بوابة الوفد:
2025-02-02@07:26:36 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٣)

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

طرحنا فى المقالات السابقة عدة تساؤلات حول تأثير توسع تجمع البريكس على العلاقات مع الغرب بوجه عام، والولايات المتحدة بوجه خاص؟ وهل من الممكن أن يكون تجمع بريكس فى يوم من الأيام ندًا للتجمعات الاقتصادية الغربية، سواء G–7 أو G–20؟

وفى ضوء ما تطرحه الإدارة الأمريكية بالتقليل من أن يكون بريكس منافسًا يضعف الولايات المتحدة، ووصفت التجمع بأنه يضم مجموعة شديدة التنوع، تضم دولًا صديقة وكذلك خصومًا ومنافسين كما هو الآن بين الصين والهند.

كذلك فإن التباينات تبدو واضحة بين القدرات الاقتصادية لدول التجمع الجديد، وبقبول عضوية ست دول جديدة فى مجموعة بريكس أربع منها تنتمى إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن هذا يثير مجموعة تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات مع الولايات المتحدة بوجه خاص، وعلى الرغم من القلق من إمكانية إضعاف قدرات الولايات المتحدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمى، فإن هذا القلق لم يكن واضحًا على المستوى الرسمى الأمريكى. وبوجه عام، فقد يضخم ذلك طموح بكين المعلن فى أن تتزعم الجنوب العالمى، خاصة فى ظل عوامل داخلية وخارجية فى الولايات المتحدة تعزز نفوذ القوى المناوئة لها، مثل الأزمات الاقتصادية العالمية، وصعود اليمين الشعبوى فى الداخل الأمريكى الذى يريد التركيز على الداخل أكثر من التعاون مع الخارج، ما يضطر حلفاء أمريكا ودول العالم الأخرى إلى اللجوء للبحث عن بدائل. وفى هذه الحالة تمثل الصين والهند خيارًا مناسبًا للغاية لهذه الدول؛ لذا فإن السيناريوهات المحتملة أمام الولايات المتحدة الأمريكية:

الأول: قد تسعى واشنطن، وخاصة من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها، إلى محاولة تفجير تكتل بريكس من الداخل عبر التركيز على التباينات بين الدول الأعضاء. الثانى: يمكن أن تستخدم واشنطن احتياج بعض الدول لها من أجل مساومتها على حدود ومحدودية الدور داخل تجمع بريكس.الثالث: قد تدفع المخاوف الأمنية من النفوذ المتزايد لتجمع بريكس الولايات المتحدة إلى تعميق التعاون الأمنى مع حلفائها وشركائها والتوسع فى التحالفات الاستراتيجية.الرابع: قد تتجه الولايات المتحدة إلى التركيز على تعزيز قدرتها التنافسية الاقتصادية من خلال الاستثمار فى البحث والتطوير، والابتكار والتعليم، والبنية التحتية، كما قد تعمل على التفاوض على اتفاقيات مع دول خارج مجموعة بريكس. وما نؤكد عليه، والذى من المفترض أن يكون قيد الدراسة، أن بين الدول المؤسسة لبريكس، خلافات أكثر مما بينها من التوافقات، ولكن تجمعها مشتركات كثيرة فى الوقت ذاته، والخلافات لا تمنع التعاون المثمر بينها، للتخلص من هيمنة أمريكا والغرب على الاقتصاد العالمى، وإيجاد هيكل اقتصادى ومالى وتجارى بديل، كبداية ومرحلة أولية، لكن تضخيم دور هذه المنظمة فى الاقتصاد العالمى أمر سابق لأوانه؛ لأن الطريق سيكون محفوفا بالمخاطر، التى ستسببها الولايات المتحدة، لكسرها وتفتيتها عبر السيناريوهات المطروحة سابقًا. فسعى كل من الصين وروسيا والهند على تأسيس هذه المنظمة هو تأمين الموارد إضافة إلى فتح الأسواق فى الدول المنضمة إليها، أو التى ستنضم مستقبلا، بالإضافة إلى خطط الصين الطموحة فى (الحزام والطريق). هذه المنظمة إذا ما كتب لها التوسع والنجاح ستشكل نقلة نوعية فى النظام العالمى، وستكون الأساس فى إيجاد عالم متعدد القيادات، بقطبين متنافسين، وتنقل ثقل التنمية والتطور إلى الجنوب وتنزع من الشمال بدرجة ما الهيمنة التى استمرت لفترة طويلة..

وهذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء اللّه.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية ٣ تجمع البريكس الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد مجموعة “بريكس” إذا فكرت في استبدال الدولار

يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025

المستقلة/- هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول الأعضاء في مجموعة بريكس بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا فكروا في إطلاق عملة جديدة.

وقال الزعيم الجمهوري على موقع “تروث سوشيال” إنه سيطلب التزامًا من الدول “التي تبدو معادية لأمريكا” بأنها لن تُنشئ عملة جديدة لدول البريكس ولن تدعم أي عملة أخرى محل الدولار الأمريكي “العظيم”، وإلا ستواجه رسومًا جمركية بنسبة 100%.

وأضاف أنه لا توجد فرصة لأن تحل مجموعة البريكس محل الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، أو في أي مكان آخر، وأردف: “أي دولة تحاول ذلك عليها أن تقول مرحبًا بالتعريفات الجمركية ووداعًا لأمريكا!”.

وفي وقت سابق، ردت روسيا على تهديدات الرئيس البالغ 78 عامًا بالقول إن العمل على النظام المالي الخاص بدول البريكس سيستمر، مشيرة إلى أن أي محاولة أمريكية لإجبار الدول على استعمال الدولار سيأتي “بنتائج عكسية”.

تأتي تهديدات ترامب هذه المرة بوصفه رئيسًا، وقد حقق بالفعل العديد من الوعود التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية، خاصة وأن مجموعة من الدول، كالمكسيك وكندا مثلاً، تنتظر قراره النهائي بشأن فرض 25% من الرسوم الجمركية عليها ابتداءً من 1 فبراير/شباط.

وفي الآونة الأخيرة، زادت هيمنة الدولار في الاقتصاد العالمي، بفضل قوة الاقتصاد الأمريكي وتشديد السياسة النقدية وتزايد المخاطر الجيوسياسية. حيث أظهرت دراسة أجراها مركز الجغرافيا الاقتصادية التابع للمجلس الأطلسي العام الماضي أن الدولار الأمريكي لا يزال عملة الاحتياطي الرئيسية في العالم، ولم يتمكن اليورو أو دول البريكس من تقليل الاعتماد العالمي عليه.

مقالات مشابهة

  • الصين تشكو ترامب لدى التجارة العالمية وستهدد بتدابير مضادة
  • عاجل.. الصين تعتزم رفع دعوى قضائية على الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية
  • خبير: ترامب يعتقد أن مجموعة البريكس تشكل خطر علي الهيمنة الاقتصادية ال
  • ترامب يهدد مجموعة “بريكس” إذا فكرت في استبدال الدولار
  • روسيا تقلل من تهديدات ترامب ضد بريكس
  • ترامب يُهدد دول البريكس في حالة تغيير العملة الرسمية: «فرض جمارك بنسبة 100%»
  • الولايات المتحدة ستلتزم مجموعة بريكس الالتزام بعدم إطلاق عملة جديدة
  • ترامب يوجه رسالة إلى الدول الأعضاء في مجموعة بريكس.. ما هي
  • ترامب يهدد دول بريكس برسوم جمركية إذا تخلت عن الدولار
  • تقارير أمريكية: الولايات المتحدة تتقهقر اقتصاديا أمام “بريكس”