بوابة الوفد:
2025-03-09@21:58:57 GMT

فرنسا الاستعمارية أم بلد الحريات؟

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

منذ الطفولة والشباب نتلقى فى تعليمنا ونتابع فى إعلامنا مصطلحات نرددها كالببغاوات ولا نعلم منها إلا القشور، ولم يخطر ببالنا ونحن نقرأ فى مادة التاريخ فى الصف السادس الابتدائى عن الحملة الفرنسية على مصر أن لها أهدافًا سامية، ناهيك عن المعارك التى خاضوها ضد العزل من أبناء شعبنا والتى تلاها تدنيس الأزهر الشريف واقتحامه بالخيل وإقامة المحاكمات لإعدام الثوار والوطنيين أمثال عمر مكرم وغيره من أبناء شعبنا العظيم.

لا أنسى أحد أسئلة امتحان الصف السادس الابتدائى عام 1979 فى مادة التاريخ والذى يقول: كانت الحملة الفرنسية نورا ونارا على مصر..صف هذه العبارة؟

والنور الذى يقصدونه هو اكتشاف حجر رشيد عن طريق العالم الفرنسى شامبليون، الذى لازال يحمل اسمه أهم شوارع القاهرة، اما النار فحدث ولا حرج، ولكن جهابذة وضع الامتحانات وقتها جعلوا نصف السؤال إشادة بالحملة والنصف الآخر ذمًّا بها

ولم يحرم إعلامنا من عرض مسلسل الأيام لأديبنا وعالمنا ووزير معارفنا الدكتور طه حسين فى العام مرتين، لنسمع منه ونرى من خلال الأحداث كم كانوا يصورون باريس على أنها عاصمة النور والحرية، وكنا ننبهر ونحن نقرأ عن إرسال بعثات تنويرية إلى باريس،  وعلى رأسها عالمنا الكبير رفاعة الطهطاوى، وكنا نحلم وقتها بزيارة هذه المدن والعاصمة باريس لنستمتع بالحرية والثقافة والتحرر، ولا نعلم وقتها أن التاريخ كان يكتب بمداد المؤرخين لرصد الجولات الاستعمارية لبلد الحريات داخل دول أفريقيا، وكيفية استعباد أهلها وسرقة خيراتها واستغلال الشعوب وتعيين مندوبين ساميين تحت إمرة ملوك فرنسا المتتابعين.

والآن وبعد مرور مئات السنين على سياستها الاستعمارية، ظن العالم أن هذه الشعوب حصلت على حرياتها ونالت استقلالها، ولكن وجدنا احتلالًا من نوع آخر يكرس وجودها الاستعمارى حين التزمت فرنسا الصمت أثناء الانقلاب الذى قام به الحنرال نجيما  عندما أطاح بالرئيس بونجو بتعليمات فرنسية، رغم أن نجيما أحد أقرباء بونجو ومتّهم فى قضايا فساد مالى مع نحو ٤٠ من عائلة بونجو.

باختصار قد يتضح كما تقول المعارضة أن يصبح الانقلاب مكسبًا لفرنسا التى كانت علاقتها قد توترت مع الرئيس على بونجو بسبب قيام الأخير بتوسيع نطاق شركاء الجابون الغنية بالنفط بدول أخرى غير فرنسا، منها الصين. ربما ما يدلّ على ذلك هو ردّ الفعل الفرنسى المناقض لموقفها المتشدد من انقلاب النيجر قبل شهرين من الآن، والذى يدعم تدخلًا عسكريًا من مجموعة «الإيكواس» لإسقاط الانقلاب وإعادة الرئيس النيجيرى المعزول محمد بازوم بالقوة للسلطة، إذ اكتفت فى انقلاب الجابون بالمطالبة على استحياء  بالالتزام بالشرعية، وفى مقابل عنصرية فرنسا وجد العالم مطالبه حاسمة من الصين لا تقبل التأويل أو التراخى، للحفاظ على حياة الرئيس بونجو، الذى سمح للصين أن تكسر حدة الاحتكار الفرنسى داخل دولته.

هذه هى فرنسا قديما وحديثا، وهذا هو الاتحاد الأوروبى الذى يغض الطرف عن عنصرية فرنسا مقابل اقتسام باقى الكعكة الافريقية على باقى دوله، ولتبقى  حقوق الإنسان والحريات كبروج ذهبية أو فص ألماس على ثيابه يرتديها عندما يريد خلخلة أنظمة عربية ويخلعها عندما يتغلغل داخل أروقة أفريقيا للبحث عن الألماس والذهب واليورانيوم والمزيد من كل الثروات الطبيعية الأفريقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق يوسف الحملة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

رمضان في مصر.. ذكريات جميلة وطقوس متجددة عبر العصور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضيف خفيف، يحترمه ويرحب به الصغار والكبار، كل واحد حسب قدرته، لم يقل لا لأحد قط، لم يضع شروطاً لطريقة استقباله، نستقبله بفانوس صغير من الشموع، فانوس خشبي، صفيح، بلاستيك، نحاس، مع أو بدون لمبة، نعلق عليه زينة بسيطة وفرناها من مصروفنا البسيط، أو زينة فخمة وغالية، لا تهمه الشكليات، المهم أن يتأكد أن قلوبنا سعيدة به وبخطوته العزيزة.

عرضت قناة "إكسترا نيوز"، تقريرا بعنوان «رمضان في مصر.. ذكريات جميلة وطقوس متجددة عبر العصور»، فالشوارع تتغير رائحتها وروحها فجأة بمجرد قدومه، بشكل لا نجده في أي شهر آخر من شهور السنة، كما حلوياته موجودة في أي وقت، لكن الطلب عليها تاريخي خلال أيامه المباركة.

في رمضان أيضا، تجتمع الأسر وكل من تمنعهم ظروفه من لقاء الأقارب والأصدقاء والأحباب، ويزور الناس بعضهم ويهنئون بعضهم بقدوم الضيف ويفرحون، وكل واحد حسب استطاعته.

وذكر التقرير، أنه شهر كريم يزيد الرزق معه، وكل الناس يستقبلونه بالشكل الذي يليق به، وقبل الإفطار يستعد كل شارع بمائدة رحمن عليها ما لذّ وطاب، ويقف الشباب في الطرق لتوزيع عصير وبلح على المواطنين الذين يسابقون الزمن للحاق بلمة العائلة بعد يوم طويل في العمل والمواصلات.

وتعرف الأم جيدا كيف تقسم وقتها على مدار اليوم بينما تعد ملحمة حقيقية من جميع أنواع الطعام من محمر ومشمر وحلو وخشاف، لتجهز مائدة الإفطار قبل أذان المغرب بدقائق.

ولا يفوت الصائمين اللحظات الاستثنائية التي ينتظر فيها الجميع أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت وأدعية وابتهالات النقشبندي وفزورة أمل فهمي في الراديو، وفوازير عم فؤاد وجدو عبده وفطوطة ونيللي وشريهان وبوجي وطمطم، ومسلسلات رمضان التي تخلو فيها كل الشوارع ما إن يحين وقتها ويحل الليل.

وتمتلئ الشوارع والأزقة من جديد بالناس الطيبين الذين ينزلون لإكمال جهدهم والذين ينزلون للقاء أحبائهم في المقاهي في سهرة لطيفة في وجبات التراويح في الحسين والمساجد التي تمتلئ بالمصلين الذين يذكرون ويصلون سراً أو يجرونهم بدعاء لطيف ليس لهم فقط بل لرب العالمين.
 

مقالات مشابهة

  • “الحريات النيابية” تكشف آخر التطورات على مذكرة العفو العام
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • وزير فرنسي يكشف مفاجأة: باريس تستغل أموال روسية بقيمة 195 مليون يورو
  • شريف عامر لـ«كلم ربنا»: «أنا متأكد أن الله يحبني جدًا»
  • رمضان في مصر.. ذكريات جميلة وطقوس متجددة عبر العصور
  • نشاط رعوي مكثف للمراحل التعليمية بـ باريس وشمالي فرنسا
  • زياد السيسي يحصد برونزية كأس العالم لسلاح السيف بإيطاليا
  • رابطة: مشروع قانون الإضراب بالمغرب يعمّق أزمة البطالة مهددا الحريات النقابية
  • انطلاق اليوم الثاني لكأس العالم لسلاح الشيش بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • داخل غرفة زجاجية.. شاهد رحّال كويتي مُعلّق بأعالي الجبال في فرنسا