بوابة الوفد:
2025-01-03@07:38:37 GMT

فرنسا الاستعمارية أم بلد الحريات؟

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

منذ الطفولة والشباب نتلقى فى تعليمنا ونتابع فى إعلامنا مصطلحات نرددها كالببغاوات ولا نعلم منها إلا القشور، ولم يخطر ببالنا ونحن نقرأ فى مادة التاريخ فى الصف السادس الابتدائى عن الحملة الفرنسية على مصر أن لها أهدافًا سامية، ناهيك عن المعارك التى خاضوها ضد العزل من أبناء شعبنا والتى تلاها تدنيس الأزهر الشريف واقتحامه بالخيل وإقامة المحاكمات لإعدام الثوار والوطنيين أمثال عمر مكرم وغيره من أبناء شعبنا العظيم.

لا أنسى أحد أسئلة امتحان الصف السادس الابتدائى عام 1979 فى مادة التاريخ والذى يقول: كانت الحملة الفرنسية نورا ونارا على مصر..صف هذه العبارة؟

والنور الذى يقصدونه هو اكتشاف حجر رشيد عن طريق العالم الفرنسى شامبليون، الذى لازال يحمل اسمه أهم شوارع القاهرة، اما النار فحدث ولا حرج، ولكن جهابذة وضع الامتحانات وقتها جعلوا نصف السؤال إشادة بالحملة والنصف الآخر ذمًّا بها

ولم يحرم إعلامنا من عرض مسلسل الأيام لأديبنا وعالمنا ووزير معارفنا الدكتور طه حسين فى العام مرتين، لنسمع منه ونرى من خلال الأحداث كم كانوا يصورون باريس على أنها عاصمة النور والحرية، وكنا ننبهر ونحن نقرأ عن إرسال بعثات تنويرية إلى باريس،  وعلى رأسها عالمنا الكبير رفاعة الطهطاوى، وكنا نحلم وقتها بزيارة هذه المدن والعاصمة باريس لنستمتع بالحرية والثقافة والتحرر، ولا نعلم وقتها أن التاريخ كان يكتب بمداد المؤرخين لرصد الجولات الاستعمارية لبلد الحريات داخل دول أفريقيا، وكيفية استعباد أهلها وسرقة خيراتها واستغلال الشعوب وتعيين مندوبين ساميين تحت إمرة ملوك فرنسا المتتابعين.

والآن وبعد مرور مئات السنين على سياستها الاستعمارية، ظن العالم أن هذه الشعوب حصلت على حرياتها ونالت استقلالها، ولكن وجدنا احتلالًا من نوع آخر يكرس وجودها الاستعمارى حين التزمت فرنسا الصمت أثناء الانقلاب الذى قام به الحنرال نجيما  عندما أطاح بالرئيس بونجو بتعليمات فرنسية، رغم أن نجيما أحد أقرباء بونجو ومتّهم فى قضايا فساد مالى مع نحو ٤٠ من عائلة بونجو.

باختصار قد يتضح كما تقول المعارضة أن يصبح الانقلاب مكسبًا لفرنسا التى كانت علاقتها قد توترت مع الرئيس على بونجو بسبب قيام الأخير بتوسيع نطاق شركاء الجابون الغنية بالنفط بدول أخرى غير فرنسا، منها الصين. ربما ما يدلّ على ذلك هو ردّ الفعل الفرنسى المناقض لموقفها المتشدد من انقلاب النيجر قبل شهرين من الآن، والذى يدعم تدخلًا عسكريًا من مجموعة «الإيكواس» لإسقاط الانقلاب وإعادة الرئيس النيجيرى المعزول محمد بازوم بالقوة للسلطة، إذ اكتفت فى انقلاب الجابون بالمطالبة على استحياء  بالالتزام بالشرعية، وفى مقابل عنصرية فرنسا وجد العالم مطالبه حاسمة من الصين لا تقبل التأويل أو التراخى، للحفاظ على حياة الرئيس بونجو، الذى سمح للصين أن تكسر حدة الاحتكار الفرنسى داخل دولته.

هذه هى فرنسا قديما وحديثا، وهذا هو الاتحاد الأوروبى الذى يغض الطرف عن عنصرية فرنسا مقابل اقتسام باقى الكعكة الافريقية على باقى دوله، ولتبقى  حقوق الإنسان والحريات كبروج ذهبية أو فص ألماس على ثيابه يرتديها عندما يريد خلخلة أنظمة عربية ويخلعها عندما يتغلغل داخل أروقة أفريقيا للبحث عن الألماس والذهب واليورانيوم والمزيد من كل الثروات الطبيعية الأفريقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق يوسف الحملة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

تقرير- عدن تتصدر قائمة الانتهاكات التي طالت الحريات الصحفية خلال 2024 وصنعاء ثانيًا

قال مرصد الحريات الإعلامية، إنه وثق 98 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال العام المنصرم 2024م.

وذكر المرصد إن الانتهاكات تنوعت بين (الإعدام، والاعتقال، والاعتداء، والتهديد، والاحتجاز، والمحاكمات غير القانونية) وكان أبرزها اعتراف تنظيم القاعدة بإعدام الصحفي محمد المقري، الذي ظل مختفيًا في سجونها لأكثر من تسع سنوات، مما شكل صدمة لأسرته التي كانت تأمل في الإفراج عنه أو معرفة مصيره.

وأضاف المرصد أنه وثق 15 حالة اعتقال، و6 حالات احتجاز مؤقت لصحفيين قبل الإفراج عنهم، و3 حالات اعتداء، و17 حالة تهديد، بالإضافة إلى 40 حالة استجواب ومحاكمات أمام جهات غير مختصة، أبرزها إصدار محكمة حوثية حكمًا بالإعدام على الصحفي طه المعمري ومصادرة ممتلكاته دون سند قانوني.

كما أشار إلى استهداف المؤسسات الإعلامية بـ 6 انتهاكات، من بينها قصف إذاعتي "ريمة" و"الحديدة FM" من قبل طيران أمريكي، و9 انتهاكات أخرى.

وعن الجهات المتورطة في الانتهاكات اتهم المرصد3 الحكومة اليمنية والأطراف المتحالفة معها (في اشارة للمجلس الانتقالي الجنوبي) بـارتكاب 57 انتهاكًا، تلتها جماعة الحوثي بـ27 انتهاكًا. كما تم توثيق 3 انتهاكات من قبل نافذين، وانتهاك واحد نفذه تنظيم القاعدة، وانتهاكين من الطيران الأمريكي، و3 انتهاكات نفذتها جهات مجهولة، و5 انتهاكات من أطراف أخرى.

ووفقًا للتقرير تصدرت عدن القائمة بـ 27 انتهاكًا، تلتها صنعاء بـ 25 انتهاكًا، ثم تعز 14 حالة انتهاك، و9 انتهاكات في كل من حضرموت ومأرب، و7 انتهاكات في شبوة، وانتهاكين في الحديدة، وحالة واحدة في كل من المهرة، البيضاء، ريمة، ذمار، وعمران.

وأكد التقرير أن استمرار الإفلات من العقاب يُشجع على تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين في اليمن، حيث يتم الزج بهم في قضايا خطيرة دون أدلة أو محاكمات عادلة، مشيراً إلى تسخير السلطات الأمنية والقضائية لخدمة الأطراف المتنازعة، ما أدى إلى تجاوز القوانين المحلية والمعاهدات الدولية المتعلقة بحرية الصحافة وحقوق الإنسان.

وأشار المرصد إلى أنه وثق خلال السنوات العشر الماضية، ما يقارب 2600 انتهاك ضد الصحفيين في اليمن، وكان الحوثيون الأكثر انتهاكًا لحرية الصحافة بـ 1,881 انتهاكًا، شملت حجب أكثر من 200 موقع إخباري (ببنها موقع مأرب برس)، مما جعل المناطق الخاضعة لسيطرتها خالية من الإعلام المستقل أو المعارض. تلتها الحكومة اليمنية التي أصبحت مناطقها محفوفةً بالمخاطر بعدد 342 انتهاكًا.

ودعا المرصد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الضغط على الحوثيين للإفراج عن الصحفيين المختطفين والمختفين قسرًا (وحيد الصوفي، ومحمد الحطامي، ونبيل السداوي، ومحمد المياحي)، والحكومة الشرعية للإفراج عن الصحفيين (ناصح شاكر، وأحمد ماهر)، مؤكدا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، واحترام المواثيق الدولية لضمان بيئة آمنة للصحفيين في اليمن.

مقالات مشابهة

  • منها«شلالات اللهب وبئر الجحيم».. 8 أماكن غريبة لا يصدقها عقل حول العالم
  • التركة الاستعمارية: عقائدُ صفوية في استثناء السودان من قبل الإنجليز (1-2)
  • هل يجوز تأخير الصلاة عن موعدها المحدد؟.. أمين الفتوى يجيب
  • خلال 2024.. تقرير يوثق 98 انتهاكا ضد الحريات الإعلامية في اليمن
  • فرنسا: اعتقال 136 شخصا في باريس و”إحراق” سيارتي شرطة
  • تقرير- عدن تتصدر قائمة الانتهاكات التي طالت الحريات الصحفية خلال 2024 وصنعاء ثانيًا
  • غزة المنسيِّة
  • جيوبنا التي لم يمسّها السيسي
  • تعزيز الشفافية وضمان الحريات.. تعديل قانون الإجراءات الجنائية| فيديو
  • فرنسا: تأمين باريس بـ 10 آلاف من عناصر الشرطة خلال احتفالات العام الجديد