انطلقت اليوم، محاضرات الدورة التدريبية الدولية الرابعة لأعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية تحت عنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، حيث عقدت المحاضرة الأولى للدكتور عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا سابقًا وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بعنوان: "المسئولية في إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي"، وبحضور الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب.


وفي محاضرته رحب الدكتور عبد الله النجار بمنسوبي اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي وبزملائهم المصريين المشاركين في الدورة، مؤكدًا أن هذه الدورات غاية في الأهمية ففيها يتم تبادل الرؤى والخبرات، مقدمًا الشكر لوزير الأوقاف ذلكم العالم الذي ابتكر طرقًا ومسارات جديدة في مجال الدعوة إلى الله (عز وجل)، وارتقى بالأئمة والواعظات عقليًّا وفكريًّا، فهو من المخلصين في الدعوة إلى الله (عز وجل) فكان على ثغر عظيم في هذا المجال فخاض حربًا ضد من يتاجرون بالدين بغية مصالح دنيوية، موضحًا أن الزيادة في طلب العلم أمر دعا إليه الإسلام، قال تعالى: "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، مبينًا أن آيات الله في الكون تترا ولا يوجد في آراء الفقهاء ولا في كتبهم ما يدل على التعامل معها وإنما وردت المبادئ والقواعد التي ترشد إلى التعامل مع هذه الأمور وما يستجد منها.

وأكد أن موضوع الفضاء الإلكتروني غاية في الأهمية، وأصبح حقيقة واقعة، وسلوكًا يمارس بما ينطوي عليه من وسائل مستجدة، وإن ممارسته يمكن أن تترتب عليها أمور أو نتائج، منها: النافع، وهذا لا يثير تساؤلًا فيما يتعلق بثماره، ومنها: الضار، وهو الذي يثير مشكلات فادحة فيما بين الفاعلين والمضرورين؛ لأن الضرر فيه ليس محصورًا بنوع معين أو مصلحة محددة، ولكنه يجتاح عددًا من المصالح المفردة أو المركبة، وقد يصل إلى حد سلب الحياة، أو التعدي على الأعراض والأموال والأديان والحضارات الإنسانية في أماكن وجودها، ومن المؤكد أن المساءلة في تلك الحالة لها ملابسات تستوجب الملاءمة بين الضرر والتعويض، ومراعاة الظروف الدولية وإجراءات التنفيذ، وينبغي على الإعلامي الحصيف أن يكون على دراية بكل ذلك.

وأشار إلى أن الاستخدام الرشيد لهذا الفضاء ليس أمرًا سهلًا، وأن الفضاء الإلكتروني مساحة إعلامية ضخمة ومفتوحة، والاستثمار الأمثل للفضاء الإلكتروني يحتاج إلى مزيد من التدريب والجهد، فالإنسان يعرف الفضائل كلها ويعترف بها إلا أن الالتزام بها هو الشيء الذي لا تجده عند الجميع وقد لفت الله نظرنا لهذا الأمر في قصة ابني آدم (عليه السلام )في قوله تعالى: "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، فمن قتل يعرف جيدًا أن القتل حرام ولكنه رغم ذلك قتل أخاه، ومن هنا يتبين لنا أن إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أمر يحتاج إلى مقاومة وجهد حتى نصل بأنفسنا إلى الاستخدام الرشيد لهذه المواقع والاستثمار الأمثل إعلاميًّا للفضاء الإلكتروني.


وفي محاضرته أكد الدكتور أحمد بهي الدين على أهمية الاستفادة من الاستثمارات الثقافية، خاصة لمن يقومون بمهمة مخاطبة الآخرين في عالم سريع التغير، مع أهمية مراعاة المصطلحات وتغيرها عبر العصور والثقافات، وأنه لابد من الاهتمام بثقافتنا الأصيلة في حياتنا اليومية، مع اعتبار التنوع بينها وبين الثقافات الأخرى، وأن المرء ينبغي أن يتنبه في تعامله مع الثقافات الأخرى، حيث إن من البلاغة تخير اللفظ في حسن الإفادة، فنتخير أنماط الحديث عند التعامل مع الثقافات الأخرى.


وأشار إلى أن التنوع الإنساني قيمة اعتبرها الدين الإسلامي، فالإسلام يدرك اختلاف طبائع الناس واختلاف اللغات واللهجات، والدين لا يخالف الثقافة، بل يدعو لنشر الثقافات والقيم الراقية، يقول الله (عز وجل): "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ".
كما أكد أنه لابد أن نقف على كل موضوع أو فكرة قبل الحديث عنها من الأساس في وجود أشخاص أصحاب ثقافات تخالف ثقافتنا، فنعتمد على القيم النبيلة المشتركة فيما بيننا، فنحن في حاجة إلى الاهتمام بما يجمع ولا يفرِّق وأن نهتم بالجوهر بدلا من المظهر.


وأوضح، أننا في حاجة إلى استثمار ثقافتنا وتراثنا وليس محاربته، إذ إن ثقافتنا انتجت أنماطًا من السياقات الشعبية المتنوعة، والثقافة العربية في الماضي كان لها أنماط عديدة لا بد من فهمها فهمًا جيدًا.
وقد وفر الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي زخمًا من المعلومات عن الثقافات الأخرى للشعوب التي يجب أن نغتنمها في توطيد علاقات وخلق فرص من التناغم والعيش المشترك، فأصبح من السهل معرفة طبائع الناس ومعتقداتهم ومقدساتهم.

376222725_804344885036504_5677678400882528308_n 378178180_804344965036496_844119860495837147_n

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التعاون الاسلامي الأوقاف الفضاء الإلكتروني اخلاقيات الفضاء الإلکترونی التعامل مع

إقرأ أيضاً:

إعلامية: وكيل زيزو في الإمارات للتفاوض مع العين

كشفت الإعلامية مي حلمي، عن تواجد وكيل اعمال زيزو في الإمارات للتفاوض مع العين الإماراتي. 

وكتبت مي حلمي من خلال حسابها الشخصي إنستجرام: “وكيل أعمال زيزو من الامس متواجد في الامارات للتفاوض مع نادي العين بيع او حتي لو علي سبيل الاعارة لفترة كأس العالم للاندية والنادي يفكر يرفض، ومازال الضغط مستمر من قبل الوكيل للموافقة علي اخذ اللاعب”. 

فجر الإعلامي مهيب عبد الهادي لجماهير القلعة البيضاء، مفاجأة بشأن احتمالية توقيع زيزو عقود رسمية مع نادي خليجي.

وكتب مهيب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: “مندوب نادي خليجي حضر القاهرة بالأمس.. هناك جلسة مع زيزو عقب مباراة بيراميدز .. المسئول عاوز يوقع عقود رسمية معاه وينضم نهاية الموسم بالمجان".

مقالات مشابهة

  • “مياه الفيوم” تعقد ورشة عمل بالتعاون مع شركة النمكي للاستشارات الهندسية
  • روسيا تتهم الولايات المتحدة بالسعي لتحويل الفضاء إلى ساحة مواجهة عسكرية
  • الدكتور محمد مهنا: تعدد الطرق الصوفية يعكس قدرات الناس في إدراك الحقيقة الإلهية
  • الدكتور أحمد نبوي: سيرة حضرة سيدنا النبي نموذج للتربية بالقدوة الحسنة
  • شاب يقتل شقيقته ويصيب الأخرى بطلق ناري بسبب عريس
  • إعلامية: وكيل زيزو في الإمارات للتفاوض مع العين
  • هنو: إطلاق تطبيق "كتاب" لتعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب
  • غرفة البصات تعلق حركة السفر من ميناء عطبرة إلى الولايات الأخرى
  • معرض بغداد الدولي.. استثمار حقيقي أم دعاية إعلامية؟
  • "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني".. ختام الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم