بوابة الوفد:
2024-11-26@21:49:34 GMT

فرنسا الاستعمارية أم بلد الحريات؟

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

منذ الطفولة والشباب نتلقى فى تعليمنا ونتابع فى إعلامنا مصطلحات نرددها كالببغاوات ولا نعلم منها إلا القشور، ولم يخطر ببالنا ونحن نقرأ فى مادة التاريخ فى الصف السادس الابتدائى عن الحملة الفرنسية على مصر أن لها أهدافًا سامية، ناهيك عن المعارك التى خاضوها ضد العزل من أبناء شعبنا والتى تلاها تدنيس الأزهر الشريف واقتحامه بالخيل وإقامة المحاكمات لإعدام الثوار والوطنيين أمثال عمر مكرم وغيره من أبناء شعبنا العظيم.

لا أنسى أحد أسئلة امتحان الصف السادس الابتدائى عام 1979 فى مادة التاريخ والذى يقول: كانت الحملة الفرنسية نورا ونارا على مصر..صف هذه العبارة؟

والنور الذى يقصدونه هو اكتشاف حجر رشيد عن طريق العالم الفرنسى شامبليون، الذى لازال يحمل اسمه أهم شوارع القاهرة، اما النار فحدث ولا حرج، ولكن جهابذة وضع الامتحانات وقتها جعلوا نصف السؤال إشادة بالحملة والنصف الآخر ذمًّا بها

ولم يحرم إعلامنا من عرض مسلسل الأيام لأديبنا وعالمنا ووزير معارفنا الدكتور طه حسين فى العام مرتين، لنسمع منه ونرى من خلال الأحداث كم كانوا يصورون باريس على أنها عاصمة النور والحرية، وكنا ننبهر ونحن نقرأ عن إرسال بعثات تنويرية إلى باريس،  وعلى رأسها عالمنا الكبير رفاعة الطهطاوى، وكنا نحلم وقتها بزيارة هذه المدن والعاصمة باريس لنستمتع بالحرية والثقافة والتحرر، ولا نعلم وقتها أن التاريخ كان يكتب بمداد المؤرخين لرصد الجولات الاستعمارية لبلد الحريات داخل دول أفريقيا، وكيفية استعباد أهلها وسرقة خيراتها واستغلال الشعوب وتعيين مندوبين ساميين تحت إمرة ملوك فرنسا المتتابعين.

والآن وبعد مرور مئات السنين على سياستها الاستعمارية، ظن العالم أن هذه الشعوب حصلت على حرياتها ونالت استقلالها، ولكن وجدنا احتلالًا من نوع آخر يكرس وجودها الاستعمارى حين التزمت فرنسا الصمت أثناء الانقلاب الذى قام به الحنرال نجيما  عندما أطاح بالرئيس بونجو بتعليمات فرنسية، رغم أن نجيما أحد أقرباء بونجو ومتّهم فى قضايا فساد مالى مع نحو ٤٠ من عائلة بونجو.

باختصار قد يتضح كما تقول المعارضة أن يصبح الانقلاب مكسبًا لفرنسا التى كانت علاقتها قد توترت مع الرئيس على بونجو بسبب قيام الأخير بتوسيع نطاق شركاء الجابون الغنية بالنفط بدول أخرى غير فرنسا، منها الصين. ربما ما يدلّ على ذلك هو ردّ الفعل الفرنسى المناقض لموقفها المتشدد من انقلاب النيجر قبل شهرين من الآن، والذى يدعم تدخلًا عسكريًا من مجموعة «الإيكواس» لإسقاط الانقلاب وإعادة الرئيس النيجيرى المعزول محمد بازوم بالقوة للسلطة، إذ اكتفت فى انقلاب الجابون بالمطالبة على استحياء  بالالتزام بالشرعية، وفى مقابل عنصرية فرنسا وجد العالم مطالبه حاسمة من الصين لا تقبل التأويل أو التراخى، للحفاظ على حياة الرئيس بونجو، الذى سمح للصين أن تكسر حدة الاحتكار الفرنسى داخل دولته.

هذه هى فرنسا قديما وحديثا، وهذا هو الاتحاد الأوروبى الذى يغض الطرف عن عنصرية فرنسا مقابل اقتسام باقى الكعكة الافريقية على باقى دوله، ولتبقى  حقوق الإنسان والحريات كبروج ذهبية أو فص ألماس على ثيابه يرتديها عندما يريد خلخلة أنظمة عربية ويخلعها عندما يتغلغل داخل أروقة أفريقيا للبحث عن الألماس والذهب واليورانيوم والمزيد من كل الثروات الطبيعية الأفريقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق يوسف الحملة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

النهضة الكروية في المغرب.. نافذة على التقدم الشامل للبلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حقق المغرب فى السنوات الأخيرة ثورة مهمة فى المجال الكروى جعلته يحتل مركز الصدارة على مستوى منافسات الرجال والسيدات وأيضا الفئات السنية، ولم يكن ذلك أبداً ضربة حظ بل نتاج خطة أعدت قبل سنوات وفقاً لتوجيهات العاهل المغربى محمد السادس الذى يقدم منذ توليه سدة الحكم دعماً قويا للرياضة المغربية، رؤية حققت أهدافها وباتت تنعكس على حاضر ومستقبل الكرة المغربية.

يعتقد البعض أن البداية كانت عندما حقق أسود الأطلس تألقا عالميا ببلوغ المنتخب نصف النهائى فى مونديال قطر 2022 وفوزه بالمركز الرابع متخطيا بذلك أكبر الفرق الأوروبية، لكن المنتخب الحالى لم يقم إلا بإعادة أمجاد المنتخب المغربى فى مونديال مكسيكو 1986، حيث كان أول منتخب أفريقى وعربى يصل إلى الدور الثاني، حدث كروى تألق فيه ألمع اللاعبين المغاربة مثل حارس المرمى الاستثنائى بادو زاكي، ميرى كريمو، محمد تيمومي، عزيز بودربالة، عبدالمجيد الظلمى وغيرهم..، لذلك يمكننا القول أن المنتخب المغربى الحالى هو استمرار لإرث تاريخى لكنه تجاوز سقف التوقعات وكتب فصلاً متفرداً فى تاريخ كرة القدم المغربية والأفريقية.

يعتمد المغرب على أساليب القوة الناعمة لتثبيت مكانته على الصعيد العالمي، وكان للكرة المغربية دور بارز فى ذلك، حيث إن الطفرة الكبيرة التى حصلت لها، ساهمت فى منح المغرب وجاهة دولية جعلته يحظى بثقة المؤسسات الكروية الدولية والظفر بشرف تنظيم عدة محافل قارية وعالمية تأتى فى مقدمتها بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاماً وكأس الأمم الأفريقية للسيدات 2022، كأس العالم للأندية، كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال.

من الشخصيات التى لعبت دوراً محورياً فى تطوير الكرة المغربية، فوزى لقجع، أصغر رئيس فى تاريخ الجامعة المغربية لكرة القدم، اسم يهز عالم الإدارة الرياضية، صاحب رؤية واضحة غيرت خريطة كرة القدم العربية والأفريقية، من أبرز الداعمين لمشروع "أكاديمية محمد السادس لكرة القدم"، هذا الاستثمار المهم الذى حقق نتائج مبهرة، تم تأسيسه سنة 2007 بمبادرة من الملك محمدالسادس،  بهدف تنمية المواهب الكروية الشابة، هذه الأكاديمية ذات المواصفات العالمية تجمع بين الرياضة والدراسة، تعتمد على أحدث التجهيزات وأهم الشراكات مع أكبر المدربين العالميين، كلفت المغرب 16.8 مليون دولار، وتمتد على مساحة 30 هكتارا، تستوعب 60 طالباً تتراوح أعمارهم بين 12 و18سنة، تحتوى على 3 مستويات تعليمية، مجمع سكنى للطلاب، مطاعم وأماكن ترفيهية، ساهمت فى تكوين عدد كبير من اللاعبين الموهوبين الذين أصبحوا نجوماً فى المحافل الدولية أبرزهم عزالدين أوناحى لاعب مارسيليا الفرنسي، المهاجم يوسف النصيرى لاعب إشبيلية الإسبانى والمدافع نايف أكرد لاعب ويستهام الإنجليزي.

النهضة الكروية فى المغرب، هذا النموذج الذى يحتذى به فى أفريقيا والعالم العربي، ليس مجرد إنجاز رياضى مشرف يجسد التحول العميق فى نهج الرياضة فى المغرب، بل هو نافذة على التقدم الشامل الذى تعرفه المملكة المغربية فى مختلف المجالات.

*كاتبة وإعلامية مغربية

مقالات مشابهة

  • فاروق فلوكس: الصدفة لعبت دور حاسم في التحاقي بالتمثيل
  • يا وزير اسرع كرم عمر الجزلى وهو حى يرزق قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلى
  • النهضة الكروية في المغرب.. نافذة على التقدم الشامل للبلاد
  • نداء للبرهان وحميدتى
  • يواجهون أكبر ظاهرة نزوح في العالم.. ماذا يحدث داخل السودان الآن؟
  • نقابة ترفض مشروع قانون الإضراب تعتبره"تضييقا خطيرا" على الحريات في مذكرة سلمتها للسكوري
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • سيف على رقاب الجميع
  • التشخيص المبكر يحمى من جلطة القلب 
  • الكاتب المعروف بوعلام صنصال يفضح النظام الجزائري أمام العالم والرئيس الفرنسي يطالب بمعرفة مصيره