منذ اليوم الأول لمعركة الكرامة ودخول سلاح الجو فيها. بات في حكم المؤكد ترجيح كفة الجيش. الأمر الذي دفع بكثير من المحللين بالتنبؤ المظلم بنهاية المليشيات. وذلك بالقتال فيما بينها في نهاية المطاف.
وهذا الذي حدث بالضبط بعد ظهور عبد الرحيم دقلو بفضائية (إسكاي نيوز). بعد هروبه من أرض المعركة تاركا قواته تواجه آلة الأشاوس.
إضافة لما تناقلته الصحف السيارة بأن قتالا شرسا دار بين الجنجا فيما بينهم ببحري. وكذلك تعرض قبيلة السلامات بدارفور لهجوم غادر من أبناء قبيلة الهبانية المنتسبين للجنجويد وفق ما تناقلته المواقع الإخبارية. ولطالما أنه مجتمع عشائري من المتوقع أن يرد السلامات التحية بمثلها أو (بأعنف) منها (لطفك يا رب).
وهناك المعركة الكبرى المؤجلة بين المسيرية والرزيقات التي أوشكت على البداية لبلوغ الاحتقان بين الطرفين مرحلة اللاعودة لصوت العقل. وفي تقديرنا سوف تبدأ شرارتها بالعاصمة. ومن ثم تكتمل الصورة المؤساوية بدارفور.
ولا يفوتنا بأن همجية تلك المليشيات سوف توسع دائرة الحرب القبلية بين مكونات المليشيات لأن هناك مظالم (عنصرية) خلقتها تلك الحرب. وخلاصة الأمر سبق وأن قلنا بأن غالبية مشاكل السودان من دارفور. وغالبية مشاكل دارفور من المكون العربي.
وعليه من باب (ما حك جلدك مثل ظفرك) نناشد الإدارات الأهلية للقبائل العربية بما عرفت به من عقلانية في مثل تلك الأحداث على مر التاريخ بأن تحافظ على نسيجها الاجتماعي من (حالقة) تداعيات الحرب تلك. وكذلك رسالتنا للمثقف الدارفوري لأبناء تلك القبائل بأن يكون عند حسن الظن به. بدلا من التكسب بدماء أهله كما هو مشاهد عند كثير منهم.
نشر المقال… يعني حصار لنار الفتنة بدارفور.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٣/٩/١٠
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حركة تحرير الجزيرة وتقرير مصير الجميع
*ظهور شخص بزي عسكري وهو يتلو بيان إنشاء حركة لتحرير الجزيرة يعبر عن حالة استجابة لما تعانيه الولاية منذ سقوطها قبل أكثر من عام حيث تأخر التحرير ووصلت مراحل إنتهاك الإنسان فيها حدا يفوق الوصف*
*في ظل ما حدث ويحدث في الجزيرة يبقى مفهوما مثل هذا الصوت والموقف بل يمتد الفهم للتفهم لبعض حالات الدعوة الإستباقية لمصير الجزيرة من بعد التحرير*
*ما حاق بالجزيرة شبيه بما جرى في غرب دارفور-الجنينة وشمال دارفور -الفاشر وبعض مناطق كردفان والخرطوم أيضا مع الفارق النسبي هنا وهناك وربما يكون الحال أسوأ ان ما تمكنت المليشيا من دخول الشمال ولكن أن كان الحديث والمواقف للتحرير مطلوبا فإن الحديث عن تقرير المصير سابق لأوانه وربما الخوض فيه الآن يضعف الصف -حتى صف الداعين للتحرير!!*
*المطلوب اليوم تحرير الجزيرة وكل السودان من مليشيا الدعم السريع والمطلوب غدا تقرير مصير كل السودان وليس الجزيرة وحدها*
*لن يكون السودان كما كان بعدالتحرير ولا أحد يرغب فيه أو يريده فلقد مضى مع الأيام ولن يعود ولكن هناك أكثر من صيغة يمكن أن نحافظ بها على الوطن ونعيد من خلالها تشكيل الدولة والسلطة من جديد*
*من نفسي اعتقد أن الفدرالية التى تعطى الأقاليم حقها الكامل في السلطة والثروة مع المحافظة على الوحدة هي الأنسب لحكم السودان وقد يرى البعض الآخر المناسبة في الحكم الذاتي للأقاليم وثالث الكونفدرالية ومتطرف قد يذهب للإنفصال ولكن دعونا نعرف اليوم بأن الوقت للتحرير وغدا لتقرير المصير مع التأكيد على أن لا مكان للسودان القديم في السودان الجديد!*
بكري المدنى