بوابة الوفد:
2025-03-25@20:08:14 GMT

عندما أصبح مصطفى النحاس رئيسًا للوفد!

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

الأسبوع القادم يصادف ذكرى عزيزة لا تُنسى.. ذكرى 19سبتمبر1927.. موعد ميلاد وبداية زعامة تاريخية ستبقى أيقونة مستمرة لحزب الوفد.. موعد رئاسة مصطفى النحاس للوفد لأول مرة.

بعد وفاة سعد زغلول عام 1927 تم اختيار مصطفى النحاس رئيسًا للوفد ورئيسًا للبرلمان، فكان الرجل مميزًا فى إدارته للوفد والوطن، وكان يستعير فكر القاضى العادل، فقد كان النحاس من أبرز رجال القضاء فى زمنه.

وتصف الكاتبة سناء البيسى هذه المرحلة من حياته وصفًا مبدعًا عندما كتبت عنه فى الأهرام يوم 8 سبتمبر 2007، قائلة: «دولة مصطفى النحاس.. الوحيد المتفرد على أرض مصر أول من سبق اسمه لقب دولة.. كان لقاؤه الأول بسعد زغلول فى عام 1909 عندما كان يشغل موضع العضو الشمال فى إحدى الدوائر القضائية بمحكمة القاهرة فى الدائرة التى يرأسها صالح حقى باشا، وأثناء نظر إحدى القضايا مال رئيس الدائرة على عضو اليمين وتحدث معه، ثم مال على عضو الشمال مصطفى النحاس وقال له باستخفاف: سنُصدر حكمًا بكذا، فقال النحاس: أنا لى رأى آخر ويجب فى هذه الحال الانتقال إلى غرفة المداولة.. ولكن حقى باشا لم يستجب لطلب النحاس ونطق بالحكم، فما كان من الأخير إلا أن قال لكاتب الجلسة بصوت عال.. وعلى مرأى ومسمع من جمهور المتقاضين وغيرهم من المواطنين داخل قاعة المحكمة: اكتب أنه لم يأخذ برأى عضو الشمال فى هذا الحكم.

وحدثت ضجة كبرى داخل القاعة، ما اضطر حقى باشا إلى رفع الجلسة والانتقال إلى غرفة المداولة، وترتب بعدها بطلان الحكم، ولم يجد حقى باشا ما يشفى غليله إلا أن يشكو النحاس إلى وزير الحقانية وقتها سعد زغلول، الذى استدعى إليه النحاس لتكون المقابلة الأولى بينهما التى أسفرت عن اعتزازه بموقف النحاس.. فأصدر قرارًا بنقله قاضيا جزئيا، تكريما وإعجابا بشجاعته».

عاش النحاس معظم حياته معارضًا، وذاق طعم الحكم لكنه لم يبع وطنه من أجل مقعد فى البرلمان ولا رئاسة وزراء.. ثم قضى ما تبقى له من عمره غائبا عن العمل السياسى.. لكنه أبدًا لم يلن ولم يقل كلمة يحاسبه عليها التاريخ.. فقد كان مدافعًا صلدًا عن الديمقراطية.

قام النحاس بتشكيل حكومته الأولى يوم 16 مارس 1928.. وتمت إقالتها يوم 25 يونيو من نفس العام أى بعد حوالى ثلاثة أشهر فقط.. أما الحكومة الثانية فقد استمرت ستة أشهر فى الفترة من أول يناير 1930 وحتى 19 يونية من نفس العام.. أما الوزارة الثالثة فقد استمرت 14 شهرًا من 9 مايو 1936 وحتى 31 يوليو 1937.. الحكومة الرابعة استمرت حوالى خمسة أشهر من 1 أغسطس 1937 وحتى 30 ديسمبر من نفس العام.

أما الحكومة الخامسة فقد استمرت أربعة أشهر من 4 فبراير 1942 وحتى 26 مايو من نفس العام، وهى الوزارة التى تعرض النحاس لهجوم شديد بسببها؛ لأن الانجليز فرضوها على الملك فاروق، فقد كانوا يريدون حكومة يرضى عنها الشعب خوفًا من القلاقل الداخلية أثناء الحرب العالمية الثانية.

ولكن النحاس قال فى خطاب الحكومة موجهًا حديثه للملك: «لقد ألححتم علىّ المرة تلو المرة ثم ألححتم علىّ المرة تلو المرة كى أقبل هذه الوزارة وقد قبلتها» لينفى الرجل بذكاء شديد الاتهام الذى وجهه خصوم الوفد للنحاس بالتواطؤ من أجل الحصول على منصب رئيس الوزراء.

واستمرت حكومة الوفد بمرسوم جديد للمرة السادسة من يوم 26 مايو 1942 وحتى 8 أكتوبر 1944.. ثم كانت الوزارة الأخيرة للوفد برئاسة مصطفى النحاس خلال الفترة من 12 يناير 1950 واستمرت حتى 27 يناير 1952.

ورغم كل هذه الوزارات وكل هذا السلطان كان يعود الرجل بعد أشهر قليلة من الحكم إلى صفوف الجماهير، مناضلًا ومكافحًا من أجل الحرية والديمقراطية.. لم يفسد ولم يتربح.. حتى إن خصومه حاكموه فى البرلمان وأصدروا ضده كتابًا أسود واتهموه بالفساد.. لأن زوجته السيدة زينب الوكيل لم تدفع رسومًا جمركية مقررة على «فرير» حضرت به من الخارج وكانت ترتديه.. فاعتبره خصومه فسادًا!

عندما نتحدث عن مراحل النضال السياسى للوفد والوطن، يبقى مصطفى النحاس زعيمه الثاني، نموذجًا فريدًا لا يتكرر، للسياسى الفقير الذى أصبح رئيسًا للوزراء عدة مرات، متخذًا من حُب الناس سندًا وظهيرًا.. رجل وهب حياته لوطنه بلا ملل، واجه صعوبات فى حياته ولم ينحن يومًا أمام طغيان القوة الباطشة لتبقى سيرته نقية لم يلوثها فساد، حتى إنه مات عام 1965 وهو لا يملك ثمن الدواء.

عاش فقيرًا ومات فقيرًا.. ولكنه بلا شك رحل زعيمًا فماتت الزعامة من بعده.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور مصطفى النحاس حزب الوفد سعد زغلول العمل السياسى مصطفى النحاس من نفس العام رئیس ا

إقرأ أيضاً:

“التعاون الإسلامي” تصدر تقريرًا حول جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين

أصدر المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي تقريرًا حول جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين خلال الفترة من 19 وحتى 24 مارس الجاري، وشهدت الفترة أحداثًا دامية سقط خلالها “979” شهيدًا و”1474″ جريحًا في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.

وأشار التقرير إلى أن عمليات القتل المتعمد التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة لم تتوقف منذ 19 يناير وحتى 23 مارس 2025، وشهدت زيادة ملحوظة في الفترة التي واكبت بداية وقف إطلاق النار من 19 وحتى 25 يناير 2025.

ويأتي العدوان الإسرائيلي الثاني أكثر صعوبة، ويستهدف قذائفه الركام المتبقي لدى الفلسطينيين، الأمر الذي يجعل من جرائم قوات الاحتلال أكثر فظاعة متجاوزة بذلك خطوط حرب الإبادة الجماعية إلى ما بعد الموت، وبلغ عدد الجرائم الإسرائيلية في 18 وحتى 24 مارس 2025 “3665” جريمة في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية، وذلك في ارتفاع قياسي مقارنة مع الأسابيع السابقة، وبلغ عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 25 مارس 2025، “51943” شهيدًا، و”121448″ جريحًا.

وفي استعراض مقتضب لجرائم الأيام السبعة الماضية، استهدفت قوات الاحتلال مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في دير البلح ما أسفر عن مقتل موظف وجرح آخرين، وطالت الجرائم الإسرائيلية منزل الصحفي الفلسطيني حسام التيتي، الذي استشهد رفقة زوجته وابنته غرب غزة، واستشهد الصحفي حسام شبات والصحفي محمد منصور.

وشمل القصف الإسرائيلي مسجدًا في حي تل السلطان في رفح، ومستشفى ناصر ومنازل المدنيين المتبقية في خان يونس، وبيت لاهيا وحي التفاح وحي الشجاعية، وقتلت القذائف 6 أطفال دفعة واحدة، وسط غياب الموارد الطبية عن المستشفيات في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي الكامل.

وأعلن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، عزم قواته التي شنت هجومًا بريًا داخل محاور في بيت لاهيا، احتلال المزيد من أراضي قطاع غزة، وذلك في تزامن مع إنشاء وكالة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين داخل غزة.

اقرأ أيضاًالعالمرابطةُ العالم الإسلامي تُرحِّب بالبيان العربي الإسلامي الأوروبي بشأن التطورات في غزّة

وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال “232” فلسطينيًا، وهدمت وأحرقت واحتلت 12 منزلًا في مخيم نور شمس بطولكرم والقدس وأريحا وبيت لحم، واستولى المستوطنون على منزل فلسطيني في البلدة القديمة بالخليل ومنعت قوات الاحتلال ملاكه الفلسطينيين من العودة إليه.

وتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات واعتداءات يومية من قبل شرطة الاحتلال والمتطرفين الإسرائيليين، وواصلوا فرض قيود مشددة على دخول المصلين القادمين من باقي محافظات الضفة الغربية إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في الأقصى، فضلًا عن تقييد الدخول إلى المسجد من داخل مدينة القدس نفسها، بالإضافة إلى رفض سلطات الاحتلال للأسبوع الثالث على التوالي، تسليم الحرم الإبراهيمي في الخليل للفلسطينيين، كما هو متعارف عليه في أيام الجمع من شهر رمضان من كل عام.

وعلى صعيد الاستيطان، شهد الأسبوع الماضي 10 أنشطة استيطانية تمثل أبرزها في مصادقة المجلس الأمني للاحتلال، على فصل 13 مستوطنة في الضفة الغربية عن المستوطنات المجاورة لها، والبدء بإجراءات الاعتراف بها كمستوطنات مستقلة، وأصدرت قوات الاحتلال أمرًا عسكريًا بإخلاء نحو 120 دونمًا من أراضي الفلسطينيين الزراعية التابعة لقرية جلبون بجنين، وشق المستوطنون طرقًا استيطانية بمحافظة رام الله والأغوار الشمالية، وشرع مستوطنون بتشييد بؤرة استيطانية رعوية قرب نبع العوجا في أريحا، وركب مستوطنون آخرون أعمدة كهرباء لتغذية بؤرة استيطانية مقامة على أراضي قرية فرخة في سلفيت، وجرف مستوطنون مساحات من الأراضي الزراعية في قرية أم صفا برام الله، ونصب آخرون معرشًا حديديًا قرب خيام الفلسطينيين السكنية في منطقة عين الحلوة في الأغوار الشمالية.

وفي غضون سبعة أيام، بلغ عدد الهجمات التي شنها المستوطنون على القرى الفلسطينية 30 هجمة، وأحرق المستوطنون في قرية الباذان بنابلس حظيرة أغنام وخيمة في سلفيت، وقام مستوطنون في الأغوار الشمالية بإطلاق ماشيتهم في منطقة نبع الغزال وفي أراضي زراعية في وادي الفاو بطوباس وفي بلدة العوجا بأريحا وفي منطقتي شعب البطم ووادي ماعين في الخليل، ودهس مستوطن بمركبته قطيعًا من الأغنام في خربة سمرا في طوباس، ودهس آخر قطيع أغنام قرب منطقة البرج في بلدة دير دبوان برام الله.

مقالات مشابهة

  • خلال أسبوع.. 3665 جريمة ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين
  • “التعاون الإسلامي” تصدر تقريرًا حول جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • رئيس وزراء فلسطين يؤكد استمرار الاتصالات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي
  • أسعار النحاس تبلغ مستويات قياسية.. ما العوامل التي تقف وراء صعودها؟
  • تعيين سناء عفيفي للقيام بأعمال رئيس قطاع الشهر العقاري والتوثيق لمدة 6 أشهر
  • لـ 12 مايو.. تأجيل محاكمة 73 متهما في قضية «خلية التجمع الإرهابية»
  • غزة: تعطيل الدوام الوجاهي في المدارس والنقاط التعليمية
  • بعد قليل.. استكمال محاكمة 73 متهمًا في قضية «خلية التجمع الإرهابية»
  • لماذا لا يستحق ترامب جائزة نوبل للسلام؟!
  • رئيس الوزراء يلتقى نظيره الفلسطيني لبحث عدد من الملفات المشتركة