بوابة الوفد:
2024-10-05@16:04:52 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٣)

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

طرحنا فى المقالات السابقة عدة تساؤلات حول تأثير توسع تجمع البريكس على العلاقات مع الغرب بوجه عام، والولايات المتحدة بوجه خاص؟ وهل من الممكن أن يكون تجمع بريكس فى يوم من الأيام ندًا للتجمعات الاقتصادية الغربية، سواء G–7 أو G–20؟

وفى ضوء ما تطرحه الإدارة الأمريكية بالتقليل من أن يكون بريكس منافسًا يضعف الولايات المتحدة، ووصفت التجمع بأنه يضم مجموعة شديدة التنوع، تضم دولًا صديقة وكذلك خصومًا ومنافسين كما هو الآن بين الصين والهند.

كذلك فإن التباينات تبدو واضحة بين القدرات الاقتصادية لدول التجمع الجديد، وبقبول عضوية ست دول جديدة فى مجموعة بريكس أربع منها تنتمى إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن هذا يثير مجموعة تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات مع الولايات المتحدة بوجه خاص، وعلى الرغم من القلق من إمكانية إضعاف قدرات الولايات المتحدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمى، فإن هذا القلق لم يكن واضحًا على المستوى الرسمى الأمريكى. وبوجه عام، فقد يضخم ذلك طموح بكين المعلن فى أن تتزعم الجنوب العالمى، خاصة فى ظل عوامل داخلية وخارجية فى الولايات المتحدة تعزز نفوذ القوى المناوئة لها، مثل الأزمات الاقتصادية العالمية، وصعود اليمين الشعبوى فى الداخل الأمريكى الذى يريد التركيز على الداخل أكثر من التعاون مع الخارج، ما يضطر حلفاء أمريكا ودول العالم الأخرى إلى اللجوء للبحث عن بدائل. وفى هذه الحالة تمثل الصين والهند خيارًا مناسبًا للغاية لهذه الدول؛ لذا فإن السيناريوهات المحتملة أمام الولايات المتحدة الأمريكية:

الأول: قد تسعى واشنطن، وخاصة من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها، إلى محاولة تفجير تكتل بريكس من الداخل عبر التركيز على التباينات بين الدول الأعضاء. الثانى: يمكن أن تستخدم واشنطن احتياج بعض الدول لها من أجل مساومتها على حدود ومحدودية الدور داخل تجمع بريكس.الثالث: قد تدفع المخاوف الأمنية من النفوذ المتزايد لتجمع بريكس الولايات المتحدة إلى تعميق التعاون الأمنى مع حلفائها وشركائها والتوسع فى التحالفات الاستراتيجية.الرابع: قد تتجه الولايات المتحدة إلى التركيز على تعزيز قدرتها التنافسية الاقتصادية من خلال الاستثمار فى البحث والتطوير، والابتكار والتعليم، والبنية التحتية، كما قد تعمل على التفاوض على اتفاقيات مع دول خارج مجموعة بريكس. وما نؤكد عليه، والذى من المفترض أن يكون قيد الدراسة، أن بين الدول المؤسسة لبريكس، خلافات أكثر مما بينها من التوافقات، ولكن تجمعها مشتركات كثيرة فى الوقت ذاته، والخلافات لا تمنع التعاون المثمر بينها، للتخلص من هيمنة أمريكا والغرب على الاقتصاد العالمى، وإيجاد هيكل اقتصادى ومالى وتجارى بديل، كبداية ومرحلة أولية، لكن تضخيم دور هذه المنظمة فى الاقتصاد العالمى أمر سابق لأوانه؛ لأن الطريق سيكون محفوفا بالمخاطر، التى ستسببها الولايات المتحدة، لكسرها وتفتيتها عبر السيناريوهات المطروحة سابقًا. فسعى كل من الصين وروسيا والهند على تأسيس هذه المنظمة هو تأمين الموارد إضافة إلى فتح الأسواق فى الدول المنضمة إليها، أو التى ستنضم مستقبلا، بالإضافة إلى خطط الصين الطموحة فى (الحزام والطريق). هذه المنظمة إذا ما كتب لها التوسع والنجاح ستشكل نقلة نوعية فى النظام العالمى، وستكون الأساس فى إيجاد عالم متعدد القيادات، بقطبين متنافسين، وتنقل ثقل التنمية والتطور إلى الجنوب وتنزع من الشمال بدرجة ما الهيمنة التى استمرت لفترة طويلة..

وهذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء اللّه.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية ٣ تجمع البريكس الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

محافظ القاهرة يضع إكليلًا من الزهور على مقابر شهداء المنطقة العسكرية

وضع د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة يرافقه اللواء أركان حرب عبد المعطي عبد العزيز علام قائد المنطقة المركزية العسكرية ، واللواء طارق راشد مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة إكليلًا من الزهور على مقابر شهداء المنطقة العسكرية بالخفير وقراءة الفاتحة على أرواحهم الزكية، وذلك احتفالا بالذكرى الـ ٥١ لإنتصارات حرب أكتوبر المجيدة.

يوم الـسادس من أكتوبر سيظل شاهداً على قوة وعزيمة الإرادة المصرية وبطولة أبنائها البواسل من القوات المسلحة، فى الحفاظ على وحدة أرضها وعزة وكرامة شعبها


وأكد محافظ القاهرة أن يوم الـسادس من أكتوبر سيظل شاهداً على قوة وعزيمة الإرادة المصرية وبطولة أبنائها البواسل من القوات المسلحة، فى الحفاظ على وحدة أرضها وعزة وكرامة شعبها لتظل قواتنا المسلحة وجيشنا درعًا وسيفًا للوطن فى الحرب وسواعد للبناء والتنمية فى السلم .


وأشار محافظ القاهرة إلى أن هذا العبور العظيم سيظل مبعثًا للفخر والاعتزاز ببطولات رجالًا أعلو قيم التضحية والعطاء من أجل رفعة الوطن.

وكان قد عقد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة اجتماعًا مع السفير عاطف سالم المنسق العام للمنتدى الحضرى العالمى لمتابعة تحضيرات محافظة القاهرة لاستضافة مصر للمنتدى الحضرى العالمى فى دورته الثانية عشر "WUF12"، خلال الفترة من ٤-٨  نوفمبر المقبل بالتعاون مع "الهابيتات" ، وذلك بحضور الدكتورة رانيا هداية، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وأحمد رزق مدير مكتب الهابيتات بالقاهرة، و اللواء يحيى الأدغم السكرتير العام لمحافظة القاهرة، وعدد من قيادات المحافظة.
شهد الاجتماع عرضًا للمقترحات الخاصة بالزيارات الميدانية والسياحية التي ستنظمها محافظة القاهرة لضيوف مصر المشاركين في المنتدي من الوزراء وكبار الشخصيات الدولية والوفود المشاركة، وكذلك مقترح الفاعليات التى سيتم تنفيذها قبل وخلال المؤتمر.
وأكد د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة على حرص المحافظة على تقديم كل الدعم اللازم لاخراج محافظة القاهرة بالصورة المطلوبة والتي تليق بمصر والجهود التي حققتها الدولة خلال السنوات الماضية.
الجدير بالذكر أنها المرة الاولي منذ أكثر من 20 عامًا ، التي يعود فيها المنتدى الحضرى العالمى الي القارة الافريقية حيث تم عقد المنتدى الاول فى نيروبى عام 2001  .
ويعتبر المنتدى مؤتمرًا دوليًا مخصصًا للقضايا الحضرية، وينظمه برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية،  ويتم عقده كل عامين، ويأتي كثاني أهم منتدى علي أجندة الإمم المتحدة بعد مؤتمر قمة المناخ.
ويمكن لمن يرغب في حضور المنتدى التسجيل على الموقع الرسمى للمنتدى : https://wuf.unhabitat.org/wuf12 قبل موعد غلق باب التسجيل فى 30 اكتوبر 2024.

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يضع إكليلًا من الزهور على مقابر شهداء المنطقة العسكرية
  • مسؤول أمريكي: الصين ترفض التعاون مع الولايات المتحدة بشأن أزمة اليمن
  • لافروف: أكرانيا تُدرب الإرهابيين في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية
  • وزارة الخارجية تبرز دور مصر الرائد في منظومة الأمم المتحدة
  • "الخارجية" تبرز إسهام مصر الرائد في العلاقات السياسية والاقتصادية متعددة الأطراف بدورة الجنوب العالمى
  • وزارة الخارجية تبرز إسهام مصر الرائد في العلاقات السياسية والاقتصادية متعددة الأطراف
  • الصين تصعق الولايات المتحدة بموقفها من الحوثيين في اليمن!
  • الصين ترفض دعوات الولايات المتحدة للتعاون في أزمة الحوثيين
  • زعماء 30 دولة يشاركون في قمة «بريكس»
  • «دبي الإنسانية» تستضيف قادة المراكز العالمية