تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، أعمال الاستحداثات داخل أحواش ومباني المعسكرات وجامعة ذمار والمؤسسات والهيئات العامة الحكومية في محافظة ذمار، وتحويلها إلى قطاعات خاصة تتبع قيادات مليشياوية بارزة، تجني من خلالها أموالاً طائلة.

مصادر خاصة أكدت لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي مستمرة في المزيد من الاستحداثات داخل أحواش ومباني المعسكرات والمؤسسات والهيئات الحكومية في محافظة ذمار، بالإضافة إلى استحداثات أخرى داخل الحرم الجامعي بجامعة ذمار.

وطبقاً للمصادر، فإن الاستحداثات تنوعت بين هناجر خاصة لتجار حوثيين، وساحات احتفال لفعاليات المليشيات، وأسواق، ومخازن، وتحويل مساحات واسعة إلى أراضٍ زراعية وتأجيرها، ومشاتل زراعية، ومقرات تعبئة حوثية، وسجون سرية، وغيرها.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر خاصة وكالة خبر، أن مليشيا الحوثي بدأت استحداث هنجر ضخم وبمساحة كبيرة وشاسعة داخل حوش مكتب الزراعة بمحافظة ذمار، القريب من جامعة ذمار، لاستخدامه في أعمال التجارة بالحديد والأسمنت والأخشاب، وسيكون الهنجر لأحد القيادات الحوثية البارزة والتي تنحدر من محافظة صعدة شمال اليمن (معقل الحوثيين).

وقالت المصادر، إن المليشيات سبقت هذا الاستحداث باستحداث آخر داخل حوش جامعة ذمار، وما تزال تعمل فيه حتى اليوم الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023م، وذلك بإنشاء ساحة كبيرة خصصتها المليشيات للاحتفالات الخاصة بها، على أن تبدأ الاحتفالات فيها بذكرى المولد النبوي، وقد أنفقت المليشيات أكثر من 530 مليون ريال، من إيرادات جامعة ذمار.

وفي جامعة ذمار، أيضاً، والتي تمتلك حرماً جامعياً تبلغ مساحته أكثر من 250 هكتارا، كانت المليشيات قد أجرت مساحات كبيرة داخل حوش الجامعة، لمزارعي البطاطس، وتتقاضى أكثر من نصف مليار ريال في العام الواحد، في الوقت ذاته سخرت تلك الإيرادات لاستحداث ساحة احتفالات داخل حوش الجامعة، بالمقابل رفضت إعادة بناء عدد من القاعات الدراسية في كلية الآداب التي انهار جزء من مبانيها قبل أكثر من عامين.

وأوضحت المصادر، أن المليشيات الحوثية سهلت على أحد القيادات الحوثية التي تنتمي لمحافظة صعدة، في استحداث سوق مركزي على أرض كبيرة، كانت مخصصة لبناء مستشفى لمرضى السرطان في محافظة ذمار، وقامت الجماعة بإغلاق أسواق أخرى ونقل الباعة إلى هذا السوق كونه يتبع أحد قياداتها.

أما بالنسبة لأراضي الأوقاف، فقد شاركت هيئة الأوقاف في محافظة ذمار، وبشراكة كبيرة مع قيادات حوثية بارزة، في بناء عدد من المحلات في أراض تابعة للاوقاف على الشوارع الرئيسية بالمحافظة، وتُلزم التجار على دفع إيجارات خمس سنوات مقدماً قبل استلامها.

وبالنسبة للمعسكرات، فقد قسمت مليشيا الحوثي الإرهابية أحواش عدد من المعسكرات بين قيادات حوثية من المحافظة ومحافظات أخرى، والتي قامت بتأجيرها لعدد من المزارعين ورجال الأعمال، فتحولت المعسكرات إلى أراض زراعية للبطاطس ومشاتل زراعية ومخازن للتجار، وأبرزها معسكر تدريب قوات الحرس الجمهوري ومعسكر القشلة والأمن المركزي.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن مليشيا الحوثي تتقاضى أكثر من ملياري ريال، إيجارات المعسكرات التي حولتها إلى أرض زراعية ومخازن لتجار وغيرها، فيما مقرات حكومية أخرى حولتها إلى سجون ومخازن أسلحة ومقرات للتعبئة الطائفية، مثل الاستاد الرياضي بمدينة ذمار (مدينة الشهيد ذعفان الرياضية)، ومبنى كلية المجتمع وغيرها من المقرات الحكومية.

هذه الخطوات والاستحداثات، كشفت عن تمكن قيادات المليشيات الحوثية المنتمية لمحافظة صعدة، من الاستحواذ والسيطرة على كافة الأسواق والمباني الحكومية، واحتكار سبل الحياة والتحكم بها، وهي ذات الأساليب التي كانت في نظام الحكم الإمامي الكهنوتي قبل ثورة 26 سبتمبر الخالدة، أي قبل 61 عاما.

 

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: فی محافظة ذمار ملیشیا الحوثی جامعة ذمار أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير: مليشيا الحوثي عصابة قرصنة برية وبحرية برعاية إيرانية وتعاون مع القاعدة

منذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على الحكومة الشرعية في اليمن، تحولت الجماعة إلى كيان يمارس القرصنة وأعمال التقطع والنهب والحرابة براً وبحراً وجواً.

التقطع براً وبحراً

على الأرض، نصبت مليشيا الحوثي حواجز التفتيش لنهب أموال المواطنين والعملة الوطنية بذرائع واهية، فيما توسعت المليشيا إلى البحر الأحمر، حيث استهدفت عشرات السفن، مستغلة الموقع الاستراتيجي لمضيق باب المندب، في خطوة تعكس أهدافاً تتجاوز النهب إلى خدمة مصالح إقليمية ودولية بقيادة إيران.

التقطع جواً

إلى جانب التقطع البري والبحري، عمد الحوثيون إلى اختطاف أربع طائرات تابعة للحكومة الشرعية مؤخراً، في خطوة تشير إلى تصعيد خطير يعكس أساليب ابتزازهم ومساعيهم للحصول على أي مكاسب تفاوضيه ضمن تحالفاتهم الإقليمية وفي ظل طموحاتهم المتزايدة مقابل تراخي الحكومة اليمنية والدعم الأممي للمليشيا.

تنفيذ دعوة تنظيم القاعدة

ارتبطت اليمن تاريخياً بحوادث استهداف السفن، أشهرها تفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في ميناء عدن عام 2000، والذي قُتل فيه 17 جندياً أمريكياً.

وفي عام 2010، دعا تنظيم القاعدة في اليمن إلى استهداف السفن الأمريكية المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، حاثاً المتمردين الصوماليين على التعاون، لكن تلك الدعوات لم يستجب لها قراصنة الصومال.

فقد أظهرت مليشيا الحوثي اليوم سلوكاً مشابهاً من خلال استهداف السفن في البحر الأحمر، في استجابة غير مباشرة لتلك الدعوات في إطار التخادم والتنسيق السري بين الجانبين بتوجيهات من طهران، وبهدف تلميع صورة الجماعة عربياً وإظهارها كقوة ضمن ما يُسمى محور المقاومة قبل انهياره مؤخراً في لبنان وسوريا.

إيران والاتفاقية الروسية

تمثل استهدافات الحوثيين للسفن جزءاً من استراتيجية إيرانية أكبر، حيث ترتبط هذه الاستراتيجية باتفاقية بين موسكو وطهران لتطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، الذي يمتد من الهند إلى روسيا عبر الموانئ الإيرانية، ليكون بديلاً لمضيق باب المندب وقناة السويس.

وفقاً لتصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين، فإن هذا الممر يعد بعائدات تفوق أرباح النفط، وهذا أحد أهم دوافع الاستهداف الحوثي العشوائي للسفن في البحر الأحمر. كما أن الاضطرابات في البحر الأحمر تخدم مصالح إيران بتعطيل الممر الأزرق المنافس، وتحويل الأنظار إلى الممر الأحمر الذي يسيطرون عليه.

ويبدو أن الحوثيين يلعبون دور الوكيل في هذه الخطة تحت يافطة مناصرة "الفلسطينيين في غزة"، ما يُفسر استهدافهم المتكرر للسفن.

تراجع هجمات الحوثي في البحر الأحمر

لوحظ خلال الأسبوعين الماضيين انحسار الهجمات في البحر الأحمر مؤخراً، خاصة عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. قد يشير ذلك إلى هدنة تكتيكية ضمن ترتيبات إقليمية، أو إلى ضغط دولي على إيران ووكلائها، بما فيهم الحوثيون، لتخفيف التصعيد في المنطقة.

ويعتقد مراقبون أن تراجع الهجمات الحوثية في البحر الأحمر مرتبط بظروف دولية مؤقتة، لكن استمرار الاتفاقية الروسية-الإيرانية قد يعيد المنطقة إلى حالة التوتر.

ويرى المراقبين انه بالنظر إلى التاريخ الإقليمي، فمن غير المتوقع أن يهدأ البحر الأحمر مستقبلاً، مع استمرار إيران في تعزيز نفوذها عبر الحوثيين.

واستبعد خبير عسكري إمكانية إنهاء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، مرجحاً تخفيضه نسبياً خشية من التصعيد الأمريكي الموازي، خاصة في ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أذرع إيران في لبنان وسوريا.

وتوقع أن تضغط إيران على أذرعها في اليمن لتخفيف التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، وليس لإنهائه بالكامل، مع اقتراب تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهام الإدارة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تشيع دفعة جديدة من قياداتها الميدانية بصنعاء
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الوزارات والمؤسسات الحكومية على جاهزية كاملة للبدء في العمل
  • 42 قتيلاً من قيادات مليشيا الحوثي في يناير وسط تصعيد ميداني واسع
  • قصف أميركي على "أهداف حوثية" في الحديدة
  • تقرير: مليشيا الحوثي عصابة قرصنة برية وبحرية برعاية إيرانية وتعاون مع القاعدة
  • وسط توتر حاد.. مليشيا الحوثي تحاصر قبائل الغولة في عمران
  • اشتباكات مسلحة في إب تكشف صراع مليشيا الحوثي على ممتلكات المواطنين
  • خبير عسكري: التخفيض النسبي لتصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر يعكس خشيتها من الرد الأمريكي
  • مليشيا الحوثي تسقط 5780 من التربويين في إب
  • شايب يتباحث مع وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة