بوابة الوفد:
2024-12-22@18:15:48 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٣)

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

طرحنا فى المقالات السابقة عدة تساؤلات حول تأثير توسع تجمع البريكس على العلاقات مع الغرب بوجه عام، والولايات المتحدة بوجه خاص؟ وهل من الممكن أن يكون تجمع بريكس فى يوم من الأيام ندًا للتجمعات الاقتصادية الغربية، سواء G–7 أو G–20؟

وفى ضوء ما تطرحه الإدارة الأمريكية بالتقليل من أن يكون بريكس منافسًا يضعف الولايات المتحدة، ووصفت التجمع بأنه يضم مجموعة شديدة التنوع، تضم دولًا صديقة وكذلك خصومًا ومنافسين كما هو الآن بين الصين والهند.

كذلك فإن التباينات تبدو واضحة بين القدرات الاقتصادية لدول التجمع الجديد، وبقبول عضوية ست دول جديدة فى مجموعة بريكس أربع منها تنتمى إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن هذا يثير مجموعة تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات مع الولايات المتحدة بوجه خاص، وعلى الرغم من القلق من إمكانية إضعاف قدرات الولايات المتحدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمى، فإن هذا القلق لم يكن واضحًا على المستوى الرسمى الأمريكى. وبوجه عام، فقد يضخم ذلك طموح بكين المعلن فى أن تتزعم الجنوب العالمى، خاصة فى ظل عوامل داخلية وخارجية فى الولايات المتحدة تعزز نفوذ القوى المناوئة لها، مثل الأزمات الاقتصادية العالمية، وصعود اليمين الشعبوى فى الداخل الأمريكى الذى يريد التركيز على الداخل أكثر من التعاون مع الخارج، ما يضطر حلفاء أمريكا ودول العالم الأخرى إلى اللجوء للبحث عن بدائل. وفى هذه الحالة تمثل الصين والهند خيارًا مناسبًا للغاية لهذه الدول؛ لذا فإن السيناريوهات المحتملة أمام الولايات المتحدة الأمريكية:

الأول: قد تسعى واشنطن، وخاصة من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها، إلى محاولة تفجير تكتل بريكس من الداخل عبر التركيز على التباينات بين الدول الأعضاء. الثانى: يمكن أن تستخدم واشنطن احتياج بعض الدول لها من أجل مساومتها على حدود ومحدودية الدور داخل تجمع بريكس.الثالث: قد تدفع المخاوف الأمنية من النفوذ المتزايد لتجمع بريكس الولايات المتحدة إلى تعميق التعاون الأمنى مع حلفائها وشركائها والتوسع فى التحالفات الاستراتيجية.الرابع: قد تتجه الولايات المتحدة إلى التركيز على تعزيز قدرتها التنافسية الاقتصادية من خلال الاستثمار فى البحث والتطوير، والابتكار والتعليم، والبنية التحتية، كما قد تعمل على التفاوض على اتفاقيات مع دول خارج مجموعة بريكس. وما نؤكد عليه، والذى من المفترض أن يكون قيد الدراسة، أن بين الدول المؤسسة لبريكس، خلافات أكثر مما بينها من التوافقات، ولكن تجمعها مشتركات كثيرة فى الوقت ذاته، والخلافات لا تمنع التعاون المثمر بينها، للتخلص من هيمنة أمريكا والغرب على الاقتصاد العالمى، وإيجاد هيكل اقتصادى ومالى وتجارى بديل، كبداية ومرحلة أولية، لكن تضخيم دور هذه المنظمة فى الاقتصاد العالمى أمر سابق لأوانه؛ لأن الطريق سيكون محفوفا بالمخاطر، التى ستسببها الولايات المتحدة، لكسرها وتفتيتها عبر السيناريوهات المطروحة سابقًا. فسعى كل من الصين وروسيا والهند على تأسيس هذه المنظمة هو تأمين الموارد إضافة إلى فتح الأسواق فى الدول المنضمة إليها، أو التى ستنضم مستقبلا، بالإضافة إلى خطط الصين الطموحة فى (الحزام والطريق). هذه المنظمة إذا ما كتب لها التوسع والنجاح ستشكل نقلة نوعية فى النظام العالمى، وستكون الأساس فى إيجاد عالم متعدد القيادات، بقطبين متنافسين، وتنقل ثقل التنمية والتطور إلى الجنوب وتنزع من الشمال بدرجة ما الهيمنة التى استمرت لفترة طويلة..

وهذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء اللّه.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية ٣ تجمع البريكس الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية لتايوان

بكين- يمانيون

أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، عن استيائها من المساعدات العسكرية الأمريكية المستمرة لتايوان وقدمت احتجاجا صارما لواشنطن.

وأكدت أن تلك المساعدات تنتهك بشكل خطير مبدأ “الصين الواحدة” وسيادتها ومصالحها الأمنية.

ونشرت وزارة الخارجية الصينية بيانا لها، فجر اليوم الأحد، قالت فيها: “وافقت الولايات المتحدة مرة أخرى على مساعدات عسكرية ومبيعات الأسلحة لمنطقة تايوان الصينية. وهذا ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وخاصة بيان 17 أغسطس 1982”.

وتابعت الخارجية الصينية في بيانها أن هذا الأمر “يشكل انتهاكا صارخا لالتزام قادة الولايات المتحدة بعدم دعم استقلال تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للغاية إلى القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان. وتدين الصين بشدة هذا القرار وتعارضه بشدة، وتقدمت باحتجاجات جدية على الفور إلى الولايات المتحدة”.

ولفت البيان الصيني إلى أن قضية تايوان تؤثر على المصالح الأساسية للصين واصفة إياها بأنها “الخط الأحمر” في العلاقات الصينية الأمريكية الذي لا يمكن تجاوزه.

وكان البيت الأبيض قد أعلن، أول أمس الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 571 مليون دولار، حيث طلب بايدن من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تسهيل إرسال مواد وخدمات عسكرية لدعم تايوان.

وكانت وزارة الدفاع التايوانية قد أعلنت وصول أول شحنة من دبابات “أبرامز” أمريكية الصنع، حيث تسلمت الجزيرة 38 دبابة، وذلك لأول مرة منذ 30 عاما، حيث لم تتسلم تايبيه دبابات جديدة من واشنطن منذ عام 1994.

ويشار إلى أن العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية الصينية وجزيرة تايوان انقطعت، في العام 1949، بعد أن انتقلت قوات الكومنتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيك، التي هُزمت في الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، إلى تايوان.

في وقت تعتبر الصين الجزيرة ذات الحكم الذاتي جزءا لا يتجزأ من أراضيها متوعدة باستعادتها بالقوة إن لزم الأمر، كما أن بكين نرفض أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.

 

 

مقالات مشابهة

  • الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية لتايوان
  • الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما .. لا ينبغي أن تديرها الصين
  • الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
  • QNB: التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ في عام 2025
  • الرئيس السيسي عن البريكس: أي تعاون مع مصر فيه استفادة للطرف الآخر
  • الصين تنتقد أمريكا بسبب جوانتانامو
  • صناعة الشيوخ: قمة الثماني أكدت قدرة مصر على مواجهة التحديات العالمية
  • سيارتو يوضح سبب استثناء الولايات المتحدة لـ "غازبروم بنك" من العقوبات