اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الثلاثاء، خلال المراسم المركزية التي أقامها الجيش بمناسبة مرور 50 عاما على حرب أكتوبر/ تشرين الأول لعام 1973، بأن عدم المعرفة الإسرائيلية المسبقة لتحرك القوات المصرية والسورية كان بمثابة "أخطر فشل إنذاري بتاريخ إسرائيل".

وقال هاليفي، في الكلمة التي نقلتها وكالة "الأناضول": "يتم الحديث عن أخطر فشل إنذاري في تاريخ الدولة، وهذا الفشل الاستخباراتي يدل على أن المعلومة ليس لها قيمة سوى فهم معناها".

وأضاف هاليفي: "قبل الحرب لم يكن هناك نقص في المعلومات عن العدو وقدراته ونواياه، لكن الشيء الذي كنا نفتقر إليه كان الفهم العميق لآثار المعلومات، مما يرجع أساسا إلى الثقة المفرطة والاستخفاف بالعدو، واستبداد الفكر والفشل في التشكيك في الافتراضات الأساسية الاستخباراتية والعملياتية والاستراتيجية".

واستكمل هاليفي بالقول: "تم شطب العلامات المنبهة العديدة الواحدة تلو الأخرى حتى اليوم الأخير قبل اندلاع الحرب، لكن دروس فشل الإنذار تتجاوز المعلومات الاستخباراتية، ومن الضروري أن يكون كل قائد متنبها لجميع ما يحدث في محيطه، وأن يدقق في التقييمات الاستخباراتية وتقارير مرؤوسيه بعقل متفتح وأن يجري مناقشة هادفة بشأنها".

اقرأ أيضاً

وثائق بريطانية تكشف معلومات غير مسبوقة عن دور السوفييت في حرب أكتوبر

وتابع هاليفي: "صدمة المفاجأة هي بمثابة رنين الجرس لواجب الاستعداد، وقد تميزت الوحدات التي استجابت بشكل جيد عند اندلاع الحرب بروتين التدريبات المكثفة، وكان جنود الاحتياط لديها أكفاء".

ونوّه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى "ضرورة التعامل بجدية مع كل تصريح يدلي به الأعداء، سواء بالأقوال أو الأفعال؛ حيث لا يجوز أن نقلل من شأنهم، أو أن نمجد أنفسنا".

وقال عن ذلك: "يجب أن نكون على أهبة الاستعداد وأكثر من أي وقت مضى لخوض صراع عسكري واسع النطاق ومتعدد الساحات، والذي سيشمل المناورة من مسافة قصيرة وباحتكاك شديد مع العدو، والذي سيتضمن وقوع إصابات وخسائر، وحيث تكون الجبهة الداخلية هي الأخرى عبارة عن جبهة".

وأضاف: "بالنسبة لنا، فإن حرب يوم الغفران هي بمثابة درس حي حول خطر الغطرسة، وصدمة المفاجأة الاستراتيجية، وكلفة الأزمة الإدراكية والسياسية والعسكرية الوطنية الباهظة".

وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، شنت مصر وسوريا حربا على إسرائيل بهدف استرداد شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية المحتلتين عام 1967.

وتزامن يوم الحرب مع يوم الغفران اليهودي، الذي تتوقف خلاله الحياة بإسرائيل ويلتزم الإسرائيليون منازلهم للصيام، والذي يحل مساء السبت المقبل، بحسب التقويم العبري.

اقرأ أيضاً

مصر.. وفاة حمدي الكنيسي أبرز مراسلي حرب أكتوبر عن 80 عاما

المصدر | الأناضول

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اسرائيل مصر سوريا حرب أكتوبر حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة

البلاد – رام الله
يمضي الاحتلال الإسرائيلي في خطواته لابتلاع مزيد من أراضي قطاع غزة، إذ كشفت مصادر عبرية أن جيش الاحتلال يستعد لتحويل مدينة رفح والأحياء المحيطة بها إلى منطقة عازلة يُمنع السكان من العودة إليها، مع تسوية المباني بالأرض بالكامل، ما يعني فعليًا محو المدينة الفلسطينية من الوجود.
وتقع المنطقة التي تبلغ مساحتها 75 كيلومترًا مربعًا بين محوري فيلادلفيا وموراج، وكانت قبل الحرب موطنًا لحوالي 200 ألف فلسطيني. لكن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، خاصة بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأخير، دفعت ما تبقى من السكان إلى النزوح قسرًا، بعد تلقيهم إنذارات بالإخلاء نحو مناطق تُوصف بـ “الإنسانية” في خان يونس والمواصي. وتشير شهادات ميدانية إلى أن القوات الإسرائيلية دمّرت خلال الأسابيع الماضية أعدادًا كبيرة من المنازل والبنى التحتية، ما يجعل العودة شبه مستحيلة.

اللافت أن هذه هي المرة الأولى التي يتجه فيها الجيش الإسرائيلي إلى ضم مدينة فلسطينية كاملة إلى “المنطقة العازلة” التي بدأت تتشكل على طول حدود غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن القرار يستند إلى توجيهات سياسية عليا باستمرار الحرب، وتعزيز السيطرة على “مناطق واسعة” من القطاع، في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالح الاحتلال ويقلّص قدرة الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس على إعادة تنظيم صفوفها.
وبحسب تقارير استخباراتية أوردتها “هآرتس”، يعمل جيش الاحتلال على توسيع محور موراج وتدمير المباني المحيطة به، ليصل عرض المنطقة العازلة في بعض المواقع إلى أكثر من كيلومتر واحد. ويجري النظر في إبقاء رفح بأكملها منطقة محظورة على المدنيين، أو تدميرها بالكامل، في سيناريو يعكس ما جرى في مناطق واسعة من شمال القطاع.
ومع بداية الحرب في أكتوبر 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نيته إنشاء منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة من شأنها إبعاد التهديدات عن المستوطنات المحيطة إلى مسافة تتراوح بين 800 متر إلى 1.5 كيلومتر. هذه منطقة تبلغ مساحتها نحو 60 كيلومترا مربعا، أي أكثر من 16% من أراضي قطاع غزة، والتي كان يعيش فيها نحو ربع مليون غزي حتى السابع من أكتوبر. وكشف تقرير لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، نُشر في أبريل من العام الماضي، أن نحو 90% من المباني في المنطقة العازلة قد دمرت أو تضررت.
هذا التوسع في رقعة المناطق العازلة يحمل تداعيات خطيرة، ليس فقط لكونه يبتلع نحو خمس مساحة القطاع عبر رفح وحدها، بل لأنه، مضافًا إلى المناطق المحيطة بمحوري موراج وفيلادلفيا، والمنطقة الشرقية القريبة من مستوطنات الغلاف، يضع إسرائيل فعليًا في موقع السيطرة على أكثر من نصف أراضي غزة.
النتيجة المباشرة لهذا المخطط هي تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وتحويل القطاع إلى جزر معزولة أو “كنتونات” لا يمكن العيش فيها بكرامة. كما أن إغلاق رفح، بوصفها المعبر البري الوحيد مع مصر، يرسّخ خنق القطاع وحرمانه من أي أفق للتنفس.
في ظل صمت دولي مريب، تتواصل عملية محو رفح وتهجير سكانها، في خطوة يرى فيها محللون تصعيدًا غير مسبوق، يهدد مستقبل القطاع بكامله، ويقوّض أي إمكانية لحل سياسي عادل في الأفق.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تثير حفيظة إسرائيل.. تمرّد في الجيش بعد رسالة «صادمة»
  • تمرد في الجيش.. رسالة صادمة تهز إسرائيل وتثير غضب نتنياهو
  • عاجل:- قائد سلاح الجو الإسرائيلي يهدد جنود الاحتياط الموقعين على رسالة رفض استمرار الحرب في غزة
  • إقرار أمريكي بالعجز: قائد البحرية يعترف بفشل الاستراتيجية في التصدي للقوات المسلحة اليمنية
  • ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
  • قبل 24 ساعة من النظر في القضية بواسطة العدل الدولية.. الخارجية السودانية تلوح بأخطر مستندات في مواجهة الإمارات
  • مهندس خطة الجنرالات يعترف بالفشل في تحقيق أهداف الحرب بغزة
  • 55 عاما على أعنف مجازر الاحتلال.. «بحر البقر» شاهد على تاريخ إسرائيل الدموي
  • قائد الجيش الأوكراني يقر بتورط الولايات المتحدة في الحرب ضد روسيا
  • قائد الجيش اللبناني: انسحاب إسرائيل يجب أن يتم اليوم قبل الغد