بوابة الوفد:
2024-11-21@19:23:01 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٣)

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

طرحنا فى المقالات السابقة عدة تساؤلات حول تأثير توسع تجمع البريكس على العلاقات مع الغرب بوجه عام، والولايات المتحدة بوجه خاص؟ وهل من الممكن أن يكون تجمع بريكس فى يوم من الأيام ندًا للتجمعات الاقتصادية الغربية، سواء G–7 أو G–20؟

وفى ضوء ما تطرحه الإدارة الأمريكية بالتقليل من أن يكون بريكس منافسًا يضعف الولايات المتحدة، ووصفت التجمع بأنه يضم مجموعة شديدة التنوع، تضم دولًا صديقة وكذلك خصومًا ومنافسين كما هو الآن بين الصين والهند.

كذلك فإن التباينات تبدو واضحة بين القدرات الاقتصادية لدول التجمع الجديد، وبقبول عضوية ست دول جديدة فى مجموعة بريكس أربع منها تنتمى إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن هذا يثير مجموعة تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات مع الولايات المتحدة بوجه خاص، وعلى الرغم من القلق من إمكانية إضعاف قدرات الولايات المتحدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمى، فإن هذا القلق لم يكن واضحًا على المستوى الرسمى الأمريكى. وبوجه عام، فقد يضخم ذلك طموح بكين المعلن فى أن تتزعم الجنوب العالمى، خاصة فى ظل عوامل داخلية وخارجية فى الولايات المتحدة تعزز نفوذ القوى المناوئة لها، مثل الأزمات الاقتصادية العالمية، وصعود اليمين الشعبوى فى الداخل الأمريكى الذى يريد التركيز على الداخل أكثر من التعاون مع الخارج، ما يضطر حلفاء أمريكا ودول العالم الأخرى إلى اللجوء للبحث عن بدائل. وفى هذه الحالة تمثل الصين والهند خيارًا مناسبًا للغاية لهذه الدول؛ لذا فإن السيناريوهات المحتملة أمام الولايات المتحدة الأمريكية:

الأول: قد تسعى واشنطن، وخاصة من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها، إلى محاولة تفجير تكتل بريكس من الداخل عبر التركيز على التباينات بين الدول الأعضاء. الثانى: يمكن أن تستخدم واشنطن احتياج بعض الدول لها من أجل مساومتها على حدود ومحدودية الدور داخل تجمع بريكس.الثالث: قد تدفع المخاوف الأمنية من النفوذ المتزايد لتجمع بريكس الولايات المتحدة إلى تعميق التعاون الأمنى مع حلفائها وشركائها والتوسع فى التحالفات الاستراتيجية.الرابع: قد تتجه الولايات المتحدة إلى التركيز على تعزيز قدرتها التنافسية الاقتصادية من خلال الاستثمار فى البحث والتطوير، والابتكار والتعليم، والبنية التحتية، كما قد تعمل على التفاوض على اتفاقيات مع دول خارج مجموعة بريكس. وما نؤكد عليه، والذى من المفترض أن يكون قيد الدراسة، أن بين الدول المؤسسة لبريكس، خلافات أكثر مما بينها من التوافقات، ولكن تجمعها مشتركات كثيرة فى الوقت ذاته، والخلافات لا تمنع التعاون المثمر بينها، للتخلص من هيمنة أمريكا والغرب على الاقتصاد العالمى، وإيجاد هيكل اقتصادى ومالى وتجارى بديل، كبداية ومرحلة أولية، لكن تضخيم دور هذه المنظمة فى الاقتصاد العالمى أمر سابق لأوانه؛ لأن الطريق سيكون محفوفا بالمخاطر، التى ستسببها الولايات المتحدة، لكسرها وتفتيتها عبر السيناريوهات المطروحة سابقًا. فسعى كل من الصين وروسيا والهند على تأسيس هذه المنظمة هو تأمين الموارد إضافة إلى فتح الأسواق فى الدول المنضمة إليها، أو التى ستنضم مستقبلا، بالإضافة إلى خطط الصين الطموحة فى (الحزام والطريق). هذه المنظمة إذا ما كتب لها التوسع والنجاح ستشكل نقلة نوعية فى النظام العالمى، وستكون الأساس فى إيجاد عالم متعدد القيادات، بقطبين متنافسين، وتنقل ثقل التنمية والتطور إلى الجنوب وتنزع من الشمال بدرجة ما الهيمنة التى استمرت لفترة طويلة..

وهذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء اللّه.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية ٣ تجمع البريكس الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله

الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله

مقالات مشابهة

  • تأملات قرآنية
  • الولايات المتحدة تقرر نشر قوات أمريكية في اليمن بناء على طلب دولة خليجية!!
  • الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله
  • مندوب الصين بمجلس الأمن: الولايات المتحدة تواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة
  • إكسيد تكشف عن الجيل الجديد من السيارات الكهربائية خلال القمة العالمية للمستخدمين 2024 في الصين
  • "إس آند بي" تحذر من فقاعة ديون في الولايات المتحدة
  • تلفزيون "بريكس": الملتقى الأول للقيم العريقة بموسكو يعزز الروابط الثقافية بين الأعضاء
  • خمسا المساعدات لأوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة.. وهذه أكبر الدول الداعمة لكييف
  • صعيد أمريكي: هل تُهدد الولايات المتحدة العلاقات التركية بتصريحات حول حماس؟
  • شراكة بين «العالمية للاقتصاد الأخضر» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي