تناقلته الصحف السيارة بأن قتالا شرسا دار بين الجنجا فيما بينهم ببحري. وكذلك تعرض قبيلة السلامات بدارفور لهجوم غادر من أبناء قبيلة الهبانية المنتسبين للجنجويد وفق ما تناقلته المواقع الإخبارية. ولطالما أنه مجتمع عشائري من المتوقع أن يرد السلامات التحية بمثلها أو (بأعنف) منها (لطفك يا رب).

وهناك المعركة الكبرى المؤجلة بين المسيرية والرزيقات التي أوشكت على البداية لبلوغ الاحتقان بين الطرفين مرحلة اللاعودة لصوت العقل. وفي تقديرنا سوف تبدأ شرارتها بالعاصمة. ومن ثم تكتمل الصورة المؤساوية بدارفور.

ولا يفوتنا بأن همجية تلك المليشيات سوف توسع دائرة الحرب القبلية بين مكونات المليشيات لأن هناك مظالم (عنصرية) خلقتها تلك الحرب. وخلاصة الأمر سبق وأن قلنا بأن غالبية مشاكل السودان من دارفور. وغالبية مشاكل دارفور من المكون العربي.

وعليه من باب (ما حك جلدك مثل ظفرك) نناشد الإدارات الأهلية للقبائل العربية بما عرفت به من عقلانية في مثل تلك الأحداث على مر التاريخ بأن تحافظ على نسيجها الاجتماعي من (حالقة) تداعيات الحرب تلك. وكذلك رسالتنا للمثقف الدارفوري لأبناء تلك القبائل بأن يكون عند حسن الظن به. بدلا من التكسب بدماء أهله كما هو مشاهد عند كثير منهم.
نشر المقال… يعني حصار لنار الفتنة بدارفور.


د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٣/٩/١٠

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الرزيقات بين فرية التحريض وسندان الوطن الجريح

دكتور الوليد آدم مادبو

“لا يمكن إرساء سلم أهلي ما لم يُعاد الاعتبار للأنماط المحلية في إدارة التوازنات القَبَلية، وما لم تتوقف الدولة عن فرض صيغها العسكرية على مجتمعاتٍ لم تُخلق للحرب بل للتعايش." — (دارفور المستوطنة الأخيرة، 2012)

تتعالى في الأفق أصواتٌ نشاز، تروج لمزاعم لا تخلو من خبث، مفادها أن نظارة الرزيقات قد ارتضت لنفسها دور المتآمر على الوطن، وأنها انضوت تحت جناح الفوضى، تارة باسم القَبَلية، وتارة أخرى بدعوى التحالف مع الدعم السريع. هذه السردية التي يروّج لها بعض أبواق النظام البائد، لا تسعى إلى الحقيقة، بل تهدف إلى شيطنة كل من لم يخضع لمنطقهم الأمني القديم، أو يمتثل لسلطتهم الرمزية المتهالكة.

بل قد يمتد الكيد وتوُظَّف الشائعات لتشويه الرموز، فتزعم هروب ناظر الرزيقات، السيد محمود موسى إبراهيم موسى مادبو. وهي شائعة لا تليق إلا بمن يجهل التاريخ أو يتعمد تزويره، فالهروب ليس من شيم من رسخوا في الأرض وتوارثوا حمل الأمانة جيلاً بعد جيل، بل هو من طبائع القيادات الطارئة على التاريخ، التي لا أصل لها ولا جذر في وجدان الناس.

نعم، قد يخطئ الإنسان فيقول ما لا يجوز قوله أو يفعل ما يجوز فعله تحت وطأة المشاعر واستعارة العواطف، لكنه متى ما استعاد توازنه النفسي والذهني فيلزمه الرجوع إلى الحق وإلى جادة الطريق، “ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح، وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون”. صدق الله العظيم

إن نظارة الرزيقات، بامتدادها التاريخي العريق، لم تكن يوماً أداة في يد الطغيان، بل لطالما قاومت محاولات اختطافها وتوظيفها في مشاريع استئصالية، بدأت بإعلان “الجهاد” على الجنوبيين، وانتهت بمجازر الإبادة في دارفور. رفض آل مادبو الانخراط في تلك الحروب العبثية، ووقفوا، بقدر استطاعتهم، سدّاً أمام تفكيك النسيج الاجتماعي، لكن مواجهة دولة تستقوي بأجهزتها الإعلامية واستخباراتها العسكرية، لم تكن بالأمر الهيّن. الجنوبيون وأبناء دارفور، ممن خبروا الحقائق على الأرض، يدركون تمامًا هذا العجز البنيوي لا الأخلاقي.

لقد ترك رحيل الناظر سعيد محمود موسى مادبو (1931-2016)، عليه رحمة الله، فراغاً استغله الطامعون لإعادة هندسة الخارطة القَبَلية وفق أجندة المركز النخبوي، الذي لم يرَ في أهل دارفور سوى وقودٍ لحروبه، وخزاناً بشرياً لأجهزته القمعية. ولكن حين اندلعت الحرب الأخيرة، لم يعد أمام الكيان العربي في دارفور وكردفان خيارٌ سوى الدفاع عن نفسه، بعد أن أصبح هدفاً ماثلاً، لا في الدعم السريع وحده، بل في استهداف البوادي والهوية والانتماء.

غير أن الردّ على الظلم لا يجب أن يتحول إلى حقد، ولا ينبغي أن يُختزل في سرديات ثأرية. *إن ما نحن فيه ليس خلاف قبائل ولا تصارع أجنحة، بل أزمة دولة انهارت بنيتها، وتمزقت سلطتها، واستُلب قرارها من النخب الأمنية التي تقمصت دور “الضحية” بينما هي من صنعت الكارثة الحالية*. إن الحل ليس في تخوين المكونات، بل في رد الاعتبار للمهمشين، وفي المصالحة الوطنية الشاملة التي تعترف بالألم، وتُرسي دعائم عدالة لا تُقصي أحداً.

الوطن اليوم ليس بحاجة إلى مزيد من الجراح، بل إلى ضمادات صادقة، تُفرق بين الفاعل والمفعول به، بين من أجّج النيران ومن اجتهد في إطفائها، حتى وإن لم يملك إلا صوته. فالرزيقات، كغيرهم من مكونات السودان، لا يمكن عزلهم ولا تخوينهم، بل يجب إشراكهم في نحت المشروع الوطني الجديد. وإلا، فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة، نُعيد إنتاج الخراب نفسه بأسماء مختلفة، حتى تضيع البلاد بين شهوة السلطة، وعجز المصالحة.

إن الرزيقات، كما بقية نظارات السودان، ليسوا أعداءً لهذا الوطن، بل جزءٌ أصيل من نسيجه. إذا أردنا أن نستعيد السودان، فعلينا أن نُحسن الإصغاء لاختلافاتنا، ونحتكم لصوت الحكمة لا خطاب الكراهية. أما إذا أصرّ البعض على تعمية البصائر، والاكتفاء بلعب دور الضحية، فستغرق سفينة الوطن، وسيصعب حينها العثور على من ينقذنا من الغرق.

ختاماً، هذا المقال لا يبرّئ أحداً من تبعات الحرب، ولا ينفي تورّط أفراد من أي جهة في أفعال مدانة، لكنه يرفض منطق وصم الجماعات وشيطنتها بالجملة. إنه نداء للتعقّل لا للتبرئة، للإنصاف لا للتخندق، للإنقاذ لا للإدانة. *السودان لا يُبنى على خطاب الكراهية ولا على توزيع الذنوب وفق خرائط الهوية، بل على اعتراف صادق بالمسؤولية الجماعية*، ومصالحة تبدأ من الاعتراف بالألم وتؤسس لوطن لا يظلم فيه أحد ولا يُستثنى منه أحد.

‏April 26, 2025

auwaab@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بحث سبل ترحيل طلاب الشهادة السودانية بدارفور الى المناطق الآمنة
  • السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"
  • عماد السنوسي يوضح حقيقة الحرب الدائرة في السودان نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا
  • قبيلة بني الخياط في المحويت تعلن النكف القبلي في مواجهة العدو الأمريكي
  • تعليقا على مقالة االاستاذ/جلبير الاشقر : الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
  • أبونعامة لـ«وفد قبيلة الجوازي»: الشباب ركيزة أساسية في بناء الدولة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. طفلة سودانية بدارفور تصدم جنود الدعم السريع وتعلن مساندتها ووقفتها مع الجيش: (أنا تابعة للبرهان وكيكل) والجنود يردون عليها: (نقعد في بيت واحد كيف انتي فلولية ونحنا جاهزية)
  • الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها
  • الرزيقات بين فرية التحريض وسندان الوطن الجريح
  • شاهد بالفيديو.. كيكل قائد قوات درع السودان في حضرة وضيافة أسود السرح أهله من قبيلة بني جرار بشمال كردفان