جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-20@00:33:38 GMT

متى يتقدم العرب؟

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

متى يتقدم العرب؟

 

حمد بن سالم العلوي

يبدأ تقدم العرب عندما يشعر المواطن العربي، أنَّه يخدم وطنًا قوميًا الجميع فيه سواء، وأنَّ الوطن وطنه هو وعشيرته وأهله من أبناء جلدته، وليس وطن أناس غرباء، وهو محض شريك لهم، أو هو مجرد أجير في هذا الوطن.

البعض يشعر أنه مجرد أجير في وطنه، أو أنه أحد السكان الذين يدفعون الضرائب في نهاية كل شهر، لذلك أصبح الانتماء للأوطان ضعيفًا إلى أمد بعيد، فهذا الأمر يشكل عائقًا كبيرًا في نهضة الأوطان العربية؛ فالتطور في المجتمعات العربية يحتاج إلى عقيدة راسخة، وشعور قوي بالانتماء إليه، وأيضًا من الجانب الآخر يتوجب على الحكومات العربية، أن تُشعر هذا المواطن بأنه جدير بالاحترام والتقدير، وجدير بالثقة وتحمل المسؤولية؛ فهناك اختلاف كبير في وجهات النظر، وذلك بين الدول والشعوب العربية، فهناك من يُخوّن الآخر، والمواطن دائمًا يشكو الحكومة، ويتهمها بأنها لا تعطي له التقدير المُناسب.

وبالنظر إلى الحقوق والواجبات، كذلك تجد اختلافا شاسعا وواسعا في الفهم بين الحكومة والناس، فلذلك تجد هذا المواطن يعمل بالتوقيت اليومي، فينتهي عهد الولاء والطاعة، بانتهاء يوم العمل، ثم لا شيء بعد ذلك.

هذا الحال هو الشائع في العالم العربي، على طول الجغرافيا العربية وعرضها، فالماسك بالوظيفة يتقمص شخصية المسؤول وقداسته، كما هو يتصورها وليس كما هو بالفعل، فيضفي على نفسه جلباب السُلطة، ويمسك بالوظيفة مسكة فرعونية تربصية، فإذا أتاه المراجع لا ينظر إليه نظرة صاحب الحق، أو كما يفرض الواجب على الموظف والمسؤول في خدمة المراجع، وتذليل الصعاب أمامه، فهو يفعل ذلك لأنَّ المراجع مجرد "رقم" لا أكثر، فقد يحسب له ذلك الرقم كإنجاز، أو يحسب عليه كتقصير في نهاية اليوم، وهو يُلزم المراجع به، فيأمره بسحب رقم من الجهاز المركون عند الباب، فيلتغي بموجب ذلك الرقم اسمك وقدرك كإنسان.. ووقتك كذلك، فتتحول إلى مجرد رقم في طابور الانتظار، فالجيد من بعض الموظفين، أنهم يقدرون لك دورك، وذلك عندما ينادي عليك بالجهاز الآلي، وهذا الجهاز مربوط بزر في يد الموظف، فبعضهم يشغل نفسه بأي شيء آخر، إلا مسألة الضغط على ذلك الزر.

وهناك صنف من الموظفين، يستغل الوظيفة العامة أو حتى الخاصة، لكسب منفعة شخصية له، فهناك من يتكتم على طريقة تكسبه "اللامشروع" وربما يوظِّف طرفا ثالثا للقيام بالمهمة، وهو يفعل ذلك زيادة في الحذر حتى لا ينكشف أمره، وفي بعض الدول العربية، يكون التكسب علنًا، ودون أية مواربة أو خجل، أو خوف من مساءلة، وقد تضفى عليه الشرعية، بأن الدول الأخرى غنية، ودولتهم فقيرة، وربما يفعلون ذلك بالنظر إلى ضعف حوافز التقاعد، أو ضعف الرقابة، وقد نستبعد مؤقتًا الضوابط الذاتية، وذلك بالنظر إلى غياب الضمير، وضعف الوازع الديني والأخلاقي.

في البلاد العربية، يكتم المتقاعد تقاعده، لأنه يتحاشى أن يخبر أحدًا أنَّه متقاعد، حتى لا يتعرض للإهانة والإهمال، ولأن الناس ينظرون إلى المتقاعد نظرة سلبية، وهم يفعلون ذلك في ظل عدم الاهتمام بالمتقاعدين، وكأن لسان حالهم يقول "لو أُريد احترامه، لجعلت له الدولة تقديرًا وشأنًا"، بما يتناسب ويليق بمقامه، ولرأينا ذلك عمليًا، وعلنًا في المناسبات العامة، والاستقبالات الرسمية، فقد أصبح المتقاعد العربي حكمًا بشريًا عليه، بعلة تسمى "مُت.. قاعدًا" أو حتى نائمًا أو مضطجعًا.. لكن لا تمت وافقًا، فذلك يُخيف البعض، كما أخاف موت نبي الله سليمان بن داود- عليه السلام- الجن وهو ميت واقفًا.

أما هذا الحال في الدول المتقدمة، فإنَّ الموظف، يخدم الناس، على أساس أن الوظيفة تكليف وليست سُلطة، إلا بالقدر الذي تخوله تنفيذ عمله الرسمي، فإذا أتاه المراجع قام بتأدية الواجب المطلوب منه باتجاهه، وذلك بوازع من ضمير حي، أو بوازع من محاسبة ذلك المراجع له، لأنه إذا ما راح يشكوه لممثله في برلمان الدولة، أو مجلس النواب، فإنه سيتعرض الموظف للمساءلة والعقاب، وقد يصل الأمر إلى دفع تعويض مادي، وقد تصل المحاسبة والمساءلة إلى رئيس الوحدة، وربما يفقد الرئيس الوظيفة إذا وُجد أنه مقصّر في الإشراف والمراقبة، أو تأهيل العاملين.

والموظف في الدول المتقدمة يظل يحسب الساعات والأيام، حتى يصل إلى يوم التقاعد، فهو يخرج إلى التقاعد لكي يحصل على وظيفة استشارية، وبراتب أفضل، وساعات عمل أقل، إضافة إلى امتيازات وتخفيضات في الأسعار، واحترام أكبر كونه يمثل خبرة كبيرة لأنه متقاعد، وبلده تجعل للمتقاعد تقديرا واهتماما، ويمكن أن يبتعث كخبير في بلاد أخرى، فيمثل بلده ويستفيد ماديًا ومعنويًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تؤكد على وحدة ليبيا واستعدادها لدعم الحلول المستدامة

"نؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة الدولة وسلامة أراضيها،  وأن يكون الليبيون هم أصحاب القرار في العملية السياسية." بهذه الكلمات شدد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، على موقف الجامعة من الأزمة الليبية خلال لقائه مع السفير ريتشارد نورلاند، المبعوث الأمريكي إلى ليبيا.

تريزيجيه يقود الريان أمام الهلال في النخبة الأسيوية

جاء اللقاء الذي عقد في مقر الجامعة العربية، لبحث آخر التطورات في ليبيا والتشاور حول سبل حلحلة الأزمة. وأكد زكي على أن الجامعة العربية تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، مشدداً على أهمية تنفيذ إرادة الشعب الليبي عبر صندوق الانتخاب.

وأشار زكي إلى أن الجامعة العربية على استعداد دائم لمرافقة الليبيين في مساعيهم لإيجاد الحلول المناسبة لأزمتهم. و قدم زكي شرحاً شاملاً حول جهود الجامعة العربية في الأشهر الأخيرة، والتي تضمنت اتصالات مع مختلف الأطراف الليبية، بهدف تقريب وجهات النظر وتوحيد المؤسسات

من جانبه، قدم السفير نورلاند استعراضاً للجهود الأمريكية في ليبيا، مؤكداً حرصه على التشاور والتنسيق مع الجامعة العربية، والاستماع إلى تقييمها لمساعي تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة في ليبيا.

تجسد هذه الزيارة أهمية التعاون الدولي والإقليمي في معالجة القضايا المعقدة في ليبيا، حيث تسعى جامعة الدول العربية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، إلى تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.

دور الجامعة في ملف

تعد جامعة الدول العربية من أبرز المنظمات الإقليمية التي تسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية، ومن بين الملفات الشائكة التي تتعامل معها الجامعة هو الملف الليبي. منذ اندلاع الأزمة الليبية في عام 2011، لعبت الجامعة دورًا محوريًا في محاولة إيجاد حلول سلمية للنزاع المستمر.

الجهود الدبلوماسية

عملت الجامعة العربية على تنظيم العديد من الاجتماعات واللقاءات بين الأطراف الليبية المتنازعة، بهدف تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول توافقية. على سبيل المثال، عقدت الجامعة اجتماعات ثلاثية في القاهرة بين رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي.

 

الدعم السياسي

قدمت الجامعة العربية دعمًا سياسيًا للحكومة الليبية المعترف بها دوليًا، وسعت إلى تعزيز شرعيتها على الساحة الدولية. كما دعمت الجامعة جهود الأمم المتحدة في ليبيا، وعملت على تنسيق المواقف العربية لدعم مبادرات السلام المختلفة.

 

التحديات

رغم الجهود المبذولة، تواجه الجامعة العربية تحديات كبيرة في الملف الليبي. من أبرز هذه التحديات هو الانقسام الداخلي بين الدول الأعضاء حول كيفية التعامل مع الأزمة، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية التي تعقد من إمكانية الوصول إلى حل ليبي-ليبي. كما أن الجامعة تفتقر إلى أدوات الضغط الفعالة على الأطراف المتنازعة، مما يجعل تأثيرها محدودًا في بعض الأحيان.

الآفاق المستقبلية

تستمر الجامعة العربية في مساعيها لتحقيق الاستقرار في ليبيا، مع التركيز على دعم الانتخابات البرلمانية والرئاسية كخطوة نحو إنهاء حالة الجمود السياسي. كما تسعى الجامعة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى لتحقيق هذا الهدف.

يظل دور جامعة الدول العربية في الملف الليبي حيويًا، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية والسياسية، هناك أمل في أن تسهم الجامعة في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.

مقالات مشابهة

  • 114 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الدول العربية واليابان سنويًا
  • لحام: على الدول العربية الانضمام إلى حلف عسكريّ موحد لحلّ القضية الفلسطينية
  • قفزة سعودية.. ترتيب العرب على المؤشر الأممي لتطور الحكومات الإلكترونية
  • وزارة التخطيط: العراق يعدّ الأقل بظاهرة الطلاق بين الدول العربية
  • ما هي أكثر الدول العربية استهلاكاً للبن؟ .. السودان في القائمة
  • اللجنة العربية الإسلامية بشأن وقف الحرب على غزة تجتمع في عمّان غدا
  • نورلاند: الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية تتشارك الالتزام بوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها
  • الجامعة العربية تبحث مع واشنطن سبل حل الأزمة الليبية
  • جامعة الدول العربية تناقس الوضع السائد في ليبيا
  • الجامعة العربية تؤكد على وحدة ليبيا واستعدادها لدعم الحلول المستدامة